1- يسمي التقدير خلقاً ([2]).
[ المراد بخلق ما في الأرض جميعا قبل خلق السماء الخلق اللغوي الذي هو التقدير لا الخلق بالفعل الذي هو الإبراز من العدم إلى الوجود، والعرب تسمي التقدير خلقا ومنه قول زهير:
والدليل على أن المراد بهذا الخلق التقدير أنه تعالى نصّ على ذلك في سورة فصلت حيث قال: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} ثم قال: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} الآية.] ([3]).
وقال: [ وقولـه في هذه الآية {أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} أي المقدرين والعرب تطلق الخلق وتريد التقدير. ومنه قول زهير:
ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري
فقولـه: يخلق ثم لا يفري: أي يقدر الأمر، ثم لا ينفذه لعجزه عنه كما هو معلوم. ] ([4])
وقال أيضاً: [ إطلاق اللازم، وإرادة الملزوم أسلوب عربي معروف، والقائلون بالمجاز يقولون: إن ذلك من المجاز المرسل، وعلى أن هذه الآية – أي قولـه تعالى: ¼ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ » (النور:27) أطلق
فيها اللازم الذي هو الاستئناس وأريد ملزومه الذي هو الإذن، يصير المعنى: حتى تستأذنوا، ويشهد لهذا المعنى قولـه تعالى: ¼ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النَّبِىّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ »، وقوله تعالى بعده: {فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمُ}، وقال الزمخشري في هذا الوجه بعد أن ذكره: وهذا من قبيل الكناية، والإرداف؛ لأن هذا النوع من الاستئناس يردف الإذن فوضع موضع الإذن.] ([5]).
2- المفرد إذا كان اسم جنس يكثر في كلام العرب إطلاقه مراداً به الجمع - مع تنكيره، أو تعريفه بالألف واللام أو بالإضافة - ([6]).
[ قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: الذي يظهر لي من استقراء اللغة العربية التي نزل بها القرآن، هو أن من أساليبها أن المفرد إذا كان اسم جنس يكثر إطلاقه مراداً به الجمع مع تنكيره كما في هذه الآية، وتعريفه بالألف واللام، وبالإضافة فمن أمثلته في القرآن مع التنكير قولـه تعالى {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} أي وأنهار بدليل قولـه تعالى {فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ} وقولـه {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} أي أئمة وقولـه تعالى {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَىْءٍ مِّنْهُ نَفْساً} أي أنفساً وقولـه تعالى {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} أي سامرين وقولـه تعالى {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ} أي بينهم وقولـه تعالى {وَحَسُنَ أولئك رَفِيقاً} أي رفقاء وقولـه تعالى {وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ} أي جنبين أو أجناباً وقولـه تعالى{وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذلك ظَهِيرٌ} أي مظاهرون ومن أمثلة ذلك مع التنكير في كلام العرب قول عقيل بن علفة المري:
وكان بنو فزارة شرَّ عم وكنتُ لهم كشر بني الأَخينا
يعني شر أَعمام. وقول قعنب ابن أم صاحب:
ما بال قوم صديق ثم ليس لهم دين وليس لهم عقل إذا ائتمنوا
يعني ما بال قوم أصدقاء. وقول جرير:
نصبن الهوى ثم ارتمين قلوبنا بأعين أعداء وهن صديق
يعني صديقات. وقول الآخر:
لعمري لئن كنتم على النأي والنوى بكم مثل ما بي إنكم لصديق
وقول الآخر.
يا عاذلاتي لا تزدن ملامة إن العواذل ليس لي بأمير
أي لسن لي بأمراء.
ومن أمثلته في القرآن واللفظ مضاف قولـه تعالى {أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ} أي أصدقائكم: وقولـه {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} أي أوامره: وقولـه {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} أَي نعم الله: وقولـه {إِنَّ هؤلاء ضَيْفِى}: أي أضيافي، ونظير ذلك من كلام العرب قول علقمة بن عبدة التميمي:
بها جيف الحسرى فأما عظامها فبيض وأما جلدها فصليب
أي وأما جلودها فصليبة.
وقول الآخر:
كلوا في بعض بطنكم تعفوا فإن زمانكم زمن خميص
أي بطونكم. وهذا البيت والذي قبله أنشدهما سيبويه في كتابه مستشهداً بهما لما ذكرنا.
ومن أمثلة ذلك قول العباس بن مرادس السلمي:
فقلنا أسلموا إنا أخوكم وقد سلمت من الإحن الصدور
أي إنا إخوانكم. وقول جرير:
إذا آباؤنا وأبوك عدوا أبان المقرفات من العراب
أي إذا آباؤنا وآباؤك عدواً، وهذا البيت، والذي قبله يحتمل أن يراد بهما جمع التصحيح للأب وللأخ، فيكون الأصل: أبون وأخون فحذفت النون للإضافة، فصار كلفظ المفرد.
ومن أمثلته جمع التصحيح في جمع الأخ بيت عقيل بن علفة المذكور آنفاً، حيث قال فيه: كشر بني الأخينا.
ومن أمثلة تصحيح جمع الأب قول الآخر:
فلما تبين أصواتنا بكين وفديننا بالأبينا
ومن أمثلة ذلك في القرآن: واللفظ معرف بالألف واللام قولـه تعالى: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ}أي بالكتب كلها، بدليل قولـه {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ} الآية، وقولـه {وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ} وقولـه تعالى {أولئك يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ} أي الغرف بدليل قولـه {لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ} وقولـه {وَهُمْ فِى الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}: وقولـه تعالى {وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً}: أي الملائكة بدليل قولـه: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}: وقولـه تعالى {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}: أي الأدبار بدليل قولـه تعالى: {فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} وقولـه تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ}: أي الأطفال: وقولـه تعالى {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} أي الأعداء، ونحو هذا كثير في القرآن، وفي كلام العرب: وهو في النعت بالمصدر مطرد، كما تقدم مراراً.
ومن أمثلة ذلك قول زهير:
متى يَشْتَجِر قومٌ يقل سرواتهم هم بيننا هم رضى وهم عدل
أي عدول مرضيون. ] ([7])
3- عطف الشيء على نفسه، مع اختلاف اللفظ ؛ لأن تغاير اللفظين ربما نزل منزلة التغاير المعنوي.
[ قولـه تعالى: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} الظاهر في معناه: أن الفرقان هو الكتاب الذي أوتيه موسى، وإنما عطف على نفسه؛ تنزيلاً لتغاير الصفات منزلة تغاير الذوات ؛ لأن ذلك الكتاب الذي هو التوراة موصوف بأمرين:
أحدهما: أنه مكتوب كتبه اللَّه لنبيه موسى عليه وعلى نبيّنا الصلاة والسلام.
والثاني: أنه فرقان أي فارق بين الحق والباطل، فعطف الفرقان على الكتاب، مع أنه هو نفسه نظرًا لتغاير الصفتين، كقول الشاعر:
إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم
بل ربما عطفت العرب الشيء على نفسه مع اختلاف اللفظ فقط، فاكتفوا بالمغايرة في اللفظ. كقول الشاعر:
إني لأعظم في صدر الكميِّ على ما كان فيّ من التجدير والقصر
القصر: هو التجدير بعينه. وقول الآخر:
وقددت الأديم لراهشيه وألفى قولـها كذبًا ومينًا
والمين: هو الكذب بعينه. وقول الآخر:
ألا حبذا هند وأرض بها هند وهند أتى من دونها النأْي والبعد
والبعد: هو النأي بعينه. وقول عنترة في معلّقته:
حييت من طلل تقادم عهده أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
والإقفار: هو الإقواء بعينه. ] ([8])
وقال أيضاً: [ قولـه: {فَمَحَوْنَآ آيَةَ الَّيْلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} … الوجه الثاني من التفسير أن الآية الكريمة ليس فيها مضاف محذوف، وأن المراد بالآيتين نفس الليل والنهار، لا الشمس والقمر.
وعلى هذا القول فإضافة الآية إلى الليل والنهار من إضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظ، تنزيلاً لاختلاف اللفظ منزلة الاختلاف في المعنى. وإضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظ كثيرة في القرآن وفي كلام العرب. فمنه في القرآن قولـه تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ}، ورمضان هو نفس الشهر بعينه على التحقيق، وقولـه: {وَلَدَارُ الاٌّخِرَةِ}، والدار هي الآخرة بعينها. بدليل قولـه في موضع آخر: {وَلَلدَّارُ الاٌّخِرَةُ} بالتعريف، والآخرة نعت للدار. وقولـه: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} والحبل هو الوريد، وقولـه: {وَمَكْرَ السَّيِّىءِ}، والمكر هو السيء بدليل قولـه {وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ}.
ومن أمثلته في كلام العرب قول امرىء القيس:
كبكر المقاناة البياض بصفرة غذاها نمير الماء غير المحلل
لأن المقاناة هي البكر بعينها، وقول عنترة في معلقته:
ومشك سابغة هتكت فروجها بالسيف عن حامي الحقيقة معلم
لأن مراده بالمشك: السابغة بعينها. بدليل قولـه: هتكت فروجها. لأن الضمير عائد إلى السابغة التي عبر عنها بالمشك.
وقد أوضحنا هذه المسألة في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) في سورة فاطر. وبينا أن الذي يظهر لنا: أن إضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف لفظ المضاف والمضاف إليه أسلوب من أساليب اللغة العربية. لأن تغاير اللفظين ربما نزل منزلة التغاير المعنوي. لكثرة الإضافة المذكورة في القرآن وفي كلام العرب. وجزم بذلك ابن جرير في بعض مواضعه في القرآن. وعليه فلا حاجة إلى التأويل المشار إليه بقولـه في الخلاصة:
ولا يضاف اسم لما به اتحد معنى وأول موهماً إذا ورد
ومما يدل على ضعف التأويل المذكور قولـه:
وإن يكونا مفردين فأضف حتما وإلا أتبع الذي ردف
لأن إيجاب إضافة العلم إلى اللقب مع اتحادهما في المعنى إن كانا مفردين المستلزم للتأويل،
ومنع الإتباع الذي لا يحتاج إلى تأويل دليل على أن ذلك من أساليب اللغة العربية، ولو لم يكن من أساليبها لوجب تقديم ما لا يحتاج إلى تأويل على المحتاج إلى تأويل كما ترى. وعلى هذا الوجه من التفسير فالمعنى: فمحونا الآية التي هي الليل، وجعلنا الآية التي هي النهار مبصرة. أي جعلنا الليل مَمْحُو الضوء مطموسه، مظلماً لا تستبان فيه الأشياء كما لا يستبان ما في اللوح الممحو. وجعلنا النهار مبصراً. أي تبصر فيه الأشياء وتستبان. ] ([9]).
4- كل ما علا الماء يسمى طافيًا.
[ كل ما علا على وجه الماء ولم يرسب فيه تسميه العرب طافيًا. ومن ذلك قول عبد اللَّه بن رواحة رضي اللَّه عنه:
وأن العرش فوق الماء طاف([10]) وفوق العرش رب العالمين ([11])
ويحكى في نوادر المجانين أن مجنونًا مرّ به جماعة من بني راسب، وجماعة من بني طفاوة يختصمون في غلام، فقال لهم المجنون: القوا الغلام في البحر فإن رسب فيه فهو من بني راسب، وإن طفا على وجهه فهو من بني طفاوة.] ([12]).
5- الخيط الأبيض يطلق على الصبح، والأسود على الليل ([13]).
[ قوله تعالى: ¼ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ » بينه قوله: ¼ مِنَ الْفَجْرِ » (البقرة: 187) والعرب تسمى ضوء الصبح خيطًا، وظلام الليل المختلط به خيطًا، ومنه قول أبي دواد الإيادي:
فلما أضاءت لنا سدفة ولاح من الصبح خيط أنارا
وقول الآخر:
الخيط الأبيض ضوء الصبح منفلق والخيط الأسود جنح الليل مكتوم ] ([14]).
6- ربما أطلقت العرب لفظ النعم على خصوص الإبل.
[ قوله تعالى: ¼ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ»(آل عمران: 14)، ربما أطلقت العرب لفظ النعم على خصوص الإبل، ومنه قولـه صلى الله عليه وسلم: « من حمر النعم »([15]) يعني: الإبل([16]). وقول حسان رضي اللَّه عنه:
وكانت لا يزال بها أنيس خلال مروجها نعم وشاء
أي: إبل وشاء.] ([17]).
7- إطلاق الخوف بمعنى العلم.
[ الخوف في لغة العرب: الغم من أمر مستقبل. والحزن: الغم من أمر ماض. وربما استعمل كل منهما في موضع الآخر.
وإطلاق الخوف على العلم أسلوب عربي معروف. قال بعض العلماء: ومنه قوله تعالى {إِلاَّ أَن يَخَافَآ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ}. قال معناه: إلا أن يعلما.
ومنه قول أبي محجن الثقفي:
إذا مُت فادفِنّي إِلى أصلِ كَرمَةٍ تروّي عظامي في التراب عروقُها
ولا تَدفِنَنّي بالفلاةِ فإنّني أخافُ إذا ما مُتُّ أن لا أذوقُها([18])
فقوله أخاف: أي أعلم لأنه لا يشك في أنه لا يشربها بعد موته.] ([19])
8- إسلام الوجه يطلق ويراد به الإذعان والانقياد التامّ.
[ قوله تعالى: ¼ وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ » ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أنه لا أحد أحسن دينًا ممن أسلم وجهه للَّه، في حال كونه محسنًا ؛ لأن استفهام الإنكار مضمن معنى النفي... ومعنى إسلام وجهه للَّه إطاعته وإذعانه، وانقياده لَّله تعالى بامتثال أمره، واجتناب نهيه في حال كونه محسنًا، أي: مخلصًا عمله للَّه لا يشرك فيه به شيئًا مراقبًا فيه للّهِ كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فاللَّه تعالى يراه، والعرب تطلق إسلام الوجه، وتريد به الإذعان والانقياد التامّ، ومنه قول زيد بن نفيل العدويّ:
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبًا زلالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرًا ثقالا ] ([20]).
9- عال يعول إذا جار ومال، وهو عائل ([21]).
[ العرب تقول: عال يعول إذا جار ومال، وهو عائل، ومنه قول أبي طالب:
بميزان قسط لا يخيس شعيرة له شاهد من نفسه غير عائل
أي: غير مائل ولا جائر، ومنه قول الآخر:
قالوا تبعنا رسول اللَّه واطرحوا قول الرسول وعالوا في الموازين
أي: جاروا، وقول الآخر:
ثلاثة أنفس وثلاث ذود لقد عال الزمان على عيالي
أي: جار ومال، أما قول أحيحة بن الجلاح الأنصاريّ:
وما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغني متى يعيل
وقول جرير:
اللَّه نزل في الكتاب فريضة لابن السبيل وللفقير العائل
وقولـه تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}، فكل ذلك من العيلة، وهي الفقر، ومنه قولـه تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً}، فـعال التي بمعنى جار واوية العين، والتي بمعنى افتقر يائية العين.
وقال الشافعي رحمه اللَّه: معنى قولـه: {أَلاَّ تَعُولُواْ}، أي: يكثر عيالكم من عال الرجل يعول إذا كثر عياله، وقول بعضهم: إنّ هذا لا يصح وإنّ المسموع أعال الرجل بصيغة الرباعي على وزن أفعل، فهو معيل إذا كثر عياله فلا وجه له ؛ لأنّ الشافعي من أدرى الناس باللغة العربية ؛ ولأنّ عال بمعنى كثر عياله لغة حمير، ومنه قول الشاعر:
وأن الموت يأخذ كل حي بلا شك وإن أمشى وعالا
يعني: وإن كثرت ماشيته وعياله، وقرأ الآية طلحة بن مصرف {ألا تعيلوا} بضم التاء من أعال إذا كثر عياله على اللغة المشهورة. ] ([22])
10- يسمى النفخ روحاً ([23]).
قال العلامة الشنقيطي – رحمه الله – وهو يتكلم عن سبب تسمية سيدنا عيسى – عليه السلام - روحاً: [ وقيل سمي روحاً بسبب نفخة سيدنا جبريل – عليه السلام – المذكورة في سورة الأنبياء، والتحريم، والعرب تسمي النفخ روحاً ؛ لأنه ريح تخرج من الروح، ومنه قول ذي الرمة:
فَقُلتُ لَهُ اِرفَعها إِلَيكَ وَأَحيِها بِروحِكَ وَاِقتَتهُ لَها قيتَة قَدرا ] ([24]).
11- الخفض بالمجاورة.
[ الخفض بالمجاورة أسلوب من أساليب اللغة العربية، وأنه جاء في القرآن لأنه بلسان عربي مبين.
فمنه في النعت قول امرىء القيس:
كأن ثبيرا في عرانين ودقه كبير أناس في بجاد مزمل
بخفض «مزمل» بالمجاورة، مع أنه نعت «كبير» المرفوع بأنه خبر «كأن» وقول ذي الرمة:
تريك سنة وجه غير مقرفة ملساء ليس بها خال ولا ندب
إذ الرواية بخفض «غير»، كما قاله غير واحد للمجاورة، مع أنه نعت «سنة» المنصوب بالمفعولية.
ومنه في العطف قول النابغة:
لم يبق إلا أسير غير منفلت وموثق في حبال القد مجنوب
بخفض «موثق» لمجاورته المخفوض، مع أنه معطوف على «أسير» المرفوع بالفاعلية.
وقول امرىء القيس:
وظل طهاة اللحم ما بين منضج صفيف شواءٍ أو قدير معجل
بجر «قدير» لمجاورته للمخفوض، مع أنه عطف على «صفيف» المنصوب بأنه مفعول اسم الفاعل الذي هو «منضج» والصفيف: فعيل بمعنى مفعول وهو المصفوف من اللحم على الجمر لينشوي، والقدير: كذلك فعيل بمعنى مفعول، وهو المجعول في القدر من اللحم لينضج بالطبخ.
وهذا الإعراب الذي ذكرناه هو الحق، لأن الإنضاج واقع على كل من الصفيف والقدير، فما زعمه «الصبان» في حاشيته على «الأشموني» من أن قولـه «أو قدير» معطوف على «منضج» بتقدير المضاف أي وطابخ قدير الخ ظاهر السقوط، لأن المنضج شامل لشاوي الصفيف، وطابخ القدير. فلا حاجة إلى عطف الطابخ على المنضج لشموله له، ولا داعي لتقدير «طابخ» محذوف.
وما ذكره العيني من أنه معطوف على «شواء»، فهو ظاهر السقوط أيضاً. وقد رده عليه «الصبان»، لأن المعنى يصير بذلك: وصفيف قدير، والقدير لا يكون صفيفاً.
والتحقيق: هو ما ذكرنا من الخفض بالمجاورة، وبه جزم ابن قدامة في المغني.
ومن الخفض بالمجاورة في العطف قول زهير:
لعب الزمان بها وغيرها بعدي سوافي المور والقطر
بجر «القطر» لمجاورته للمخفوض مع أنه معطوف على «سوافي» المرفوع، بأنه فاعل غير.
ومنه في التوكيد قول الشاعر:
يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب
بجر «كلهم» على ما حكاه الفراء، لمجاورة المخفوض، مع أنه توكيد «ذوي» المنصوب بالمفعولية.
ومن أمثلته في القرآن العظيم في العطف كالآية التي نحن بصددها قولـه تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}، على قراءة حمزة، والكسائي.
ورواية المفضل عن عاصم بالجر لمجاورته لأكواب وأباريق، إلى قولـه: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ} مع أن قولـه: {وَحُورٌ عِينٌ} حكمـه الـرفع: فقيـل، إنه معطوف على فاعل «يطوف» الذي هو {وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ}.
وقيل: هو مرفوع على أنه مبتدأ خبره محذوف دل المقام عليه.
أي: وفيها حور عين، أو لهم حور عين. وإذن فهو من العطف بحسب المعنى.
وقد أنشد سيبويه للعطف على المعنى قول الشماخ، أو ذي الرمة:
بادت وغير آيهن مع البلا إلا رواكد جمرهن هباء
ومشجَّج أما سواء قذاله فبدا وغيب ساره المعزاء
لأن الرواية بنصب «رواكد» على الاستثناء، ورفع مشجج عطفاً عليه، لأن المعنى لم يبق منها إلا رواكد ومشجج، ومراده بالرواكد أثافي القدر، وبالمشجج وتد الخباء، وبه تعلم أن وجه الخفض في قراءة حمزة، والكسائي هو المجاورة للمخفوض، كما ذكرنا خلافاً لمن قال في قراءة الجر: إن العطف على أكواب، أي يطاف عليهم بأكواب، وبحور عين، ولمن قال: إنه معطوف على جنات النعيم، أي هم في جنات النعيم، وفي حورٍ على تقدير حذف مضاف أي في معاشرة حور.
ولا يخفى ما في هذين الوجهين، لأن الأول يرد، بأن الحور العين لا يطاف بهن مع الشراب، لقوله تعالى: {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِى الْخِيَامِ}.
والثاني فيه أن كونهم في جنات النعيم، وفي حور ظاهر السقوط كما ترى، وتقدير ما لا دليل عليه لا وجه له.
وأجيب عن الأول بجوابين، الأول: أن العطف فيه بحسب المعنى، لأن المعنى: يتنعمون بأكواب وفاكهة ولحم وحور. قاله الزجاج وغيره.
الجواب الثاني: أن الحور قسمان: حور مقصورات في الخيام،: وحور يطاف بهن عليهم، قاله الفخر الرازي وغيره، وهو تقسيم لا دليل عليه، ولا يعرف من صفات الحور العين كونهن يطاف بهن كالشراب، فأظهرها الخفض بالمجاورة، كما ذكرنا.
وكلام الفراء وقطرب، يدل عليه، وما رد به القول بالعطف على أكواب من كون الحور لا يطاف بهن يرد به القول بالعطف على {وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ}، في قراءة الرفع، لأنه يقتضي أن الحور يطفن عليهم كالولدان، والقصر في الخيام ينافي ذلك.
وممن جزم بأن خفض {وَأَرْجُلَكُمْ} لمجاورة المخفوض البيهقي في (السنن الكبرى)، فإنه قال ما نصه: باب قراءة من قرأ {وَأَرْجُلَكُمْ} نصباً، وأن الأمر رجع إلى الغسل وأن من قرأها خفضاً، فإنما هو للمجاورة، ثم ساق أسانيده إلى ابن عباس، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وعروة بن الزبير، ومجاهد وعطاء والأعرج وعبد الله بن عمرو بن غيلان، ونافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارىء، وأبي محمد يعقوب بن إسحاق بن يزيد الحضرمي أنهم قرأوها كلهم: {وَأَرْجُلَكُمْ} بالنصب.
قال: وبلغني عن إبراهيم بن يزيد التيمي أنه كان يقرؤها نصباً، وعن عبد الله بن عامر اليحصبي، وعن عاصم برواية حفص، وعن أبي بكر بن عياش من رواية الأعشى، وعن الكسائي، كل هؤلاء نصبوها.
ومن خفضها فإنما هو للمجاورة، قال الأعمش: كانوا يقرأونها بالخفض، وكانوا يغسلون، اه كلام البيهقي.
ومن أمثلة الخفض بالمجاورة في القرآن في النعت قولـه تعالى {عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ} بخفض {مُحِيطٌ} مع أنه نعت للعذاب. وقوله تعالى: {عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ}، ومما يدل أن النعت للعذاب، وقد خفض للمجاورة، كثرة ورود الألم في القرآن نعتاً للعذاب. وقوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} على قراءة من قرأ بخفض {مَّحْفُوظٍ} كما قاله القرطبي ومن كلام العرب «هذا جحر ضب خرب» بخفض خرب لمجاورة المخفوض مع أنه نعت خبر المبتدأ. وبهذا تعلم أن دعوى كون الخفض بالمجاورة لحناً لا يتحمل إلا لضرورة الشعر باطلة. ] ([25]).
[1] - وقد رتبتها حسب ورودها في تفسير " أضواء البيان "، وقد يرد الأسلوب أو الإطلاق في أكثر من موضع، فيكون ترتيبه على حسب أول وروده، والمنقول على حسب شموله.
ولعلي قد توسعت بعض الشيء، وذلك بإيراد ما ليس له علاقة مباشرة بالرد على الآيات التي زعموا أن فيها مجازاً، وذلك بأنني قد أورد بعض الشواهد الشعرية التي تشهد لوجوه التفسير، وعذري في ذلك أنني رأيت – من وجهة نظري - أن هذه الشواهد قد يكون لها علاقة بالرد على القائلين بالمجاز، وإن كان بطريق غير مباشر، فهي تساعد في إثبات أن هذه الوجوه حقائق في محلها. فأرجو ممن وجد شيئاً من ذلك أن يحسن الظن، ويقوم بالنصح.
[2] - ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو المجاز اللفظي، من باب إطلاق اللازم على الملزوم، وذلك لأن التقدير لازم للخلق. وانظر الإتقان للسيوطي (3/113).
[3]- هذا نص كلام الشنقيطي كما ذكره في (1/48)(البقرة/29)، وانظر (6/267 – 268) (الفرقان/1)، (7/118 – 120)(فصلت/10)، وسوف أضعه دائما بين معكوفتين لتمييز بعضه من بعض.
[4] - (5/781)(المؤمنون/12: 14).
[5] - (6/167)(النور/27).
[6] - ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو المجاز في المفرد، ويسمى اللغوي، من نوع إطلاق المفرد على الجمع، وقد أجاد العلامة الشنقيطي – رحمه الله – في بيان أن ذلك واقع في لغة العرب، وأنه من أساليبها، فيكون حقيقة لا مجاز، كما سبق بيان ذلك في المقدمة.
[7] - (5/29 – 32)(الحج/5)، وانظر أيضاً المواضع التالية: (1/48)(البقرة/30)، (5/782)(المؤمنون/12: 14)، (7/183)(الشورى/17)، (7/251)(الزخرف/33:35)، (7/661)(الذاريات / 1:6)، (7/699 – 700)(النجم / 1: 4)، (7/714)(النجم/53)، (7/730)(القمر/54). وقال الثعالبي في سر العربية (ص/352): [ فصل في إقامة الواحد مُقام الجمع - هي من سنن العرب إذ تقول: قَرَرْنا به عيناً، أي أعيننا. وفي القرآن: "فإن طِبْنَ لكُم عن شيءٍ منهُ نَفْساً"، وقال جلّ ذِكره: "ثمَّ يُخْرِجُكُم طِفْلا" أي أطفالا، وقال تعالى: "وكم من مَلَكٍ في السَّمواتِ لا تُغني شَفاعَتُهم شيئاً"، وتقديره: وكم من ملائكة في السموات، وقال عزّ من قائل: "فَإنَّهُم عدوٌ لي إلا رَبَّ العالَمين". وقال: "هؤلاء ضَيفي"، ولم يقل: أعدائي ولا أضيافي. وقال جلّ جلاله: "لا نُفَرِّقُ بينَ أحَدٍ منهم"، والتفريق لا يكون إلا بين اثنين، والتقدير: لا نُفَرِّق بينهم، وقال: "يا أيُها النَّبيُّ إذا طَلَّقْتُمُ النِّساء". وقال: "وإنْ كُنْتُم جُنُباً فاطَّهَروا". وقال: "والمَلائكَةُ بَعْدَ ذلك ظَهِير".
ومن هذا الباب سنة العرب أن يقولوا للرجل العظيم والملك الكبير: انظروا من أمري، ولأنّ السادة والملوك يقولون: نحن فعلنا وإنّا أمَرنا، فعلى قضيَّة هذا الابتداء يخاطِبون في الجواب، كما قال تعالى عمّن حضَرَه الموت: "رَبِّ ارْجِعون".]
[8] - (1/66)(البقرة/53).
[9]- (3/421)(بني إسرائيل/11)، وانظر أيضاً: (3/241)(النحل/30)، (7/812)(الحديد/16)، (7/798)(الواقعة/95 – 96).
[10] - أسند الطفو هنا إلى العرش ؛ لأن الطفو ملابس للعرش فهو وصف له، وإطلاق القعل وشبهه إلى ما له به ملابسة، يسمى مجازاً عقلياً، كما زعموا في قوله تعالى: ¼ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا» (الزلزلة:2)، لإسناد الإخراج إلى الأرض لتلبسه بها، وهذا عند القائلين بالمجاز أحد أنواع المجاز العقلي، وطرفاه حقيقيان. وانظر الإتقان للسيوطي (3/109 – 110).
[11] - قال الحافظ الذهبي في " العلو " (ص/49)(83): [ قال أبو عمر ابن عبد البر في كتاب " الاستيعاب ": روينا من وجوه صحاح أن عبد الله بن رواحة مشى ليلة إلى أمة له فنالها، فرأته امرأته، فلامته، فجحدها، فقالت له: إن كنت صادقا فاقرأ القرآن، فإن الجنب لا يقرأ القرآن فقال:
شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
فقالت امرأته: صدق الله، وكذبت عيني، وكانت لا تحفظ القرآن. قلت: روي من وجوه مرسلة، منها: يحيى بن أيوب المصري حدثنا عمارة بن غزية عن قدامة بن محمد بن إبراهيم الحاطبي، فذكره فهو منقطع ]. والقصة ضعفها أيضاً الحافظ ابن حجر في "الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف". والنووي في المجموع فقال (2/ 183): إسنادُ هذه القصةِ ضعيفٌ ومنقطعٌ. والشيخ الألباني - رحمه الله - في تخريج الطحاوية (ص/282)(306)، وحكم عليها بالنكارة الشيخ مشهور حسن في كتاب "قصص لا تثبت"، إلا أنه ذهب في تحقيق "الخلافيات" للبيهقي (2/31-38) إلى ثبوت الشِّعر الذي قاله عبد الله بن رواحة دون القصة المذكورة.
[12] - (1/84)( البقرة / 173).
[13] - ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو مجاز الإسناد، والمجاز العقلي، وعلاقته هنا الزمانية ؛ لأن (الخيط الأبيض)، وهو الضوء يحدث مع انفلاق الصبح، و(الخيط الأسود) الظلام يحدث مع دخول الليل، فأسند كلاهما لما يحدث فيه، ومثلوا له أيضاً بقوله تعالى: ¼ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً» (المزمل: 17)، قالوا: فقد أسند ¼ يَجْعَلُ» إلى اليوم ؛ لأنه يحدث فيه، وانظر الإتقان للسيوطي (3/109).
[14] - (1/105)(البقرة/187).
[15]- جزء من حديث أخرجه البخاري (3/1077)(2783)، ومسلم (4/1872)(1406) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وفيه قولـه r لعلي رضي الله عنه: ( فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم ).
[16] - ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو المجاز اللفظي، من نوع إطلاق العام على الخاص، ومثل له أيضاً السيوطي في الإتقان (3/112) بقوله تعالى: ¼ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْض»(الشورى: 5)، قال: أي المؤمنين، بدليل قوله: ¼ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا»(غافر: 7).
[17] - (1/242 - 243)(آل عمران/14).
[18] - بالأصل بعض التحريف، وصوبته من البرنامج الإلكتروني: (الموسوعة الشعرية).
[19] - (7/277 – 278)(الزخرف/ 68 – 69)، وانظر (1/269 – 270)(النساء/3).
[20] - (1/371)(النساء/125).
[21] - ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو المجاز العقلي، من إطلاق الفعل على ما له به ملابسه، ويسمى مجاز إسناد، وانظر الإتقان (3/109).
[22] - (1/375 – 376)(النساء/129).
[23] - ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو: المجاز اللفظي من باب إطلاق اللازم على الملزوم.
[24] - (1/382)(النساء/171).
[25] - (2/8 – 12)( المائدة/6).