بحث قديم جدا وجدته مخزنا علي جوجل نقلته كما هو بدون أي تعديل عليه
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الرحمان الرحيم، مالك يوم الدين، اللهم اجعلني من الموحدين الخالصين، الذين ليس في قلوبهم دخن ولا شبهة، واجعلني من المتبعين لنبيك الحبيب صلي الله عليه وسلم .
اللهم إني أعوذ بك من شر ما أحدثته شياطين الإنس مما تعجز عنه شياطين الجن في دينك الذي أنزلته علي قلب رسولك الأمين .
اللهم إياك أعبد ، فأعني علي عبادتك وحدك، عبادة خالصة ، لا رياء فيها ولا شرك .
وإياك أستعين ، فأعني علي اتباع هدي رسولك الكريم ، ونبذ ما عداه من المذاهب والآراء والأهواء .
اللهم لك الحمد علي تمام الدين ،
قال تعالي : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " المائدة : 3 .
وعن طارق بن شهاب قال: قالت اليهود لعمر: آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداًَ، قال: أي آية ؟، قال: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم جمعة .
فدين الإسلام قد كمل وشهد رب الناس علي ذلك، وأنزله كلاما متلواً في كتابه إلي أن تقوم الساعة، فالحمد لله الذي لم يجعلنا في حيرة من أمرنا، بل أتم لنا شرعه، أمره ونهيه، لم يدعنا لم يراه هذا وما يحبه ذاك، إنما أكمل الدين، وحسدنا علي ذلك اليهود، وبل وأعلمونا أنهم يحسدوننا علي ذلك !!
هم قتلة الأنبياء والرسل ،
هم عبدة العجل ،
هم الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله ،
هم الذين قالوا: سمعنا وعصينا، بلا تردد ولا وجل ،
هم الذين قالوا لنبيهم: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ،
هم الذين قالوا: إن الله فقير ونحن أغنياء !!
ومع هذا السفه كله عرفوا قدر ديننا ونبينا عليه الصلاة والسلام .
ولك الحمد علي بيان الدين ،
قال تعالي في كتابه الحكيم: " يبين الله لكم أن تضلوا " ،
فهو سبحانه يبين لنا أمور ديننا كي لا نضل كما ضل من قبلنا، كي لا يكون لنا حجة عنده سبحانه وتعالي بعد هذا البيان ،
قال تعالي: " يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم "، النساء : 26 .
فهذه هي إرادة التبيين من الله سبحانه ،
أراد أن يبين لنا ما أراده منا ،
أراد أن يبين لنا ما حرمه علينا ،
وأراد أن يبين لنا ما أمرنا به، من عبادات، ومعاملات، وآداب، .........
فرب هذا العالم الذي خلق السماوات والأرض، والإنس والجن، والهواء والماء، الذي يخرج الزرع من الحب، وينزل من السماء ماء، ويخرج الحي من الميت، ويخرج لبنا خالصا من بين فرث ودم، الذي يسير السحاب، الذي يعلم ما في الأرحام، الذي خلق الموت والحياة، الذي يبعث الخلق بعد موتهم وتحللهم، الذي بيده مقاليد كل شيء سبحانه وتعالي، يخبر عن نفسه أنه يريد أن يبين لنا !!
فهل بعد بيانه بيان ؟؟
فكل ما أراد سبحانه أن يأمر به أمر به ،
وكل ما أراد سبحانه أن ينهي عنه نهي عنه ،
وكل ما لم يرد فيه أمراً ولا نهياً سكت عنه ،
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( دعوني ما تركتكم، إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) .
فهذا هو دين الإسلام:
1ـ أوامر من الله ،
2ـ ونواهي من الله ،
3ـ ومسكوت عنه، أمرنا ألا نسأل عنه .
ولك الحمد علي محمد رسولك الأمين صلي الله عليه وسلم، الذي أنعمت به علينا إتماما لنعمة البيان ،
قال تعالي: " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم " ،
وقال تعالي: " وما أنزلنا إليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه " ، فالنبي صلي الله عليه وسلم إنما بعثه الله سبحانه ليبين للناس ما أنزله الله في كتابه، بياناً عملياً، ليفهم كل إنسان، الكبير والصغير، الرجل والمرأة، الحر والعبد، الأمي والقاريء .
فإذا قال الله تعالي: " وامسحوا برؤسكم "، سيفهم منها المسلمون أن المطلوب منهم ضمن أعمال الوضوء أن يمسحوا رؤسهم، ولكن الفهم يختلف من إنسان لآخر، ويتدخل الفهم اللغوي، والنفس، والهوى، والشيطان، وتفترق الأمة المسلمة إلي فرق كثيرة، كل فرقة منهم تمسح الرأس بطريقة تختلف عن الفرقة الأخرى !!
مع أن الوضوء واحد، والآية التي أمرت بالمسح واحدة !!
أنظر لتحب محمدا صلي الله عليه وسلم:
قالت ناس: الباء في اللغة حرف جر لأربعة عشر معني، منها الإلصاق والاستعانة والتبعيض وغيرها ،
ثم اختلفوا:
فقال ناس هي للإلصاق أو الاستعانة، فيجزيء في المسح شعرة واحدة، فرد عليه آخر قائلاً: لا بل ثلاث شعرات !!
أما من قالوا بالتبعيض فاختلفوا أيضاً:
فقال ناس منهم يمسح ثلث الرأس، وقال ناس بل يمسح ربع الرأس !!
علي خلاف بينهم في حجم الكف بالنسبة للرأس !!!
فأصبح المسح فيه حتى الآن أربع أقوال، في نفس الوضوء، في نفس الدين، ولاحظ أن هذه الأقوال الأربعة لم تتطرق لعدد مرات المسح ولا كيفيته !!
فإلى كم قول يمكن أن نصل ؟؟
فكيف ستمسح رأسك إذا قمت تتوضأ للصلاة ؟؟
فالمسح الآن: شعرة وثلاث شعرات وربع الرأس وثلث الرأس .
فهل هذا هو البيان الذي ذكر الله سبحانه أنه أراده وأرسل رسوله صلي الله عليه وسلم من أجله ؟؟
اترك الآن هذه السبل واستمع إلي النور، إلي البيان الذي أراده الله سبحانه وتعالي، انظر إلي فهم محمد صلي الله عليه وسلم لكلام ربه:
جاء رجل فقال لعبد الله بن زيد وهو جد عمرو بن يحيى: أتستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ؟، فقال عبد الله بن زيد: نعم، فدعا بماء فأفرغ على يديه فغسل مرتين، ثم مضمض واستنثر ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه .
كيف فعل رسول رب العباد الذي بعثه الله سبحانه مبيناً لمراده سبحانه ؟؟
مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه .
هذا هو المسح الذي أراده الله سبحانه في الوضوء للصلاة، وما عداه لهو ولعب، ولو كان مسح الشعرة أو الثلاث أو ربع الرأس أو ثلثها من الدين في شيء لبينه محمد صلي الله عليه وسلم .
والدليل أن كل هذه الأقوال باطلة أن الله سبحانه وتعالي قال: " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً " ،
ولا اختلاف أكبر من هذا، فدل هذا علي أنه ليس من عند الله سبحانه .
وانظر يرحمك الله إلى تعارض تلك الأقوال وتعقيدها، وسهولة نص حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه: مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه .
بيسر شديد بين لنا طريقة المسح وكيفيته وعدده !!
لا احتمالات، لا ظنون، لا تعقيد، لا خلاف، لا فرقة .
هل فهمت الآن معني قوله تعالي: " فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لداً " ؟؟ مريم : 97 .
هل فهمت معني قوله تعالي: " ولقد يسرنا القراّن للذكر فهل من مدكر " ؟؟ القمر : 17 .
هل فهمت الآن معني قوله تعالي: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " ؟ الأنبياء : 107 .
فهذا هو البيان الذي جاء به رسول رب العالمين، وهذا هو التيسير الذي جاء به، في دين شهد الله سبحانه بتمامه وكماله ورضيه لعباده .
فكل مسألة من دين الله الذي هو دين الإسلام القول الفصل فيها لله ولرسوله، لا فلان، ولا رأي، ولا مذهب، ولا مرشد، ولا أمير، ولا جماعة .
وكل علوم الشرع المطهر ومسائله إنما تستمد أدلتها من الكتاب والسنة لا غير، وهذا بديهي، فكل علم مركب من جزيئات، وكل جزئية يفترض أن لها دليل من كتاب الله أو سنة نبيه صلي الله عليه وسلم .
أما ما قيل من غير دليل، أو بأدلة غير ثابتة فلا قيمة له، ليس هناك فرق أن يكون قاله هذا أو ذاك، فكل قـول بغـير دليل فهو كالريح مهما كان قائله .
وعلم أصول الفقه من العلوم الشرعية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالكتاب والسنة، بل ومن المفترض أنه يستمد قواعده وأدلته من الوحيين لا غير، أي أن كل مسألة من مسائله لابد أن يكون لها دليل واضح من الوحيين، لأننا بصدد التكلم عن الأصول التي هي بمثابة الأم للفروع .
وهذا العلم، أعني علم أصول الفقه، قد دخل عليه من آثار علوم الكلام والفلسفة والمنطق ما قد دخل على العلوم الشرعية الأخرى وأكثر، وهذا ليس غريباً، بل هو من الدين .
فقد أخبرنا رسول الله ( بالفتن التي ستحدث للأمة، وحذرنا من اتباع من قبلنا من الأمم في تحريف ديننا ،
عن شقيق عن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا عند عمر فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتنة ؟، قال: قلت: أنا أحفظه كما قال، قال: إنك عليه لجريء، فكيف ؟، قال: قلت: فتنة الرجل في أهله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة، فقال عمر: ليس هذا ما أريد ولكني أريد التي تموج كموج البحر، قال: قلت: ليس عليك بها يا أمير المؤمنين بأس بينك وبينها باب مغلق، قال: فيكسر الباب أو يفتح ؟، قال قلت: لا بل يكسر، قال : ذلك أحري ألا يغلق أبداً، قال: قلت: أجل، فهبنا أن نسأله من الباب، فقلنا لمسروق: سله قال فسأله، فقال:عمر رضي الله عنه، قال: قلنا: فعلم عمر من تعني ؟ قال: نعم كما أن دون غد ليلة .
فهذا من أعلام النبوة، وفيه يخبر حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أن الباب الذي بين أمة محمد صلي الله عليه وسلم وبين الفتن التي تموج كموج البحر هو عمر رضي الله عنه، وبعد مقتله رضي الله عنه توالت الفتن علي الأمة كموج البحر فعلاً، وهذه الفتن بالتأكيد في دين هذه الأمة !!
وعن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ( لتتبعن سنن من قبلكم، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى ؟، قال: فمن ؟ ) .
فهذه نبؤة نبينا عليه السلام بأننا سنسير علي درب اليهود والنصاري .
تري في أي شيء ؟ ،
أترك الإجابة لخيالك !!
وانظروا إلي ما حدث في القرن الأول وأصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم متوافرون حاضرون ،
عن عياض بن عبد الله بن سعد عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر فيبدأ بالصلاة، فإذا صلى صلاته وسلم، قام فأقبل على الناس وهم جلوس في مصلاهم، فإن كان له حاجة ببعث ذكره للناس، أو كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها، وكان يقول: ( تصدقوا، تصدقوا، تصدقوا )، وكان أكثر من يتصدق النساء ثم ينصرف، فلم يزل كذلك حتى كان مروان بن الحكم، فخرجت مخاصراً مروان، حتى أتينا المصلى، فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبراً من طين ولبن، فإذا مروان ينازعني يده كأنه يجرني نحو المنبر، وأنا أجره نحو الصلاة، فلما رأيت ذلك منه قلت: أين الابتداء بالصلاة ؟، فقال: لا يا أبا سعيد قد ترك ما تعلم، قلت: كلا والذي نفسي بيده، لا تأتون بخير مما أعلم ثلاث مرار ثم انصرف .
هل رأيتم أيسر من ذلك ؟
إنه فقط قال: لا يا أبا سعيد قد ترك ما تعلم ،
أي أن هدي محمد لم يعد يصلح الآن، فالظروف السياسية يا أبا سعيد قد تغيرت، والشعب لم يعد يجلس ليسمع الخطبة، فرأينا أن نغير الدين الذي نزل به الروح الأمين، وهذا أمر يسير كما تري !!
تذكر هذه العبارة دائما إن كنت تريد أن تفهم أين نحن الآن: لا يا أبا سعيد قد ترك ما تعلم .
فهذا هو ما حدث، تدفقت الفتن بعد كسر الباب علي أمة الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم، فقتل عثمان رضي الله عنه،وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبينهما عدد من أصحاب بدر والعقبة والشجرة، نعم فتنن كموج البحر، تري هل ينتهي موج البحر ؟!
وقد تأثرت العلوم الشرعيه جميعها بهذه الفتن الكثيرة الكبيرة المتوالية، كثرت الجماعات والمذاهب والفرق ،
هؤلاء معتزلة ، وهؤلاء شيعة ، وهؤلاء خوارج ، وهؤلاء قدرية ، وهؤلاء مرجئة ، وهؤلاء أشاعرة ، وهذا أصولي ، وهذا فقيه ، وكل يدعي أنه علي الحق الذي لا شك فيه ، وأن من خالفه علي الباطل الذي لا شك فيه .
ومع نهاية القرن الثالث الهجري تغير شكل الأمة ، كل أهل الباطل في علو ، وأهل الحق ، أهل الحديث في انخفاض .
أحمد وعلي بن المديني ويحيي بن معين سجناء في الفتنة !!
والنسائي أبو الرحمان يقتل من آثار الضرب الشديد !!
ومحمد بن إسماعيل البخاري طريد في البلاد !!
ومالك يجلد بأمر الخليفة !!
أهل الحديث يقال عنهم زوامل ،
وأهل الاستدراك علي الله ورسوله يقال عنهم إمام الأئمة ، والإمام الأعظم وغيرها من الألقاب !!
ومحمد بن الحسن الشيباني صاحب الرأي ، الذي لا يخلو كتاب ضعفاء ومجروحين ومتهمين من ترجمته يجالس أمير المؤمنين !!
فأصحاب الحديث في حرب دائمة ضد الرأي والمذاهب والأهواء والبدع،فحياتهم معركة لا تنتهي، لا تنتهي إلا بخروج الروح من الجسد، رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين .
وتلفت لتري، لتنظر، لتعرف ،
هذا قائس ضال يقيس الفرج علي اليد ،
وهذا تائه يبحث في مسالك العلة ،
وهذا يهذي في تنقيح المناط،واطراد الحكم مع اطراد العلة ،
وهذا لا يقبل خبر الآحاد إلا في العمليات، أما العلميات فلا !!
هل تذكر هذا الحديث ؟؟
( لتتبعن سنن من قبلكم، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى ؟، قال: فمن ؟ ) .
إنه يدوي في الآذان يتكرر يتردد، تسمعه مئات المرات في اليوم الواحد !!
نعم والذي نفسي بيده، فعلناها وأكثر .
فالإسلام كله قد تأثر من أهل الرأي والكلام والفلسفة والمنطق، ولا زلنا نعاني من تبعات هذه العلوم التي تداخلت في ديننا وأصبحت واقعاً لا يمكن إنكاره أو تغييره ،
وإذا تكلمت ودعوت المسلمين إلي العودة إلي كتاب الله وسنة رسوله الأمين، تكاتفت ضدك جميع الأطراف، نعم كل الذين لم يتفقوا يوماً فيما بينهم اتفقوا الآن !!
فيقذفوك بالظاهرية وأنك تأخذ بظاهر النصوص، وكأن هذا جريمة، وهم يقولون في العقيدة أن تأخذ النصوص علي ظاهرها ما لم يصرفها دليل إلي معني آخر، فما الفرق بين العقيدة والعبادة إن كنتم صادقين ؟؟
فإن لم تفلح قالوا: خارجي من الخوارج، وأنك تكفر المسلمين، حكامهم وعلمائهم وعامتهم، وعند الله تلتقي الخصوم .
فإن لم تؤتي أكلها الخبيث قالوا: لم يدرس اللغة العربية ولا المعلقات السبع ولا شذرات الذهب ولا مغني اللبيب .........
وهكذا حرب لا تنتهي ، حتي تصل إلي أن يحصروك في شعب من الشعاب !!
المهم ألا تقوم للسنة قائمة، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
وعلم أصول الفقه الذي نحن بصدد مناقشة مسائل من مسائله ليس من علوم الفيزياء النووية، ولا من علوم الفضاء، ولكن يفترض فيه أنه علم شرعي، يستمد كل أدلته من الوحيين الشريفين .
وأهل الأصول إنما نبغوا في الكلام والفلسفة والمنطق، ورسبوا في علم النبوة، ألا وهو علم الحديث الشريف .
وكيف يؤصل من لا يعلم ما ثبت عن نبيه مما لم يثبت !!
فعلي أي شيء يبني؟؟،علي أرض ثابتة ؟، أم علي شفا جرف هار ؟، أسأل الله السلامة لي ولأهل الحديث .
فهذه مسائل نعيد النظر فيها، نبحث أدلتها، صحيحها من سقيمها، دلالتها من عدمه، بغية الوصول إلي الحق الذي كادت شمسه أن تغيب، والنصح للمسلمين الذين لم يعد عندهم وقت ليبحثوا عن دينهم وأدلته .
أسأل الله أن يوفقني فيه ويجعله خطوة لصلاح الأمة من جديد، ويجعلني من أهل الحديث، الطائفة المنصورة التي بشر بها النبي صلي الله عليه وسلم،
عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ) .
اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد كما صليت علي آل إبراهيم، اللهم بارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت علي آل إبراهيم .