النقاش
كان الهدف الأساسيّ للبحث أن نقدّر قدرة أعشاش النمل على هندسة البيئة المحيطة في شمال النقب. تمّ في هذا البحث قياس كبر وعدد أعشاش النمل في مساحة تخضع للرعي الزائد وفي مساحة تخضع للرعي المعتدل (تعرضت هذه المساحة في الماضي للرعي الزائد). كانت فرضية البحث أنّ الفرق بين هذه المساحات يدل على ديناميكية النمل من ناحية تأسيس وتوسيع أعشاشها عند الانتقال من الرعي الزائد إلى الرعي المعتدل، كما هو موصوف في الأبحاث الّتي أُجريت على نباتات تحت جنبة. تُتيح المقارنة بين بُقع النمل وبقع النباتات تحت جنبة فحص نجاعتها كمهندسات في البيئة المحيطة. وُجد في البحث أنّ النمل يؤثّر بشكل حقيقيّ على بيئته المحيطة، وهنالك أفضليّات واضحة للنمل مقارنة بنباتات تحت جنبة كما هو موصوف فيما بعد.
انتشار أعشاش النمل في المساحة
أ. قدرة تكاثر سريعة بعد ترميم المساحة من الرعي الزائد
بيّنت النتائج، في المساحة التي يسودها رعي زائد، أنّ عدد بُقع المناظر الّتي تحتوي على أعشاش النمل يشبه عدد بُقع المناظر التي تحتوي على نباتات تحت جنبة، لكن بعد انخفاض ضغط الرعي بدأ تكاثر سريع لأعشاش النمل (الرسمة 6 أ)، وقد ساهم ذلك في ازدياد تكاثر الأعشاب في مساحات أعشاش النمل (الرسمة 6 ب).
ب. مقاومة أعشاش النمل عالية
تمّ فحص مقاومة أعشاش النمل للتغيّرات المتطرفة في مناخ البيئة المحيطة (كمّيّة الرواسب) بواسطة مقارنة كبر وعدد الأعشاش في المساحات المختلفة في ظروف رعي مختلفة، في سنة ماطرة مقارنة بسنة قحط. كانت مقاومة أعشاش النمل كثيرة، من خلال الحفاظ على كبرها وعددها في المساحة الّتي يسودها رعي زائد، على الرغم من أنّ السنة كانت سنة قحط، كما كان في سنة 2009 (مقارنة بسنة 2008) (الرسمة 6 ب)، وطرأ انخفاض معتدل في كبر الأعشاش في المساحة الّتي يسودها رعي معتدل في سنة القحط مقارنة بالسنة السابقة لها (الرسمة 6ت).
تأثير أعشاش النمل على بيئتها المحيطة
أ. تنشّط النمو
وُجدت علاقات بيئية إضافيّة بين أعشاش النمل والبيئة المحيطة النباتيّة، وقد وُجدت هذه العلاقة بين كبر أعشاش النمل وتعداد مثنان أهلب وكبر غطائها. على الرغم من أن هذه العلاقة الموصوفة لا تدل مباشرة على أعشاش النمل كعامل يؤثر على مثنان أهلب، إلّا أنّ المشاهدات الموصوفة والمشاهدات الأخرى الّتي جُمعت من مناطق أخرى تدل على أعشاش النمل كعامل يؤثّر على النمو في مجالات الأعشاش.
ب. توسيع التنوع البيئيّ
لاحظنا تأثير كبير للنمل على بيئته المحيطة من خلال العدد الكبير لبُقع المناظر المعقدة الّتي تحتوي على نمل مقارنة بالكمّيّة القليلة لبقع المناظر المعقدة الّتي تحتوي على نباتات تحت جنبة (وليس أعشاش نمل) (الرسمة 6ث). هذا يعني أنّ النمل "يستضيف" مجموعات بيولوجية كثيرة إضافية مقارنة بنباتات تحت جنبة.
ت. ازدياد خصوبة التربة – ازدياد تماسك الماء وتركيز مواد التغذية
الماء هو أحد العوامل المحدّدة في النظام البيئيّ الصحراويّ. تماسك المياه بالتربة، الّذي يعبر عن قدرة التربة على تخزين الماء، ضروريّ في النظام البيئيّ الصحراويّ بسبب كمّيّات الرواسب القليلة الّتي تميّز هذه المنطقة. تبيّن تأثير النمل على هذا المميّز بواسطة قيم السعة الحقليّة المتشابهة في البقع الّتي تحتوي على أعشاش وفي بُقع نباتات تحت جنبة (وأعلى بحوالي %5 من الحيز بين البقع). ازدادت السعة الحقلية بواسطة ازدياد المساحة النسبيّة الّتي تحفظ الماء (الرسمة 9 أ).
يبرز كلّ من وجود موادّ تغذية بتركيز عالٍ (مقارنة ببقع نباتات تحت جنبة) والسعة الحقليّة أهمّيّة الأعشاش لحفظ الماء ولحفظ موادّ التغذية الّتي تُجمع من المصادر المحيطة بها خلال السنة ومن نشاط النمل في العش. بعد المطر تُشطف هذه المواد بواسطة عملية الديفوزيا (الانتشار) العمودية في التربة إلى كلّ المساحة من حولها.
حصلنا على نتائج هذا البحث في أعشاش النمل الفعّالة وأعشاش النمل المهجورة. هذه الظاهرة تشبه نتائج البحث الّذي أُجري على تأثير بقع نباتات تحت جنبة ميتة، وقد تدل على تأثير أعشاش نملة الحصاد على البيئة المحيطة، في المدى الطويل، حتّى لو توقّف نشاط النمل في العش. لكن بودّنا أن نشير إلى أنّ فحص موادّ التغذية تمّ على التربة التي جُمعت في الربيع. لا يوجد تأكيد أنّ النتائج الّتي حصلنا عليها تمثّل ما يحدث في فصول أخرى، في أعقاب الديناميكية المختلفة لأعشاش النمل وبُقع نباتات تحت جنبة.
للتلخيص، ركّز هذا البحث على تأثير نملة الحصاد على مميّزات مساحات في الصحراء، من خلال دمج تحليلات خاصّة. ظهرت قدرة الهندسة العالية لنملة الحصاد في ازدياد المساحة النسبيّة الّتي تحفظ الماء، في ازدياد خصوبة التربة وإنتاجها، ونتيجة لذلك – تنشيط ترميم المساحة. ومع ذلك، مجال البحث أوّلي، ويحتاج إلى بحث إضافيّ كي يدعم الاستنتاجات المرتبطة بنملة الحصاد كمهندسة في البيئة المحيطة.
25. على ضوء البحث كله، أيّ أفضليات يوجد للنمل مقارنة بنباتات تحت جنبة من ناحية قدرتها على العمل كمهندسات في البيئة المحيطة؟
26.على ماذا يعتمد استنتاج الباحثون أنّ النمل "يستضيف" بشكل أفضل مجموعات بيولوجيّة كثيرة إضافيّة مقارنة بنباتات تحت جنبة؟
27.ذَكَر الباحثون أنّ "العلاقة الموصوفة لا تدل مباشرة على أعشاش النمل كعامل مؤثّر على نبتة المثنان".
أ. تمعّنوا في الرسمة 6ج، واشرحوا لماذا لا يمكن الإشارة إلى أعشاش النمل كعامل يؤثّر بشكل مباشر على كبر نبتة المثنان؟
ب. هل يمكن أن تكون نبتة المثنان المؤثّرة على كبر أعشاش النمل؟ اشرحوا كيف.
ت. كيف يمكن أن تفحصوا بواسطة تجربة تخضع للمراقبة هل أعشاش النمل هي عامل مؤثّر أو عامل متأثّر؟ صفوا تجربة ممكنة لفحص العلاقة بين العاملين الإحيائيين، المثنان والنمل.
28.طُلب منكم أن توصون على طريقة لترميم التربة بعد الرعي الزائد. اعتمدوا على البحث الكامل، وصوغوا توصية معلّلة.
29.أمامكم رسمة تصف العمليّات الّتي تتحقّق، حسب ادّعاء الباحثون، عندما يعمل النمل كمهندس في البيئة المحيطة، ويساعد في ترميم المساحة بعد الرعي الزائد.
أ. انسخوا الجدول التالي إلى الملف الّذي تسجلون فيه إجاباتكم، وأكملوه حسب التعليمات التالية:
1. لائموا بين الجُمل الّتي تصف العمليّات الّتي تحدُث في البيئة المحيطة (أدناه) والأسهم المشار إليها بالأحرف أ- ح في الرسمة ب.
2. على أيّ النتائج المعروضة في الرسومات 6-9 تعتمد كلّ مرحلة من المراحل أ-ح؟
ب. لماذا لا تتحقّق، حسب رأيكم، العمليّات الموصوفة في الرسمة ب في شروط الرعي الزائد؟
ج. اختاروا إحدى العمليّات أ- ح الّتي تظهر في الرسمة ب، واقترحوا شرحًا لها. يمكنكم الاستعانة بمصدر المعلومات "באג לייף" (أو بمصادر أخرى حسب اختياركم).
وصف العمليّات الموصوفة في الرسمة:
يُتيح نمو الجنبات ونباتات تحت جنبة في بُقع المناظر ازدياد وتوسُّع أعشاش النمل.
ترحال النمل وإنتاج أعشاش جديدة.
ترحال النمل وإنتاج أعشاش جديدة.
يؤدّي وجود النمل إلى ازدياد تماسك الماء في التربة ويثريها في الموادّ العضويّة والأملاح المعدنيّة.
نمو جنبات ونباتات تحت جنبة تنضم للنباتات الموسمية.
تُتيح ظروف التربة المحسّنة نموّ نباتات موسميّة ككتلة أحيائيّة أوّليّة تعتمد على بُقع المناظر.