يرجى ملاحظة انعكاس اتجاه أرقام الوزن
بحيث صار الاتجاه من اليسار لليمين
نسبة وتناسب ونسب وتأصيل
فيما يلي مزيد من التداعيات في تمثيل كالنسبة والتناسب بين لاحق مخلوف ومخلع البسيط من جهة والسريع والرجز من جهة أخرى، وذلك في إطار ما تقدم من تشبيه قرابة الرجز والسريع بقرابة مخلع البسيط ولاحق مخلوف
وأصل هذا الموضوع مرتبط بموضوع : أزواج في أفياء د. عمر خلوف،
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/azwaj
ولكن لأن له بعدا أكاديميا ويتعلق بباب ( وزن على وزن) رأيت أن أضعه في مشاركة مستقلة. وأتمنى أن ينظر إليه بخطئه وصوابه كرياضة عروضية أو استطراد عروضي، وليس كفرض تصور شخصي على الشعر العربي لا أملكه ولا يملكه سواي.
من السريع للبهاء زهير :
2 2 3 2 2 3 2 3 ...... 2 2 3 2 2 3 2 3
وَيحَكَ يا قَلبُ أَما قُلتُ لَكَ ...... إِيّاكَ أَن تَهلِكَ في مَن هَلَك
حَرَّكتَ مِن نارِ الهَوى ساكِناً ...... ما كانَ أَغناكَ وَما أَشغَلَك
وَلي حَبيبٌ لَم يَدَع مَسلَكاً ...... يُشمِتُ بي الأَعداءَ إِلّا سَلَك
مَلَّكتُهُ رِقِّيَ وَيا لَيتَهُ ...... لَو رَقَّ أَو أَحسَنَ لَمّا مَلَك
بِاللَهِ يا أَحمَرَ خَدَّيهِ مَن ...... عَضَّكَ أَو أَدماكَ أَو أَخجَلَك
وَأَنتَ يا نَرجِسَ عَينَيهِ كَم ...... تَشرَبُ مِن قَلبي وَما أَذبَلَك
وَيا لَمى مَرشَفِهِ إِنَّني ...... أَغارُ لِلمِسواكِ إِذ قَبَّلَك
يصبح من لاحق مخلوف بالتعديل:
2 2 3 2 2 3 2 3 ...... 2 2 3 2 2 3 2 3
وَيحَكَ يا قَلبُ َما قُلتُ لَكَ ...... إِيّاكَ يرديك من قد هلكْ
حَرَّكتِ نارَ الهَوى ساكِناً ...... ما كانَ أَغنى فمن أَشعَلَك
وَلي حَبيبٌ له مَسلَككٌ ...... يُشمِتُ أعدايَ بي إذ سَلَك
مَلَّكتُهُ الرقَّ يا لَيتَهُ ...... قد رَقَّ أَو لم يسئْ إذْ مَلَك
بِاللَهِ يا أَحمَرَ الخدّ مَن ...... عَضَّكَ أَو هكذا أَخجَلَك
وَأَنتَ يا نَرجِسَ العينِ كَم ...... تَشرَبُ مني الذي أَذبَلَك
وَيا لَمى ثغره إِنَّني ...... أَغارُ من كل ما قَبَّلَك
يصح في مجزوء البسيط:
4 3 2 3 4 3 .........4 3 2 3 3 2
وعليه من العقد الفريد:
ما أقرب اليأس من رجائي ( مصرع) ...... وأبعد الصبر من بكائي
يا مذكي النار في جوانحي...... أنت دوائي وأنت دائي
من لي بمخلفة في وعدها ...... تخلط بي اليأس في الرجاء
4 3 1 3 4 3 ...... 2 1 3 2 3 3 2
( والعجز هنا لا مراء أنه من البسيط فهل إذا جاء الصدر مطابقا له امتنع أن يكون الشطران منه؟ أم نقول إنه يمكن أن يكون من أي من البحرين المنسرح والبسيط )
أترى يجوز في مجزوء البسيط (إثباتا لأن 4 3 2 3 2 3 من أصل مجزوء البسيط )
قياسا على ما ورد في العقد الفريد من مجيء الصدر مجزوء البسيط وصدره من المخلع . أيجوز ما يلي:
وَيحَكَ يا قَلبُ َما قُلتُ ( مصرع) لَكْ ...... إِيّاكَ يرديك من قد هلكْ
حَرَّكتِ نارَ الهَوى بي ساكِناً ...... ما كانَ أَغنى فمن أَشعَلَك
وَلي حَبيبٌ غدا لي ظالماً ...... يُشمِتُ أعدايَ بي إذ سَلَك
مَلَّكتُهُ الرقَّ لكنْ ليته...... قد رَقَّ أَو لم يسئْ إذْ مَلَك
بِاللَهِ يا أَحمَرَ الخدّين مَن ...... عَضَّكَ أَو هكذا أَخجَلَك
وَأَنتَ يا نَرجِسَ العينِين كَم ...... تَشرَبُ مني الذي أَذبَلَك
وَيا لَمى الثغر فلتعلمْ أنا ...... أَغارُ من كل ما قَبَّلَك
وهذه أبيات لابن الرومي من مخلع البسيط:
2 2 3 2 3 3 2 ...... 2 3 2 3 3 2
يا سيداً لم تزلْ فُروعٌ ...... من رأيه تحتها أصولُ
أمثلُ عمروٍ يَسُومُ مثلي ...... خسفاً وأيامُه تطولُ
إن رئيساً يراك يوماً ...... لصابرٌ للأذى حمولُ
مستفعلن فاعلن فعولُ ...... مستفعلن فاعلن فعولُ
بيت كمعناك ليس فيه ...... معنى سوى أنه فضول
تصبح من الرجز ( أو من موزون الرجز ) بتحويرها على 2 2 3 2 2 3 3 2
2 2 3 2 2 3 3 2...... 2 2 3 2 2 3 3 2
يا سيداً لمّا تزلْ فُروعٌ...... من رأيه من تحتها أصولُ
أمثلُ عمروٍ ذا يَسُومُ مثلي...... خسفاً وأيامٌ له تطولُ
إن رئيساً إذ يراك يوماً...... لصابرٌ وللأذى حمولُ
مستفعلن مُتْفاعلن فعولُ...... مستفعلن مستفعلن فعولُ
بيت كمعناك فليس فيه......معنى مفيدُ، كلُّه فضول
وهذه تصبح بدورها من السريع بتحويلها إلى 2 2 3 2 2 3 2 3
2 2 3 2 2 3 2 3 ...... 2 2 3 2 2 3 2 3
يا سيداً لمّا تزلْ أغضنُ ...... من رأيه من تحتها يكمنُ
مَنْ مِثلُ عمروٍ ذا يَسُومُ الأُلى...... خسفاً وأيامٌ له تُزمِنُ
إن رئيساً إذ يراك المسا...... لصابرٌ وللأذى مدمِنُ
مستفعلن مُتْفاعلن مفعلن...... مستفعلن مستفعلن مفعنُ
بيت كمعناك فما إن بهِ ......معنى مفيدٌ، إنّهُ أرعَنُ
هل في هذا إيماء إلى أن الرجز والسريع من أصل واحد؟
أجل، ولكن ذلك يستدعي خطوة أخرى
وهي أن يصح
الرجز عـــلى 4 3 4 3 3 2 .........4 3 4 3 4 2
والسريع على 4 3 4 3 2 3 .........4 3 4 3 4 2
لنأخذ هذه الأبيات على الرجز من العقد الفريد
قلب بلوعات الهوى معمود......حيٌّ كميْتٍ حاضرٌ مفقودُ
من ذا يداوي القلب من داء الهوى ...... إذ لا دواءٌ للهوى موجود
أم كيف أسلو غادةً ما حبُّها . ...... إلا قضاءٌ ما له مردود
" القلب منها مستريحٌ سالمٌُ" ...... والقلب مني جاهدٌ مجهودُ
4 3 4 3 4 3 ...... 4 3 4 3 4 3
ولنعد صياغتها لتصبح على الرجز كالتالي:
قلب بلوعات الهوى معمود......حيٌّ كميْتٍ حاضرٌ مفقودُ
من ذا يداوي القلب من هواهُ ...... إذ لا دواءٌ للهوى موجود
أم كيف أسلو غادةً أراها ...... عندي قضاءً ما له مردود
" القلب منها ليس ذا شجونٍ" ...... والقلب مني جاهدٌ مجهودُ
4 3 4 3 3 2 ...... 4 3 4 3 4 2
ولنعد صياغتها ثانية لتصبح كالتالي:
قلب بلوعات الهوى معمود......حيٌّ كميْتٍ حاضرٌ مفقودُ
من ذا يداوي القلب من دائهِ ...... إذ لا دواءٌ للهوى موجود
أم كيف أسلو غادةً حبُّها . ...... عندي قضاءٌ ما له مردود
" القلب منها ما به من جوىً" ...... والقلب مني جاهدٌ مجهودُ
4 3 4 3 2 3 ...... 4 3 4 3 4 2
قبل الرجوع لأي مرجع، هل هذا الوزن الأخير مستساغ
لم أقرأ لأحد ما يفيد بمجيء السريع على هذا الوزن ( عروضا وضربا) ، ولهذا إن وجده من يؤنس بذوقه الأدبي مستساغا لم يكن إلا من مستساغ الموزون، إلا أن نجد له شاهدا من شعر العرب، فيكون عندها من الشعر.
وفي حالي وجود شاهد له أو استساغه ذوي الذوق الأدبي وقليل ما هم له، كان ذلك عندي إثباتا على أن السريع 4 3 4 3 2 3 والرجز 4 3 4 3 2 من أصل واحد.
---
نشر هذا المقال في منتدى الرقمي بتاريخ 1/9/2005
وأضيف إليه رأيا معه ورأيا ضده:
أولا – رأي معه
( المدارس العروضية – عبد الرؤوف بابكر السيد- ص231)
ذكر من أنواع الرجز عند ضياء الدين الحسني "
مستفعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن مستفعلن فاعلن
2 2 3 2 2 3 2 3 2 2 3 2 2 3 2 3 "
ويقول " وواضح أن ضياء الدين اعتبر بحر السريع نوعا من أنواع الرجز وليس بحرا برأسه من البحور المختلفة التراكيب حيث أخذ على الخليل في ذلك أشياء، يقول ضياء الدين الحسني: (والخليل رحمه الله سمى هذه الأنواع .....من الرجز بالسريع وجعله بحرا برأسه من البحور المختلفة التراكيب حيث ادعى فيه أن أصله مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ [ 4 3 4 3 4 2 1] متحركة التاء الأخيرة مرتين وارتكب فيه ثلاثة أشياء : أحدها أنه عدل فيه من المتفق إلى المختلف من غير حاجة تمس به إلى ذلك، والثاني أنه جعل فاعلن المستعملة في عروض هذا البحر فرعا بطريق الإعلال على أصل لا وجود له البتّة ولا مجال لوجوده هنا لأنه ادعى أن هذا الأصل هو مفعولاتُ بحركة التاء وجعلها عروضا لهذا البحر وضربا والعروض والضرب لا بد في كل واحد منهما من إسكان الآخر بخلاف ما في سائر الأجزاء. الثالث أنه ادّعى أن فاعلن هذه أو فَعِلُنْ في العروض أو الضرب كان أصله مفعولاتُ من غير من غير قيام دليل على ذلك.) "
ثانيا - رأي ضده
(ابن عبد ربه – العقد الفريد – الجزء السادس – ص 261) :
يصف ( بالضرب المقطوع الممنوع من الطي ) ضرب البيت التالي :
" قلت استجيبي فلمّا لم تجبْ " ......... سالت دموعي على ردائي
قوله المقطوع من الطي إضافة لواقع البيت تعني المسموح خبنه .