باب : الإيمان والإسلام ، والمسلم من يفعل أعمال الإسلام الظاهرة كالمؤمن تماماً ،
والإيمان عمل القلب ، لا أن المسلم مقيم علي معصية الله عز وجل ، بل المنافق يقوم بأعمال الإسلام كلها في الظاهر
قال عز وجل : ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) )
ثم ذكر عز وجل صفة المؤمنين إجمالاً : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) )
عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَن سَعْدٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم أَعْطَى رَهْطًا، وَسَعْدٌ جَالِس، فَتَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم رَجُلاً هُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ،
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ، فَوَاللهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا؟
فَقَالَ: أَوْ مُسْلِمًا؟
فَسَكَتُّ قَلِيلاً، ثمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ، فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي، فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ، فَوَاللهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا؟
فَقَالَ: أَوْ مُسْلِمًا،
ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ، فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي، وَعَادَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ،
ثُمَّ قَالَ: يَا سَعْدُ، إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللهُ فِي النَّارِ".
__________
أخرجه الطيالسي، والحُميدي، وأَحمد، وعَبد بن حُميد، والبخاري، ومسلم، وأَبو داوُد، والنسائي، وأَبو يَعلَى، وابن حِبَّان.