نباتات في الغابة الفرعية
بعد مرور سبع سنوات على تقليل النباتات، كان تطوّر النباتات، في الغابة الفرعية، في الأقسام التي تمّت معالجتها كمنطقة عازلة مفتوحة ضعفَيْ تطوّر النباتات في المنطقة العازلة المظللة وثلاثة أضعاف الأقسام الضابطة. حدث تطوّر سريع لدى نباتات الغابة الفرعية بتأثير معالجة المنطقة العازلة بواسطة فتح الحيّز المعيشي. أدى تقليل الأشجار إلى ازدياد كمية الموارد- الضوء، الماء والمعادن – المتوافرة لنباتات الغابة الفرعية. هذا التأثير لتقليل نباتات الغابة على تطوّر النباتات، في الغابة الفرعية، هو ظاهرة معروفة وُثقت في أبحاث كثيرة. يمكن أن نشرح التطوّر السريع لنباتات الغابة الفرعية بعد التقليل بواسطة الصفات التي تميّز نباتات حوض البحر الأبيض المتوسط، وهذه الصفات مناسبة لتشويشات، مثل: قطع النباتات، الرعي والحرائق، وذلك في أعقاب تاريخ طويل لتأثير الإنسان.
مميّزات الوقود والسلوك المتوقّع للحريق في الغابة الفرعية
وتيرة تقدُّم النار هي مقياس أساسي لسلوك الحريق. اتّضح من نتائج النموذج أنّ وتيرة انتشار الحريق المتوقّع في الغابة الفرعية أعلى في الأقسام التي تمّ تقليل النبات فيها بشكل كبير جدًّا والتي تأثرت من كمية مادة الوقود التي نَتَجت في أعقاب تأثير تقليل النباتات على تطوّر نباتات الغابة الفرعية. بالإضافة إلى كمية الوقود، هناك مميّزات أخرى للوقود تؤثّر بشكل كبير على سلوك النار، وهي: كثافة التكتل (النسبة بين كمية الوقود إلى ارتفاع النبات)، النسبة بين مساحة السطح الخارجي والحجم، كثافة الجُسَيْمات ورطوبة مواد الوقود. مثلًا: كلّما ازدادت كثافة التكتل (هذا يعني أنّ مبنى النبات مضغوط أكثر) انخفضت وتيرة انتشار الحريق المتوقّعة بسبب صعوبة دخول الأكسجين الضروري للاحتراق في هذا النوع من المبنى للنبات. على الرغم من ذلك، لم تظهر في هذا البحث فروق كبيرة بين علاجات العزل التي تمّ فحصها بهذه المميّزات للوقود.
خطر اشتعال حريق في القمم
بيّنت نتائج النموذج في فترة البحث أنّ احتمال اشتعال القمم منخفض جدًّا في العلاجات الثلاثة. هذا يعني أنّ النموذج استعمل سرعة الرياح المطلوبة لاشتعال القمم بمقدار عال جدًّا وبشكل غير واقعي (حوالي 500 كم في الساعة وأكثر). على الرغم من ذلك، يمكن أن نلاحظ فروق كبيرة بين العلاجات. ظَهَر أكبر خطر لاشتعال القمم في الأقسام العازلة المفتوحة (سرعة الرياح المطلوبة – 470 كيلو متر في الساعة)، أما في المناطق العازلة المظللة كان الخطر متوسطًا (4,580 كيلو متر في الساعة) وفي الأقسام الضابطة كان الخطر قليلًا (9,415 كيلو متر في الساعة). هذه الفروق مرتبطة بالأساس بكمية الوقود في الغابة الفرعية، هذا يعني أنّها مرتبطة بمدى تطوّر النبات، وهي تُشير إلى أنّ تطوّر النبات قد يشكّل خطرًا من ناحية احتمال اشتعال القمم.
بالإضافة إلى كمية الوقود في الغابة الفرعية، المسافة بين نباتات الغابة الفرعية وقمم الأشجار هي عامل مهم في تحديد خطورة اشتعال القمم، لكن لم يجد الباحثون فروق كبيرة في هذا المتغيّر بين العلاجات المختلفة.
تُجسد نتائج البحث أهمية تطوّر النباتات، في الغابة الفرعية، في تحديد احتمال اشتعال واحتراق قمم أشجار، وهي تشدّد على الحاجة إلى معالجة الغابة الفرعية لتقليل هذه الخطورة. حسب نتائج البحث، يوصي الباحثون بمعالجة الغابة الفرعية بشكل دوري كي نمنع من تراكم كمية وقود مقدارها 1 كيلو غرام للمتر المربّع، لأنّ كمية أكثر من ذلك تؤدّي إلى ارتفاع كبير في احتمال خطورة اشتعال القمم.
من المهم أن نذكر أنّ متغيّرات إضافية كالتضاريس أو المناخ يمكن أن تؤثّر بشكل كبير على احتمال اشتعال القمم، لذلك أُدخلت هذه العوامل في هذا البحث إلى النموذج كعوامل ثابتة كي يتمكن الباحثون من مقارنة مميّزات النبات بين العلاجات المختلفة.
خطورة احتراق القمم
كما هو الأمر مع مقياس اشتعال القمم، وَجَد الباحثون في مقياس احتراق القمم أنّه كلّما ازدادت كمية الكتلة الأحيائية في الغابة الفرعية ازدادت خطورة الاحتراق (في المعالجات التي تمّ فحصها). أدّى هذا الأمر إلى أن تكون خطورة الحريق النشط للقمم عالية في المنطقة العازلة المفتوحة ومنخفضًا في الأقسام الضابطة. يُجسد هذا الأمر التأثير الكبير لنباتات الغابة الفرعية على خطورة الحريق في الغابة.
22.ما هي العوامل الأحيائية واللا أحيائية التي تؤثّر على التطوّر السريع للنباتات، في الغابة الفرعية وفي المنطقة العازلة المفتوحة؟
23. ذُكرت في المقال عوامل إضافية كالمناخ أو التضاريس التي يمكن أن تؤثّر على احتمال اشتعال القمم بشكل كبير جدًّا. لماذا أُدخلت هذه العوامل إلى النموذج كعوامل ثابتة؟
تعلموا عن سلوك الحريق في معالجة المناطق المفتوحة في الفصل استنتاجات ونقاش - تكملة