المخدرات
المسكر هو الذي يغطي العقل ولا تغيب معه الحواس، ويتخيل صاحبه كأنه نشوان مسرور قوي النفس شجاع كريم.
والمفسد: ما غيب العقل دون الحواس فهي تثير الخلط الكامن في الجسد، ولذلك تختلف أوصاف مستعمليها فتجد ممن يتناولها من يشتد بكاؤه، ومنهم من يشتد صمته ومنهم من يعظم سروره وانبساطه
المخدر أو المفتر أو المرقد: فهو: المشوش للعقل ويصيب البدن بالخدر والأعضاء بالثقل والعجز فتغيب معه الحواس كالبصر والسمع واللمس والشم والذوق كالبنج.
أنواع المخدرات: تنقسم المخدرات إلى قسمين: أ _ مخدرات طبيعية. ب _ مخدرات صناعية أو كيماوية.
فالمخدرات الطبيعية هي المواد الخام التي تستخلص من النباتات المخدرة مثل:
1 _ الأفيون ومشتقاته.2 _ الكوكايين.3 _ الحشيشة.4_ القات.
وهناك أنواع أخرى ذكرها العلماء مثل جوزة الطيب والجنزفوري والداتورة وغيرها 2.
والمخدرات الصناعية هي التي تصنع في المعامل وتقدم في شكل حبوب أو كبسولات أو حقن.. وأخطرها عقاقير الهلوسة المسماة بعقار إل سي دي الذي يؤثر تأثيراً كبيرا على الذاكرة والسلوك، ويؤدي إلى اختلال الشخصية وعدم توازنها.. ويلجأ المتعاطون إلى المخدرات الصناعية كبديل للمواد المخدرة الممنوعة إشباعا لرغباتهم في هذه المواد، وتهربا من عقوبة إحراز المخدرات، أو عجزا عن الحصول على المخدرات الطبيعية كالأفيون والحشيش لارتفاع سعره، أو ندرة وجوده أو صعوبة الحصول عليه.
الأدلة على تحريم الخمر:
قول الله تعالى:﴿يا أيُّها الذينَ ءامنوا إنَّما الخمرُ والمَيسرُ والأنصابُ والأزلامُ رِجْسٌ مِنْ عملِ الشيطانِ فاجتَنِبوهُ لعلَّكُم تُفلِحون [90] إنَّما يُريدُ الشيطانُ أن يُوقِعَ بينكم العداوةَ والبغضاءَ في الخمرِ والمَيْسِرِ ويَصُدَّكُمْ عنْ ذكرِ اللهِ وعنِ الصلاةِ فهلْ أنتُم مُنتَهونَ} المائدة/90-91].
وهذه الآية الكريمة واضحة الدلالة على تحريم الخمر تحريما قاطعا، وذلك من عدة وجوه:|
الأول: إنه قرن بين الخمر وبين الميسر والأنصاب (الأصنام والأزلام القداح التي كانوا يضربونها للحظ)، قرن بين هذه الأشياء في حكم واحد وهو أنها رجس ومعلوم مشهور لدى كل مسلم، وأن الميسر وعبادة الأصنام والاستسقام بالأزلام حرام، وكما دلت على ذلك نصوص الآيات الكثيرة
الثاني: قوله تعالى: إنها [رجس، وقد حرم الله ما كان رجسا بقوله تعالى: { قل لا أجد في ما أوحي إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير اللي به ......
الثالث: قوله تعالى : {مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}.
وقد قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } [النور: 21]
الرابع: بيان أنها سبب للعداوة والبغضاء، وقد قامت الأدلة على حرمة العداوة والبغضاء بين المسلمين.
الخامس: ما فيها من صد عن ذكر الله، وعن الصلاة، وقد حكم الله بالخسران على من شغله المال والولد عن ذكر الله فكيف بمن شغله اللهو واستولى عليه الإثم؟ يقول تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون: 9].
السادس: التهديد والوعيد في قوله تعالى : ( فهلْ أنتُم مُنتَهونَ ) ولهذا قال عمر لها سمعها: انتهينا ... انتهينا .
السابع: قوله تعالى: {فاجتَنِبوهُ} ، فإنه أمر والأمر للوجوب والفرض، ومخالفته بمعنى علم الاجتناب يكون حراما.
عن ابن عُمَرَ عن عمر قال: نَزَلَ تحريمُ الخمرِ يَومَ نَزَلَ وهي مِن خمسةِ أشياء: مِنَ العِنَبِ، والتمْرِ، والعَسَلِ، والحِنْطَةِ والشَّعير، والخمرُ ما خَامَرَ العَقْلَ” رواه البخاري ومسلم وأبو داود في سننه وابن حبان في صحيحه.
عن ابن عمر قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: “لَعَن الله الخمرَ وشاربَها وساقيَها، وبائعَها ومبتاعَها، وعاصِرها ومعتصِرها، وحامِلَها والمحمولَةَ إليه”.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ” رواه البخاري ومسلم .
عدم قبول توبة المصر على شرب الخمر والمخدرات: عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ لَمْ يَتُبِ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَقَاهُ مِنْ نَهْرِ الْخَبَالِ قِيلَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا نَهْرُ الْخَبَالِ قَالَ نَهْرٌ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ النَّارِ " [ أخرجه الترمذي، وقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ، وقال الألباني: صحيح لغيره، صحيح الترغيب والترهيب 2 / 606 ].
لكن لو تاب شارب الخمر منها بصدق، فالله يقبل التوبة، ويشرب من خمر الآخرة بإذن الله تعالى يوم القيامة، ويشهد لذلك ما رواه ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ، إِلَّا أَنْ يَتُوبَ " [ أخرجه مسلم ].
الخَسْفٌ والَمَسْخٌ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ "
سبب لسوء الخاتمة وحجب شهادة التوحيد عنه عند الموت. عَنْ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَضَرَ عِنْدَ تِلْمِيذٍ لَهُ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَجَعَلَ يُلَقِّنُهُ الشَّهَادَةَ وَلِسَانُهُ لَا يَنْطِقُ بِهَا فَكَرَّرَهَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَا أَقُولُهَا وَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهَا ثُمَّ مَاتَ فَخَرَجَ الْفُضَيْلُ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ يَبْكِي ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ مُدَّةٍ فِي مَنَامِهِ وَهُوَ يُسْحَبُ بِهِ فِي النَّارِ فَقَالَ لَهُ يَا مِسْكِينُ بِمَ نُزِعَتْ مِنْك الْمَعْرِفَةُ؟ فَقَالَ: يَا أُسْتَاذُ كَانَ بِي عِلَّةٌ فَأَتَيْت بَعْضَ الْأَطِبَّاءِ فَقَالَ لِي تَشْرَبُ فِي كُلِّ سَنَةٍ قَدَحًا مِنْ الْخَمْرِ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ تَبْقَ بِك عِلَّتُكَ فَكُنْتُ أَشْرَبُهَا فِي كُلِّ سَنَةٍ؛ لِأَجْلِ التَّدَاوِي) فَهَذَا حَالُ مَنْ شَرِبَهَا لِلتَّدَاوِي فَكَيْفَ حَالُ مَنْ يَشْرَبُهَا لِغَيْرِ ذَلِكَ نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَمِحْنَةٍ. الذهبي: الكبائر 80.
وقال ابن عطيّة في تفسيره: “وإنما حرمت الخمر بظواهر القرآن ونصوص الأحاديث وإجماع الأمة” اهـ
وعليه فالمخدرات حرام لدخولها في الأدلة السابقة ولنهيه صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر، ولحديث : "لا ضرر ولا ضرار".
خطورة الإدمان على الفرد والمجتمع:
لا يخفى على أدنى عاقل ما تحدثه ظاهرة الإدمان من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع، وقد ذكر العلماء والباحثون قديماً وحديثاً أضراراً كثيرة لهذه المواد المدمنة، بل أفردها بعضهم بالتصنيف.ولهذا قال ابن حجر الهيتمي - بعد أن ذكر الحشيشة والمخدرات - : " وفي أكلها مائة وعشرون مضرة دينية ودنيوية " ثم ذكر بعض مضارها.
أولا خطورة الإدمان في الدنيا:
أضرار المخدرات ومفاسدها كثيرة؛ منها ما عرفه الناس، ومنها ما لم يُعرف بعد فشرب الخمور والمخدرات كبيرة من كبائر الذنوب.. ومدمنها كعابد صنم.
المخدرات: كم هيجت من حرب؟.. وأفقرت من غني؟.. وذلت من عزيز؟.. ووضعت من شريف؟.. وسلبت من نعمة؟.. وجلبت من نقمة؟.. وكم فرقت الخمور والمخدرات بين رجل وزوجته؟.. فذهبت بقلبه وراحت بلبّه. وكم أورثت من حسرة أو جرّت من عبرة؟..
الأضرار الصحية للخمور والمخدرات:
الدكتور عبد العزيز شرف تحليلا علميا لما تحدثه المخدرات في الجهاز العصبي للإنسان فكان مما قال:"إن المخ يحوي سلسلة من المراكز العصبية الهامة التي تتحكم في الشخص وحركاته وسكناته وتفكيراته، وتتخلص هذه في:
1 _ مراكز عليا ويتميز بها الإنسان عن الحيوان، وهي مراكز تتعلق بالخجل والإحراج التي لولاها لفعل الإنسان ما يفعله الحيوان.
2 _ مراكز الوعي والانتباه وهذه تحكم في اليقظة والنوم ولها علاقة قوية بالحواس الخمس التي بإخمادها وضعفها يتم النوم أما تنبيهها فيحدث اليقظة والوعي.
3 _ مراكز الحركة ومنها الكلام، وهذه إن اختلت اختل معها المشي والكلام.
4 _ مراكز الحواس الخمس، وهي مراكز السمع والبصر والحس والذوق والشم، ولها علاقة متينة بمراكز الوعي والانتباه التي تعتمد عليها تماماً.
فإذا ما أخذ الإنسان مخدرا أو مسكرا تتأثر به هذه المراكز وتلك الوظائف المخية بترتيب رقمها وأول المراكز تأثيراً هي المراكز العليا للخجل والإحراج والتقدير وخلافها، وهذه إذا ما خمدت بالمخدرات مثلا فلا خجل ولا خوف ولا إحراج ولا تقدير للأشياء، وبهذا قد تنمي الفوارق الإنسانية وتظهر الجرأة في الحركات والغلظة في الأقوال، ويسود اعتقاد القوة والبطش.. فتنقلب إنسانية المتعاطين إلى حيوانية باطشة لا تقدير للعواقب ولا للوقت والمسافات والأشياء، فيظن الثواني ساعات، والأمتار أميالاً، والنمل أفيالا وضعفه قوة، وغباءه ذكاء، ومهاراته نكات فينساق وراء تلك المظاهر الخداعة الكاذبة بدون مخ يسيطر عليها ولا حكمة توقفه عنها حيث المراكز العليا المتحكمة في ذلك قد خمد سلطانها عليه.
أما الدور الثاني في تأثير المخدرات والمسكرات فيظهر أثره بعد تعاطي كميات منها أكبر مما يؤثر على المراكز المخية الثابتة، وهي ما تتحكم في وعي الإنسان وحواسه وانتباهه، وهذه إذا ما تأثرت وخمدت بالمخدرات صارت خاملة غير قادرة على استيعاب التنبيه الخارجي، ومن هنا يبتدئ النظر والسمع وغيرهما من الحواس في الاضطراب مما يسبب خمولا وكسلا في وعي الإنسان وانتباهه ويميل إلى الوحدة والخمول غير قادر على الحركة والاتزان والكلام فيثقل لسانه غير مبال بما حوله (مسطول) وهذه تدفعه إلى نوم عميق قد يفيق منه بعد مدد تتوقف على الكمية المأخوذة.
وإذا ما زادت الكمية زادت الأعراض السابقة وتأثرت الدورة الدموية، وكذا التنفسية، واضطراب القلب، مما قد يؤثر على المدمن ويقضي عليه إذا لم يسعف في الوقت المناسب، وهذا هو أخطر أدوار السكر والتخدير، وكثير من المدمنين يصلون إلى هذه الدرجة، وذلك لأن التعود على المخدر قد يجعل المدمن يتناول كميات أكثر ثم أكثر إلى أن يصل إلى الحد الذي يتأثر به الجسم تأثيرا قد يقتله.
وَالْخَمْرُ يُسَبِّبُ سَرَطَانَ الْمَرِّيء، وَيُؤَثِّرُ عَلَى الْمَعِدَةِ، مِمَّا قَدْ يُسَبِّبُ فِي النِّهَايَةِ سَرَطَانَ الْمَعِدَةِ، تَسَمُّمِ الْكَبِدِ وَتَضَخُّمِهَا، والتهاب الكبد وتليفه؛ وتعطل وظائف الكلى، وتسبب الفشل الكلوي؛ وسرطان الرئة.
وقد دُعي أحد الأطباء لإلقاء محاضرة في مركز للمدمنين عن أضرار الخمر فأحضر معه حوضان زجاجيان: الأول فيه ماء، والثاني فيه خمر ووضع دودة في الماء فسبحت، ثم وضعها في الخمر فتحللت وذابت حينها نظر إلى المدمنين سائلاً: هل وصلت الرسالة؟!فكان الجواب نعم!
الأضرار النفسية والعقلية: - تورث الخمور والمخدرات كثيرا من الأضرار النفسية والعقلية منها: القلق والاكتئاب؛ والتوتر العصبي والنفسي؛ والهلاوس السمعية والبصرية والحسية كسماع أصوات أو رؤية أشباح لا وجود لها؛ كما أنها تولد البلادة أو ضعف الإدراك والتركيز، واضطراب الذاكرة وكثرة النسيان، وقد يصاب المدمن في بعض الحالات بفقدان الذاكرة أو الجنون؛ وضعف الاستجابة للمؤثرات الخارجية؛ وسوء تقدير الزمان والمكان وتقدير المسافات والسرعة؛ والانطواء والعزلة، والشعور بالإحباط؛ وانفصام الشخصية.
وقد سجلت حوادث كثيرة بسبب تأثير المخدرات على العقل والإدراك، نذكر فيما يلي طرفاً منها:
? دخلت فتاة جامعية إحدى المستشفيات في ولاية كاليفورنيا وهي تصرخ: إنني أخرج من جلدي الأفعى، ثم أصيبت بالجنون بعد أيام.
? صعد طالب إلى برج إحدى الكنائس وألقى بنفسه في الهواء محاولاً الطيران في الجو فمات.
? اقتحم أحد الطلبة منزل زميلة له وقتلها، ثم خرج يصيح: لقد قتلت الوحش، لقد مات التنين، وراح يطلق النار على شبح يتخيل وجوده، وعندما ألقي القبض عليه قفز إلى النهر ومات!!
? شاب في أمريكا تناول المهلوسات، وكان بين مجموعة من أصدقائه فقال لهم: أن الحائط يتجه نحوي، وما كان منه إلا أن رمى نفسه من الطابق الرابع والعشرين فسقط قتيلاً!!
? شاب ألقى نفسه تحت عجلات القطار؛ فلما أنقذه الناس من تحت عجلات القطار قال: لقد أصبحت شخصين نتحدث إلى بعضنا البعض، وقذفني نصفي الثاني تحت عجلات القطار!!
? ألقت سيدة مدمنة بطفلتها الرضيعة على الأرض، بسبب ظنها أن الطفلة تحولت إلى قطة تمتص ثديها!!
وغير ذلك كثير من الحوادث التي كانت بسبب الخمر والمخدرات!! ? وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ? [ هود: 101]
فالخمور والمسكرات والمخدرات، تفسد العقل ولقد رأى أبو بكر الصديق رجلا يبول في فم رجلٍ آخر وهو يقول له: زدني، زدني! وروى القرطبي رحمه الله في تفسيره: أن أحد السكارى جعل يبول، ويأخذ بوله بيديه ليغسل به وجهه وهو يقول: اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين!!
و أخرج عبد الرزاق في مصنفه أن عثمان بن عفان خطب الناس فقال: اجتنبوا الخمر، فإنها أم الخبائث، إن رجلاً ممن كان قبلكم، كان يتعبد ويعتزل النساء، فعلقته امرأة غاوية، فأرسلت إليه أني أريد أن أشهدك بشهادة، فانطلق مع جاريتها، فجعل كلما دخل باباً أغلقته دونه، حتى أفضى إلى امرأة وضيئة، وعندها باطية فيها خمر، فقالت: إني والله ما دعوتك لشهادة، ولكن دعوتك لتقع علي، أو لتشرب من هذا الخمر كأساً، أو لتقتل هذا الغلام، وإلا صحت بك وفضحتك، فلما أن رأى أن ليس بد من بعض ما قالت، قال: اسقيني من هذا الخمر كأساً - ففي ظنه أن الخمر أهونها مصيبة، وأقلها ضرراً - فسقته، فقال: زيديني كأساً، فشرب فسكر، فقتل الغلام، ووقع على المرأة، فاجتنبوا الخمر، فوالله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر في قلب رجل إلا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه "
الأضرار الاجتماعية:
هتك أعراض البيوت: فكم أوقعت المخدرات من أسر في بحار الفضيحة والعار، وكم هتكت للبيوت من أستار، يحتاج الأب لمخدر فيبيع بيته، وسيارته، وأثاثه، ثم يفتقر، فلا يجد شيئاً يبيعه غير عرض زوجته أو ابنته، هكذا هي الوقائع والأحداث اليوم والتي تجري على مسرح الحياة الحقيقية، فهي مصائب ومفتن ومحن، وبلاياً ورزاياً حطت على الأمة، بسبب المخدرات!!
خطورة الإدمان في الآخرة:
يعذب المدمن في قبره رَوَى الْأَصْبَهَانِيُّ وَغَيْرُهُ وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ بِمَشْهَدٍ مِنْ الْحُفَّاظِ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ أَنَّ الْعَوَّامَ بْنَ حَوْشَبَ قَالَ: نَزَلْت مَرَّةً حَيًّا وَإِلَى جَانِبِ ذَلِكَ
الْحَيِّ مَقْبَرَةٌ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ انْشَقَّ مِنْهَا قَبْرٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ رَأْسُهُ رَأْسُ حِمَارٍ وَجَسَدُهُ جَسَدُ إنْسَانٍ فَنَهَقَ ثَلَاثَ نَهْقَاتٍ ثُمَّ انْطَبَقَ عَلَيْهِ الْقَبْرُ، فَإِذَا عَجُوزٌ تَغْزِلُ شَعْرًا أَوْ صُوفًا فَقَالَتْ امْرَأَةٌ: تَرِي تِلْكَ الْعَجُوزَ؟ قُلْت: مَا لَهَا؟ قَالَتْ تِلْكَ أُمُّ هَذَا، قُلْت وَمَا كَانَ قَضِيَّتُهُ؟ قَالَتْ كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ فَإِذَا رَاحَ تَقُولُ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ اتَّقِ اللَّهَ إلَى مَتَى تَشْرَبُ هَذَا الْخَمْرَ؟ فَيَقُولُ لَهَا: إنَّمَا أَنْتِ تَنْهَقِينَ كَمَا يَنْهَقُ الْحِمَارُ؛ قَالَتْ فَمَاتَ بَعْدَ الْعَصْرِ، قَالَتْ فَهُوَ يَشُقُّ عَنْهُ الْقَبْرَ بَعْدَ الْعَصْرِ كُلَّ يَوْمٍ فَيَنْهَقُ ثَلَاثَ نَهْقَاتٍ ثُمَّ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ الْقَبْرُ. صحيح الترغيب والترهيب للعلامة الألباني 2/ 665
دخول النار عن عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ . وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ وَلا عَاقٌّ وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ"[رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ شُعْيُبُ الأَرْنَاؤُوط: حَسَنُ لِغَيْرِهِ].
الخطبة الأولى.
ومن أهم أسباب انتشار المخدرات أصدقاء السوء فقد أثبتت الدراسات أن أكثر من ثمانين بالمائة من الشباب الذين يتعاطون المخدرات كان وراءهم رفقاء السوء. كم من الشباب الذين أدمنوا ولم يجدوا مالا لشراء المخدر فكان الثمن أن يحضر للبائع كل يوم مجموعة من زملائه في المدرسة كزبائن! وهذه هي خطوات الشيطان، من مجرد تسلية إلى متعاطٍ إلى مروِّج، والثمن فلذات الأكباد، فليحذر الإنسان من رفاق السوء من أن يصاحبهم.
لا تَصْحَبْ أَخَا الْجَهْلِ وَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُ
... فَكَمْ مِنْ جَاهِلٍ أَرْدَى حَلِيمًا حِينَ آخَاهُ
يُقَاسُ الْمَرْءُ بِالْمَرْءِ إِذَا مَا الْمَرْءُ مَاشَاهُ
... وَلِلشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ مَقَايِيسٌ وَأَشْبَاهُ
ومن أهم أسباب انتشار المخدرات أيضا: الظن أن الخمور والمخدرات تزيد الباءة والنشاط الجنسي، ويكفي أن أقول: إنه ثبت طبيا أن المتعاطي تنخفض لديه إفرازات الغدة النخاعية من الهرمونات المنمية للغدة التناسلية، مما يفقده الرغبة في الجنس، بل ربما أصيب بالعنة وفقدان الباءة.
ومن أهم أسباب انتشار المخدرات:إهمال الوالدين، وسوء التربية، ومن أراد الدليل على إهمال بعض الآباء فلينظر إلى بعض الشباب وهم في الشوارع والأرصفة إلى ساعات متأخرة من الليل فترى أطفالا دون العاشرة وقد سهروا حتى صلاة الفجر، ويقطعون الشوارع على أقدامهم طولا وعرضا بدون حسيب ولا رقيب!
وحين يتعلم المراهق التدخين، وهو بداية الطريق، فالأنامل التي اعتادت على سيجارة التدخين لا تصعب عليها سيجارة الحشيش! وهكذا تبدأ النهاية!.
إن أول واجب يقع على الأسرة، على كاهل الأب والأم والإخوة في مراقبة الأولاد، ومتابعتهم وتربيتهم منذ الصغر على كراهة هذه القاذورات، ومحاربة هذه المنكرات، وبيان شرور هذه السموم، وآثارها المدمرة منذ الصغر، وليستحضروا قول الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6]، ويستحضروا قول النبي صلى الله علي وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".
ومن أهم أسباب انتشار المخدرات أيضا:: الْهُرُوبُ مِنَ الْوَاقِعِ السَّيِّئِ، وَمِنْ مشاكل الحياة ومَصَائِبِ الدُّنْيَا وَهمومها، كفقد الأهل والأحباب، أو الفشل في العمل أو الزواج، أو الدراسة أو المرض أو الْفَقْرِ والحاجة للمال، وَتَرَاكُمِ الدُّيُونِ، وَضِيقِ الْعَيْشِ، وغيرها من مشاكل الدنيا فيصاب الإنسان بالإحباط واليأس، ولا يجد ملاذا سوى الخمور والمخدرات فَيَظُنُّ هَذَا الْمِسْكِينُ أَنَّ سَبِيلَ الْمُخَدِّرَاتِ يُخَفِّفُ عَنْهُ هَذِهِ الْمُعَانَاةَ الْجَاثِمَةَ عَلَى صَدْرِهِ، وَمَا عَلِمَ أَنَّهَا نَفَقٌ مُظْلِمٌ، وَنِهَايَةٌ سَوْدَاءُ مَأْسَاوِيَّةٌ إِنْ لَمْ يَتَدَارَكْهُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ ولو تدبر آية واحدة في القرآن لكفته؛ وهي قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران:101].
ومن أهم أسباب انتشار المخدرات أيضا: وسائل الإعلام فهي تلعب دورا مهما في الترويج للمخدرات وللأسف!، وخاصة الغربية منها، وذلك بنشر المستوى الفكري والأخلاقي الهابط، وبإبعاد الشباب عن الدين، وبالإثارة الجنسية، وجعل من يسمون بالفنانين نجوما وكواكب يقتدى بهم، ليقلدهم الشباب، وبعضهم مصابون بداء شرب الخمور وإدمان المخدرات!.
وكم هي المشاهد للمهربين والمتعاطين والمدمنين والتي تستمرئها عيون أولادنا، والتي تجعل من هؤلاء طوال ساعات(الفيلم) أبطالا يحتالون ويسخرون برجال الأمن، حتى إذا لم يبق على نهاية(الفيلم) سوى خمس دقائق فربما قبض عليهم، وربما انتهى بانتصارهم! فأي أثر
تتركه أمثال هذه المشاهد وما فيها من مغامرات على الشباب المراهق المغامر؟.
وأخيرا؛ فإن من أهم وأعظم أسباب انتشار المخدرات أيضا: ضعف الإيمان، وانعدام الخوف من الله، أو ما يسميه أهل التربية ضعف الوازع الديني، وقد قلتها مرارا: إن ضياع الإيمان سبب للإدمان.
ولسماع الخطبة اضغط هنا.
https://drive.google.com/open?id=1oT_1S29dxtoTL3ltWAHuczb4d-b-Oh-F