بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبدُه ورسولُه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} .
أما بعد ...
نبدأ بعون الله تعالى،وتوفيقه في شرح متن "دليل الطالب لنيل المطالب" للعلامة مرعي بن يُوسُف الكرْمي – رحمه الله – ضمن المنهج المقرر تدريسه في المعهد العلمي .
ونرجوا من الله القبول والسداد ، وأن يمن علينا بإتمام هذا الشرح ، وأن يتقبله وينفع به إنه ولي ذلك وهو القادر عليه .
منهجي في الشرح
سوف أقوم – بإذن الله - بشرح المتن شرحا ممزوجا، ناقلا عن شرحي : "التحرير شرح الدليل" ، وشرح الشيخ ابن أبي تَغلِب المسمى "نيل المآرب" ، أو حاشية الشيخ اللَّبَدِي على نيل المآرب ، وشرح الشيخ ابن ضوبان "منار السبيل" ، وشرح الشيخ إبراهيم الذِّنَّابي "مسلك الراغب لشرح دليل الطالب" ، وشرح الشيخ ابن النجار "معونة أولى النهى شرح المنتهى" الذي هو شرح لأصل هذا الكتاب ، وكذا شرح الشيخ البهوتي عليه أيضا "شرح منتهى الإرادات" ، أو عن غيرهم من علماء المذهب بما يمهد ويقرب مسائل المتن ، ولعلي لا أنشط للعزو اكتفاءا بهذا التنبيه، فغالب عملي فيه النقل عن الكتب السابقة، كما أنني لن أتعرض لمناقشة أدلة العلماء على مسائل المتن، ولا للتنبيه على الراجح من الخلاف مكتفيا بذكر ذلك في شرحي التحرير وتحقيق المطالب .
كما أنني لن أتعرض لتحرير الأقوال التي يذكرها الشيخ مرعي ، ولن استطرد بذكر روايات أخرى في المذهب، وسوف أقتصر عند الشرح على أصح الروايات في المذهب على ما يصححه الشيخ ابن مفلح في "الفروع"، والشيخ المرداوي في "الإنصاف" ، و "تصحيح الفروع" . وهذا أوان الشروع في المقصود .
والله المستعان وعليه البلاغ ولا حول، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .