رمضان شهر القرآن
رمضان شهر نزول الكتب السماوية.
يا له من شهر طيب اختاره الله لنزول الكتب السماوية فيه.
حم وحسنه الألباني عن واثلة بن الأسقع عن رسول الله: «أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشر خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان.
قال تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان *
وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}
وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}
عن ابن عباس قال: «أنزل القرآن جملة من الذكر- اللوح المحفوظ-، في ليلة أربع وعشرين من رمضان فجعل في بيت العزة.
وعن ابن عباس: أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا، جملة واحدة، ثم فرق في السنين بعد. قال: وتلا ابن عباس هذه الآية: "فلا أقسم بمواقع النجوم" قال: نزل مفرقا.
فضائل القرآن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه)
ولما كان القرآن العظيم أفضل كتابا أنزل كان المنزل عليه أفضل نبي أرسل، وكانت أمته من العرب والعجم أفضل أمة أخرجت للناس من الأمم، وكانت حملته أشرف هذه الأمة، وَقُرَّاؤُهُ وَمُقْرِئُوهُ أفضل هذه الملة.
كما روى عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، قال أبو عبد الرحمن السلمي: "لما رُوى هذا الحديث فذاك الذي أقعدني هذا المقعد"
سئل سفيان الثوري عن الرجل الذي يغزو أحب إليك، أو يقرأ القرآن؟ فقال: يقرأ القرآن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أفضل العبادة قراءة القرآن)
وعن أنس - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله - عز وجل - أهلين من الناس. قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أجتمع قوم في بيت من بيوت الله - عزوجل- يتلون القرآن ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأهله)
وقال - صلى الله عليه وسلم - : "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه ويتعتع فيه وهو عليك شاق له أجران" .
وقال صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها) (5)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن البيوت التي يُقرأ فيها القرآن لتضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض) .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : "من سرَّه أن يحب الله ورسوله فلينظر في المصحف" .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، يقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان"
الآثار:
قال أبو هريرة: "يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيُلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه".
روى البخاري في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «كان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولا كانوا أو شبانا».
وقال الفضيل بن عياض: "حامل لقرآن حامل راية الإسلام" (1)، وقال الشافعي - رضي الله عنه - "من حفظ القرآن عظمت حرمته"، وقال أحمد بن حنبل - رضي الله عنه -: "رأيت رب العزة في المنام فقلت: يا رب ما أفضل ما يتقرب به المتقربون إليك؟ فقال:"بكلامي يا أحمد"
حال السلف مع القرآن في رمضان:
قال ابن رجب: " كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها" .
"كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان يختم في غير رمضان في كل ست ليال".
"كان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة" .
"وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر في ثلاث" .
والشافعي قال عنه ربيع بن سليمان: "كان محمد بن إدريس الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة، ما منها شيء إلا في صلاة" .
وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: كنت أختم القرآن في رمضان ستين مرة.
وقال الحميدي: كان الشافعي يختم القرآن كل يوم ختمة، وعن أبي حنيفة نحوه" .
"وكان سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الرجوي يختم كل يوم" .
وأبو العباس بن عطاء: قال عنه أبو الحسين محمد بن علي صاحب الجنيد: "صحبت أبا العباس بن عطاء عدة سنين متأدباً بآدابه، وكان له في كل يوم ختمة، وفي كل شهر رمضان في كل يوم وليلة ثلاث ختمات" .
قال النووي: "روى ابن أبي داود بإسناده الصحيح أن مجاهداً رحمه الله كان يختم القرآن في رمضان فيما بين المغرب والعشاء" وكانوا يؤخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل" .
وعن منصور: "كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء في كل ليلة من رمضان" .
قال ابن رجب: وكان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان.
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: إنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام.
قال ابن الحكم. كان مالك إذا دخل رمضان يفرّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم.
قال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.
وقال سفيان: كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه.
"وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان، خصوصاً في الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً للزمان والمكان.
@@@@@@@@
أخي .. احذر هجر القرآن! *
قال تعالى : {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30].
د عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمْ يُقْرَأُ الْقُرْآنُ؟ قَالَ: «فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا»، ثُمَّ قَالَ: «فِي شَهْرٍ»، ثُمَّ قَالَ: «فِي عِشْرِينَ»، ثُمَّ قَالَ: «فِي خَمْسَ عَشْرَةَ»، ثُمَّ قَالَ: «فِي عَشْرٍ»، ثُمَّ قَالَ: «فِي سَبْعٍ».
أخي المسلم: أنزل الله تعالى كتابه للعمل به وتلاوته .. فمن كان كتاب الله تعالى منهجه في الحياة فذاك السعيد لا أسعد منه!
أخي: أي حرمان أعظم من حرمان رجل يصبح ويمسي وهو يبصر كتاب ربه تعالى أمامه ثم لا يتزود منه لآخرته؟ !
قال أبو موسى الأشعري (رضي الله عنه): "إن هذا القرآن كائن لكم أجرا، كائن لكم ذكرا، وكائن بكم نورا، وكائن عليكم وزرا، اتبعوا هذا القرآن ولا يتبعنكم القرآن فإنه من يتبع القرآن يهبط به في رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن يزخ (يدفع) في قفاه فيقذفه في جهنم! "
أخي: وها أنا أقف بك عند أقسام الهجر .. لأنقل لك هذه الكلمات الجامعة للإمام ابن القيم وهو يحدثنا عن أقسام هجران القرآن ..
قال (رحمه الله): "هجر القرآن أنواع: أحدها: هجر سماعه والإيمان به، والإصغاء إليه.
والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.
والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه.
والرابع: هجر تدبره وتفهمه.
والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به! وكل هذا داخل في قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30]. وإن كان بعض الهجر أهون من بعض".
أخي المسلم: ألا تحب أن تأتي غدا فيكون القرآن شافعا لك؟ !
أخي: ألا تحب أن يكون القرآن غدًا في ميزانك؟ ! وكيف ظنك أخي برجل كان القرآن في ميزانه؟ !
قال الحسن البصري (رحمه الله): "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق! ".
@@@@@@@@@@
* أخي .. هل أنت من المتدبرين لكتاب الله تعالى؟ ! *
أخي المسلم: كتاب الله تعالى هو ربيع قلبك!
قال عثمان بن عفان (رضي الله عنه): "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم! ".
أخي: وأنت تقرأ كتاب الله تعالى هل وقفت عند وعده ووعيده؟ !
أخي: تدبرك لكتاب الله تعالى هو عنوان انتفاعك بضيائه!
أخي: كتاب الله تعالى خطاب لأولي الألباب ولا يفهمه إلا من تدبر .. {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].
قال ابن مسعود (رضي الله عنه): "لا تنثروه نثر الدقل (التمر اليابس) ولا تهذوه هذ الشعر قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة! ".
أخي: لا ينتفع بكتاب الله تعالى إلا من تدبره وعمل به.
أخي: لقد أمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ كتابه أن يقرأه بتمهل وتدبر فقال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4].
قال الإمام القرطبي: "أي لا تعجل بقراءة القرآن بل اقرأه في مهل وبيان مع تدبر المعاني".
قال أبو جمرة الصنيعي: "قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، إني أقرأ القرآن في ثلاث.
قال ابن عباس (رضي الله عنهما): لأن أقرأ البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إليَّ من أن أقرأ كما تقول! ".
وقال أبو سليمان الداراني (رحمه الله): "إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال أو خمس ليال! ولولا أني أقطع الفكر فيها ما جاوزتها إلى غيرها! ".
أخي المسلم: لقد اشتمل هذا الكتاب العزيز على عجائب وحكم وأمثال وأخبار لو خوطبت بها الحجارة لتشققت! {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74].
أخي: عجيب أمر هذه القلوب التي قست حتى أصبحت لا يؤثر فيها القرآن!
أخي: اسأل نفسك: لماذا لا تدمع عيني إذا تلوت كتاب الله تعالى؟ !
لماذا لا يرق قلبي؟ !
لماذا لا يوجل قلبي؟ !
من أين أتت هذه القسوة؟ !
أخي: سأخبرك عن سبب هذه القسوة! فقف .. ولتحضر قلبك ..
- الإعراض عن تلاوة كتاب الله! فالكثيرون لا يتلون كتاب الله، إلا بعد زمن طويل! فمن أين لهذا أن يرق قلبه إذا قرأ القرآن؟ !
- غياب القلب عند تلاوة القرآن! فهو قارئ ولكن قلبه في مكان آخر!
- غياب التدبر والخشوع! فإن من تدبر كلام الله تعالى وأحضر قلبه فإن قلبه حتما سيرق.
- الانغماس في الدنيا والانشغال بها حتى أصبح هَمُّ الكثيرين إذا أصبحوا وإذا أمسوا هو التفكير في هذه الدنيا الفانية!
- طول الأمل! فالكثيرون يعقدون الآمال الطوال حتى ينسى أنه سيموت!
- المعاصي والذنوب! وهو أخطر الأسباب في قسوة القلوب!
أخي في الله: إذا أردت أن يجري دمعك وأنت تتلو كتاب الله تعالى ..
- تذكر أخي أن صدق الإيمان وتزكية النفس عن أدرانها من أقوى الأسباب في رقة القلوب وتحريك الدموع!
- ولتقرأ كتاب الله تعالى قراءة خائف لوعيده!
- ولتتذكر أنك تقرأ كلام ملك الملوك ومن لا يعذب كعذابه أحد!
- وإذا مررت بذكر النار فتذكر هل أنت قادر على تحملها؟ !
- وإذا مررت بآيات ذكر القيامة وأهوالها! فكأنما أنت في عرصاتها لا تدري أين يذهب بك! إلى جنة أم إلى نار؟ !
الخطبة الأولى.
أخي: بقي أن أقف وإياك عند هذه المعالم الزاهية لترى حال الصالحين وهم يتلون كتاب الله تعالى لتعلم الفرق بين من انتفع بكتاب الله وبين من لم ينتفع به!
قال الله جل وعلا في وصف جماعة من الأنبياء: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [مريم:58] ، وانظر إلى قوله: (خروا) فإنه يدل ويشعر بالمسارعة إلى السجود، وأن سجودهم سجود ذل وخضوع وانكسار وتضرع، خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [مريم:58]، وأيضاً أخبر الله جل وعلا عن قوم من أهل الكتاب فقال سبحانه وتعالى: وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [المائدة:83]، فشواهد ثناء الله جل وعلا على الباكين عند تلاوة القرآن كثيرة، وهي من الفضائل التي امتدح الله بها من امتدح من النبيين، وأولي العلم، ومَنْ تعقلوا وتدبروا ما في هذا الكتاب من الحكم، ولذلك كان سيد ولد آدم صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أعظم الخلق نصيباً في ذلك، ففي حديث عبد الله بن الشخير قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا -أي: يصلي بالصحابة- وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء) والأزيز: هو الحركة والحنين الناتج عن التدبر والتأثر بالقرآن الحكيم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (اقرأ عليَّ، فقال عبد الله رضي الله عنه: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني أحب أن أسمعه من غيري، يقول: فقرأت عليه سورة النساء، حتى بلغت قول الله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا [النساء:41] فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك، فإذا عيناه تذرفان) فبكى صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم متأثراً بالقرآن.
وقد سار على ذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فـأبو بكر الصديق رضي الله عنه عند أن كانوا بمكة بنى مسجداً بفناء داره، وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فتتقصف عليه نساء المشركين -أي: تجتمع- وأبناؤهم يتعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رضي الله عنه رجلاً بكاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، وهذا ليس خاصاً بـأبي بكر رضي الله عنه، بل إن عمر رضي الله عنه -مع ما عرف به من الشدة والقوة- كان بكاءً، يقول من روى من أصحاب السير: إن عمر رضي الله عنه صلى بالجماعة الصبح، فقرأ سورة يوسف فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته. وفي رواية: كان في صلاة العشاء، أي: كان يقرأ ذلك في صلاة العشاء، فهذا يدل على كثرة تكراره لهذه السورة، وأنه رضي الله عنه كثير البكاء، ويقول: عبد الله بن شداد بن الهاد : سمعت نشيج عمر بن الخطاب وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح يقرأ في سورة يوسف: إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ [يوسف:86].
- هذا هو الصالح المخبت عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) كان إذا أتى على قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16]
بكى (رضي الله عنه) حتى يبل لحيته من البكاء! ويقول: "بلى يا رب".
- وهذا صادق الصحبة تميم الداري (رضي الله عنه) قرأ ليلة قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21] فصار (رضي الله عنه) يرددها ويبكي حتى الصباح!
- وهذا سريع الدمعة، حفيد الصالحين عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) قرأ عليه رجل ـ وعمر يومها أمير على المدينة ـ {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [الفرقان: 13] فبكى عمر (رحمه الله) حتى غلبه البكاء وعلا نشيجه! فقام من مجلسه فدخل بيته وتفرق الناس.
* أخي: أين أنت من هذه الكنوز؟ ! *
- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه! » رواه البخاري ومسلم.
- وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت! » رواه ابن السني/ السلسلة الصحيحة: 972.
- وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك» رواه أحمد .
فضل سورة البقرة
* البيتُ الذي تُقرأ فيه سورةُ البقرة لا يدخلُه الشيطانُ ، بل ينفرُ ويفرُّ منه ، ويخرج إذا كان فيه :
عن أبي هريرة ( : أن رسول الله ( قال : " لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ ، إن الشيطانَ يفِرُ من البيتِِ الذي تُقرأ فيه سورةُ البقرة ".
عن أبي أمامةَ الباهلي ( قال : سمعت رسولَ الله ( يقول : " اقرءوا القرآنَ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعاً لأصحابِه ، اقرءوا الزهراوَين - البقرةَ وسورةَ آلِ عمران - فإنهما تأتيان يومَ القيامة كأنهما غمامتانِ ، أو كأنهما غيايتان ، أو كأنهما فرقانِ من طيرٍ صوافٍ ، تُحاجّان عن أصحابهما ، اقرءوا سورةَ البقرةَ فإن أخذَها بركةٌ وتركَها حسرةٌ ولا تستطيعُها البطلة " . قال معاوية : بلغني أن البطلةَ السحرة .
فقال : خلِّ عني أعلمُكَ كلماتٍ ( ينفعك الله بها ) إذا قلتَهنَّ لم يقربْكَ ( صغيرٌ ولا كبيرٌ ) ، ذكرٌ ولا أنثى من الجن ، قلت : وما هؤلاءِ الكلمات ؟ قال : ( إذا أويتَ إلى فراشِكَ فاقرأ آيةَ الكرسي حتى تختمَ الآيةَ ، فإنكَ لن يزالَ عليكَ من الله حافظٌ ، ولا يقْرَبَنَّكَ شيطانٌ حتى تُصبِحَ ) أَوَ ما علمتَ أنه كذلك ، ( أما إنه صَدَقَكَ وهو كذوبٌ ، تعلمُ من تخاطبُ مذ ثلاثَ ليالٍ يا أبا هريرةَ " ؟ قال : لا . قال : " ذاك شيطانٌ " ) .
عن ابنِ عمرَ ( قال : قالَ رسولُ الله ( : " من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ سُطِعَ له نورٌ من تحتِ قَدَمِه إلى عنانِ السماءِ ، يضيءُ له يومَ القيامةِ ، وغُفِرَ له ما بين الجمعتين " .
عن أبي الدرداءِ ( عن النبي ( قال : من حَفِظَ عشرَ آياتٍ من سورةِ الكهفِ ثم أدركَ الدجالَ لم يضُرُّهُ ، ومن حَفِظَ خواتمَ سورةِ الكهفِ كانتْ له نوراً يومَ القيامةِ ( من لدن قرنه إلى قدمه )
@@@@@@@@@@@
أخي .. القرآن ميزان! فهل وزنت نفسك؟ !
أخي: أنت مسلم .. ومنهجك في هذه الحياة ذلك الكتاب العزيز، وهدى النبي الهادي - صلى الله عليه وسلم - ..
أخي: في كتاب الله تعالى ما أخبرتك به من الخير العظيم ..
فليت شعري ما هو نصيبك منه؟ !
هل أنت من المهتدين بهداه؟ ! هل أنت من المستضيئين بضيائه؟ !
هل أنت من المقتبسين من محاسن بهائه؟ !
هل أنت من المتحاكمين إلى تشريعه؟
أخي: إنك لن تزن نفسك بميزان أصدق من كتاب الله تعالى! فلتحاسب أخي نفسك بهذا الميزان الصادق .. لتعلم أين أنت؟ !
رحم الله عبدا عرض نفسه وعمله على كتاب الله، فإن وافق كتاب الله حمد الله وسأله الزيادة، وإن خالف كتاب الله أعتب نفسه ورجع من قريب.
رابط الملف الصوتي
https://drive.google.com/open?id=1qpcy856iCzu8svEdhbni4lMdOHvvRONY