مسئولية الآباء تجاه الأبناء وحكم تنظيم النسل
اهتم الإسلام بتربية الطفل؛ لأنه هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع ، فبصلاحه ينصلح المجتمع وبفساده يفسد المجتمع.
الترغيب في طلب الذرية الصالحة:
ولقد ذكر لنا القرآن الكريم في غير موضع طلب الأنبياء والصالحين للذرية الصالحة ورغبتهم فيها ، فهذا خلیل الرحمن إبراهيم (عليه السلام) يدعو ربه قائلا: { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: 100] ، وهذا زکریا (عليه السلام) يدعو ربه راجيا: { رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ } [آل عمران: 38] ، وإن من صفات عباد الرحمن أن يتضرعوا في دعائهم قائلين: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].
الآباء ينتفعون بصلاح الأبناء في الدنيا والآخرة:
قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23] فالمنبت الطيب يجيء بالثمرة الطيبة وهذه المرأة الكافرة التي أودعت ابنها الصغير في مركز السلامي حتى يمتثل أخلاق المسلمين ويبرها عند كبرها.
أبو هريرة مرفوعا:"إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك.
وقال : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: ولد صالح يدعوا له ..)
كيف نربي أولادنا تربية صحيحة:
أولا نختار الزوجة الصالحة:
ذات الدين، يقول تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32] والأيم: هو من لا زوج له من الرجال والنساء، سواء كان قد تزوج قبل ذلك، أو لم يتزوج قط. قال أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، قال: أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، ينجز لكم ما وعدكم من الغنى، قال: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأةُ لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفرْ بذات الدين تَرِبتْ يداك.
ب – عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( الدنيا متاع، وخيرُ متاعها المرأةُ الصالحة.
جـ – عن سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أربعٌ من السعادة: المرأةُ الصالحة، والمسكنُ الواسع، والجارُ الصالح، والمركبُ الهنيء، وأربعٌ من الشقاء: الجارُ السوء، والمرأةُ السوء، والمركبُ السوء، والمسكنُ الضيّق.
عن أبي هريرة: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: " الذي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله ".
ألا يرزقه إلا طيباً من الكسب الحلال:
فما يغذى به الأولاد ينبغي أن يكون حلالاً ، روى ت يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ» ويقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6] وكانت الزوجة الصاحة تقول لزوجها : اتق الله فينا ولا تطعمنا حراما فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على حر جهنم.
وهذ قصة واقعية من أرض الواقع تؤيد هذا الكلام؛ فهذا رجل يعمل في إحدى مؤسسات الدولة؛ لكنه تعود على الرشوة وأكل الحرام؛ فما إن تقع يده على مخالفة ما حتى يحاول أن يضرب له بسهم منها ويأخذ عن ذلك رشوة من المواطنين وكأنه حقه الشرعي, فيجمع من خلال ذلك المال الحرام, لكنه المسكين كان له طفل كثير المرض ما أن يعافى من مرض حتى يسقط طريح الفراش مرة أخرى, وكأن الله يرسل إليه إنذارا لعله يقلع عن أكله أموال الناس بالباطل, استمر هذا الرجل على هذه الحال يأخذ من هنا ويمرض له ولده من هناك, حتى جاءت البشرى من عند الله حيث اشتكى حالة ابنه هذه لصديق له فكان خير صديق فنصحه بأن يقلع عن أخذ الرشوة كي يشافى ابنه, قبل هذه النصيحة وأصر على ألا يدخل على بيته فلسا من حرام, فاشترى لحما من خالص عمله وأدخله على بيته وحين تناوله ابنه تلفظ قائلا: يا أبي أول مرة في حياتي أتذوق لذة اللحم!!! ازدادت قناعته وإيمانه فتاب إلى الله توبة نصوحا فشفى الله ابنه من مرضه!!
نربيه على العقيدة الصافية:
قال تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 133].
{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لقمان: 13].
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } [إبراهيم: 35]ـ وقال: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 128].
قال-صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ".
خ م عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي: «يَا غُلَامُ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ».
نربي أولادنا على الصلاة:
قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].
وقال: { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } [إبراهيم: 37].
وقال: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 54، 55].
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع".
أهميتها: هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وقال عنها صلى الله عليه وسلم : "بين الرجل وبين الشرم والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر". وقال: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".
فعود ابنك على الصلاة واصطحبه معك للمسجد فالصلاة في جماعة واجبة على الرجل ولم يتركها النبي أبدا حتى في الحرب فشرع الله له صلاة الخوف فيصلي جماعة وقت الحرب واصطفاف الصفوف. قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43].
ولم يرخص لابن أم مكتوم وهو اعمى في عدم حضور المسجد.
وفي الصحيحين، عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا أن يصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب، إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم» الحديث.
وفي صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق علم نفاقه، أو مريض، وإن كان المريض ليمشي بين الرجلين حتى يأتي الصلاة».
فعود ابنك على الصلاة في جماعة فالمسجد بيت كل تقي ومن تعود الصلاة والجلوس فيه تعلق به قلبه فكان من السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة. في المسجد تصلي صلاة صحيحة تتعلم وتسأل عن الغائبين وتقل المعاصي.
نربي أولادنا على قراءة القرآن:
روى أحمد وغيره عن بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: "كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ ". قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ. فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ. ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ، هَذًّا كَانَ، أَوْ تَرْتِيلًا ".
وهناك حقوق أخرى كثيرة وقد قسمها العلماء لحقوق له قبل أن يولد كاختيار الأم والبيت المناسب والبيئة الصالحة التي سوف ينشأ فيها الطفل واتباع السنة قبل الجماع وطلب الذرية . وحقوق وهو جنين من عدم اجهاضه وهذا موضوع الخطبة الثانية والاهتمام بصحة الأم والفطر في رمضان. وحقوق عند ولادته كاختيار الاسم الحسن والعقيقة وختانه .. وهو رضيع من النفقة على من ترضعه حولين وحقوق فيما بعد ذلك حتى ان الإسلام ضبط حقوقه في الترفيه واللعب.
أيها الأب ايتها الأم أنتما راعيان ومسئولان عن رعيتكما. قال صلى الله عليه وسلم:" كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" ( متفق عليه)، ويقول : " إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ ، أحفظَ أم ضيَّعَ ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه "( الترمذي وابن حبان بسند صحيح).
ويقول ابن القيم رحمه الله: قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه وتعالى يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة، قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً، فللابن على أبيه حق. وكما قال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} [العنكبوت: 8] ، ويقول أيضاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6] ، فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم. فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً. كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال الولد: «يا أبت إنك عققتني صغيراً، فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً، فأضعتك شيخاً».
يقول بعض أساتذة علم النفس : "أعطونا السنوات السبع الأولى للأبناء نعطيكم التشكيل الذي سيكون عليه الأبناء". وكما قيل : "الرجال لا يولدون بل يُصنعون". وكما قال الشاعر:
وينشأُ ناشئُ الفتيانِ مِنا .............. على ما كان عَوَّدَهُ أبُوه
وأذكر قصة في جانب الإهمال: سرق رجل مالاً كثيرًا، وقُدّم للحد فطلب أمه، ولما جاءت دعاها ليقبلها، ثم عضها عضة شديدة، فقيل له ما حملك على ما صنعت؟ قال: سرقت بيضة وأنا صغير، فشجعتني وأقرتني على الجريمة حتى أفضت بي إلى ما أنا عليه الآن!!!
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
حكم الإجهاض.
حكم تنظيم النسل وشروطه:
1-ألا يكون قطعا بالكلية.
2-ألا يكون معه اعتقادات كفرية خ عن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت - أو سئل - رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب عند الله أكبر، قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك» قلت: ثم أي؟ قال: «ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك» قلت: ثم أي؟ قال: «أن تزاني بحليلة جارك» قال: ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون} [الفرقان: 68]
قولُه تعالى: { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ نحن نرزقهم وإياكم} هنا قتلُ الأولادِ بسببِ خشيةِ الفقرِ ، أي : يتوقعُ الفقرُ من أجلِ وجودِهم ومزاحمتِهم لوالدَيهم في الرزقِ ، فطمأنَهم اللهُ عزَّوجلَّ بأنَّه سيرزقُهم ويرزقُكم ، ولهذا قدَّمَ رزقَ الأولادِ لأنَّ القتلَ حاصلٌ بسببِ وجودِهم .
وأمّا قولُه تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم من إملاقٍ نحن نرزقكم وإياهم} فقدّمَ رزقَ الوالدينِ لأنّهم في واقعِ الأمرِ فقراءٌ ، فطمأنَهم بأنّه عزَّوجلَ سيرزقُهم هم وأولادُهم .
3-بإذن الزوجين واتفاقهما.
4- ألا يتسبب ذلك ضررا على المرأة.
مقصود الشرع: التكاثر والتناسل
ابن أبي داود في البعث: عن أنس مرفوعا: «يَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ رَجُلٌ وَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَأَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
وقال: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة".
,ولسماع الخطبة اضغط هنا