بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العامين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، والصلاة والسلام علي رسوله محمد صلي الله عليه وسلم ،
أنزل الله عز وجل الكتاب علي محمد صلي الله عليه وسلم ليبين ما فيه للناس ، ليشرح لهم شرحاً عمليا مراد الله عز وجل من كتابه ،
فلا يشتبه علينا الكتاب ولا نتفرق ولا نختلف .
قال عز وجل :
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)
فإذا اختلطت السنة علي الناس بسبب الاختلاف في الحكم علي الرواة ضاع البيان وحاشا أن يقع هذا ، فالحجة قائمة علي كل بني آدم حتي قيام الساعة ولا حجة لأحد علي الله عز وجل .
قال سبحانه وتعالي :
رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)
فإذا لم يمكن تمييز الرواة الذين نحتج بحديثهم وروايتهم سقطت الحجة لاحتجاج البعض بما هو غير صحيح ، ولو كان حسم كل راو ليس ممكنا لما كان محمد خاتم النبيين حجة .
فإذا علم هذا فقطعا نستطيع معرفة كل حرف قاله النبي صلي الله عليه وسلم إذا وفقنا الله عز وجل لهذا الطريق ،
أما من يجلس متكاسلا لصنعة الكلام فلن يصل ، وليس له علي الله عز وجل حجة بعد الرسول ، لن يعذر بجهله ، لأنه لم يسعي لإزاله هذا الجهل بالنبي صلي الله عليه وسلم .
فالموتي سيسألون في قبورهم :
ما علمك بهذا الرجل ؟
ماذا تعرف عن محمد ؟ عن صلاته ؟ عن غسله ؟ عن صيامه ؟ عن وضوءه ؟ عن يومه وحياته ؟ عن خلقه ؟ عن أدبه ؟ عن جهاده ؟
ماذا عرفت عنه في حياتك ؟؟
لن يسألوك ما هي الآية الكبري لا في القبر ولا في القيامة ، فلا ضير ان لم تعرفها
ولن يسألوك عن الشجرة التي أكل منها آدم ما هي ولا كم ثمرة أكل
لن يسألوك عن ابني آدم من منهم قتل الآخر
لن يسألوك عن كل ما أفنيت عمرك فيه
سيسألونك عن محمد ، ما علمك به ؟؟؟
1921- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم :
"مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ".
__________
أَخرجه أَحمد، والبُخاري، ومسلم، وأَبو داوُد، وابن ماجة.
هل صلاتك علي أمر محمد ؟
هل غسلك علي أمر محمد ؟
هل وضوءك علي أمر محمد ؟
هل صيامك علي أمر محمد ؟
هل حياتك كلها علي أمر محمد ؟
أم ستقول : سمعت الناس يقولون كلاما فقلت مثلهم ؟؟؟؟
لتتبع محمدا صلي الله عليه وسلم يجب أن تتعلم كما تتعلم أي شيء تحتاجه ، تعلمت القيادة ، تعلمت استخدام الكمبيوتر والهواتف ، تعلمت كل شيء إلا الشيء الذي ستسأل عنه في ظلام القبر .
ومن أهم علوم الحديث التي ينبغي الاهتمام بها علم الجرح والتعديل ، وهذا العلم هو الذي يحدد هل يقبل حديث هذا الراوي ابتداءً أم يطرح ؟
وهل إذا قُبِلَ حديث هذا الراواي فهل يصلح للاحتجاج أم لا يصلح للاحتجاج ويصلح للاعتبار فقط ؟؟
ولمعرفة الفرق بين الطرح والاحتجاج والاعتبار يرجي قراءة هذا الموضوع .
فأنت تريد أن تصلي كصلاة النبي وإلا فأنت لم تصل ، وهكذا في دينك كله ، كل عمل ستعمله علي غير عمل النبي فأنت لم تعمله ،
لم تصل ، لم تحج ، لم تصم ، لم تتزوج ، لم تغتسل من الجنابة ، وهكذا
هنا بحول الله عز وجل وقوته سنتعلم كيف نحسم أمر رواة الحديث المختلف فيهم ، كيف يصبح القول في الراوي قولاً واحداً ،
كيف نعرف من أصاب في الحكم علي الراواي .
بعدها الحكم علي الحديث سيكون بحجة بالغة علي الأقل أمام نفسك لتدلي بها بين يدي الله عز وجل بدلا من أن تقول فلان قال وفلان قال ، فإن قيل لك وكيف اخترت من أقوالهم لا تجد جواباً إلا هواك وعقلك .