مسئولية الآباء تجاه البنات
قال تعالى: { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) } [يس: 51 - 54].
وقال: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24].
ويقول أيضاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6].
أيها الأب ايتها الأم أنتما راعيان ومسئولان عن رعيتكما. قال صلى الله عليه وسلم:" كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" ( متفق عليه)، ويقول : " إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ ، أحفظَ أم ضيَّعَ ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه "( الترمذي وابن حبان بسند صحيح).
ويقول ابن القيم رحمه الله: قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه وتعالى يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة، قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً، فللابن على أبيه حق.
التربية مهمة صعبة لاسيما البنات وكراهية البنات من عادة الجاهلية.
عباد الله: إن التربية مهمة صعبة، خصوصاً في هذا الزمان الذي عم فيه الفساد وطم، ولا بد من الاهتمام، ولا بد من توجيه العناية للذكور والإناث، بل ربما كانت بعض الإناث في بعض الحالات أصعب، وقضية البنات خطيرة ومهمة. وكانت عادة الجاهلية الأولى كراهية البنات ودفنهن أحياء في القبور، قال عز وجل:{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} سورة النحل58-59، ومن الذي ابتدع هذه البدعة؟ قيس بن عاصم التميمي كان بعض أعدائه أغار عليه فأسر بنته فاتخذها لنفسه، ثم حصل بينهم صلح فخير ابنته فاختارت زوجها ولم ترد أباها، فآلا قيس على نفسه أن لا تولد له بنت إلا دفنها حية فتبعه العرب في ذلك، سبحان الله، (من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها)،
وكانوا في صفة الوأد على طريقين، أحدهما: أن يأمر امرأته إذا قرب وضعها أن تطلق طلقات النفاس بجانب حفيرة، فإذا وضعت ذكراً أبقته أي: القابلة تستلمه، وإذا وضعت أنثى طرحتها في الحفيرة مباشرة، ومنهم من كان إذا بلغت البنت ست سنوات قال لأمها: طيبيها وزينيها لأزور بها أقاربها، ثم يبعد بها في الصحراء حتى يأتي البئر فيقول لها: انظري فيها ثم يدفعها من خلفها ويطمها، هكذا كانت قبائل العرب تفعل.
الأجر في تربية البنات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار)رواه البخاري. لماذا قال: ابتلي، لماذا سماه ابتلاءً؛ لأن العرب كانوا يكرهون البنات، وجاء الشرع بزجرهم عن هذه الكراهية، ورغب في إبقائهن وترك قتلهن، فذكر الثواب الموعود به من أحسن إليهن، وجاهد نفسه في الصبر عليهن، إنه ابتلاء يعني اختبار؛ لينظر عز وجل ماذا تفعل مع ابنتك، أتحسن إليها أم تسيء إليها، (فأحسن إليهن)، فسره في الحديث الآخرعن ابن عباس عند الطبراني، (فأنفق عليهن وزوجهن، وأحسن أدبهن)، وفي حديث أبي سعيد عند الترمذي: (فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن).
عباد الله: القيام على الإناث مسؤولية، ولذلك جاء أجر عظيم بإزائه ومقابله، فروى مسلم عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو) وضم أصابعه.، وهكذا في المجاورة وقرب المنزلة من النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، من ربى بنتين صغيرتين سواءً كانتا بنات له مباشرات، أو حفيدات، أو أخوات، من ربى بنتين صغيرتين وقام بمصالحهن من الكسوة، والنفقة، والتربية، والإحسان، والتأديب، دخل الجنة مصاحباً لي، وكان قريباً مني،
قال الحسن رحمه الله: "البنات حسنات والبنون نعم، والحسنات مجزي عليها، والنعم محاسب عليها".
تعالوا بنا نضع بعض الأسس والضوابط التي تنال بها هذا الأجر في تربية البنات:
تكلمنا في جمعة سابقة عن كيف نربي أولادنا تربية صحيحة:
أولا نختار الزوجة الصالحة:صاحبة الدين.
ألا يرزقه إلا طيباً من الكسب الحلال:
نربيه على العقيدة الصافية:
نربي أولادنا على الصلاة وعلى قراءة القرآن:
واليوم نلقى الضوء على جانب آخر متصل بهذا الجانب اتصالا وثيقا وهو تربية البنات. فالمرأة نصف المجتمع وتربي النصف الاخر.
الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتهَا ... أعددتَ شعبا طيِّبَ الأعراق
أول هذه الضوابط الخاصة:
الطاعة: فالعرب تربي البنت لزوجها والولد لعدوهما.
تدريب البنت على الطاعة – طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم – وأعمال البر واتقاء المنكرات منذ الصغر:-
وقد قال الشاعر :
وينشأ ناشئ الفتيان منا **** على ما كان عوده أبوه
وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تدريب الصغار على الطاعات منذ الصغر ، بل والحث على ذلك ، فقد قال عليه الصلاة والسلام : مروا أولادكم بالصلاة وهو أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع . أبو داود ( 495 ) هذا مع كونهما غير مكلفين .
قد دل القرآن والسنة على أن للزوج حقا مؤكدا على زوجته ، فهي مأمورة بطاعته ، وحسن معاشرته ، وتقديم طاعته على طاعة أبويها وإخوانها ، بل هو جنتها ونارها ، ومن ذلك:
قوله تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم ) النساء/34
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه " رواه البخاري (4899)قال الألباني رحمه الله معلقا على هذا الحديث : ( فإذا وجب على المرأة أن تطيع زوجها في قضاء شهوته منها ، فبالأولى أن يجب عليها طاعته فيما هو أهم من ذلك مما فيه تربية أولادهما ، وصلاح أسرتهما ، ونحو ذلك من الحقوق والواجبات ) انتهى من آداب الزفاف ص 282
وروى ابن حبان عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حصنت فرجها و أطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 660
حم عن أنس بن مالك رضي الله عنهـ قال كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسقون عليه وإنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وإن الأنصار جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه كان لنا جمل نسقي عليه وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه فقالت الأنصار يا رسول الله قد صار مثل الكلب نخاف عليك صولته قال ليس علي منه بأس فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل فقال له أصحابه يا رسول الله هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك قال لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه
وروى أحمد (19025) والحاكم عن الحصين بن محصن : أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أذات زوج أنت ؟ قالت نعم قال : كيف أنت له ؟ قالت ما آلوه ( أي لا أقصّر في حقه ) إلا ما عجزت عنه . قال : " فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك " أي هو سبب دخولك الجنّة إن قمت بحقّه ، وسبب دخولك النار عن قصّرت في ذلك .والحديث جود إسناده المنذري في الترغيب والترهيب وصححه الألباني .
إذا تعارضت طاعة الزوج مع طاعة الأبوين ، قدمت طاعة الزوج ، قال الإمام أحمد رحمه الله في امرأة لها زوج وأم مريضة : طاعة زوجها أوجب عليها من أمها إلا أن يأذن لها . شرح منتهى الإرادات 3/47
وفي الإنصاف (8/362) : ( لا يلزمها طاعة أبويها في فراق زوجها ولا زيارةٍ ونحوها . بل طاعة زوجها أحق ).
ثانيا تربينها على الحجاب الشرعي:
القواعد الشرعية تقتضي أن أمر الفتاة بالحجاب يكون إذا بلغت المحيض ، وهكذا سائر الأوامر الشرعية والمناهي والتكاليف ، ولكن التدريج معها قبل بلوغها المحيض يُسهّل عليها التكاليف ويهوّن عليها الطاعات إذا بلغت المحيض ، فيستحب للوالدين تدريب البنات على التحجب والبعد عن الرجال قبل بلوغهن المحيض.
شروط الحجاب الشرعي:
أن يكون ساترا لجميع البدن:
قال بعض العلماء إلا الوجه والكفين. والراجح العموم لما يأتي:
قوله تعالى: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَِزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} . (الأحزاب: 59) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما: «أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة».
{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].
ح عن ابن عمر مرفوعا: " لاَ تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، وَلاَ تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ».
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول صلى الله عليه وسلّم، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها. فإذا جاوزونا كشفناه» فلولا وجوب الاحتجاب وتغطية الوجه عن الأجانب ما ساغ ترك الواجب من كشفه حال الإحرام.
ت عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان» قال أحمد: حتى ظفرها.
ثالثاً: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح:
فكشف الوجه فتنة للمرأة في نفسها ولغيرها وخاصة عند كثرة الفساق ووضع المساحيق عليها.
هذه هي الصورة المشرقة وغالب ما يحدث في عصرنا على خلاف ذلك كما قال النبي "كاسيات عاريات"
الشرط الثاني (أن لا يكون زينة في نفسه)
لقوله تعالى في الآية المتقدمة من سورة النور:
{ولا يبدين زينتهن} [النور: 31]، فإنه بعمومه يشمل الثياب الظاهرة إذا كانت مزينة تلفت أنظار الرجال إليها
الشرط الثالث (أن يكون صفيقاً لا يشف)
لأن الستر لا يتحقق إلا به، وأما الشفاف فإنه يزيد المرأة فتنة وزينة، وفي ذلك يقول - صلى الله عليه وسلم -:
((سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، على رؤوسهنَّ كأسمنة البخت، العنوهنَّ فإنهنَّ ملعونات)) رواه الطبراني في المعجم الصغير بسند صحيح. زاد في حديث آخر:((لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإنَّ ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)) م
الشرط الرابع (أن يكون فضفاضاً غير ضيق فيصف شيئاً من جسمها)
لأن الغرض من الثوب إنما هو رفع الفتنة، ولا يحصل ذلك إلا بالفضفاض الواسع، وأما الضيق فإنه وإن ستر لون البشرة، فإنه يصف حجم جسمها، أو بعضه، ويصوره في أعين الرجال، وفي ذلك من الفساد والدعوة إليه ما لايخفى، فوجب أن يكون واسعاً، وقد قال أُسامة بن زيد: ((كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبطيةً كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال: ما لك لم تلبس القبطية؟ قلت: كسوتها امرأتي، فقال: مُرها فلتجعل تحتها غلالة، فإني أخاف أن تصف حجم عظامها)) رواه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة وأحمد والبيهقي بسند حسن.
الشرط الخامس (أن لا يكون مبخراً مطيباً)
لأحاديث كثيرة تنهى النساء عن التطيب إذا خرجن من بيوتهن، ونحن نسوق الآن بين يديك ما صح سنده منها:
1ـ عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((أيما أمرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها، فهي زانية)) رواه النسائي
الشرط السادس (أن لا يشبه لباس الرجل)
لِمَا ورد من الأحاديث الصحيحة في لعن المرأة التي تتشبه بالرجل في اللباس أو غيره. وإليك ما نعلمه منها:
1ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل)) رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
الشرط السابع (أن لا يشبه لباس الكافرات)
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: ((رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليَّ ثوبين معصفرين، فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها)) رواه مسلم.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) متفق عليه.
الشرط الثامن (أن لا يكون لباس شهرة)
لحديث ابن عمر - رضي الله عنه - قال: الرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة، ثم ألهب فيه ناراً)) رواه أبو داود وابن ماجة وإسناده حسن.
أسباب التبرج
1- الجهل وقلة العلم الشرعي:
2- ضعف الإيمان:
3- حرص أعداء الإسلام على إبعادنا عن ديننا: قال الله تعالى: ? وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ
4- الاتباع الأعمى، والاهتمام بما يُسمى (الموضة):
5- وسائل الإعلام لا سيما المرئية، وتأثر المرأة المسلمة بالمرأة الغربية:
6- قلة النَّخْوة والغَيْرة عند الرجال:فمما أفسد المرأة ضعف الرجل، واستهتاره بدينه وواجب الرجولة والأبوة والزوجية، فقد تجد امرأة متبرجة دفعها إلى التبرج وفتح لها أبوابه أبٌ أو زوجٌ فاسد لم يعرف الله ربه، فَعَمِىَ عن الصراط السوي وجاهد بالخروج عن الدين والأخلاق، أو أبٌ أو زوجٌ ضعيف الإرادة مستضعف، فَقَدَ نخوة الرجال وغَيْرتهم، ضعيف الإيمان متغافل عن أوامر الله، مستهين بمعصيته. وكما قيل لباس المرأة يحكي تربية أبيها وغيره أخيها ورجولة زوجها
7- توفر المال بأيدي كثير من النساء:
8- تقاعس كثير من المسلمين عن الدعوة إلى الله.
الخطبة الأولى
وصية أم لابنتها ليلة زواجها
قالت أم لابنتها ليلة زفافها وهي تودعها .. أي بنيّــة .. إنك قد فارقت بيتك .. الذي منه خرجت .. ووكرك الذي فيه نشأت .. إلى وكر لم تألفيه .. وقرين لم تعرفيه .. فكوني له أمة .. يكن لك عبدا ..
واحفظي له عشر خصال .. يكن لك ذخرا ..
أما الأولى والثانية .. فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة ..
أما الثالثة والرابعة .. فالتعهد لموقع عينيه ..والتفقد لموضع أنفه .. فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشمن منك إلا أطيب ريح والكحل أحسن الحسن الموصوف والماء والصابون أطيب الطيب المعروف.
وأما الخامسة والسادسة .. فالتفقد لوقت طعامه .. والهدوء عند منامه .. فإن حرارة الجوع ملهبة .. وتنغيص النوم مكربة ..
وأما السابعة والثامنة .. فالعناية ببيته وماله ..والرعاية لنفسه وعياله ..
أما التاسعة والعاشرة .. فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا .. فإنك أن عصيت أمره أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره ..
ثم بعد ذلك .. إياك والفرح حين اكتئابه والاكتئاب حين فرحه .. فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير ..
وأشد ما تكونين له إعظاما .. أشد ما يكون لك إكراما ..
ولن تصلي إلى ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاكي .. وهواه على هواكي .. فيما أحببت أو كرهت ..
والله يصنع لك الخير
واستودعتك الله
ولسماع الخطبة اضغط هنا
https://drive.google.com/open?id=1xcxGWrTPVbstHuoN78VpvnbIvxCBYsko