الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
تعريف القرآن: هو كلام الله تعالى بلفظه ومعناه، المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم باللسان العربي ، متعبداً بتلاوته ، ومعجزاً ، ومنقولاً بالتواتر ، والمبدوء بسورة الفاتحة ، المختوم بسورة الناس)).
كلام الله: ونتكلم عن الصفات وقاعدة في الصفات إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل والقول في الصفات كقول مالك في الاستواء. وكلام الله كلام حقيقي بصوت وحرف.
وجوه الاعجاز في القرآن:
أولها: حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحته ووجوه إيجازه وبلاغته الخارقة عادة العرب الذين هم فرسان الكلام وأرباب هذا الشأن.
الثاني: صورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ومنهاج نظمها ونثرها الذي جاء عليه ووقفت عليه مقاطع آياته وانتهت إليه فواصل كلماته ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له .
ويظهر ذلك جليا في قصة الوليد بن عتبة وسوف أذكرها مجمعة من عدة روايات عند الحاكم والبيهقي وغيرهما.
اجتمعت قريش يوما فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه؟
فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة. فقالوا: أنت يا أبا الوليد فأتاه فقال: .. إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك فرقت جماعتنا وشتت أمرنا وعبت ديننا وفضحتنا في العرب حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا وأن في قريش كاهنا والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى. أيها الرجل إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فرغت؟) . قال: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {بسم الله الرحمن الرحيم
حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ... حتى قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13)} [فصلت: 1 - 13]. أمسك عتبة على فيه وناشده الرحم أن يكف عنه ولم يخرج إلى أهله واحتبس عنهم. فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهْلٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا عَمُّ، إِنَّ قَوْمَكَ يَرَوْنَ أَنْ يَجْمَعُوا لَكَ مَالًا. قَالَ: لَمَ؟ قَالَ: لِيُعْطُوكَهُ فَإِنَّكَ أَتَيْتَ مُحَمَّدًا لِتُعْرِضَ لِمَا قِبَلَهُ قَالَ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِهَا مَالًا. قَالَ: فَقُلْ فِيهِ قَوْلًا يَبْلُغُ قَوْمَكَ أَنَّكَ مُنْكِرٌ لَهُ أَوْ أَنَّكَ كَارِهٌ لَهُ قَالَ: وَمَاذَا أَقُولُ «فَوَاللَّهِ مَا فِيكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمَ بِالْأَشْعَارِ مِنِّي، وَلَا أَعْلَمَ بِرَجَزٍ وَلَا بِقَصِيدَةٍ مِنِّي وَلَا بِأَشْعَارِ الْجِنِّ وَاللَّهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذَا وَوَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلَاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلَاوَةً، وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلَاهُ مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلَى وَإِنَّهُ لَيَحْطِمُ مَا تَحْتَهُ» قَالَ: لَا يَرْضَى عَنْكَ قَوْمُكَ حَتَّى تَقُولَ فِيهِ. قَالَ: فَدَعْنِي حَتَّى أُفَكِّرَ، فَلَمَّا فَكَّرَ قَالَ: " هَذَا سِحْرٌ يُؤْثَرُ يَأْثُرُهُ مِنْ غَيْرِهِ فَنَزَلَتْ {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)} [المدثر: 11 - 30].
وقد تحداهم القرآن بأن يأتوا القرآن المؤلف من جنس حروفهم ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ﴾ [الإسراء 88]،
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [سورة هود:13]
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [سورة يونس:38]
لم يتحد القرآن البشر بآية واحدة لماذا؟!
كأن الله تعالى يقول للعالمين: "أنا لم أتحداكم بآية لأتيح لكم الفرصة أن تستخدموا لبنات بناء كلامي -الآيات- كما هي في الإتيان بسورة من مثل سور القرآن! فاستخدموا الآيات مفردات كما هي كلبنات بناء بدلاً من الكلمات، ولكن بتصميم مختلف عن تصميم القرآن، وستفشلون أيضاً في إيجاد سورة من مثل سور القرآن"، من حيث خصائصها الإعجازية، إنه تحد فيه تيسير المهمة عليهم، يا له من تحد! إنه ضربة قاصمة لهم عندما يفشلوا فيه بالرغم من هذا التيسير.. فسبحان الله الملك العزيز الحكيم.
الوجه الثالث: ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات وما لم يكن فوجد كما ورد.
قوله تعالى: الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ [الروم: 1 - 4]
نزلت] (1) هذه الآيات حين غلب (2) سابور ملك الفرس على بلاد الشام وما والاها من بلاد الجزيرة وأقاصي بلاد الروم، واضطر هرقل ملك الروم حتى ألجأه إلى القسطنطينية، وحاصره فيها مدة طويلة، ثم عادت الدولة لهرقل
روى حم وت عن ابن عباس، في قول الله تعالى: {الم غلبت الروم في أدنى الأرض} [الروم: 2] قال: غلبت وغلبت، كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم لأنهم وإياهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب، فذكروه لأبي بكر – وفي رواية: قالوا: يا أبا بكر، إن صاحبك يقول: إن الروم تظهر على فارس في بضع سنين؟! قال: صدق - فذكره [ص:344] أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أما إنهم سيغلبون»، فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلا، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجلا خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ألا جعلته إلى دون» - قال: أراه العشر، قال سعيد: والبضع ما دون العشر - قال: ثم ظهرت الروم بعد. قال: فذلك قوله تعالى: {الم غلبت الروم} [الروم: 1]- إلى قوله - {يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء} [الروم: 4]
الاعجاز في تفسير المكان: لقد فهم أكثر الأولين أن الأدنى هو الأقرب؛ لأن المعركة وقعت في منطقة متاخمة للجزيرة العربية.
وهناك احتمال أخر فسره بعض المعتنين بالإعجاز العلمي وهو أن أدنى أي: في أدنى بقعة من الأرض تحت مستوى سطح البحر وهي المنطقة القريبة من بحيرة طبرية إحدى بقاع أغوار الأردن، والتي تنخفض عن سطح البحر 395م.
إن أدنى الأرض أخفضها وأدناها عن مستوى سطح البحر، وهذا المعنى لم يكن معروفاً أو مكتشفاً من الناحية الجيولوجية، وعُرف حديثاً بعد أن رُصدت بقاع الأرض وأجريت الدراسات لمعرفة أعلى بقعة في العالم عن مستوى سطح البحر، وهي قمم جبال الهملايا بشرق آسيا، وأدنى نقطة في منطقة البحر الميت.
آية أخرى: 2- قال الله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح: ٢٧].
نزلت هذه الآية الكريمة ضمن سورة الفتح سنة ست من الهجرة بين مكة والمدينة عقب انصرافه من الحديبية.
وكان قد أخبر أصحابه أنه رأى في منامه- رؤيا الأنبياء حق- أنه صلى الله عليه وسلم دخل مكة وطاف بالبيت.
فلما جرى الصلح ورجعوا عامهم من غير أن يأتوا البيت أو يطوفوا به. قال عمر : فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: أيها الرجل إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فوالله إنه على الحق، قلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به، - قال الزهري: قال عمر -: فعملت لذلك أعمالا [أخرجه البخاري من حديث طويل].
ولم يكن ذلك شكا من عمر بل طلبا لكشف ما خفي عليه وحثا على إذلال الكفار لما عرف من قوته في نصرة الدين . والمراد به الأعمال الصالحة ليكفر عنه ما مضى من التوقف في الامتثال ابتداء وقد ورد عن عمر التصريح بمراده بقوله أعمالا ففي رواية بن إسحاق وكان عمر يقول ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به وعند الواقدي من حديث بن عباس قال عمر لقد أعتقت بسبب ذلك رقابا وصمت دهرا
.وبالفعل: ففي العام السابع دخل النبي البيت الحرام مع أصحابه رضي الله عنهم، وتحققت رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنها وحي منام. وصدقت الآية الكريمة؛ لأنها وحي قرآن.
3- { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل: 82].
ما معنى وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا ؟
في ارتباط بين خروج الدابة ووقع القول، ما هو وقوع القول هذا؟ فقال بعض المفسرين: العذاب وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أي: العذاب. قال جماعه أيضاً: إذا وجب عليهم العذاب. وقيل: إذا غضب الله عليهم. وقيل: إذا وجبت الحجة عليهم إذا انهم لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر. وقيل: المراد ما وعدوا به من مشارطة قيام الساعة، وقد تظاهرت الاحاديث الدالة علي خروج هذه الدابة، وأنها من أشراط الساعة، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الأشراط فذكر منها: دابة الأرض.
متى تخرج الدابة؟ في الضحى بعد طلوع الشمس. ومتى ينتهي وقت الضحى؟ قبيل الظهر.
فقال: وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على أثرها قريباً [رواه مسلم
والحاكم أبو عبدالله النيسابوري صاحب المستدرك قال: "الذي يظهر أن طلوع الشمس يسبق خروج الدابة، ثم تخرج الدابة في ذلك اليوم، أو الذي يقرب منه.
قال الحافظ: "والحكمة في ذلك أنه عند طلوع الشمس من المغرب يغلق باب التوبة، فتخرج الدابة تميز المؤمن من الكافر تكميلاً للمقصود من إغلاق باب التوبة".
ما عندنا شيء ثبت في مكان خروجها، ما عندنا شيء ثبت في شكلها نمسك، لكن عندنا أشياء أنها دآبة حقيقة، أنها آية عظيمة، أنها تتكلم، وتختم علي الناس.
فماذا تقول لو تكلمت؟ قال الله تعالي: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرض تُكَلِّمُهُمْ ماذا تتكلم ماذا تقول؟ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل: 82].
أذن تكلمهم، وتتحدث معهم، ماذا تقول لهم: أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ ، هذا ما تفعله.
أين تختم الدابة علي كل واحد؟
قد ورد في هذا حديث شريف مكان الختم، فروى الإمام أحمد عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:تخرج الدابة فتسم الناس علي خراطميهم [رواه أحمد: 22362، وصححه الألباني .
ومن السنة في إخبار النبي بالغيبيات:
ومن ذلك إخبار القرآن والسنة عن الفتن وأشراط الساعة ويوم القيامة وما يحدث فيه وأتخير من ذلك ما رواه
قوله صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي الذي كان يجلسه معه على المنبر: "إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين"، فكان كذلك، نزل عن الخلافة لسلطان معاوية بعد وقائع صفين، وذلك سنة إحدى وأربعين، فحقنت الدماء، وصارت الناس يدا واحدة على من سواهم.
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله، قال: «اثبت أحد فما عليك إلا نبي [ص:12]، أو صديق، أو شهيدان».
الخطبة الأولى.
الرابع الاعجاز العلمي في القرآن والسنة:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ} [الزمر: 6] .
لقد فسَّرَ العلماءُ هذه الظلماتِ تفسيراتٍ متباينةً، منهم مَن قالَ: "إنها ظلمةُ البطنِ، وظلمةُ الرحمِ، وظلمةُ الأغشيةِ التي تحيطُ بالجنينِ"، وقالَ بعضُهم: "إنّ الجنينَ مُحَاطٌ بأغشيةٍ ثلاثةٍ، وربما كان هذا من إعجازِ القرآنِ العلميِّ.
نقفُ وقفةً عند غشاءٍ واحدٍ؛ هو الغشاءُ الأمنيوسي، هذا الغشاءُ هو الغشاءُ الباطنُ الذي من جهةِ الجنينِ، يحيطُ بهِ مِن كلِّ جانبٍ إحاطةً كاملةً، وهو كيسٌ غشائيٌّ رقيقٌ ومقفلٌ، وفي هذا الغشاءِ المقفلِ سائلٌ يزدادُ مع نموِّ الجنينِ اسمُه السائلُ الأمنيوسي، يصلُ إلى لترٍ ونصفٍ في الشهرِ السابعِ، ثم يعودُ إلى لتر قُبيل الولادةِ.
مِن منا يصدِّقُ أنه لولا هذا السائلُ لَمَا نَجا جنينٌ من موتٍ محقَّقٍ؟
أولاً: إنّ هذا السائلَ يغذِّي الجنينَ، ففيه موادُّ زُلاليةٌ، وموادُّ سكريةٌ، وأملاحٌ غيرُ عضويةٍ.
ثانياً: هذا السائلُ يحمي الجنينَ من الصدماتِوإنّ أحْدَثَ طريقةٍ لامتصاصِ الصدماتِ أن يكونَ بين الشيءِ الذي تخافُ عليه، والمحيطِ الخارجيِّ سائلٌ.
ومثلُ هذا السائلِ موجودٌ في الدماغِ أيضاً، حيثُ إنّ المخَّ محاطٌ بسائلٍ يمنعُ تأذِّي المخِّ بالصدماتِ، بل إنَّ هذا السائلَ يمتصُّ كلَّ صدمةٍ مهما تكنْ كبيرةً، وهذا السائلُ الأمنيوسي هو الذي يحمِي الجنينَ من الصدماتِ، والسقطاتِ، والحركاتِ العنيفةِ، التي تصيبُ المرأةَ الحاملَ، فإنّ أيَّ ضربةٍ، أو أيِّ صدمةٍ يمتصُّها هذا السائلُ، ويوزِّعُها على كلِّ سطحِ الجنينِ حتّى لا يتأثرَ.
ثالثاً: هذا السائلُ يسمحُ للجنينِ بحركةٍ حرّةٍ خفيفةٍ، فإنّ الأجسامَ، وهي في السوائلِ تبدو حركتُها أسهلَ بكثيرٍ ممّا لو لم يكن هناك سائلٌ.
رابعاً: إنّ هذا السائلَ جهازُ تكييفٍ، له حرارةٌ ثابتةٌ لا تزيدُ، ولا تقلُّ، إلا في أجزاءِ الدرجةِ، فمهما كان الجوُّ الخارجيُّ بارداً أو حاراً، فإنّ هذا السائلَ يحقِّقُ للجنينِ حرارةً ثابتةً تعِينُه على النموِّ.
خامساً: يمنعُ هذا السائلُ التصاقَ الجنينِ بالغشاءِ الأمنيوسيِّ، ولو أنّ هذا الالتصاقَ حَصَلَ لكان هناك تشوهاتٌ في خَلْقِ الجنينِ.
سادساً: إنّ هذا السائلَ نفسَه يسهِّلُ الولادةَ، وهو الذي يعينُ على الانزلاقِ، وتوسيعِ الأماكنِ التي سوف يمرُّ منها الجنينُ.
سابعاً: هذا السائلُ حينما يسبقُ الجنينَ إلى الخارجِ يطهِّرُ، ويعقِّمُ المجرَى لئلا يُصَابَ الجنينُ بالتسمُّمِ.
فقد أثبت العلم الحديث بالأبحاث التجريبية المختبرية المحكمة والمعتمدة ، أن الذباب يشتمل فعلا على الداء المتمثل بالبكتيريا الضارة ، وعلى الدواء المتمثل بالمضادات لتلك البكتيريا . مصداقا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ ؛ فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً وَالْأُخْرَى شِفَاءً ) رواه البخاري (3320)
روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ، أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ».
بين الأطباء السر في استعمال التراب دون و"الحكمة في الغسل سبع مرات أولاهن بالتراب: احتواء أمعاء الكلاب على أعداد كبيرة من الديدان الشريطية والتي تنتقل إلى الإنسان عن طريق ابتلاع بيضها الموجود في الطعام أو الماء الملوث ببراز الكلاب,.أن فيروس الكلب دقيق ومتناهٍ في الصغر، ومن المعروف أنه كلما صغر حجم الميكروب كلما زادت فعالية سطحه للتعلق بجدار الإناء و التصاقه به، و لعاب الكلب المحتوي على الفيروس يكون على هيئة شريط لعابي سائل، ودور التراب هنا هو امتصاص الميكروب -بالالتصاق السطحي- من الإناء على سطح دقائقه(
3- و قد ثبت علمياً أن التراب يحتوي على مادتين قاتلتين للجراثيم حيث: " أثبت العلم الحديث أن التراب يحتوي على مادتين (تتراكسلين) و (التتاراليت) و تستعملان في عمليات التعقيم ضد بعض الجراثيم".
فقد ثبت أنّ التراب عامل كبير على إزالة البويضات والجراثيم، و ذلك لأنّ ذرّات التراب تندمج معها فتسهّل إزالتها جميعاًكما قد يحتوي التراب على مواد قاتلة لهذه البويضات.
,ولسماع الخطبة اضغط هنا
https://archive.org/download/intensem/AlaiejazFiAlquranWalsana.mp3