الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
{ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } [الأنعام: 90]
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب: 21].
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ أي: قُدوة صالحة.
ففي هذا النص إرشاد عظيم من الله تبارك وتعالى للمؤمنين أن يجعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة لهم، يقتدون به، في أعماله، وأقواله، وأخلاقه، وكلِّ جزئيات سلوكه في الحياة، فهو خير قدوة يقتدي بها الأفراد العاديون، والأفراد الطامحون لبلوغ الكمال الإنساني في السلوك.
ولئن انتقل الرسول صلوات الله عليه إلى جوار ربه، فإنَّ سيرته التي تحتوي على جزئيات سلوكه ماثلة لنا.
وفيما بلغنا من تراجم أصحابه رضوان الله عليهم ما يكفي لتجسيد القدوة الحسنة للمجتمع المسلم.
العصمة لا تثبت لغير الأنبياء:
العِصْمة من صفات الأنبِياء التي اختصُّوا بها دون غيرِهم لتحصيل مقْصود النبوَّة والرِّسالة.
النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة المطلقة في كل أقواله وأفعاله التشريعية وغيره يصيب ويخطئ فلابد من عرض فعله على الشرع أولا فإن وافق يمكن الاقتداء به والدليل ما قاله عمر بن الخطاب لطلحة بن عبيد الله - رضي الله عنهما- حينما رآه لابساً ثوباً مصبوغاً وهو محرم:- ( إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس ...).
فإن كان هذا حال الصحابة وعدم عصمة آحادهم من الخطأ فما بالك بغيرهم ممن هو دونهم في العلم والعمل.
قال الحافظ: "إنَّ غير النَّبيِّ ولو بلغ من الفضل الغاية ليس بمعصوم"[85]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "بخلاف غير الأنبياء فإنَّهم ليسوا معصومين كما عصم الأنبياء ولو كانوا أولياء لله"[86].
وقال أيضًا في هذه المسألة: "وهذا مذهب أهل السنَّة والجماعة خلافًا لأهل الرَّفْض الَّذين يجعلون أئمَّتهم معصومين كالأنبياء، وبعض أهل التصوُّف الذين بالغوا في تقديس شيوخهم حتَّى ادعوا فيهم العصمة"[87].
فالرَّافضة ادَّعوا العصمة لأئمَّتهم، وقالوا: إنَّ كلَّ ما قالوه شرع يتبع ودين يدان الله به، وجوزوا على الأنبياء المعصية، ولم يُجوِّزوها على أئمتهم، وروَّجوا باطلهم هذا بشبهة قالوا: إنَّ الأنبياء إذا عصَوا ردَّهم الوحي إلى الصَّواب، وأئمَّتهم لا وحي لهم يردُّهم، وأخذ عنهم هذا بعض المتصوِّفة، وزادوا عليه بلاءً إذ زعموا أنَّ الأولياء أفضل من الأنبياء، كما قال ذلك ابن عربي والحاتمي الطائي وغيرهم.
ولنتوقف في هذه الدقائق مع لنتعرف على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة.
لماذا الصلاة.
1- هي أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين (بني الإسلام على خمس).
2- العبادة الوحيدة التي فرضت في السماء وذلك لأهميتها ومكانتها.
3- الصلاة معراج روحي للمسلم يناجي فيها ربه ويكلمه «قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {هْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"» ... ).
4- العبادة الوحيدة من المباني الأربعة التي اختلف السلف اختلافا شديدا في كفر تاركها. فقد غلظ النبي القول لتاركها فقال«إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» «من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف».
5-أوّل ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة هي الصلاة فإذا صلحت صلح عمله وإذا فسدت فسد عمله.
6-الصلاة كفّارة لخطايا المسلم إذا صحت، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أرأيتم لو أنّ نهراً بباب أحدكم يغسل منه كلّ يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه. قال:فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا".
7-الصلاة: روضة عبادات، فيها من كل زوج بهيج، تكبير يفتتح به الصلاة، وقيام يتلو فيه المصلي كلام الله، وركوع يعظم فيه الرب، وقيام من الركوع يملؤه بالثناء على الله، وسجود يسبح الله تعالى فيه بعلوه ويبتهل إليه بالدعاء، وقعود للدعاء والتشهد، وختام بالتسليم.
الأخطاء في الصلاة:
إخراج الصلاة عن وقتها وقول العمل عبادة.
العبادة هي الصلاة والعمل مباح وقد ينقلب لمستحب والصحيح (لا بارك الله في عمل يلهي عن الصلاة)
قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]. والشَّاهد: قوله: {كِتَابًا}، لأنَّ كتاباً بمعنى مكتوب، والمكتوب بمعنى المفروض، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183]، أي: فُرِضَ.
عدم الصلاة في جماعة:
قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}.
وقال تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} [النساء: 102] الآية.
وفي الصحيحين، عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا أن يصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب، إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم» الحديث.
وفي صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق علم نفاقه، أو مريض، وإن كان المريض ليمشي بين الرجلين حتى يأتي الصلاة»
وفي صحيح مسلم أيضا، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا أعمى قال: «يا رسول الله إنه ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " هل تسمع النداء بالصلاة "؟ قال: نعم، قال: "فأجب» .
عدم الاطمئنان:
حد الطمأنينة أن يعتدل في كل ركن فعلي بأن يرجع كل عظم إلى مكانه.
والدليل على ركنيتها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للمسيء: «ارجع فصل، فإنك لم تصل»، فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ارجع فصل، فإنك لم تصل» ثلاثا، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني، فقال: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، وافعل ذلك في صلاتك كلها».
وما رواه البخاري عن زيد بن وهب، قال: رأى حذيفة رجلا لا يتم الركوع والسجود، قال: «ما صليت ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدا صلى الله عليه وسلم عليها»..
هديه صلى الله عليه وسلم في الصلاة:
الصلاة قرة عينه:
"جعلت قرة عيني في الصلاة» وكان يقول (أرحنا بها يا بلال" وكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
السترة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى إلى الجدار، جعل بينه وبينه قدر ممر الشاة، ولم يكن يتباعد منه، بل أمر بالقرب من السترة.
كان صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال " الله أكبر " ولم يقل شيئا قبلها، ولا تلفظ بالنية البتة، ولا قال أصلي لله صلاة كذا مستقبل القبلة أربع ركعات إماما أو مأموما، ولا قال أداء ولا قضاء ولا فرض الوقت، وهذه عشر بدع لم ينقل عنه أحد قط.
وكان دأبه في إحرامه لفظة (الله أكبر) لا غيرها، ولم ينقل أحد عنه سواها.
( «وكان يرفع يديه معها ممدودة الأصابع مستقبلا بها القبلة إلى فروع أذنيه» ) وروي: إلى منكبيه.
وكان يستفتح تارة ب ( «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد، اللهم نقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس» )
وروي عنه أنه ( «كان يستفتح بسبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك» )
(وكان يقول بعد ذلك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يقرأ الفاتحة، وكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم أولا، ثم أسر بها)
ثم يقرأ ما تيسر من القرآن والتخفيف والتطويل نسبي فأنس يقول كان صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويأمنا بالصاقات. وقرأ في المغرب بطولى الطولين وكان أحبانا يخفف لعارض مثل سماع صوت بكاء الصبي.
وكان يديم قراءاة السجدة والانسان فجر الجمعة والانسان والغاشية أو الجمعة والمنافقون في الجمعة وفي العيدين بالعلى والغاشية وأحيانا بقاف واقتربت.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من القراءة سكت بقدر ما يتراد إليه نفسه ثم رفع يديه كما تقدم، وكبر راكعا ووضع كفيه على ركبتيه كالقابض عليهما، ووتر يديه فنحاهما عن جنبيه، وبسط ظهره ومده واعتدل، ولم ينصب رأسه ولم يخفضه، بل يجعله حيال ظهره معادلا له.
وكان يقول: (سبحان ربي العظيم).
ثم كان يرفع رأسه بعد ذلك قائلا: (سمع الله لمن حمده، ويرفع يديه).
وكان دائما يقيم صلبه إذا رفع من الركوع وبين السجدتين ويقول: ( «لا تجزئ صلاة لا يقيم فيها الرجل صلبه في الركوع والسجود» ) ذكره ابن خزيمة في " صحيحه ".
وكان إذا استوى قائما قال: (ربنا ولك الحمد) وصح عنه أنه كان إذا رفع رأسه من الركوع يمكث حتى يقول القائل: قد نسي، من إطالته لهذا الركن.
ثم كان يكبر ويخر ساجدا ولا يرفع يديه وكان إذا سجد مكن جبهته وأنفه من الأرض، ونحى يديه عن جنبيه، وجافى بهما حتى يرى بياض إبطيه، ولو شاءت بهمة - وهي الشاة الصغيرة - أن تمر تحتهما لمرت.
وكان يضع يديه حذو منكبيه وأذنيه، وفي " صحيح مسلم " عن البراء أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( «إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك» ) .
وكان يعتدل في سجوده ويستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة.
وكان يبسط كفيه وأصابعه، ولا يفرج بينها ولا يقبضها، وفي " صحيح ابن حبان ( «كان إذا ركع فرج أصابعه فإذا سجد ضم أصابعه» ) .
وكان يقول: ( «سبحان ربي الأعلى» ).
ثم كان صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه مكبرا غير رافع يديه، ويرفع من السجود رأسه قبل يديه، ثم يجلس مفترشا يفرش رجله اليسرى ويجلس عليها، وينصب اليمنى.
ثم كان يقول [بين السجدتين] : ( «اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني» ) هكذا ذكره ابن عباس رضي الله عنهما عنه صلى الله عليه وسلم، وذكر حذيفة أنه كان يقول ( «رب اغفر لي رب اغفر لي» ) .
وكان هديه صلى الله عليه وسلم إطالة هذا الركن بقدر السجود، وهكذا الثابت عنه في جميع الأحاديث، وفي " الصحيح " عن أنس رضي الله عنه: ( «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد بين السجدتين حتى نقول: قد أوهم» ).
وكان يجلس للتشهد وفي الرباعية يتورك ويقبض ويحلق ثلاثا وخمسين ويحرك او يثبت الابهام طوال التشهد.
وكان يستعيذ بعد التشهد بالله من أربع فقال «ذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال».
وكان يسلم تسليمتين وأحيانا تسليمة واحدة.
الخطبة الأولى
هديه صلى الله عليه وسلم في السنن الرواتب:
كان صلى الله عليه وسلم يحافظ على عشر ركعات في الحضر دائما، وهي التي قال فيها ابن عمر: ( «حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات: ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صلاة الصبح» ) وفي رواية اثنتي عشرة ركعة.
عن عائشة ترفعه: ( «من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة، بنى الله له بيتا في الجنة: أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر» )
عن عبد الله بن السائب، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس، وقال: (إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح)
هديه صلى الله عليه وسلم في قيام الليل:
كان واجبا كما في قوله تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك} [الإسراء: 79] [الإسراء: 79] زيادة في درجاته، وفي أجره، ولهذا خصه بها، فإن قيام الليل في حق غيره مباح، ومكفر للسيئات، وأما النبي صلى الله عليه وسلم، فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو يعمل في زيادة الدرجات وعلو المراتب، وغيره يعمل في التكفير. كما في حديث عائشة.
وأمر به في قوله تعالى: {ياأيها المزمل - قم الليل إلا قليلا} [المزمل: 1 - 2]
وقام ليلة تامة بآية يتلوها ويرددها حتى الصباح وهي: {إن تعذبهم فإنهم عبادك} [المائدة: 118].
قال ابن مسعود:" صليت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة، فلم يزل قائماً حتى هَمَمْتُ بأمر سوء!
قيل: وما هَمَمْتَ؟! قال: هَمَمْتُ أن أقعد وأَذَرَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (
قال حُذيفة بن اليمان:" صلّيت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات ليلة، فافتتح {البَقَرَة} . فقلت: يركع عند
المئة. ثم مضى. فقلت: يصلي بها في ركعة (1) . فمضى. فقلت: يركع بها. ثم افتتح {النِّسَاء} ، فقرأها، ثم افتتح {آلِ عِمْرَان} (2) ، فقرأها. يقرأ مترسلاً: إذا مَرَّ بآية فيها تسبيح؛ سبح، وإذا مَرَّ بسؤال؛ سأل، وإذا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ؛ تَعَوَّذَ ثم ركع .
و " قرأ ليلة - وهو وَجعٌ - السبع الطوال " وهي: {البَقَرَة} ، و {آلِ عِمْرَان} ، و {النِّسَاء} ، و {المَائِدَة} ، و {الأَنْعَام} ، و {الأَعْرَاف} ، و {التَّوْبَة} "} .
في هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة الضحى:
وفي "صحيح مسلم " عن أبي ذر يرفعه، قال ( «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» ) .
ولسماع الخطبة اضغط هنا
https://archive.org/download/intensem/HudiAlnabiuFiAlsala.mp3