البحر الميت يتغيّر ים המלח משתנה

بيّن البحث الّذي أُجري مؤخرًا في معهد الجيولوجيا أنّ سبب تسريع انخفاض مستوى سطح البحر الميت هو بناء سدود جديدة في الأردن وسوريا، وهي تستغل المياه الّتي يجب أن تتدفق إلى البحر الميت. السبب الأساسيّ لانخفاض مستوى سطح البحر الميت، في السنوات الأخيرة، هو استعمال المياه الّتي تستغلها إسرائيل، الأردن وسوريا. السبب الثاني هو ضخ مياه البحر الميت إلى مصانع البحر الميت الإسرائيلية والأردنية لإنتاج البوتاسيوم وموادّ أخرى. المصانع مسؤولة عن حوالي %20 من مجمل المياه الّتي يخسرها البحر الميت في السنة الواحدة. يدّعي أصحاب المصانع أنهم مسؤولون عن %9، على الأكثر، من مجمل انخفاض كمّيّة المياه في البحر الميت.

يؤدّي انخفاض مستوى سطح البحر إلى إنتاج بالوعات وإلى ظاهرة إضافيّة أخرى يدور الحديث عنها قليلًا، لكنها مهمة جدًّا لمستقبل المنطقة، وهذه الظاهرة هي تغلغل جداول المياه. هذا يعني أنّه كلّما انخفض مستوى سطح البحر وابتعد حوض تجميع جداول المياه ازدادت شدة المياه الّتي تنزل من الجبال إلى البحر، وتتوسّع وتتعمق الجداول في كلّ فيضان. يشكّل شارع 90 سدًا بين الجبال والبحر، لذا "تهاجمه" فيضانات صعبة كلّ شتاء. الجسور التي بُنيت على جداول المياه لا تستطيع أن تصمد أمام هذه التغيرات، وهذا يعني أنّ الشارع يُغلق، في كثير من الأحيان، كلّ شتاء لأوقات طويلة حتّى تأتي شركة نتيفي (مسارات) إسرائيل لتصليح وترميم الشارع من جديد. لكن على الرغم من هذه الصعوبة، على الأرجح أن نستمرّ في السفر، في شارع البحر الميت، للذهاب إلى مدينة إيلات أو متسادا لمدّة 20 عامًا أيضًا. لكن صيانته تكون باهظة الثمن وتواجه المخططون تحديات هندسيّة صعبة جدًّا. تتحوّل الجسور على طوله إلى مشاريع بنية تحتية كبيرة غالية الثمن، وتتضرر المناظر البرية، في صحراء يهودا، والمحميات الطبيعية بسبب استعمال تعبيد الشارع بالأسفلت.