الكلمة
تعريف الكلمة:
لفظ موضوع لمعنى. وقد ذكر بعض العلماء أن الكلمة مشتقة لغة من الكلم، وهو الجرح، لتأثيرها في النفس. وذلك لأن الكلمة لها تأثير إما طيب وإما اليم في نفسية السامع. ولكنه بعيد.
عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إذا أصبح ابنُ آدم فإنَّ الأعضاء كلَّها تكفِّر اللسان فتقول: اتَّقِ الله فينا فإنما نحن بك؛ فإنِ استقمتَ استقمنا، وإنِ اعوججتَ اعوججنا)) رواه الترمذي، ومعنى تكفر اللسان؛ أي: تخضع وتذلُّ له بالقول نصحًا وتحذيرًا، فنجاة الإنسان في حفظ لسانه
أمة الإسلام: إن الكلمة عباد الله شأنها عظيم في شرع الله تعالى وتأملوا عباد الله ذلك
* فالإنسان يدخل الإسلام بكلمة فيُعصم ماله ونفسه وعرضه ألا وهي كلمة التوحيد
* ويخرج الإنسان من الإسلام بكلمة ألا وهي كلمة الكفر فيحل بذلك دمه وماله وبها يكفر الإنسان ويخرج من دين الإسلام قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة/65، 66].
ففي صحيح البخاري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ).
* يتزوج المسلم بكلمة فتصبح له زوجه حلال له فتقام الأسر وتنجب الأبناء تحت مظلة الإسلام
* يطلق الإنسان بكلمة فتحرم عليه زوجته
* يبيع المسلم ويشتري بكلمة
* تقام الحروب وتراق الدماء بين الأمم والشعوب بكلمة …والحرب أولها كلام
تعالوا معنا نتعرف على أهمية الكلمة:
قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) } [إبراهيم: 24 - 28].
الشجرة لا تسمى شجرة إلا بثلاثة أشياء عرق راسخ وأصل ثابت وفرع نابت، وكذلك الإيمان لا يتم إلا بثلاثة أشياء تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالأبدان والأركان وقيل غير ذلك؛ وعن ابن عباس: الكلمة الطيبة شهادة أن لا إله إلا الله والشجرة الطيبة المؤمن، وأصلها الثابت قول لا إله إلا الله ثابت في القلب وفرعها في السماء يقول يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء.
الكلمة الطيبة:
*بالكلمة الطيبة نفسد مخططات الشيطان في التحريش بيننا وبين إخوتنا امتثالا لأمر الحق عز وجل: (وَقُل لّعِبَادِى يَقُولُواْ التي هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَـانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَـانَ كَانَ لِلإِنْسَـانِ عَدُوّا مُّبِينًا [الإسراء: 53].
بالكلمة الطيبة نتصدق على أنفسنا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ , وَمَشْيُكَ إِلَى الْمَسْجِدِ صَدَقَةٌ ”
ونحسن للفقراء والمساكين (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى) [البقرة: 263].
@@@@ وتسمية الثانية شجرة للمشاكلة. قيل هي شجرة الحنظل(اجتثت) أي استؤصلت واقتلعت وقطعت من أصلها (من فوق الأرض) أنه ليس لها أصل راسخ وعروق متمكنة من الأرض. (ما لها من قرار) أي من استقرار كما أن الكافر وكلمته لا حجة له ولا ثبات فيه ولا خير يأتي منه أصلاً. ولا يصعد له قول طيب ولا عمل صالح. قال ابن عباس: الكلمة الخبيثة الشرك والشجرة الخبيثة الكافر يعني الشرك ليس له أصل يأخذ به الكافر ولا برهان ولا يقبل الله مع الشرك عملاً.
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)،
(أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ).
ذات يوم جلس الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، فجاء رجل وشتم أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- وآذاه، فسكت أبو بكر ولم يرُدَّ عليه، فشتمه الرجل مرة ثانية، فسكت أبو بكر، فشتمه مرة ثالثة فرد عليه أبو بكر، فقام صلى الله عليه وسلم من المجلس وتركهم، فقام خلفه أبو بكر يسأله: هل غضبتَ علي يا رسول الله فقمتَ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نزل مَلَك من السماء يكذِّبه بما قال لك، فلما انتصرتَ (أي رددتَ عليه) وقع الشيطان (أي: حضر)، فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان) [أبو داود].
*كانت عائشة -رضي الله عنها- تجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبلت عليهما أم المؤمنين السيدة صفية بنت حُيَي -رضي الله عنها-، فقالت السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا -تعني أنها قصيرة-، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد قلتِ كلمة لو مُزِجَتْ بماء البحر لمـَزَجَتْهُ (عكَّرته). [أبو داود والترمذي]،
(عن عبد الله- رضي الله عنه- أنّه ارتقى الصّفا فأخذ بلسانه، فقال: يا لسان، قل خيرا تغنم، واسكت عن شرّ تسلم، من قبل أن تندم، ثمّ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «أكثر خطأ ابن آدم في لسانه»
(عن أبي موسى- رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّ المسلمين أفضل؟. قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده» ).
(عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإنّ أبعد النّاس من الله القلب القاسي» ).
(عن سهل بن سعد- رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنّة» ).
عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- قال: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ».
@@@@@@@
(كان أبو بكر الصّدّيق- رضي الله عنه- يضع حصاة في فيه، يمنع بها نفسه عن الكلام، وكان يشير إلى لسانه ويقول: «هذا الّذي أوردني الموارد» ).
* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه-:
«من كثر كلامه كثر سقطه» ).
(قال عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه-: «والله الّذي لا إله إلّا هو ما شيء أحوج إلى طول سجن من اللّسان» ).
(قال محمّد بن واسع لمالك بن دينار: «يا أبا يحيى حفظ اللّسان أشدّ على النّاس من حفظ الدّيا نار والدّرهم» )
(قال عبد الله بن طاوس- رحمه الله-:
«كان طاوس- رحمه الله- يتعذّر من طول السّكوت ويقول: «إنّي جرّبت لساني فوجدته لئيما» ).
(قال طاوس- رحمه الله-: «لساني سبع إن أرسلته أكلني» ).
قال خارجة: صحبت ابن عون خمس عشرة سنة فما أظن الملائكة كتبت عليه شيئا.
@@@@@@@@@@@
الخطبة الثانية:
مثال تطبيقي على الكلام وهو الشعر قال عليه الصلاة والسلام لما سئل عن الشعر: " هو كلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح ".
ومن الشعر ما يكون شركا وكفرا:
كقوله البوصيري في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
فإنّ من جودك الدّنيا وضرّتها ... ومن علومك علم اللّوح والقلم
** كان مما غنوه قصيدة الشاعر النصراني:
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت *** ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
كيف أبصرت طريقي لست أدري *** ولماذا لست أدري لست أدري
لا يعرفون سبب وجودهم في هذه الدنيا، ولا يعرفون أبعد هذا الموت بعثٌ أو نشور، أو أنه يكون هناك الإهمال والترك.
**لبست ثوب العيش ولم أُستشر.
هل أنتم تحيون وتموتون كما تريدون؟ وتأتون إلى الدنيا متى ما أردتم وعندما تشاءون؟ وتفعلون ما تشتهون؟
أم الله هو الذي يأتي بكم؟ وهو الذي يحييكم ثم يميتكم ثم إليه ترجعون؟!!
**ويصرح بعضهم بصرف أنوع من العبادة إلى المحبوب أو المحبوبة: وهو التوبة. فيقول قائلهم:
أتوب إلى ربي وإني بمرةٍ *** يسامحني ربي إليكِ أتوب
ورأيت أنكِ كنت لي ذنباً *** سألت الله ألا يغفره فغفرتِهِ
**ويعبرون:
أحب حبيبي، وأعشق حبيبي، وأعبد حبيبي.
وتقول القائلة: وحبك عليَّ أكبر فريضة؛ أكبر فريضة هي الحب!
**ويقول الآخر:
أريد ودك جمراً *** ولا أطيق رماده
قلت المحبة عندي *** لو تعلمين عباده
الحب في الشرع فرضٌ *** على الجميع ارتياده
يقول: لابد لكل أحدٍ أن يحب، ومحبتها هذه عنده عبادة، فيتقربون إلى الله بالكبائر والمعاصي.
**في الغناء: سب للقدر
أما عقيدة القضاء والقدر ولوم الرب، فيقول بعضهم: ليه القسوة ليه؟ ليه الظلم ليه؟ ليه يا رب ليه؟
وكقول بعضهم:
كتاب حزين كله مآسي *** جابنا في زمان غدار قاسي
ويقول الآخر:
الفرح سطر غلط مكتوب *** لما الزمان كان يوم ناسي
ويقول الاخر:
قدر أحمق الخطى *** سحقت هامتي خطاه
** ويقول:
لا حسلم بالمكتوب ***ولا حرضى أبات مغلوب
وحقول للدنيا يا دنيا *** أنا راجع للمحبوب
** ثم إن منهم من يصرح بأنه مستعد للذهاب إلى جهنم مع محبوبته:
يا تعيش وياي في الجنة *** يا اعيش وياك في النار
بطلت أصوم وأصلي *** بدي أعبد سماكِ
لجهنم ماني رايح *** إلا أنا ويّاك
يصرحون بأنهم يختارون بين الجنة والنار:
يا تختار الجنة *** يا تختار النار
علشانك أنتِ انكوي *** بالنار وألقح جثتي
وأدخل جهنم وانشوي *** واصرخ واقول يا لهوتي
هذا نص كلام غنائهم وما يقولونه، فيتمنى أحدهم أن يذهب مع المحبوب ولو إلى النار.
** ثم يقول:
يا ولدي قد مات شهيداً *** من مات فداءً للمحبوب
** ومنهم من يدعي المعجزات التي هي خاصة بالأنبياء كمن يتنفس تحت الماء ويمسك الهوى بيديه.
الغناء المصحوب بآلات اللهو حرام:
قال تعالى: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} [النجم: 59 - 61] أي وأنتم تغنّون بلغة حمير، ويقول أهل اليمن: سمد فلان إذا غنى قاله ابن عبّاس.
ومنها قوله عز وجل في حقّ إبليس اللعين: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} [الإسراء: 64]، وقال مجاهد: صوته الغناء والمزامير.
بقوله {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: 35] قيل: المكاء: التصفير، والتصدية: التصفيق.
ومنها قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: 72] أي: لا يشهدون الغناء قاله محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية ومجاهد.
ومنها قوله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [لقمان: 6] لهو الحديث: الغناء. قاله ابن العباس وابن مسعود.
عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ، فقال رجل من المسلمين يا رسول الله متى ذلك ؟ قال إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور).
قال الضحاك: الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب.
قال ابن مسعود قال: (الغناء ينبت النفاق في القلب).
ماذا نفعل:
عن نافع قال: (كنا مع ابن عمر في سفر فسمع صوت زامر فوضع إصبعيه في أذنيه وعدل عن الطريق ثم قال يا نافع أتسمع قلت لا فراجع الطريق ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل).
ومن الشعر ما يكون شركا وكفرا:
كقوله البوصيري في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
فإنّ من جودك الدّنيا وضرّتها ... ومن علومك علم اللّوح والقلم
** كان مما غنوه قصيدة الشاعر النصراني:
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت *** ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
كيف أبصرت طريقي لست أدري *** ولماذا لست أدري لست أدري
لا يعرفون سبب وجودهم في هذه الدنيا، ولا يعرفون أبعد هذا الموت بعثٌ أو نشور، أو أنه يكون هناك الإهمال والترك.
**لبست ثوب العيش ولم أُستشر.
هل أنتم تحيون وتموتون كما تريدون؟ وتأتون إلى الدنيا متى ما أردتم وعندما تشاءون؟ وتفعلون ما تشتهون؟
أم الله هو الذي يأتي بكم؟ وهو الذي يحييكم ثم يميتكم ثم إليه ترجعون؟!!
**ويصرح بعضهم بصرف أنوع من العبادة إلى المحبوب أو المحبوبة: وهو التوبة. فيقول قائلهم:
أتوب إلى ربي وإني بمرةٍ *** يسامحني ربي إليكِ أتوب
ورأيت أنكِ كنت لي ذنباً *** سألت الله ألا يغفره فغفرتِهِ
**ويعبرون:
أحب حبيبي، وأعشق حبيبي، وأعبد حبيبي.
وتقول القائلة: وحبك عليَّ أكبر فريضة؛ أكبر فريضة هي الحب!
**ويقول الآخر:
أريد ودك جمراً *** ولا أطيق رماده
قلت المحبة عندي *** لو تعلمين عباده
الحب في الشرع فرضٌ *** على الجميع ارتياده
يقول: لابد لكل أحدٍ أن يحب، ومحبتها هذه عنده عبادة، فيتقربون إلى الله بالكبائر والمعاصي.
**في الغناء: سب للقدر
أما عقيدة القضاء والقدر ولوم الرب، فيقول بعضهم: ليه القسوة ليه؟ ليه الظلم ليه؟ ليه يا رب ليه؟
وكقول بعضهم:
كتاب حزين كله مآسي *** جابنا في زمان غدار قاسي
ويقول الآخر:
الفرح سطر غلط مكتوب *** لما الزمان كان يوم ناسي
ويقول الاخر:
قدر أحمق الخطى *** سحقت هامتي خطاه
** ويقول:
لا حسلم بالمكتوب ***ولا حرضى أبات مغلوب
وحقول للدنيا يا دنيا *** أنا راجع للمحبوب
** ثم إن منهم من يصرح بأنه مستعد للذهاب إلى جهنم مع محبوبته:
يا تعيش وياي في الجنة *** يا اعيش وياك في النار
بطلت أصوم وأصلي *** بدي أعبد سماكِ
لجهنم ماني رايح *** إلا أنا ويّاك
يصرحون بأنهم يختارون بين الجنة والنار:
يا تختار الجنة *** يا تختار النار
علشانك أنتِ انكوي *** بالنار وألقح جثتي
وأدخل جهنم وانشوي *** واصرخ واقول يا لهوتي
هذا نص كلام غنائهم وما يقولونه، فيتمنى أحدهم أن يذهب مع المحبوب ولو إلى النار.
** ثم يقول:
يا ولدي قد مات شهيداً *** من مات فداءً للمحبوب
** ومنهم من يدعي المعجزات التي هي خاصة بالأنبياء كمن يتنفس تحت الماء ويمسك الهوى بيديه.
ولسماع الخطبة اضغط هنا: