الشاعر اللبدي
متفاعلن مع مستفعلن في البسيط
نتيجة تحديث جوجل تنعكس الأرقام غالبا ليصبح اتجاه الوزن من اليسار لليمين فالرجاء ملاحظة ذلك
الشاعر أيمن اللبدي شاعر طويل النفس غزير الإنتاج ملتزم بقضايا أمته ووطنه.
جرى حوار حول جواز ورود متفاعلن 331= بدل مستفعلن =322 في البسيط. كنت والأخ اللبدي طرفين نلتقي حينا ونفترق أحيانا حول هذا الموضوع. وهو ما حدا ب
ي إلى أن ألحق موضوع (حوار ) الذي كنت تطرقت فيه إلى هذا الأمر بموضوع (الفاصلة) ذلك أن الأمر يتعدى مستفعلن =4 3 في البسيط إلى كل سببين خفيفين 22 فإن جاز تحول 22 في البسيط إلى 31 جاز فيما عداه.
سنرى أنّ أخذ شاعرنا بجواز هذا التحول من 22 إلى 31 يقف وراء الكثير من الملاحظات العروضية التي سنراها في شعره.
البسيط والكامل بينهما قرابة أراها تتمثل في إمكان التعبير عن وزن الكامل بالصيغة التفعيلية التالية التي تذكر بالبسيط
4 3 – 2 2 – 3 2 – 2 3 = مستفعلن فعْلُنْ مُتَفْعلْ فاعلن
ويقوم اختصاص الكامل بمتفاعلن =331 من دون البسيط حائلا في الحس والنغم دون ما تجده النفس من ميل لمزجهما نظرا لتقاربهما، فإذا زال هذا الحاجز لم بقف الأمر عند حد إحلال متفاعلن =331 محل مستفعلن = 4 3 في البسيط بل تعداه إلى اختلاط البحرين وإلى آثار أخرى.
وسأتناول هنا قصيدتين للشاعر
الأولى : قصيدة مئوية المملكة العربية السعودية
http://www.allabadi.com/mia.htm
هذه القصيدة من البحر البسيط
ومطلعها:
طيبُ الشمائلِِ ارث ٌ وهو موعود ُ والمُـلك ُ عدل ٌ وعزم ٌ
فيه معقود ُ
و = 4 3 1 3 4 3 4 4 3 2 3 4 3 4
وهنا مناقشة للوزن حيث أراه حاد عن البحر حسب عروض الخليل في بعض أبياتها:
1يا خــــادم الحـــرمين عهدٌ للبناءِ له.............. صفة ُالخلودِ لو إن الكونِ مخلود ُ
و = 4 3 1 3 3 4 3 1 3 ...................................1 3 3 1 3 4 3 4
نلاحظ أن العجز جاء على مذهب الشاعر في جواز حلول 11 2 =31 = ((4) محل 22= 4
أي متفاعلن فاعلن مستفعلن فعْلن.
ولا أرى أن الشاعر مضطر لذلك. فكان يكفيه القول : (صنو الخلود) بدل ( صفة الخلود)
ونرى أن تعويد الحس على قبول هذا الإحلال قد نتج عنه في الصدر وزن
مستفعلن متفاعلن مستفعلن فعِلن وليس هذا من البسيط. ولكنه يعادل شطرين من مجزوء الكامل.
ولو حذفنا ما يقابل الرقم 3 لاستقام الوزن على البسيط
كالقول: يا خادم الحرمين العهدُ تحفظه= 4 3 1 3 4 3 1 3
---------
2
أوسعت رحبا ً وكم أحييت من أمل…فإذا المصاب ُ تلاشى فهو مفقود ُ
العجز = 1 3 3 1 3 4 3 4 هنا أيضا حلت ((4) محل 4
وكان يكفي الشاعر القول: به المصاب تلاشى فهو مفقود
---
3
يا منة الله لــو أفردتـــه ُ عمــــلا... لاخضـرّ بعد اليبس ِ ذاك العــودُ
العجز هنا = 4 3 2 2 3 2 2 2 وهذا من الكامل
ويصير من البسيط بالقول: لاخضر بعد يباسٍ ذلك العود
---
4
أشرعتــم الأبواب فهي منــــــارة ٌ ...والناسُ جذلى فموعود ٌ ومسعودُ
و= 4 3 4 3 ((4) 3.............................4 3 2 3 4 3 2 2
وهنا أيضا الصدر من الكامل
منارةً أشرُعت أبوابُ فضلكم
-----
5
وإذا تنــادى القوم يــوم مصيـــــبة....لوجدت غوثا كأن الغوث مولودُ
((4) 3 4 3 ((4) 3 (الكامل)............................((4) 3 2 3 4 3 4 (شبيه أو موزون البسيط)
وهنا أيضا أدى الأخذ بجواز حلول((4) محل 4 إلى اضطراب البسيط واختلاطه بالكامل
---
6-
سبقٌ إلى الخيرات فهو لكم هوى ً يسبي القلوبَ ، على العقول ِ يسود ُ
4 3 4 3 ((4) 3.......................4 3 ((4) 3 ((4) 2
هذا البيت كله من الكامل
---
7-
المسجد الأقصى أراك َ تزوره = 4 3 4 3 ((4) 3 الصدر من الكامل
حـــرا عزيزا و للحمـى سيعـــودُ =4 3 2 3 3 1 3 2 = 2 2 3 2 3 1 2 1 1 2 2
لو قال الشاعر : حرا عزيزا للحمى سيعود لكان الوزن = 2 2 3 2 2 3 1 3 2 = الكامل
ولكن وزن العجز = المنسرح +2 أو المنسرح مرفلا
ويصبح من البسيط بإضافة سكونين أو حرفين ساكنين ه في المواقع الحمراء
2 2 3 2 3 1 ه 2 1 1 ه 2 2
وهنا معالجة للصدر ليصبح من البسيط
بصبح النص صوتيا ( لا لغويا أي دون اعتبار للمعنى ) من البسيط بالقول:
حرا عزيزا وللحيــمى سينـــْعودُ
ويعادله وزنا التعبير : حرا عزيزا وللأوطان مردود
مع ملاحظة أن مردود هنا منصوبة إعرابا مثل حرا وعزيزا وصاحب الحال في الصدر، ولهذا تتغير بنية البيت صدرا وعجزا لتصبح مردود مرفوعة ولرد الصدر للبسيط.
-------
8
حتى يضــم الله فيك بيوتــــــــه= 4 3 4 3 ((4) 3
سبحان ربـــي قادر ٌ ويجـــــــود= 4 3 4 3 ((4) 2
البيت كله من الكامل
---------------------------------------
والقصيدة الثانية التي أتناولها هي : قصيدة سلام
http://www.allabadi.com/salam.htm
ومطلعها:
سلامٌ على القدسِِِ ِِ السليب سلام ُ
سلاهُ ، أيسـلو منْ أساه ُ سقام ُ؟
= 3 2 3 4 3 1 3 2 = الطويل
وفيما يلي تناول لبعض أبياتها التي أراها خرجت عن البحر حسب عروض الخليل
1
سقى القلبَ حزنٌ سحّ من جنباتهِ
تجافي الجنوبُ ، وما استقرّ مقام ُ= 3 2 3 (1 3) 3 1 3 2
هنا نرى الشاعر قد أحل 1 3 محل 22 أو بتعبير التفاعيل مفاعلَتن=313 محل مفاعيلن=223
وفيما يلي أذكر بأن ((4) = 1 3 = 11 2 = (2) 2 فيما 4 = 22 وسأكتفي بالأقواس لإشارة إلى ذلك.
---
2
أقضَّ المضاجعَ ما ابتلاهُ ُملاوةً
3 2 3 ((4) 3 1 3 3
وأذكىالجراحَ إذِ الدموعُ سجـامُ
..............................................3 2 3 ((4) 3 1 3 2
---
3
بأسر ٍِ وذل ٍِ ، ثم بات لفريـة ٍِ
قصيـا أراه ُ، وتحتملهُ خيـام ُ
............................................3 2 3 ((4) 3 1 3 2
مشيرا هنا إلى جزم الفعل (تحتمل) ولا أظنه يجوز للضرورة الشعرية
---
4
يبيت ُ الليالي حالكات ِعلى الطوى
أملاً ، ونارُ الشوقِ ِ فيه ضرام ُ
............................................((4) 3 4 3 1 3 2
كما رأينا أثر التسامح في اعتبار ((4) و 4 سيان في البسيط في اختلاط الطويل بالكامل نرى الأثر ذاته هنا متمثلا في اختلاط الطويل بالكامل
فالعجز في هذا البيت من الكامل
والقرابة بين الكامل والطويل تتمثل في إمكان التعبير عن الكامل بالصيغة التالية التي تذكر بالطويل
1 3 – 3 4 – 3 1 – 3 2 = فَعُلُنْ مفاعيلن فعولُ مفاعي (فعولن)
---
5
سباه اليهودُ فما رعواْ فيه ِ الألى = 3 2 3 ((4) 3 4 3
عهوداً ، ولا البيتُ الحرامُ حرام ُ= 3 2 3 4 3 1 3 2
---
6
فلا العيد ُ عيد ٌ إنْ يمرَّ ُمجـدداً
ولا الموتُ يرحلُ فالنحيبُ قـدام ُ
.............................................3 2 3 ((4) 3 1 3 2
هنا حرّك الشاعر لام (يرحل) ولو سكنها – ولا أراه يجوز- لكان الوزن من الطويل
---
7
فلسطين ُ خضراءُ الجنان تبدّلتْ = 3 2 3 4 3 1 3 3
بنابِ المعاول ِ ، فالبهاءُ سحـام ُ = 3 2 3 ((4) 3 1 3 2
ولو قال بناب المعاولْ – ولا يجوز التسكين- كان من الطويل ويعادل ذلك ( بحد المساحي)
---
8
حربٌ على الزيتون حربُ ضغينةٍ = 4 3 4 3 1 3 3
ولو استطـاعوا فالغمــامُ جهام ُ = ((4) 3 4 3 1 3 2
البيت من الكامل ولو كان العجز من الطويل لأمكن القول إن الصدر فيه خرم حذف المتحرك الأول حيث
عولن مفاعيلن فعولُ فعولُ مفاعلن = متْفاعلن متْفاعلن متَفاعلن = 4 3 4 3 1 3 3
----
9
وقد يسرقونَ الماءَ من غدرانـها = 3 2 3 4 3 4 3
أمـا الـهواء ُ ، فقترة ٌ وطسام ُ = 4 3 ((4 ) 3 ((4) 2
هنا مثال من التداخل بين الطويل والكامل واضحا في وزن الصدر
فعولن مفاعيلن فعولُ مْفاعلن ( فعولُمْفاعلن) (لمْفاعلن كإضمار متْفاعلن في الكامل).
---
10
والعجز لنأ أن نعتبره من الكامل أو الطويل المخروم
أماتوا الحياة ، فلم تحطَّ سمومُهم = 3 2 3 ((4) 3 1 3 3
بموضعَ إلا، والمصير ُ حـطام = 3 1 3 4 3 1 3 2
---
11
لكِ الله ُيا أرضَ النبوة ِ قدْ هوى = 3 2 3 4 3 1 3 3
ضميرٌ وأفلسَ في الخداع ِ صمام ُ = 3 2 3 ((4) 3 1 3 2
---
12
أذاعوا بأنّ الله َ أورثـهم ْ وهل ْ= 3 2 3 4 3 1 3 3
لكلّ ضلالَ سوى اليهودِ إمـام ُ = 3 1 3 ((4) 3 1 3 2
(لكلِّ ضلالَ ) أرى كثيرا من الشعراء يتوسعون في الأخذ بالضرورة في منع المنصرف من الصرف.كما في (ضلالَ)
وكان يسع الشاعر القول مثلا : سواهم لإنفاذ الضلال إمامُ..
---
13
أنبكي الضياعَ ونستكينُ إلى العدى=3 2 3 ((4) 3 1 3 3
يمكننا اعتبار الوزن هنا ( ومتْفاعلن متفاعلن متفاعلن)
ونشقى بعارٍ ليس معهُ كــلام ُ؟ .. وجوب تسكين عين (معْهُ) هنا وهو جائز
---
14
أذان ٌ لعمركَ ، حجَّة ٌ و دلالة ٌ=3 2 3 ((4) 3 1 3 3
وليسَ ُيفيدُ الميتــين َ ملام ُ! = 3 1 3 4 3 1 3 2
---
15
بيان ٌ إلى الدنيا فرب َّ مبلَّـغ ٍ= 3 2 3 4 3 1 3 3
سهى القلبُ فيه ولدَّ منهُ خصام ُ= 3 2 3 ((4) 3 1 3 2
---
16
يعودُ إلى رَشد ٍ، فيدفعُ ظلمة ً وينصرُ حقاً ، تغتصْبهُ لئـام ُ
يعودُ إلى رَشد ٍ، فيدفعُ ظلمة ً= باعتبار (رُشْدٍ) يستقيم وزن الصدر، وباعتبار (رَشَدٍ) يكون كالأبيات التي أوردت عليها ملاحظاتي.
وزنه (رشَدٍ) = 3 1 3 ((4) 3 1 3 3
وزنه (رُشْدٍ) = 3 1 3 4 3 1 3 3
وينصرُ حقاً ، تغتصْبهُ لئـام ُ= 3 1 3 4 3 1 3 2
هنا جزم تغتصبْ ينبغي أن يكون عنه مندوحة بتغيير الفعل وفي العربية سعة
كالقول (تستبيحُ) أو ( تستبيه) أو (تجتويه)، والغصب أفصح تعبيرا، فإن أردناه غيرنا بنية البيت
كالقول مثلا : ويرجع ما بالغصب نال لئامُ ..........( أو وينصر أو يحرر )
--
17
ولوأنَّ عدلَ الأرضِ ليس ببالغٍ= 3 2 3 4 3 1 3 3
قبيحا ً أراه ُ، قد اعتلاهُ جذام ُ= 3 2 3 ((4) 3 1 3 2
---
18
فما الحقُ يطلب ُ غيرَدفعِِ ٍ،أهله ُ= 3 2 3 ((4) 3 4 3
هنا تداخل الطويل والكامل في الحشو والضرب
فاكرمْ بطلاب ِالحقوق ِ ، كرام ُ= 3 2 3 4 3 1 3 2
---
19
أيرجى بغير الله ِعزةُ موطن ٍ ؟ِ = 3 2 3 4 3 1 3 3
أرى أن الأولى أن نقول أتُرجى بدل أيُرجى
لبئسَ المؤمّلُ ، مجلس ٌ ونظام ُ = 3 2 3 ((4) 3 1 3 2
هوالمجدُ يُطلبُ بالدماءِ مؤمَّلاً= 3 2 3 ((4) 3 1 3 3
وفاءاً لعهدِ الله ِ، وهـو حرامُ = 3 2 3 4 3 1 3 2
جهاداً ، يعيدُ الحقَ ليسَ بغيره ِ=3 2 3 4 3 1 3 3
وانْ نستكين ُ ، فلذلة ٌ ورغام ُ= 3 2 3 1 1 3 3 1 3 2
إن شرطية جازمة لفعل الشرط، (فلذلة لعل هنا خطأ مطبعيا والمقصود فذلة)
ويصح الأمران بالقول: أو نسكينُ فذلّةٌ ووقارُ
---
20
فلسطينُ، يا دررَ المدائن ِ قبلة ً= 3 2 3 ((4) 3 1 3 3
سلامٌ علىمسرىالرسول سلام ُ= 3 2 3 4 3 1 3 2
---
21
لولا الفداءُ على ترابكِ ما ارتقى= 4 3 ((4) 3 ((4)3
علمٌ ، ولا بلغَ السماءَ حسامُ = ((4) 3 ((4)3 ((4)2
لا وجه أبدا لصرف هذا البيت من الكامل إلى الطويل. وأرى هذا ناتجا من الألفة في أمر اعتبار ((4) تعادل 4 في الطويل، أو استعمال مفاعلَتن أو مفاعِيَلُن في الطويل بدل مفاعيلن
---
22
أبواْ أن تنامَ عيونُ ما بلغَ الندا = 3 2 3 ((4)3 1 3 3
لا أدري أيهما يقصد الشاعر هنا ( عيون مضاف وما اسم موصول مضاف إليه ) أم يقصد (عيونٌ منعت من إظهار تنوينها الضرورة الشعرية وما بعدها ظرفية ) وإن كان المعنى الثاني فيؤديه القول
أبواْ أن تنامَ العينُ ما بلغَ الندا.
وإن كان قصد هذا المعنى فما أظن هذه الصياغة غابت عن بال شاعرنا. لكني أرى أن تمكن حلول ((4) محل 4 لديه غدا طبعا وبديهة لا في البسيط فحسب بل وفي الطويل كما رأينا بحيث بات يشعر أنه الأوْلى والأجمل.
وأرى المعنى في الحالة الأولى بحاجة إلى شرح بستقيم مع النحو.
رأيتَ السيوفَ تعبُّ وهي صيام ُ= 3 2 3 ((4) 3 1 3 2
---
23
بغيرالجهادِ ، فليسَ يرشدُ سالك ٌ= 3 2 3 ((4)3 1 3 3
كلا ، ولا أرضُ السلامِ ِ سلام ُ= 4 3 4 3 1 3 2
---
23
هذا هو التاريخ ُ اصدقُ شاهد ٍ= 4 3 4 3 ((4)3
سلوهُ يجيبُ ،وهل سواه ختام ُ؟ = 3 1 3 ((4) 3 1 3 2
في الصدر يمكننا القول أن الوزن هو الطويل المخروم. لكن الذي عهدته العرب أن يخرم بيت في القصيدة ولكن هذه الكثرة من الأشطر المخرومة أمر غير مبرر خاصة مع وجود أبيات بكاملها من الكامل في سياق القصيدة.
وفي العجز فإن ترافق قبض فعولُ مع استعمال مفاعلَتن بدل مفاعيلن خرجا بالبيت كثيرا عن مألوف موسيقى الطويل.
---
24
وسبحان ربي يوم بارك َحولها = 3 2 3 4 3 1 3 3
فكيفَ اسُتبيحَ حرامُها وذمام ُ؟ 3 2 3 ((4) 3 1 3 2
---
25
فلا النصرُ يرجى بالكلام وإنما= 3 2 3 4 3 1 3 3
طريـق ُ التحرُّر ِ مُرَّةٌ و ِدمام ُ= 3 2 3 ((4) 3 1 3 2
---
26
فاوضْ ولكن إن يئستَ فما لهمْ= 4 3 4 3 ((4) 3
لو قال الشاعر (ففاوضْ) لكان أفضل وهي نبررة هنا
سوى قوة ٍ بالله ، فهي غرام ُ= 3 2 3 4 3 1 3 2
---
27
عليك السلام ُ بشارة ومحبة ً=3 2 3 ((4) 3 1 3 3
لك الروح ُوقف ٌ والقلوبُ قيام ُ = 3 2 3 4 3 1 3 2
4 /1997
كتبت بعد انتفاضة النفق
لقائل أن يقول: "معظم الملاحظات تتعلق بإحلال ((4) محل 4 وكان يكفي أن تستشهد ببيت أو بيتين لتوضيحها، فما بالك ذكرت كل هذه الأبيات"
وجوابي أن شاعرا كأيمن اللبدي عندما يكرر هذا فثمة مسالة تحتاج إلى تأمل، فليس الأمر خطأ عروضيا كسائر الأخطاء، هذا من جهة، ومن جهة ثانية كنت قد أثرت هذه المسألة في كتابي قبل سنوات تحت عنوان (حوار) وما ذهب إليه الشاعر لمس في نفسي زاوية ربما اتسمت بنوع من الأنانية لأني رأيت فيها تجسيدا لما ذهبت إليه، وثالثا لأنت كثيرين من شعراء الشبكة ينحون هذا المنحى وإن كان ذلك بصورة أقل مما لدى شاعرنا، وكذلك نجد الدكتور أحمد مستجير ينظر لشيء من هذا القبيل في كتابه (مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي – ص 78)، حيث أورد الأبيات التالية للشاعر مانع سعيد العتيبة وفيها حلت ((4) محل 4 في الرمل.
يا فتاتي لا تخافي حبنا لن يقتلوه = 2 3 4 3 4 3 4 3 ه
دربنا صعبٌ ولكن لن أحيد ولن أتوه = 2 3 4 3 4 3 ((4) 3 ه
كم كتابٍ مزّقوا صفَحاته أو زيّفوه = 2 3 4 3 ((4) 3 4 3 ه
وهو نظّر لجواز هذا، من ضمن أمثلة أغلبها من الكامل والوافر. ومثّل لهذا بالبيت:
ما وقوفك بالركائب بالطلل.........ما سؤالك عن حبيبك قد رحلْ
2 3 ((4) 3 ((4) 3 ................2 3 ((4) 3 ((4) 3
ثمة اعتبارات هنا وهي
1 – الرمل من دائرة المؤتلف التي تضمه والكامل والوافر فتجعل من تشبهه بهما أقل ثقلا في إحلال ((4) محل 4 مما هو في البسيط والكامل وقد فصلت ذلك في الفاصلة
2 – أجد أبيات الدكتور مانع سعيد العتيبة مستساغة أكثر من البيت (ما وقوفك بالركائب بالطلل) وربما يكون ذلك لأن لأن نسبة إحلال ((4) محل 4 في أبياته ثلث النسبة التي في هذا البيت.
3- ذكر الأستاذ محمود مصطفى في كتابه (أهدى سبيل) هذا البيت ( ما وقوفك.....) وعده من البحور المهملة التي استحدثها المولدون وأسماه المتوافر (ص – 204)
4- أورد الدكتور أحمد مستجير في تناوله لهذه الظاهرة (في سياق آخر – لا مجال له هنا) الأبيات التالية من غير دائرة المؤتلف.
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ...........بسقط اللوى بين الدخول فحومل
3 2 3 4 3 2 3 3 ...............3 2 3 4 3 1 3 3
وشاهد هنا أنه اعتبر العجز = 3 2 3 4 3 ((4) 3
ودعّم ذلك بأنه يستسيغ بيت طرفة إذا قرئ كالتالي:
فما لي أراني وابن عمّي مالكاً ..........متى يدنُ منّي ينْأَ عنّي ويبعدِ
3 2 3 4 3 4 3 ..................3 2 3 4 3 2 3 3
(عمّي بدون تحريك الياء)
وذكرني البيتان بالبيت الذي ناقشته في حوار:
أقيموا بني النعمان عنّا صدوركم ..............وإلا تقيموا صاغرين الرؤوسا (الرّوسا)
وناقشت ذلك أيضا في الفاصلة ورأيت أنه ليكون التكافؤ الخببي مستساغا في السمع فيجب أن لا يتلوه الرقم 32 الذي هو ميزة الإيقاع البحرى وهو ما تشكل أواخر الأبيات الغالبية العظمى من حالاته.
وعليه فإن استساغة هذا الوزن في الضرب لا تبرر استساغته في الحشو.
كما أورد الدكتور في ذات السياق البيت التالي للمتنبي
وإنّ شفائي عبْرةٌ مهْراقةٌ .........فهل عند رسم دارس من مُعَوّلِ
3 1 3 4 3 4 3 .............3 2 3 4 3 2 3 3
وأنا أجد هذا الوزن على نفس الدرجة من الاستساغة التي في الشطرين
(فما لي أراني وابن عمّي مالكاً) و (وإلا تقيموا صاغرين الرّوسا)، وتوقفي هنا هو من أجل الدقة اللغوية لا الوزن
فالبيت في ديوان المتنبي:
وورد في لسان العرب كلام كثير في مادة (هرق)، أهمه
الأَزهري : هَراقتِ السماء ماءها وهي تُهَرِيقُ والماء مُهَراق الهاء في ذلك كله متحركة لأَنها ليست بأَصلية إنما هي بدل من همزة أَراق ، قال : و هَرَقْت مثل أَرَقْتُ ، قال : ومن قال أَهْرَقْت فهو خطأٌ في القياس ، ومثل العرب يخاطب به الغضبان : هَرِّقْ على جمرك أَو تَبَيَّنْ أَي تَثَبت ، ومثل هَرَقْتُ والأَصل أَرَقْتُ قولُهم : هَرَحْت الدابة وأَرَحْتُها وهَنَرْتُ النار وأَنَرْتُها ، قال : وأما لغة من قال أَهْرَقْتُ الماء فهي بعيدة.
وهكذا نرى أن الشاعر أيمن اللبدي يجسد اتجاها. كما يوضح نتائج المضي في هذا الاتجاه. وأرجو أن أكون قد سلطت الضوء على هذه الاتجاه وآثاره وما صاحبه وسبقه من تنظير سواء من قبل الدكتور أحمد مستجير أو من قبلي. واجتهدت في الفاصلة أن أستقرأ ضوابطه في الشعر العربي.
لقد استقرت في ذائقة شاعرنا استساغة إحلال ((4) محل 4 بإدراك منه لها في البسيط كما بين الحوار، وبتأصل لها ربما دون ذات الدرجة من الإدراك في الطويل، ولعله اتبعها في سواهما. حتى لأشعر أحيانا أنه يعدل عن الوزن المألوف ليحقق ما استقر في تلك الذائقة من جمالية هذا الإحلال. وتعدى الأمر ذلك كما رأينا إلى تداخل البحور واضطراب الوزن بشكل كبير أحيانا.
وأختم بهذه الفقرة من (حوار)
إن لكل من بحري الطويل والبسيط من العذوبة في وزنيهما المعروفين ما يجعلنا نميل إلى التشدد في الحفاظ عليهما فنميل مع أبي العلاء ومع الدكتور أحمد كشك في التضييق على ما وسع الخليل. لا اتخاذ ثقل ما أجازه الخليل حجة لقبول ما هو أقل ثقلا نحو إحلال ((4) محل 4 فيهما. ومن باب أولى رفض بيت المخبول (إحلال11 محل 4) (الكافي للتبريزي – ص 45):
وزعموا أنهم لقيهم رجل ...........فأخذوا ماله وضربوا عنقه.
وإن كان لا بد من الأخذ ببعض التيسير على ضوء التنظير خلافا لأقوال الخليل فليكن ذلك تحت اسم الموزون لا تحت اسم الشعر.
الذائقة العربية ومنهج الخليل كلاهما عبارة عن برنامح رياضي هندسي أي تغيير في الحشو يعتبر عبثا لا تطويرا.
من ىشاء الدليل فليطلع على :