شارعان
الخبب إيقاع مستقل بذاته يتميز عن البحور جميعا – وخاصة المتدارك - بخلوه من الوتد، وهو تكرار للأسباب يتكافأ فيه السببان الخفيف مثل لمْ = 1 ه = 2 والثقيل مثل لِمَ = 1 1 = (2) على أي نحو كان.
وهنا مثالان أوردهما الأستاذان د. عمر خلوف وسليمان أبو ستة :
ويقول نزار قباني:
إنّي لا أومِنُ في حُبٍّ............لا يَحْمِلُ نَزَقَ الثُّوّارِ
2 2 2 2 (2) 2 2 2 ......2 2 (2) (2) 2 2 2 2
العجز = لا يحْ (مِلُ) ( نزَ) قثْ ثُوْ وا ري = 2 2 (2) (2) 2 2 2 2
ومن شعر التفعيلة على الخبب لمعين بسيسو :
منذ خرجنا من تلك الزنزانة
سقطت من يدنا الرمانة
منذ خرجنا من تلك الحجرة فوق السطحْ
سَقَطَ كَحَجَرٍ فوق الأرض الجرحْ
فقد الذاكِرَةَ وَفَقَدَ حَقيبته الجرحْ
(فقَ) دذْ ذا (كِرَ) (ةَ وَ) (فقَ) (دَحَ) (قي ) (بتَ ) هل جُرْ حْ
= (2) 2 2 (2) (2) (2) 2 (2) 2 2 ه
وإن شئت تقسيمها إلى أزواج سببية ( ولا أسمي ذلك تفاعيلا ) فالتعبير هو
(2) 2 - 2 (2) - (2) (2) - 2 (2) - 2 2 ه
فَعِـ ـلُن - فا عِلُ – فَعِـ ــلَنُ – فا عِلُ – سكون
وعليه يستقيم على الخبب - مع بعض الاستثقال - القول
هُوَ طَرِبَ وَرَقَصَ وأشجانا إذْ صاغ النشوةَ ألحانا
(2) (2) (2) (2) (2) 2 2 2 .....2 2 2 2 (2) 2 2 2
والشارعان المتقاطعان أدناه يوضحان تقاطع شارعي الخبب والمتدارك في دوّار فَ عِ لُ ن
فعِ لن الخببية = 1 1 2 = (2) 2 = 1 3 أصلها فعْ لُنْ = 2 2
فـعلن البحرية = فـاعلن = 1 ه 3 = 1 3 أصلها فاعلن = 2 3
مثال تصور النصوص الثلاثة التالية ( الخبب يخلو 2 3 = فاعلن )
البيت الأصلي على الخبب يا ليل الصب متى غده أقيام الساعة موعده
2 2 2 2 (2) 2 (2)2 (2) 2 2 2 (2) 2 (2) 2
2 2 2 2 1 3 1 3 1 3 2 2 1 3 1 3
البيت المعدل على الخبب يا ليل الصب متى غده هل نُذُر الساعة موعده
2 2 2 2 1 3 1 3 2 1 3 2 1 3 1 3
هجين بين الخبب والمتدارك ولا يصح يا ليل الصب متى غده هل قيامُ الساعة موعده
2 2 2 2 1 3 1 3 2 3 2 2 1 3 1 3
وليس الأمر في هذا مقتصرا على الخبب بل إنه يعرض لنا في مواقع كثيرة من الشعر حيث يتم الالتباس بين السبب الخببي 2 الذي يأتي 2 خفيفا و ثقيلا (2) والسبب البحري 2 الذي يأتي بدون زحاف 2 أو مزاحفا 1
1- السببين الخفيفين 2 2 الذين يجوز فيهما زحاف أولهما ليصبحا 21=3 والفاصلة 2 2 التي يجوز فيها أن تكون (2) 2 = 1 3 ومثال ذلك
في البسيط
راحَت بِهِ العِيس عَن أَرض بِها شجن يَؤُمّ داراً بِه فيها لَه سَكَنُ
راحت به العيس را حت بهل = 2 2 3 = 4 3
نأت به العيس نأتْ بهلْ = 1 2 3 = 3 3 يجوز
ذهبت به العيس ذ هبت بهل = 1 3 3 = ((4) 3 لا يجوز
في الكامل
راحت بروحي صبوة وصبابة بجمالك الفرد البديع الكامل
را حت بروحي را حت برو = 2 2 3 = 4 3
نأت بروحي ن أت برو = 1 2 3 = 3 3 زحاف ثقيل يفضل اجتنابه
ذهبت بروحي (ذهـَ) بت برو = (2)2 3 = 1 3 3 = ((4) 3 يجوز
2 – في الالتباس بين 1 3 التي أصلها 2 3 و 1 3 = ((4) الفاصلة في بعض البحور
البسيط :
وَزادَني كَلَفاً في الحُبِّ أَن مُنِعَت أَحَبُّ شَيءٍ إِلى الإِنسانِ ما مُنِعا
كلَفاً = 1 3
لوعةً = 2 3 يجوز
شوقاً = 2 2 لا يجوز
الكامل
قد زادني كلفاً به خصرٌ بدعص نقاً تكلف
كلَفاً = 1 3 = ((4)
لوعةً = 2 3 لا يجوز
شوقاً = 2 2 = 4 يجوز
والرابط التالي عليه تطبيق مستفيض :
http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/labadee
وهذا ردي في حوار حول الموضوع على الرابط:
http://kenanaonline.com/users/masry500/topics/69467/posts/132368
http://arood.com/vb/showthread.php?t=592
د. عمر خلوف :
في بحثي عن الخبب، أثرت مشكلة (فاعِلُ)، وذكرتُ أن من تحدّث عنها إنما كان يعتبرها ابتكاراً جديداً لم يرد في شعر القدماء، ولا سجّلها العروض القديم. وشككت في ذلك كلّه. فهي أقدم كثيراً مما يدّعون، ولأنها من خصائص الخبب كان لا بد لها من الظهور. وعلى الرغم من ضياع معظم قصائد الخبب القديمة فهاكَ مثالاً وجدته عند أشهر شعراء الخبب؛ الحصري القيرواني (-488هـ) في قصيدة له يقول فيها:
وهو أسبق من ابن الجوزي (-597هـ) بما يزيد عن مئة وتسع سنوات.
وهاك مثالاً آخر لابن الأبّار البلنسي (-658هـ):
بَيْتُهُ في الترْبِ رَسا وتَداً.....وعلى الأفلاكِ لـهُ طُنُـبُ
ولفتيات الشاغوري (-615هـ):
ولعلي بن القاسم الزيدي (-1096هـ):
ودُّكَ قـد صـارَ يُكلّـفُـهُ....بمَقالِ الشعْرِ ويُنطِقُهُ
ولقد أحسنت أخي خشان بتصحيح بيت ابن الجوزي الثاني، إلا أن صحيح بيت شوقي هو:
نتّخذُ الشمسَ له تاجا....وضَحاها عرشاً وهّاجا
ومثله قوله:
نبـتـدرُ الخـيـرَ ونسـتـبِـقُ....ما يرضى الخالِقُ والخُلُقُ
وله من نشيد النيل:
جارٍ ويُرى ليسَ بِجارِ....لأنـــاةٍ فـيــهِ ووَقـــارِ
أما مَن ذكَرها من العروضيين القدماء فلم أجد غير ضياء الدين الحسني الراوندي (-560هـ)، وإنْ كان ذكْرها عنده لم يكن تسجيلاً واقعياً لورودها في الشعر، وإنما ظهرت لديه عَرَضاً وهو يولّد تفاعيله توليداً افتراضياً يقوم على تقليب مواضع المتحركات والسواكن، وقد عدّها تفعيلةً قائمة بذاتها، يتألف من تكرارها شعر متّزن، ومثّل لها بقوله:
ليتَ حبيبِيَ ساعةَ أعرَضَ....أجمَلَ هجْرِيَ وهْوَ جميـلُ
وقوله من مسدسها:
أبْقِ علـيَّ حبيبِـي...ليسَ لِجَـورِكَ دافِـعْ
جُرْتَ عليَّ فطَرْفي.....حيثُ ذكرْتًـكَ دامِـعْ
============
ولابن الجوزي
:
ومليكا في صولة دولته ..... أضحى في الحفرة مغتربا
1 3 – 2 2 – 2 1 1 – 2 1 1 – 2 .....2 2 – 2 1 1 – 2 11 - 2
ولنزار قباني
زيديني عشقا زيديني ........... يا أحلى نوبات جنوني
وله كذلك:
قالت يا ولدي لا تحزن .......... فالحب عليك هو المكتوبْ
=======
وحديثاً وردت (فاعِلُ) هذه على لسان شوقي قبل نازك الملائكة، وذلك في شطري البيت التالي من نشيد النيل:
جارٍ ويُرى ليسَ بِجارِ=لأناةٍ فيهِ وَوَقارِ
وفي الشطر الأول من قوله:
نَتَّخِذُ الشمسَ لهُ تاجا=وضُحاها عَرْشاً وهّاجا
وفي الشطر الأول من قوله أيضاً:
نَبْتَدِرُ الخيْرَ ونستَبِقُ=ما يرضى الخالِقُ والخُلُقُ
وفي الشطر الأول من قول مطران:
ما بيْنَ لُصوصٍ وَلُصوصٍ=فرْقٌ في الأعْلى والأدْنى
وفي قول أبي شادي من ديوانه (الشفق الباكي)، المطبوع عام 1926م:
لَيْسَ نَظيمي=نَظْمَ بَناني
إنْ هَوَ إلاّ=بعْضُ جَناني
وفي قول الهراوي (-1939م):
يسْتَمِعُ القولَ فيحفظُهُ=ويَعي الأنغامَ فيُنشِدُها
وكَمِثْلِ الساعةِ عُدَّتُهُ=إنْ فَرَغَتْ تَملأُها يدُها
وفي قول أبي ماضي:
راوَدَني النّومُ وما بَرِحا=حتّى طأْطأْتُ لهُ راسي
========
ومثال آخر من شعر التفعيلة على الخبب لمعين بسيسو :
منذ خرجنا من تلك الزنزانة
سقطت من يدنا الرمانة
منذ خرجنا من تلك الحجرة فوق السطحْ
سَقَطَ كَحَجَرٍ فوق الأرض الجرحْ
فقد الذاكِرَةَ وَفَقَدَ حَقيبته الجرحْ
روابط إضافية لمن يود التوسع حول الموضوع
مع شعراء الخبب
مجزوء تفعيلة ؟ الخبب
الخبب والمتدارك
الدورة الثانية