مفتاح الموضوع لمن لا يعرف الرقمي
السبب حرفان فنرمز له بالرقم 2 فإن انتهى السبب بساكن وضعنا نجمة على الرقم 2* أو جعلناه أحمر اللون بنجمة أو بدونها.
با = 2 أو 2 ، بأْ بهمزة ساكنة = 2* أو 2
كبا ( يكبو) = وتد من ثلاثة أحرف آخرها ممدود = 3 أو 3 كلأْ (عشب ) بهمزة ساكنة = 3* أو 3
العروض العربي تناوب بين منطقتين أولاهما زوجية سببية 2 أو 2 2 = 4 أو 2 2 2 = 6 والمنطقة الأخرى فردية يحتلها الوتد 3
سألتني الأخت لينا ملكاوي عن نشيد صدره من الكامل وعجزه من الرمل
4 3 4 3 2............2 3 2 2 3 2
وهو في الحقيقة مجزوء الكامل المرفل:
4 3 4 3 ...........4 3 4 3 2
وذكرني ذلك بهذا الموضوع الذي ورد في مخطوط الطبعة الثانية من كتابي تحت عنوان (ثغرة العروض)، فرأيت من المناسب نشره.
خلخلة في بيت – أو ثغرة العروض
هذا النص من
أولا :يعرض د. محمد توفيق أبو علي في تصدير كتابه (علم العروض ومحاولات التجديد) إلى حوار -كان أحد طرفيه -حول وجود خلخلة إيقاعية ما في وزن الببيت الذي كتبه متصلا هكذا
:قدموس قد سرقوا الحروف وخانوا بعدما زلت بك القدم
وهذا الشعور بالخليل صحيح لكنه شهادة للخليل ونقض لما ذكره الدكتور الفاضل.
فالبيت هو :
:قدموس قد سرقوا الحروف وخا....(م)......نوا بعدمازلت
الوزن = 2 2 3 1 3 3 1 3 ............2 2 3 2 2 3 1 3
الوزن = 4 3 ((4) 3 ((4)..............4 3 4 3 ((4)
الأمر الذي قاده إلى القول تحت عنوان ثغرة العروض (ص26): -"لم يحقق العروضيون جميعا لعبة التوازن الإيقاعية-العروضية .أي أنهم زرعوا شرخا كبيرا بين الواقع الإيقاعي والافتراضي العروضي؛ولتوضيح هذا الأمر،نبدأ بالخليل الذي أعطى معادلا عروضيا (/)للحركة و ( ه )للسكون،ومن هنا تبدأ المغالطة الكبرى ، فنحن حينما نقول ( با ) و (بأ ) نلحظ أن المدلول الصوتي للمقطع ( با ) لا يساوي المدلول الصوتي عينه للمقطع (بأْ)، مع أن كلا المقطعين يرمز إليهما عروضيا بـ ( /ه )."، إلى أن يقول (ص28) :"ويتراءى لي أن أبيات قصيدة ما ، تشبه تلاميذ صف معين ؛ فالجميع يندرجون تحت مظلة هذا الصف ،لكن هل الجميع متساوون كلّيا في القدرات والمهارات ؟…لا نظن ! "
. أما فيما يتعلق ببيت الشعر المتقدم فقد شاركته الإحساس بوجود خلل ما، ولدى تقصي ما فهمته من كلام العلامة من أن السبب هو في اختلاف المدلول الصوتي بين سببين لهما نفس المدلول العروضي مثل ( با =2) و ( بأْ =2 ) فقـد وجدت أن التبادل بين 2 و 2 من جهة و 3 و 3 من جهة أخرى هو الأصل في الشعر العربي من غير أن يولد الإحساس الذي ولده البيت المذكور ولبثت فترة أحاول أن أجد التفسير لذلك الإحساس بوجود خلل ما إلى أن وجدتني أحتال لذلك بافتراض ( العمل ) بمفهومه في الهندسة المستوية وذلك باشتقاق نظمين سويين من البيت المذكور ومقارنته بهما:-
الأول : قدموس قد سرقوا الحروف وخانوا من بعد ما شبّت بك النيران
والثاني : قدموس قد سرقوا الحروف همو من بعد ما زلت بك القدم
الأمر الذي جعلني أرى في الإحساس بوجود خلل ما عند قراءة البيت المتقدم دليلا على صحة عروض الخليل لا على قصوره ، ذلك أن العروض رصد لما تقبله الذائقة العربية من وزن للشعر .ألا ترى أنه عندما يقرأ القارئ أو يسمع السامع: "قدموس قد سرقوا الحروف وخانوا"يتبادر إلى ذهنه أن هذا هو الصدر
ووزنه=322-331-231=متْفاعلن متَفاعلن مُتَفاعي (متفاعل) من الكامل ويتهيأ ذهنه لسماع العجُز بنفس الوزن الذي يتوقعه مماثلا للصدر ،فإذا جاء ما يفترضه المتلقي عجُزا :"بعدما زلت بك القدم=3132232 " ووزن هذه البقية من البيت=فاعلاتن فاعلن فعلا من المديد، وهو على غير ما توقع، تولد لديه ذلك الإحساس بوجود خلل ما. وكما هو واضح فإن مردّ ذلك إلى أن البيت مدور وآخر مقطع للصدر فيه هو ( وخا ) من كلمة وخانوا في حين أن اتصال المعنى في كلمة (وخانوا ) والتوقف على آخرها يولد الإحساس المذكور. الأمر الذي أتوقع غيابه لو قرأ البيت بين أبيات أخرى دون التوقف أثناء قراءته
.ثم تأمل الفارق بين البيتين التاليين في الإحساس بالخلل المذكور رغم اتحادهما في كافة المقاطع من حيث اعتبار الـ( با = 2 )والـ(بأْ = 2)بغض النظر عن المعنى في النظم المتمثل في البيت الثاني.
قدموس قد سرقوا الحروف وخا……نوا بعدما زلت بك القـدم
قدموس قد سرق الحروفَ أخُ ..... في يومها من بعد أن شمخوا
ووزن كل منهما 2 2 3 1 3 3 1 3 2 2 3 2 2 3 1 3