الشباب
أولًا: أهمية الشباب
إن الشباب هم أعظم ثروة في الأمة، فثروة الأمم ليست في الذهب الأبيض ولا في الذهب الأسود ، وإنما في الإنسان فهو أغلى من كل شيء ، وأعظم ما يكون الإنسان في حالة الشباب لأن حالة الشباب هي مرحلة القوة والعطاء ، فالشباب قوة بين ضعفين ، ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة .
إن الشباب في كلِّ زمان ومكان – وفي جميع أدوار التاريخ إلى زماننا هذا – عماد أُمة الإسلام وسِرُّ نَهضتها، ومَبعث حضارتها، وحاملُ لوائها ورايتها، وقائدُ مَسيرتها إلى المجد والنصر. إن الإسلام لَم ترتفع في الإنسانية رايتُه، ولَم يمتدَّ على الأرض سُلطانه، ولَم تَنتشر في العالمين دعوته – إلاَّ على يد هذه الطائفة المؤمنة التي تَربَّت في مدرسة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – وتخرَّجت في جامعته الشاملة.
ومما يدل على كون مرحلة الشباب هي أفضل مراحل العمر، هو أن الله سبحانه وتعالى عندما يجازي الناس يوم القيامة، يجعل أهل الجنة شباباً لا يهرمون أبداً؛ وذلك من كمال السعادة؛ فالرجال والنساء جميعاً يردون في الآخرة إلى مرحلة الشباب ليتلذذوا بنعيم الجنة. فعَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : أَتَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ ، فَقَالَ : ” يَا أُمَّ فُلانٍ ، إِنَّ الْجَنَّةَ لا تَدْخُلُهَا عَجُوزٌ ” ، قَالَ : فَوَلَّتْ تَبْكِي فَقَالَ : ” أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لا تَدْخُلُهَا وَهِيَ عَجُوزٌ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا}.( الواقعة: 35-37 ) .( الترمذي في الشمائل بسند حسن ).
فراحة الحياة وبهجتها تكون في مرحلة الشباب، لذا تطلع إليها الصغير، وتمناها الكبير، وبكى عليها الشيوخ وتغنى بها الشعراء.
جعل الله القوة في الشباب: قال تعالي (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ) الروم (54) .
بعثة الأنبياء في سن الشباب: قال تعالى: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)) الأنبياء وقال تعالى: (يا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12))مريم.
وقال تعالى: ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاستَوَى آتَينَاهُ حُكماً وَعِلماً وَكَذَلِكَ نَجزِي المُحسِنِينَ ) القصص .
وقال تعالى: (إذ أوى الفتية إلى الكهف)وقال جل شأنه: ( إنهم فتية آمنوا بربهم)
ومن المعلوم أن أنصار نبينا محمد – صلي الله عليه وسلم – كانوا شباباً ،حيث تخرجوا من مدرسة دار الأرقم ، ونهلوا من توجيهات الرسول – عليه الصلاة والسلام - ، وعندما ندرس كتب السيرة نعرف أن رسولنا الأكرم –صلي الله عليه وسلم– عندما نزل الوحي عليه بالرسالة كان شابا في سن الأربعين ،وكذلك صاحبه أبي بكر الصديق – رضي الله عنه- أول من أسلم من الرجال، كان شاباً حيث كان عمره سبعة وثلاثين عاما ،وكذلك كان عمر بن الخطاب –رضي الله عنه – يوم دخل الإسلام كان عمره سبعة وعشرين عاماً ، وهكذا معظم الصحابة أمثال عثمان بن عفان ، وعلى بن أبي طالب ، وبلال بن رباح ، ومصعب بن عمير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعيد بن زيد ، وعبد الله بن مسعود ، وسعد بن أبي وقاص – رضي الله عنهم أجمعين - فقد كانوا شباباً .
الأمر باغتنام الشباب: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك}
السؤال عن العمر يوم القيامة: عن أَبي برزة - براء ثُمَّ زاي - نَضْلَة بن عبيد الأسلمي - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أفنَاهُ ؟ وَعَنْ عِلمِهِ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفيمَ أنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ جِسمِهِ فِيمَ أبلاهُ ؟ ))
من السبعة الذين يظلهم الله في ظله : عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:{سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ}
لذلك جاء في الحديث: ” إن الله يعجب من الشاب ليست له صبوة ” ( أحمد والطبراني بسند حسن) أي: ليس له ميل إلى الهوى باعتياده للخير، وقوة عزيمته في البعد عن الشر، وهذا عزيز نادر فلذلك قرن بالتعجب؛ وذلك لأن الغريزة تنازع الشباب، وتدعوهم إلى الشهوات والشيطان يزينها لهم، فعدم صدور الصبوة من الشاب هو من العجب العجاب.
بطولات طفوليه:
عن ابن مسعود، قال: كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شباب، وليس لنا نساء، فقلنا: يا رسول الله، ألا نستخصي؟ " فنهانا عن ذلك "
عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ، فَنظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بِغُلاَمَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبا جَهْلٍ قُلْتُ: نَعَمْ، مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لاَ يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا فَتَعَجَّبْتُ لِذلِكَ فَغَمَزَنِي الآخَرُ، فَقَالَ لِي مِثْلَهَا فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاس، قلْتُ: أَلاَ إِنَّ هذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفِيْهِمَا، فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: أَيُّكُمَا قَتَلَهُ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ؛ فَقَالَ: هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا قَالاَ: لاَ فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ، فَقَالَ: كِلاَكُمَا قَتَلَهُ، سَلَبُهُ لِمُعَاذٍ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ وَكَانَا مُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ، وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ)
حب العلم والنشاط فيه: عن زيد بن ثابت قال : {قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتحسن السريانية فقلت : لا قال : فتعلمها فإنه يأتينا كتب فتعلمها في سبعة عشر يوما}
قال الأعمش: كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم كتب لا يشتهى أن يطلع عليها إلا من يثق به، من هنا أطلق عليه لقب ترجمان الرسول . ترجمان الرسول صلي الله عليه وسلم كم عمره 13 سنة !! وبعد ذلك يكلف بجمع القرآن في عهد سيدنا أبو بكر، وقال زيد في عظم المسئولية: (والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه، لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن)، وأنجز المهمة على أكمل وجه وجمع القرآن في أكثر من مصحف. وجمعه مرة أخري عهد سيدنا عثمان رضي الله عنهم جميعا.
4ـ الإمام ابن تيمة :ـ شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله، هذا الشيخ كان صغيراً، وكان يحمل ألواحاً كبيرة، تخيل كيف كان يمشي مسافات بعيدة على رجليه! ما عنده دفاتر ولا ألواح خشب يحملها من أجل أن يكتب عليها الدرس، في يوم من الأيام رآه شيخ سمع أن هذا الولد نابغة -أي: عقلية جبارة، تقول له الجملة مباشرة يحفظها، هل هذا موجود فينا؟ إذا عملت اختباراً يتبين من النابغة؟ أما شيخ الإسلام فهو نابغة من نوع ثاني- جاء إليه هذا الشيخ فقال له: أنت ابن تيمية؟ قال: نعم. أنا ابن تيمية وكان صبياً صغيراً، قال: أعطني اللوح؟ قال: تفضل، فكتب عليه ثلاثة عشر حديثاً، فقال له: اقرأ، فقرأ عليه، يقول: فأخذت اللوح منه، فقلت: أسمعه عليّ، فقرأ الثلاثة عشر حديثاً كلها قراءة واحدة، حفظ الثلاثة عشر حديثاً، الآن لو أقول لكم: رددوا حديثاً واحداً عشر مرات هل تحفظونه؟ هذا قرأ ثلاثة عشر حديثاً حفظها مرة واحدة بقراءة واحدة. الشباب في ميدان الإمامة :ـ عمرو ابن سلمة :ــ عن عمرو بن سلمه رضي الله عنه كما في صحيح البخاري كان عمره ست سنين أو سبع سنين ” لما كان عام الفتح سارعت القبائل بإعلان إسلامها بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم فذهب أبوه “من قبيلة جرم ” إلي النبي صلي الله عليه وسلم ليعلنوا إسلامهم فأمرهم بالصلاة والزكاة وغيرهما فرجع أبوه من عند النبي صلي الله عليه وسلم واستقبله القوم وفيهم عمرو بن سلمه فقال أبوه “جئتكم من عند النبي صلي الله عليه وسلم وأمرنا أن نصلى صلاة كذا في وقت كذا وصلاة كذا في وقت كذا فسألناه من يؤمنا فقال أقرؤكم للقرآن فنظروا فلم يجدوا أحدا أكثر حفظا منى لما كنت أتلقى الركبان ( وقبيلة جرم كانت استراحة القبائل التي تقصد النبي صلي الله عليه وسلم تمرعليهم وتعود عليهم ليتزودوا ,كان يسألهم عمرو بن سلمه ماذا نزل على النبي من القرآن فيحفظ منهم ). فقدموني للإمامة وعمري 6أو7سنوات وكانت على بردة قصيرة إذا سجدت تقلصت عنى فظهرت عورتي ، فنادت امرأة من خلف الصفوف داروا عنى إست إمامكم . فاشتروا لي ثوبا عمانيا فما فرحت بشيء بعد الإسلام فرحى بهذا الثوب ” ظل إماما للقبيلة أكثر من 50سنة.
وفي المقابل نجد القرآن الكريم يضرب أمثلة أخرى للشباب المنحرف والتائه والمغرور والضال والجاهل، وأورد ذلك في قصة ابن نوح حيث قال تعالى : ( وَنَادَى نُوحٌ ابنَهُ وَكَانَ فِي مَعزِلٍ يَا بُنَيَّ اركَب مَعَنَا وَلا تَكُن مَعَ الكَافِرِين * قَالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعصِمُنِي مِنَ المَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللهِ إِلا مَن رَحِمَ وَحَالَ بَينَهُمَا المَوجُ فَكَانَ مِنَ المُغرَقِينَ ) هود : 42-43 .
ومثال آخر يتحدث عنه القرآن الكريم، يعبر عن حالة الانحراف في الشباب حيث العقوق للوالدين والتمرد على الله تعالى والتوغل في الجهل والغي ، فقال تعالى : ( وَالذِي قَالَ لِوَالِدَيهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَن أُخرَجَ وَقَد خَلَت القُرُونُ مِن قَبلِي وَهُمَا يَستَغِيثَانِ اللهَ وَيلَكَ آمِن إِنَّ وَعدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَاهَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ) الأحقاف : 17.
الخطبة الثانية
الآن الشباب من سن 14 إلى سن20 يقال عنهم "مراهقون"
🔹المراهقة: مصطلح غربي حديث هدفه إيجاد العذر لطيش الشباب.ولم أجد أي إشارة لهذهالكلمة أو ما يفيد معناهافي الكتاب والسنة ..🔸انظروا الى شباب أمتنا الإسلامية :
1-عبد الرحمن الناصر21 سنة: كان عصره هو العصر الذهبي في حكم الأندلس وقد قضى فيها على الاضطرابات وقام بنهضة علمية منقطعة النظير لتصبح أقوى الدول في عصره حتى تودد إليه قادة أوروبا.
2- محمد الفاتح 22 سنة : فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية التي استعصت على كبار القادة حينها.
3- أسامة بن زيد 18سنة : قاد جيش المسلمين مع وجود كبار الصحابة رضي الله عنهم كأبي بكر وعمر-رضي الله عنهم- ليواجه أعظم جيوش الأرض حينها.
4- محمد القاسم 17 سنة : فتح بلاد السند وكان من كبار القادة العسكريين في عصره.
5- سعد بن أبي وقاص 17سنة: أول من رمى بسهم في سبيل الله وكان من الستة أصحاب الشورى وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يشير إليه قائلاً : "هذا خالي فليرني كل إمرؤ خاله".
6- الأرقم بن أبي الأرقم 16 سنة: جعل بيته مقراً للرسول عليه الصلاة والسلام 13 سنة متتابعة.
7- طلحة بن عبيد الله 16سنة : أكرم العرب في الاسلام وفي غزوة أحد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت وحماه من الكفار واتّقى عنه النبل بيده حتى شلَّت يده ووقاه بنفسه.
8- الزبير بن العوام 15 سنة : أول من سلّ سيفه لله في الإسلام وهو حواريّ النبي صلى الله عليه وسلم.
9- عمرو بن كلثوم 15 سنة : ساد قبيلة تغلب وقد قيل عنها "لولا نزول الإسلام لأكل بنو تغلب الناس" .
11- زيد بن ثابت 13 سنة : أصبح كاتب الوحي وتعلم السيريانية واليهودية في 17 ليلة وأصبح ترجمان الرسول صلى الله عليه وسلم حفظ كتاب الله وساهم في جمع القرآن.
2 1- عتاب بن أسيد ولاّه النبي صلى الله عليه وسلم مكة وعمره ١٨ عاما". 31- الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة .. كان عمره 17سنة حينما جلس للفتوي وقال : 《ما جلست للفتوي حتي شهد لي سبعون من علماء المدينة أن أجلس للفتوي》.✔ أتمنى حذف مصطلح "مراهق" وزرع الثقه والعزة في نفوس أبنائنا.. علموهم كتاب الله في الصغر وسترون كيف يكون سمتهم .. وتتأكدون من هذه الكذبة الكبيرة. (لابد من بناء الأجيال بقوة الإيمان حتى تنهض الأمة).
اخطار وسائل الاتصال الاجتماعية الحديثة:
بالإضافة فهمال الواجبات الشرعية والعقوق:
قلة التواصل وجهاً لوجه يُساهم استخدام وسائل الاتصال الحديثة في إضعاف قدرات الشخص على التحدُّث والاستماع للآخرين وجهاً لوجه، حيث يُصبح مُعتاداً على الرد باستخدام لوحة المفاتيح في الهاتف، أو على الحاسوب، ممّا يجعل الرد بالكلمات عمليّة صعبة وغير مُحبّذة له في كثر من الأحيان.
زيادة الكسل يؤدي الاستخدام المُفرط لوسائل الاتصال إلى زيادة الكسل والخمول، فقبل وجود وسائل الاتصال كان لابد من الخروج من المنزل، وأحياناً المشي للتواصل مع الأصدقاء وغيرهم، أمّا الآن فكل ما على الشخص أن يقوم به هو إرسال رسالة نصيّة، أو صوتيّة للشخص المعني، وهذا بدوره يؤدي الى تقليل الحركة لدى الأشخاص، وبالرغم من سهولة استخدام وسائل الاتصال والراحة التي تجلبها للمستخدم، إلا أنّه لا يجب الاعتماد عليها كثيراً لما تُسبّبه من كسل، وإضاعة للوقت.
خلق نمط حياة غير صحّي انتشرت في الآونة الأخيرة طرق مختلفة لاستخدام وسائل الاتصال، كما انتشرت أنواع مختلفة من الهواتف والحواسيب، وأصبح بإمكان عدد أكبر من الأشخاص استخدام وسائل الاتصال في نفس الوقت وفي نفس المكان، ولكن استخدام وسائل الاتصال لفترات طويلة مع التحديق في الشاشات، خصوصاً في الليل، قد يضُرّ بالنظر، كما يتسبّب بالإخلال بنظام النوم المُعتاد للفرد، ويعود هذا للأشعة المُنبعثة من الأجهزة والتي ثبت أنّ لها علاقة بالشعور بالأرق.
العزلة لقد أدت التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة إلى قضاء الكثير من الوقت في العالم الافتراضي الذي أدى بشكلٍ غير متوقع إلى زيادة عزلة الأشخاص، وذلك من خلال الانضمام إلى شبكات ومجموعات افتراضية عبر الإنترنت، وتقليل تفاعل الأشخاص الفعلي مع الأشخاص المحيطين، ويقود ذلك إلى اتساع دائرة الأصدقاء في العالم الافتراضي وتقليل عددهم في الواقع الفعلي، مما يؤدي إلى زيادة شعور هؤلاء بالاكتئاب والوحدة، حيث تشير إحدى الإحصائيات إلى أنّ عدد الأشخاص البالغين الذين يشعرون بالوحدة قد ازداد منذ عام 1980م أي بما يتزامن مع ظهور وسائل الاتصال.
انخفاض معدلات الذكاء لقد توصلت الدراسات والأبحاث إلى أن وسائل الاتصال الحديثة تؤدي إلى إلحاق الضرر بمعدلات الذكاء لدى الشباب، وذلك بسبب التشتتات والانقطاعات التي تسببها الوسائل الإلكترونية والتي تهدر وقت الطالب وتلحق الضرر بمستوى تحصيله ومعدل ذكائه، حيث توصل أحد الباحثين إلى أن معدلات الذكاء تنخفض عند الأشخاص الذين يراقبون بريدهم الإلكتروني باستمرار أثناء العمل أو الدراسة، كما يقود ذلك إلى فقدان القدرة على النوم والذي يؤثر بشكل كبيرعلى مستويات الذكاء.
ولسماع الخطبة اضغط هنا