لعبة الورقة هذه مسلية ، يلعبها كبار السن ويلعبها الصغار ، الذكور والإناث ، فقط تعتمد علي قوة الذاكرة .
سنأتي بعبد الله ونعطيه ورقة مكتوب فيها : مصر الجديدة ، بجوار نادي الشجرة ، عمارة رقم 20 ، الدور الرابع ، شقة 16 .
ثم نأتي بثلاثة : أحمد ومحمد وعمر ، وسنجعل عبد الله يقرأ عليهم هذه الورقة .
ثم سنضع كل واحد من الثلاثة في غرفة منفصلة عن الآخر ،
ثم ندفع إلي كل منهم بثلاثة تلاميذ ، ونطلب من أحمد ومحمد وعمر أن يقولون نفس الجملة لهؤلاء التلاميذ .
وبعد أن يسمع هؤلاء التسعة من الشيوخ الثلاثة ، سيدخلون عند محمود كلٌ علي حدي ، ويسأله محمود : أخبرني بالجملة التي سمعتها من شيخك ؟
ويكتب محمود الذي سيرويه هؤلاء التسعة .
هل يستطيع محمود أن يميز من الذي نقل الجملة كما سمعها تماماً ومن الذي سيغير فيها أم لا ؟؟
ربما لا يستطيع من المرة الأولي صحيح ؟؟؟
لكن إذا كررنا هذه اللعبة مائة مرة ، هل يستطيع محمود أن يميز من الشيوخ الثلاثة والتلاميذ التسعة الحافظ المتقن الذي يكتب ويراجع ويعيد علي نفسه من الذي يسمع ولا يحفظ ولا يستطيع أن يروي ما سمعه إلا بتبديل وتغيير ؟؟؟؟
هذه هي قصة الاسانيد ، رواة يروون عن شيخ ، فيتفق ناس منهم دائما علي نفس الرواية ، فهؤلاء هم الحفاظ عن هذا الشيخ ، والآخرون يوافقونهم أحياناً ويخالفونهم أحياناً ، فهم من اصحاب ذاك الشيخ ، لكنهم ليسوا بنمزلة الأوائل ،
فلا يوصف هؤلاء بنفس الذي يوصف به الأوائل ، فإن كان الأول ثقة ، فالآخر يعتبر به .
فقصة الإسناد ليس فيها شيء خفي ، لكن الهمم ماتت ، وأصبح الكفر أيسر من البحث والتنقيب .