جالت- 4
المقالة الرابعة
اضفت موضوعين في ذات السياق بعد كتابة هذا الموضوع وهما
د. بديار - المتدارك - الخبب https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/dr-bidyar-mutadrak-hkabab
رواية التخاب https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/rewayah
ً1 . مقدمة:
أولا. خلاصة ما تقدم:
المقالة الأولى:
المتحرك م = 1
الساكن س = ه
م+ س = 1 ه = 2 وهو ما يدعى في علم العروض بالسبب الخفيف
وهو متحرك + ساكن مثل منْ ، كمْ،
أو متحرك + ممدود مثل ما ، كو ، ري
م + م + س = 1 2 = 3 وهو ما يدعى في علم العروض بالوتِد مثل كَمَا ، بُكو
المقالة الثانية:
للعروض العربي ثلاثة إيقاعات كما هو مبيّن في الجدول-1:
الجدول-1
والجدول التالي (الجدول-2) يلخص رموز الأسباب. ومعرفة حالات السبب 2 وخصائصه في كل حالة تمثل جزء كبيرا من معرفة العروض، واختصارا وتجنبا لتكرار الشرح في كل حالة، عمدت إلى تلوين السبب، وكل لون يعني حكما خاصا كما يوضح الجدول التالي والذي ينبغي أن يستحضره القارئ في جميع ما سيأتي من أوزان البحور.
الجدول-2
المقالة الثالثة
اشتملت على تقديم البحور في مجموعات حسب الأرقام الزوجية ( الأسباب) الداخلة في وزن كل مجموعة والصور المتعددة لكل بحر، وخواص الأسباب في هذه البحور كما يمثله اللون في الجدول 2 أعلاه، وأضيف هنا السبب [2] وهو السبب الذي يزاحف ( وجوبا أو استحبابا) وأغلب ذلك السبب الثاني في الرقم 6=2[2]2 في دائرة المشتبه، والجدول التالي (الجدول - 3 ) يمثل هذه المجموعات والبحور مع صورة الوزن الأساس الأشهر لكل بحر، وقد أضفت بعض مجزوءات البحور وكررت بعضها في غير مجموعة توضيحا لتأثير المجموعة التي تنتمي إليها هذه المجزوءات على خصائصها، وفي بحري المتقارب والهزج فإن المقطع الأخير هو 2 في الصدر و2 في العجز، وفي كل من البسيط والمنسرح والمقتضب فإن المقطع قبل الأخير 2 هو (2) في الصدر في غير التصريع ( مماثلة العجز في المطلع )، وهو 2 في العجز، وتصنيف البحور هنا حسب أرقامها الزوجية.
الجدول-3
ثانياً. في هذه المقالة:
في هذه المقالة أقدم تصورا شاملا لإيقاع الشعر العربي يحتوي خصائصه العامة التي تضبطها ضوابط أقرب ما تكون للضوابط الرياضية في كل بحوره. بحيث تغدو البحور وصفا تفصيليا لتطبيقاته . وأراه متداخلا في جوانب منه مع تفكير الخليل الذي استعمل التفاعيل كوسيلة إيضاح لوصف تفاصيله. ويحسن هنا أن أذكّر بقول الأستاذ ميشيل أديب: "وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ ".[1][2]
وحسبي في هذه المحاولة - وأظنها رائدة في طموحها على الأقل– أن أحدد هذا الهدف واتجاه الطريق إليه وأن أسير فيه خطوات أولى، أفترض أنها ككل الخطوات الأولى لا تخلو من أخطاء ، فلعلها تشجع سواي على تصويبها ومواصلة السير لما هو أدق وأرقى.
وهنا أتناول النظر للخصائص العامة للعروض الرقمي حسب رؤيتها من زوايا متعددة، وتتقاطع هذه الرؤى في كثير من الحالات، الأمر الذي ينجم عنه بعض التكرار الذي لا بدّ منه.
استعملت الخط أسفل النص في حالتين، الأولى لإبراز بعض العناوين، والثانية لتحديد الأرقام والمقاطع المقصودة
ً2 - تمهيد للشمولية ومقارنتها بالتفاعيل:
يمكننا التعبير عن وزن الرمل – على سبيل المثال – بثلاثة أشكال كما هو موضح في الجدول 4:
الجدول-4
المتحركات والسواكن هي ذات الوزن وصورتها غير قابلة للتعدد بالنسبة للنص الواحد، أما التفاعيل سواء عبرنا عنها بالأحرف أم بالأرقام مع فصل هذه الأرقام فهي للوزن كالكُنى بالنسبة للإنسان قابلة للتعدد كما يظهر في الجدول أعلاه.
أما المقاطع وهي الأسباب والأوتاد فهي واحدة بالنسبة للنص الواحد، فهي للوزن واحدة بمثابة الاسم للإنسان.
نجحت التفاعيل في توصيل الأوزان للناس، ولكنها تسببت في أمرين سلبيين:
1- ركزت على دراسة كل بحر على حدة، فكادت تمحو التصور الشامل الذي ينتظم هذه البحور.
2- نجم عن الحدود بينها تعدد اسم ذات التغيير من بحر لبحر، ومن هذا وتداعياته تضخمت مصطلحات العروض.
والرقمي أسلوب ومضمون، ويقدم المضمون تصورا جديدا شاملا لعروض العربي ينطبق على البحور على نحو كلي أقدمه فيما يلي ( تشمل هذه الورقة المواضيع الثلاثة الأولى ):
1- القواعد العامة لعروض البحور.
2- أيقاعا الشعر العربي والتخابّ وما يتعلق به من مواضيع
3- - هرم الأوزان
4- الاستئثار
1- القواعد العامة:
وهي قواعد عامة تنطبق على كافة بحور الشعر العربي
أ. قاعدة التناوب بين الزوجي والفردي:
الأصل في الشعر تناوب الأرقام الزوجية (2، 4، 6) مع الرقم الفردي الوتد 3، وناتج القاعدة الأهم أنه لا يتجاور وتدان أصيلان أبدا. فإن وجدت 33 فذلك راجع إلى أحد أمرين:
أولهما : أن تكون 33 أي أصلها 4 3 كما في أول البسيط، أو 3 3 أي أصلها 3 4 ( في آخر الطويل خاصة)
ثانيهما : أن تكون داخلة في 331 غير المتبوعة بالرقم 3 أو في بيت يخلو من 2 3 أو 2 3 أو 23
حيث 331=3211=(2)2 3=((4)3
والقول بخلو البيت من 23 كما في الرجز 233434 يستثني الوافر 3 4 3 4 3 2
وتختلف 2 3 عن 2 3 في أن 2 3 أصيلة في الحشو يجوز زحافها أي تحولها إلى 1 3 بينما 2 3 ناجمة في آخر الشطر من 222 وهي صماء أي لا تزاحف فلا تتحول إلى 31، كما تختلف 3 2 في آخر الرجز عن 3 2 في آخر الوافر في أن 3 2 قد ترد 222 بينما 3 2 في آخر الوافر لا تتغير. فمن الرجز لإبراهيم اليزيدي[1][3]:
ماذا بِقَلبي مِن أَليمِ الخَفْقِ ( ملْ خفْ قي = 222) إِذا رَأَيتُ لَمَعانَ البَرقِ ( نلْ برْ قي =222)
مِن قِبَلِ الأُردُنِّ أَو دِمَشقِ ( دِ مشْ قي = 221 =23 ) لِأَنَّ مَن أَهوى بِذاكَ الأُفقِ ( كلْ أفْ قي =222)
لاحظ في البيت الثاني كيف جاء آخر الصدر 3 2 ومعه جاء آخر العجز 222، ومثل هذا لا يأتي في الوافر.
وينتج عن هذه القاعدة عدم تجاور وتدين أصيلي 33، فلا يأتي في الشعر العربي مستفعلن مفاعيلن = 4 3 3 4 أو متَفاعلن مفاعَلَتُن = 1 3 3 3 1 3
وإن وردت هذه الصيغة في الشعر فهي = 1 3 3 3 1 3 = 1 3 1 . 2 3 . 1 3 التي أصلها 3232232 فعلاتُ فاعلن فَعِلا=المديد، وهنا لا بأس من استعمال التفاعيل وسيلة إيضاح لمن ألفوها.
ومن نتائجها أن الرقم 1 مستقلا لا وجود له في وزن الشعر العربي فهو من سببٍ دوما إما:
مفارقٍ أي أصله سبب خفيف 2=1ه فارق ساكنه إذ سقط 1=1ه
أو مرافقٍ لمتحرك آخر في سبب ثقيل(2)=11 كما في 31 كما في حشو الوافر والكامل، وأواخر الأشطر في بعض البحور
ب. لا تتجاور في الشعر العربي أكثر من ثلاثة متحركات إلا في 311 =1111ه في البسيط( ثقيلة) وفي السريع والرجز( قليلة الورود)
جـ. لا يتجاور في بحور الشعر العربي أكثر من ثلاثة أسباب ، أكبر رقم زوجي =6=222،
ولهذا فلا يرد في الشعر العربي مفاعيلن مستفعلن = 3 4 4 3 ( لا يشمل هذا إيقاع الخبب )
وهذا الرقم 222=6 لا يرد في الحشو إلا في بحور دائرة المشتبه، ولا يرد خارج دائرة المشتبه إلا في آخر العجز لبعض البحور
د. لا يتعدى عدد الأوتاد في الشطر الشعري ثلاثة
إلا في الطويل غير المحذوف = 3 2 3 4 3 2 3 4 فعددها أربعة[1][4]
هـ. مقاطع الشطر الشعري المؤصل تتبع هرم الأوزان[1][5] باستثناء الطويل غير المحذوف
باعتبار انتهاء شطري الطويل المحذوف بثلاثة أسباب، 3 2 3 4 3 1 3 2 = 3 2 3 4 3 ((4) 2
و. لا تخابّ [1][6]-في الحشو إلا في الوافر والكامل، ولا تخاب في سواهما إلا بعد الأوثق.
وتندرج القواعد التي تحكم السبب 2 في إطار القواعد العامة كما هو مبيّن في الجدول-5 والسبب المعني في كل شرح هو ما تحته خط
الجدول-5
2- إيقاعا الشعر العربي والتخابّ وما يتعلق به من مواضيع:
للشعر العربي إيقاعان:
الأول خببي يتصف بـأنه:
أ- كله أسباب خببية 2 يتكافأ فيه السبب الخفيف 2= 1ه والسبب الثقيل (2) =11 فيما يعرف بالتكافؤ الخببي
ب- لا أوتاد فيه ( الوتد =11ه=3)
جـ- لا زحاف فيه ( الزحاف حذف ساكن السبب لا غير):
ثمة طريقتان لتقطيع الخبب
الأولى خببية باعتبار إبراز كل سبب على حدة
يا ليل الصّبّ متى غده أقيام الساعة موعدُه
يا ليْ لصْ صبْ بُمَ تى غَدُ هو أَقِ يا مُسْ سا عَةِ موْ عِدُ هو
2 2 2 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 2 2 (2) 2 (2) 2
2 2 2 2 2 2 (2) 2 2 2 2 2 2 2 (2) 2
ورمْزُنا للسبب باللون الأخضر 2 يعني أنه يمكن أن يأتي خفيفا 2=1ه أو ثقيلا (2) =11
والثانية سمعية باعتبار كتابة كل مقطع كما يدركه السمع بما يشابه ما يتبع في بحور الشعر
أقيام الساعة موعدُه = أَ قيا مسْ سا عَ تموْ ع دهو = 1 3 2 2 1 3 1 3
هنا 1 3 = 11 2 = (2) 2 = 2 2
فإن أردنا الرمز إلى مبدأ زوجية الأسباب كتبناها 1 3 = (2) 2 أو خببيتها كتبناها 31=22
فلنذكر 1 3 الخببية لمقارنتها ب 1 3 في الإيقاع البحري في الإيقاع البحري .
والثاني بحري يتصف بأنّه:
أ- مكون من أسباب خفيفة وأوتاد ( تناوب بين الرقمين 2 و 3 )
ب- يجوز حذف ساكن السبب الخفيف ( الزحاف ) فيتحول من 2=1ه إلى 1ه =1
جـ- ليس فيه سبب ثقيل أي لا يجوز أن يتحرك ساكن سببه فلا يتحول 2=1ه إلى (2)=11
د- وتده ثابت في الأعم الأغلب.
ويشمل بحري المتقارب والمتدارك ( الخبب والمتدارك إيقاعان مختلفان) ومثاله من المتقارب :
سنرجع يوما إلى حينا ونغرق في دافئات المنى
3 1 3 2 3 2 3 3 1 3 2 3 2 3
1 3 في هذا الإيقاع (البحري ) تعني أن أصلها 2 3 بينما هي في الخبب 1 3 تعني انها 211=(2)2 إذا قصدنا بالأزرق زوجية السبب أو 1 3 = (2) 2 = 2 2 إذا قصدنا خببية السبب الأول أو 22 إذا قصدنا خببية السببين
في أي بحر من البحور إذا رأيت سببا خفيفا وسببا ثقيلا يحل أحدهما محل الآخر فاعلم أن هناك خببا ويمكن التعبير عن ذلك بالقول إذا رايت 31 تتحول إلى 22 فاعلم أن هناك خببا.
فلنتأمل نهايات هذه الأبيات للمتنبي من الخفيف:
أَتُراها لِكَثرَةِ العُشّاقِ تَحسَبُ الدَمعَ خِلقَةً في المَآقي ( فل مأا قي = 2 3 2 )
طاعِنُ الطَعنَةِ الَّتي تَطعَنُ الفَيـ (م) ـلَقَ بِالذُعرِ وَالدَمِ المُهَراقِ ( مُ هرا قي = 1 3 2 أو 1 3 2)
ذاتُ فَرغٍ كَأَنَّها في حَشا المُخـ (م) ـبِرِ عَنها مِن شِدَّةِ الإِطراقِ ( إطْ را قي = أ- 2 2 2 )
قارن نهايات الأبيات:
نهاية البيت الأول تحوي الوتد 3 مسبوقا بالرقم 2 في 2 3 2 وهذا إيقاع بحري لا خلاف عليه
نهاية البيت الثالث 2 2 2 وهي نهاية خببية لا خلاف عليها
أما نهاية البيت الثاني 1 3 2 فهي قابلة لأن تكون بحرية كنهاية الأول أو خببية كنهاية الثاني.
فكأنها مرحلة انتقالية للعبور بالإيقاع من بحري إلى خببي
وإذا صح هذا التنظير فينبغي أن يستسيغ سمعنا هذه النهاية لو جاءت 2 (2) 2 = 2 1 3 فهل يستسيغ سمعنا ذلك؟ لنرَ
فلنحرف الأبيات للحصول على هذه النهاية:
أَتُراها لِكَثرَةِ المعتَشَقِ تَحسَبُ الدَمعَ خِلقَةً في المُوَقِ ......فلْ مُوَ قي = 2(2)2
طاعِنُ الطَعنَةِ الَّتي تَطعَنُ الفَيـ (م) ـلَقَ بِالذُعرِ وَالدَمِ المُنْهَرِقِ ....منْ هَرِ قي = 2(2)2
ذاتُ فَرغٍ كَأَنَّها في حَشا المُخـ (م) ـبِرِ عَنها مِن شِدَّةٍ في الطّرَقِ ...فطْ طرَ قي = 2(2)2
ولكن وروده على 222و 231 و 232في ذات القصيدة في الخفيف يعود إلى تجانس نهايات الأبيات ( القافية ) في هذة النهايات.
بينما لا بد من التزام هذ1ه القافية 2 1 3 وحدها في كامل القصيدة، وأنا أقترح أن نسمي هذا الذي نستنتجه من الرقمي مما لم يرد عن العرب بل كل ما لم تقل عليه العرب بالموزون تمييزا له عن الشعر وصونا للشعر من العبث.
وهذا التداخل بين البحري والخببي محكوم بقوانين هي موضوع هذه الفقرة
ندعو التداخل بين الإيقاعين البحري والخببي بالتّّـخاب ( من أصل التـّخابب) سواء في حشو الشطر في بحري الكامل والوافر أو في نهاية العجز في كثير من البحور، ومعرفة ضوابط هذا التداخل تسهل الإلمام بفكرة عن أغلب الخصائص العامة للعروض العربي بكافة بحوره.
إنّ إدراك بُعد هذا المصطلح مرتبط بأمرين أولهما الوعي على العروض الرقمي ونظرته الشمولية وثانيهما الوعي على الخبب كإيقاع مستقل عن الإيقاع البحري.
يمكن تفسير كثير من ظواهر العروض العربي من أوزان وزحاف من خلال ( التخاب ) الذي له في الطرح التفعيلي التقليدي مسميات شتى تختلف من بحر لآخر وقد رقمته بطريقة تهدف إلى تبيان ترابط التفاصيل للباحث الذي أرى أن هذا الموضوع موجه إليه في المقام الأول. وفيما يلي شرح لما يعرض من مسائل تحت هذا العنوان ، وقد توخيت في الترقيم إبراز ترابط أجزاء هذا الموضوع وانضوائها في إطار نظرة كلية واحدة.
وتتضمن:[1][8]
تخاب 1 – موقع التخاب وشروطه
تخاب 2 - عدد الأسباب المتجاورة في الإيقاع البحري
تخاب 3 - أحكام بعض مواضع مظنة الإيقاع الخببي في الحشو
تخاب 4 - تكرر الرقم 3 أكثر من مرتين
تخاب 5- التخبيب والخبيب.
تخاب 6 - الرهق الخببي وهل أدركه العرب
تخاب 7- الدوبيت والتركيب 2 2 1 3 = 4 1 3
تخاب 8- زحاف 2 3 إلى 1 3 وحده لا ينشئ إيقاعا خببيا
تخاب 1- مواقع التخاب وشروطه
يتداخل الإيقاعان الخببي والبحري في مواقع معينة وفق شروط معينة أفصلها فيما يلي:
يجوز تحول 22=4 إلى (2)2 =11 2 = 1 3 = ((4). الفاصلة =2 2 بالتكافؤ الخببي في الموقعين :(أ) و (ب)
(أ) الموقع الأول 2 2 الموجودة في تكرر 34 4 3 أو 3 4 3 4 ، وذلك بتوفر أحد شرطين:
الشرط الأول : خلو البيت من الرقم 2 3، فاحتواء البيت على 32 يستبعد أي سبب خببي في البيت كله أو يجعل من 22 محض سببين وليسا فاصلة، بمعنى أن السبب الأول من 22 بحري لا يقبل تحريك ساكنه حاله في ذلك حال السبب الثاني ، ويكون امتناع التخاب في السبب الأول أقوى إذا جاءت 32 بعده كما في السريع= 4 3 4 3 2 3 فلا تأتي 22= 4 فيه فاصلة أي لا تكون 1 3 = (2) 2. وإذا جاءت 32 قبل السببين فيمتنع أيضا التخاب في السبب الأول إلا أن مخالفة ذلك تكون أخف في السمع منها في حال تأخر 32 عن التكرار 43 4 3، ففي حال الرمل
2 3 4 3 4 3 مجيء 4 على 31 تعطينا وزنا (نعتبره من الموزون)[1][9] أقل ثقلا من مخالفتها في السريع، ومن ذلك قول الدكتور مانع سعيد العتيبة:
كم كتاب مزّقوا صفـْحاته أو مزّقوه
كم كتا بن مز زقو (صَفَ) حا تهي أو مز زقو هـْ
2 3 2 2 3 (2) 2 3 2 2 3 ه
دربنا صعبٌ ولكن...... لنْ أحيدَ ولن أتوهْ
لن أحي (دَوَ) لن أتو هـْ = 2 3 (2) 2 3 ه = 2 3 2 2 3 ه
الشرط الثاني : عدم حصول زحاف ( حذف ) بعد تطبيق التكافؤ الخببي. فمثلا في الرجز:
4 3 4 3 4 3 يمكن أن تتحول 4 إلى 1 3 فيما يعرف بالكامل .
وبالتالي فإن 4 3 4 3 4 2 يجوز فيه تحول 4 إلى 1 3 ( 4 2 هنا ناتجة من التكافؤ الخببي ل 2 1 3 الناتجة من زحاف 2 2 3 إلى 2 1 3 = 2((2) 2 = 2 2 2
في غير الخبب الصرف توالي 2 2 يعني أن أحدهما فقط قابل ليكون ثقيلا يعني جواز أن يكون أحدهما ثقيلا والآخر خفيفا ولا يكونان ثقيلين معا.
فإذا زوحف سبب بعد ذلك من 2 2 2 خرج الرقم 4 في البيت كله من كونه فاصلة فيخرج بذلك كل من
الرجز = 4 3 4 3 1 2 2 = 4 3 4 3 3 2
والرجز (السريع) = 4 3 4 3 2 1 2 = 4 3 4 3 2 3، من جواز أن يكون السبب الأول من 22 فيه خببيا.
ويمكننا صياغة ذلك بالقول إن السبب الأول من الرقم 4 في الوزن الناجم من تكرار 4و3 يكون خببيا في حال اقتصار التغيير الحاصل في منطقة الضرب على زحاف وتطبيق للتكافؤ الخببي، فإن تبع ذلك زحاف آخر في منطقة الضرب لم يعد السبب الأول في البيت كله خببيا بل تحول إلى بحري، ولم تعد في البيت فاصلة. مثاله قول البهاء زهير:
إن عنّفوا أو خوّفوا أو سوّفوا لا انثني لا أنتهي لا أفْرَقُ
4 3 4 3 4 3 4 3 4 3 4 3
وهذا البيت منفردا يصلح أن يكون من الكامل أو الرجز ، و4 فيه يمكن أن تكون 22 أو 22 ويبقى صحيحا لو حورناه ليصبح:
إن عنّفوا وتجمهروا أو سوّفوا لا انثني لا أنتهي لا أفْرَقُ
4 3 ((4) 3 4 3 4 3 4 3 4 3
أو ليصبح:
إن عنّفوا وتجمهروا أو سوّفوا لا انثني لا أنتهي لا أسلو
4 3 ((4) 3 4 3 4 3 4 3 22 2
وصحيح لو حورناه ليصبح:
إن عنّفوا أو خوّفوا أو سوّفوا لا انثني لا أنتهي بتاتا
4 3 4 3 4 3 4 3 4 3 3 2 ( 222 تحولت إلى 221=23)
ويكون هذا من الرجز الصرف، فلا يصح معه القول:
إن عنّفوا وتجمهروا أو سوّفوا لا انثني لا أنتهي بتاتا
4 3 ((4) 3 4 3 4 3 4 3 3 2
فإن الزحاف بعد التخاب بعد الزحاف في منطقة الضرب نافٍ للفاصلة في البيت كله.
ب- الموقع الثاني : يجوز التكافؤ الخببي بعد آخر وتد ثابت قطعيا ( الـ أوثق – الأحرف الأولى من الكلمات المتقدمة). بشرط أن لا يزيد عدد الأسباب الناجمة عن ذلك (الرقم الزوجي الناتج من جمع الأسباب المتجاورة ) بأكثر من سبب واحد عن أكبر رقم زوجي في أصل الوزن بحد أعلى هو الرقم 6، فإن زادت لم يجز ذلك في أي من الأسباب ، فإن توفر الشرطان (1-بعد الأوثق 2- عدم زيادة الرقم الزوجي عن أكبر رقم في أصل البيت بأكثر من 2 بحد أعلى 6) تكون المقاطع كلها بعده خببية يتكافأ ويتحال فيها السببان الخفيف والثقيل عدا السبب الآخير فيكون خفيفا دوما. فبينما يأتي الوزن 3 2 3 4 3 1 3 2 ( في موزون مستساغ) = 3 2 3 4 3 6 (6=4 2) كما في قراءتنا لبيت الشعر:
أقيموا بني الصيداء عنا رؤوسكم وإلا تقيموا صاغرين الرؤوسا
بإحلال (الرّوسا) أو ( رؤوسا ) محل كلمة الرّؤوسا= نرْ رؤو سا = 2 3 2
نرْ رو سا = 2 2 2 ، نَرُ ؤو سا = (2) 2 2 وكلاهما = 2 2 2
حيث الأوثق في كل من النصين هو 3
وإلا تقيموا صاغرين الرؤوسا ( صا غري نرْ روؤ سا ) = 3 2 3 4 3 2 3 2
وإلا تقيموا صاغرينَ الرّوسا ( صا غري نرْ رو سا ) = 3 2 3 4 3 2 2 2
وإلا تقيموا صاغرينَ رُؤوسا ( صا غري نَ رؤو سا ) = 3 2 3 4 3 1 3 2
الوتد الثابت قطعيا 3 هو الوتد الذي يستمد وتديته من:
ذاته : 3 الأحمر عندما يرد أصيلا في أول الشطر، وذلك في كل من الطويل والمتقارب والهزج والوافر والمضارع ، وبهذا نستبعد في 3 3 التي في أول البسيط الرقم 3 من الوتدية لمعرفتنا أنه من أصل زوجي.ونستبعد كذلك 3 التي في أول المقتضب لمعرفتنا أن أصلها زوجي = 3 2 3 2 2
ومن السبب غير المزاحف الذي يسبقه ( السبب الخفيف 2 غير المتحول إلى الرقم 1 – لا يأتي قبل الوتد مباشرة سبب ثقيل أبدا)
وفي حالة 2 3 3 في بحور دائرة المشتبه فهي = 2 1 2 3 كما في مثال المنسرح = 4 3 2 3 3 1 3 والسبب السابق للوتد مباشرة غير مزاحف.
ومن سياقه المباشر المتمثل في :
التركيب[1][10] 431 في البحور التي تحوي الرقم 4 في حشوها كما في:
البسيط = 4 3 { 1 3 4 } 3 1 3
الطويل = 3 { 1 3 4 } 3 { 1 3 4 }
الرمل = 2 3 2 { 1 3 4 } 3
الرمل = { 1 3 4 } 3 4 3
لأن التخاب هنا يعطينا الرقم 8 الذي يزيد بأكثر من 2 عن أكبر رقم زوجي في وزن البحر وهو 4
وفي التركيب 1 3 2 في البحرين الذين يقتصر حشوهما على الرقم الزوجي 2 وهما بحرا المتدارك والمتقارب ،
المتقارب = 3 {1 3 2 }3 {1 3 2 }
المتدارك { 1 3 2 } 3 2 3 2 3
لأن التخاب هنا يعطينا الرقم 6 الذي يزيد بأكثر من 2 عن أكبر رقم زوجي في وزن البحر وهو 2
التخاب 2 - عدد الأسباب المتجاورة في الإيقاع البحري:
عندما تتجاور الأسباب يمكن جمعها كما في حال 22=4 ، 222 =6 ، وأكبر عدد من الأسباب يجوز تجاوره أو أكبر رقم زوجي في الإيقاع البحري ( سببان =22= 4) أو ( ثلاثة أسباب =222=6) وذلك محكوم حسب الموقع كما يلي :
الموقع - 1- في العروض والضرب أكبر رقم زوجي هو 6 ولا يزيد عن ذلك أبدا في أي بحر ( أكبر رقم زوجي في منطقة الضرب لا يزيد بأكثر من 2 عن أكبر رقم زوجي في الحشو)، فالكامل مثلا أكبر رقم زوجي في حشوه = 4 فيكون أكبر رقم في منطقة الضرب فيه هو 6، وفيما يخص منطقة الضرب[1][11] في المتدارك والمتقارب،يثور التساؤل هل يجوز ورود 4 فيهما ؟ وهنا يقع التنازع بين القواعد في جواز ذلك تخابا أو عدم جوازه لأن إيقاع البحرين بحري صرف قائم على التناوب بين الرقمين 2 و3.، وللحكم على ذلك لنتأمل النظم التالي :
أين من بالجوى حلّا هل تُرى ناسياً ولّى( مصرع )[1][12]
هل إلى عودةٍ أمَلٌ لا تقلْ رحمةً كلّا
2 3 2 3 ((4) .2 3 2 3 4
جلّ من صاغَ طلعتَهُ جلّ من خالقٍ جلّا
وينعكس هذا التنازع في آراء العروضيين، وعن المتقارب على الوزن 3 2 3 2 3 2 2 – وهو عنده عجز الصورة الرابعة يقول الدكتور محمد عبد المجيد الطويل[1][13] - :".....ولكنا نجد المرحوم الدكتور إبراهيم أنيس[1][14] يقول عن الصورة الرابعة لا نكاد نظفر بمثل واحد لهذا النوع من الشعر الحديث، ويظهر أن شعراءنا المحدثين لم يستسيغوه أو لم يألفوه، فليس بينهم من طرقه في شعره، بل لا نكاد نظفر بقصيدة واحدة لشاعر قديم جاءت على هذا النوع ، وكل الذي عثرت عليه أثناء جولاتي في دواوين الشعر قديمها وحديثها هو مثل واحد لا يزيد على عدة أبيات جاءت في الأغاني للسيد الحميري وهي :
أتـتـنا تُزَفُّ على بغلةٍ وفوق رحالتها قُبّهْ
3 2 3 1 3 2 3 3 1 3 1 3 2 2
زُميريّةٌ من بنات الذي أحلّ الحرام من الكعبَهْ
تُزَفّ إلى ملك ماجدٍ فلا اجتمعا وبها الوجبَهْ
ثم ينهي سيادته إلى أن هذا النوع الرابع إن صحت روايته قد انقرض ، ولم يعد مما يطرقه الشعراء المحدثون، وواجبنا الآن أن لا ننظم منه "
ويعلق الدكتور الطويل على رأي الدكتور إبراهيم أنيس بأن في " إنكار وجود هذا النوع من الشعر القديم مبالغة بلاشك" ويورد سبعة أمثلة من الشعر القديم على هذا الوزن. منها قول ابن الرومي:
ليُعط الولايةَ من فضلها فتى سلف المدح في العطلهْ
فلم يؤتَ في المدح من جوده ولم يؤْت من سعةِ المُهْلهْ
أتجعل شغلك غير امرئ جعلتت مدى عمره شُعْلَهْ
ومهما فعلت فأنكرته فأنت أبو الصّقر في الجملَهْ
ومنها أبيات للبحتري مطلعها :
أبا جعفر كلّ أكرومةٍ بأخلاقك الغرّ منسوجهْ
الموقع 2 - في الحشو أكبر رقم زوجي محكوم بما يلي :
في المتقارب والمتدارك أكبر زوجي في الحشو هو الرقم 2
في الخفيف والمنسرح هو الرقم 6 ويتحول استحبابا إلى 212 = 2 3 ( تحول 6 فيهما إلى 221=23 ثقيل)
في المضارع والمقتضب يتحول الرقم 6 وجوبا إلى 2 1 2 = 2 3 أو 1 2 2 = 3 2
فيما بقي من بحور هو الرقم 4=22
التخاب – 3 أحكام بعض مواضع مظنة الإيقاع الخببي في الحشو:
تتكرر هنا بعض الأحكام التي وردت تحت عناوين سابقة لورودها تحت هذا العنوان وبعض ماسبقه
التركيب 1 3 4 الوتد أصيل ولا شبهة للتخبيب فيها أبدا ( ولا حتى في الضرب)
التركيب 1 3 2 الوتد أصيل في الحشو، كما في:
الخفيف {1 3 2} 3 3 1 3 2، المتقارب: 3 {1 3 2}23
لكنها خببية إن جاءت بعد الأوثق 3 كما في الخفيف 1 3 2 3 3 231، على أن لا تزيد عن أكبر رقم زوجي في البيت بأكثر من 2 كما تقدم.
التركيب 2 1 3 ووقعه 2 (2) 2
- في البحور التي تحوي أرقاما زوجية مختلفة ( متعددة التفاعيل ) ثقيل كما في البسيط والطويل،[1][15] وعليه من البسيط للأخطل:
يَتَّصِلونَ بِيَربوعٍ وَرِفدُهُمُ عِندَ التَرافُدِ مَغمورٌ وَمُحتَقَرُ
2 1 3 1 3 4 3 1 3 4 3 1 3 4 3 1 3
وعليه من الطويل لامرئ القيس:
ألا ربّ يوم لك منهن صالحٍ ولا سيما يوم بدارة جندب
3 3 2 1 3 2 3 3 3 2 3 4 3 1 3 3
وهذا التركيب مستساغ في البحور التي تتكرر فيها 4 3 4 3 ولا تقبل التكافؤ الخببي كما في الرجز والسريع. وعليها من الرجز قول شوقي:
مَن جَعَل المَغربَ مَطلَعَ الضُحى وَسَخَّر البَربر جُنداً لِلهُدى
2 1 3 2 1 3 3 3 3 3 2 1 3 4 3
التركيب 4 1 3 = 2 2 (2) 2 = 8 و 8 هذه خببية محضة ولا ترد إلا في الدوبيت والخبب، وسيأتي الحديث عن الدوبيت في (التخاب 7) ، وإن ورد هذا التركيب في أي بحر أفسده وخرج به من الشعر.
التخاب 4 - تكرر الرقم 3 أكثر من مرتين:
هذا التركيب لا علاقة له بالخبب بل لعله مقابلُه ولكن أضيفه للفائدة.
التركيب 333 أو تكرر 3 ثلاث مرات متتالية:
في البحور التي تحوي أرقاما زوجية مختلفة ( متعددة التفاعيل ) ثقيل كما في البسيط والطويل[1][16] وعليها من البسيط قول عبد المسيح بن عسلة:
باكرته قبل أن تلغى عصافره مستخفيا صاحبي وغيره الخافي
4 3 2 3 4 3 1 3 4 3 2 3 3 3 4
وعليها من الطويل قول امرئ القيس:
ويوم عقرت للعذارى مطيّتي فيا عجبا من رحلها المتحمّل
3 1 3 3 3 2 3 3 3 1 3 4 3 1 3 3
أما في البحور التي تتكرر فيها 4 3 4 3 ولا تقبل التكافؤ الخببي فهو مستساغ كما في الرجز والسريع، هو في الرمل مستساغ بدرجة أقل، وعليه من الرجز قول شوقي:
وَكانَ فيهِم أَرنَبٌ لَبيبُ أَذهَبَ جُلَّ صوفِهِ التَجريبُ
3 3 4 3 3 2 2 1 3 3 3 4 2
التركيب 3333 او ما زاد فيه تكرر الرقم 3 عن ذلك مستساغ على الأغلب حيث أتى، ويندر مجيئه هكذا في الكامل. وعليه من الرمل:
ليس كل من أراد حاجة ثم جد في طلابها قضاها
2 3 3 3 3 3 2 3 3 3 3 3 2
ونستطيع النظر لهذا الوزن على أنه 12 12 12 12 12 2 12 12 12 12 12 2
أ
ي تكرار للمقطع 12 عدا المقطع الأخير في كل شطر لأن العجز في الشعر العربي لا ينتهي بمتحرك وكذلك آخر الصدر على الأغلب.
وهذا الوزن يشبه في اليونانية الوزن الناجم عن تكرار التفعيلة المدعوة ( trochee = -u )
التخاب 5- التخبيب والخبيب:
ويحضر مع التخاب ما أقترح تسميته بالتخبيب وهو التغيير الذي يتم على وزن ما شعرا أو نثرا وينتج عنه استبعاد الأوتاد وتحويلها إلى أسباب خفيفة أو ثقيلة وهو في الشعر ينقله من الإيقاع البحري إلى الإيقاع الخببي بالتخلص من الأوتاد فيه، وله تطبيقات في مجالات شتى، ومنها في القرآن الكريم طريقتا تلاوة قوله تعالى:
"إِنْ احْسَنتُمْ احْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً [الإسراء : 7].
والمقصود هنا هو أول ثلاث كلمات من الآية الكريمة:
التلاوة الأولى : إن احسنتم احسنتم = إِنًحْ سَنْ تُمَحْ سنْ تُمْ = 11ه 1ه 11ه 1ه 1ه = 3 2 3 2 2
التلاوة الثانية : إنْ أحسنتم أحسنتم = إنْ أحْ سَنْ تمْ أحْ سنْ تُمْ = 1ه1ه1ه1ه1ه1ه1ه =2 2 2 2 2 2 2
وأكثر ما يكون التخبيب في الغناء:
يا حبيبي = يا حبي بي = 2 1 2 2 = 2 3 2 بلفظ يا حـابيبي = 2 1 ه 2 2 = 2 2 2 2.
خبيب على وزن فعيل نحو قرين ونظير، والمقصود بخبيب بحر ما هو ما يشتق بالزحاف من البحر من وزن يصلح أن يكون خببيّا محضا فينتمي إلى البحر كما ينتمي إلى الخبب في آن. لنأخذ النصين التاليين:
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلمِ
2 3 2 1 3 2 1 3 2 3 2 2 3 2 1 3
فهذا من الرمل ولو قال:
وطني هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم
1 3 2 1 3 2 1 3 2 3 2 2 3 2 1 3
لكان الصدر أيضا من الرمل، والنص التالي من الكامل:
يا موطني ستظلّ في القممِ رايةَ عزٍّ وفداك دمي
2 2 3 1 3 3 1 3 2 1 3 2 1 3 1 3
ولكن النص التالي صحيح وهو ليس من الكامل ولا من الرمل:
وطني هل لك بين الأمم راية عزٍّ وفداك دمي
(2) 2 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 2 (2) 2 (2)2
2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2
لأن الوزن 1 3 2 1 3 2 1 3 2 ينتمي لكل من الخبب والرمل نسميه ( خبيب الرمل) مثل قرين. والوزن 2 1 3 2 1 3 1 3 لأنه ينتمي للكامل-الرجز نسميه (خبيب ) الكامل-الرجز وهكذا نرى خبيبي بحرين مختلفين يلتقيان في عالم الخبب.
واختياري لكلمة خبيب على وزن قرين تعبر عما أجده من اختلاف بين الإيقاعين البحري والخببي. يحمل وجها من شبه الاختلاف السائد في المفهوم العام بين عالمي الجن والإنس وما ينتج عنه من رهق، حتى ليكون اختلاط الإيقاعين مولـّدا لما أسميته بالرهق الخببي .
لقد أدى التصور الوهمي لثبات حدود التفعيلة والنظر إليها كوحدة قابعة خلف جدران تلك الحدود لا تتأثر ولا تؤثر إلا في حدود ضيقة فيما حولها إلى التركيز على نمط معين من التغييرات. فنجد في كتب العروض قولهم في زحافات البسيط وشواهدها مثلا بيت الخبن : " مفاعلن ": [1][1][1][17]
لقد خلت دول صروفها عجبٌ فأحدثت عبَرا وأعقبت دولا
3 3 1 3 3 3 (2) 2 3 3 1 3 3 3 (2) 2
وقالوا بيت الطي في العروض[1][18]:
إرتحلوا غُدْوَةً فانطلقوا بكرا في زمر منهم (و) يتبعها زُمَرا
2 1 3 2 3 2 1 3 1 3 2 1 3 2 3 2 1 3 1 3
ونحن في الحالين نجد أوتادا ثابتة، ولكن ثمة ائتلاف نوعين من الزحاف (طي مستفعلن وخبن فاعلن) في الوزن لم يتطرق إليه أحد، لأن نظرتنا صاغته حدود التفاعيل ونوعية زحاف مقيد بموقع السبب في كل منها:
مستعِلن فعِلن مستعلن فعِلن = 2 1 3 1 3 2 1 3 1 3 = 2 1 3 1 3 2 1 3 1 3
وهو باعتبار وجود أوتاد كما في القراءة الأولى من البسيط ولكنه بالاعتبار الثاني حيث يخلو من الأوتاد لا يعدو أن يكون وزنا خببيا محضا:
2 1 3 1 3 2 1 3 1 3 = 2 (2) 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 = 18- ثمانية عشر
فلو جعلنا البيت:
إرتحلوا غدوةًً وانطلقوا بَكَراً في زمر منهم (و) يتبعها زُمَرُ
2 1 3 1 3 2 1 3 1 3 2 1 3 2 3 2 1 3 1 3
لكان هذا البيت من البسيط. ولكننا لو جعلنا البيت بتسكين ميم (منهمْ ):
إرتحلوا غدوةً وانطلقوا بكرا في زمر منهمْ يتبعها زُمَرُ
لكان الوزن السماعي:
= 2 1 3 1 3 2 1 3 1 3 2 1 3 2 2 2 1 3 1 3
وهو وزن صحيح لكنه ليس من البسيط لتعذر مجيء مستفعل =222 في حشو البسيط في العجز (أو الصدر). والوزن الخببي:
= 2 (2) 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 2 (2) 2 2 2 2 (2) 2 (2)2
= (2×10)=20عشرون -الصدر (2×10)=20عشرون – العجز
ووزن الصدر = خبيب البسيط لأنه يصلح أن يكون من البسيط ويصلح أن يكون من الخبب، ولكن هناك طريقة أخرى لنحصل على وزن خببي من أصل البسيط.
أهم ميزة في الإيقاع البحري هو الوتد الذي يستمد ثباته إما بأن يكون أول الشطر كما في الطويل والمتقارب أو بمجيء سبب خفيف قبله فيصبحان معا 2 3 وهذه أساس الإيقاع البحري. ورأينا كيف يصبح لهذا الوتد قراءتان في حال زحاف كافة الأسباب التي تسبق الأوتاد، إحدى القراءتين تحمل ازدواجية الانتماء لبحر البسيط من الإيقاع البحري وكذلك لإيقاع الخبب. ولكن هناك طريقة أخرى لاستخراج إيقاع الخبب من البسيط عبر حذف ساكن الوتد. وسأستعمل للتمثيل هنا بيتا آخر غير الذي تقدم ثم أعدل نصه ليطابق الوزن المقصود في كل حالة: (الأشطر المكتوبة بالأزرق فيما يلي خببية جوازا أو وجوبا):
1- من البحر البسيط :
كلّا وباري طوال الهدب والحور ما قلّ حُبّيك من بعدٍ ومن غِيَرِ
2 2 3 2 3 2 2 3 1 3 2 3 2 3 2 2 3 1 3
2-من البحر البسيط لا غير، محورا ( ولو كان الصدر معزولا عن العجز لجاز لنا أن نعتبره من الخبب ):
لا ومُصَوِّرِ ما فيكِ من الحورِ ما قلّ حُبّيك من بعدٍ ومن غِيَرِ
2 1 3 1 3 2 1 3 1 3 2 2 3 2 3 2 2 3 1 3
هنا الصدر فيه ازدواج الانتماء لكل من بحر البسيط من الإيقاع البحري كما للإيقاع الخببي، حسب العجز.ومجي ولو وتد ثابت واحد في العجز يجعل البيت كله من البسيط .
3- لا ومصور ما فيك من الحور ما عبِثتْ بهوانا حممُ الغِيَرِ
2 1 3 1 3 2 1 3 1 3 2 1 3 1 3 2 1 3 1 3
البيت كله لنا أن نعتبره من الخبب لإمكان التعبير عنه خاليا من الوتد ويكون وزن كل من شطريه
= 2 (2) 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 =2×10=20
كما لنا أن نعتبره من البسيط حسب التفاعيل = مستعلن فعِلُن مستعلن فعِلُن. وهذا النوع القابل للتعبير عن البسيط والخبب (لاشتقاقه منه بطرق يقرها عروض الخليل ) ندعوه خبيب البسيط
4- لا ومصور ما فيك من الحوَرِ ما إن نقص هوى من شِدّةِ غيَرِ
2 1 3 1 3 2 1 3 1 3 2 2 1 1 1 3 2 2 1 1 1 3
وإذا أردنا أن نعبر عن هذا الوزن انطلاقا من تفاعيل البسيط فإن وزنه هو ( الرمادي محذوف):
مستفعلن فـاعلن مستفعلن فعِلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلن
هنا كل من الصدر والعجز مكون من 10 أسباب وليس هذا من البسيط بل هو من الخبب لا غير، ولئن كان الصدر قابلا للتعبير عن الخبب والبسيط معا ( خبيب البسيط)، فإن العجز لا يندرج تحت وزن البسيط ( لإنه اشتق منه بطريق لا يقرها عروض الخليل وذلك بحذف سواكن أوتاده ) ولذا فهو ليس خبيبا للبسيط رغم تواشجه معه.
وهكذا يصبح البيت التالي صحيح خببيا:
فعولن مفاعيلن فعولُنْ مفاعي فاعلاتن فاعلاتن فاعلـاتن
1 3 1 3 2 1 3 1 3 1 3 2 1 3 2 2 1 3
(2) 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2
5 - كلّا وباريئ ما فيك من الحور .....ما قلّ حبٌّ من تبِعات السفرِ
2 2 3 1 3 2 1 3 1 3 2 2 3 2 2 1 3 2 1 3
2 2 3 1 3 2 1 3 1 3 2 2 3 2 2 1 3 2 1 3
هنا يأتي دور التخاب بعد الأوثق فيما يتجاوز منطقة الضرب وهو إن تجاوزها نقل النص من الشعر إلى الموزون.
الصدر حسب العروض الرسمي يمكن أن ينسب للبسيط لكن العجز لا يمت إلى البسيط بصلة
ما قد تجده الأذن من سلاسة في وزن الشطرين يمكن تفسيره بالتخاب بعد الأوثق كل من الشطرين والتناظر في ذلك.
على اعتبار الوزن:
= 4 3 (2) 2 2 2 (2) 2 (2) 2 ... 4 3 2 2 2 (2) 2 2 (2) 2
= 4 3 + ( ثمانية أسباب خببية ) ......4 3 + ( ثمانية أسباب خببية )
= مستفــعلن فعِلُنْ فعْلن فعِلُنْ فعْلن .... مستفــــعلن فعْلن فاعلُ فعْلن فعِلُن
التخاب 6- الرهق الخببي وهل أدركه العرب:
إن تحول 4 3 = 2 2 3 إلى 2 1 3 [1][19] تعطي إيقاعا خببيا كذلك الذي يعطيه الوزن الخببي 2(2) 2 ويدركها السمع كثلاثة أسباب. ورود أكثر من سببين قبل وتد ثابت ( فيما عدا المنسرح والخفيف) يؤدي إلى ثقل في وزن البحور التي تحوي الرقمين الزوجيين 2و 4 وعلى درجات مختلفة من الثقل أشدها حيث يكون هناك تناوب بين هذين الرقمين ( البسيط = 4 3 2 3 4 3 1 3 والطويل = 3 2 3 4 3 2 3 4 ) وأخفها حيث يرد الرقم 2 قبل الرقمين 4 أو بعدهما ( السريع = 4 3 4 3 2 3 والرمل = 2 3 4 3 4 3 ).
وقد وردت أمثلة على ذلك في الفقرة ) التخاب -3 ) على أحكام بعض مواضع مظنة الإيقاع الخببي في الحشو).
هل أدرك العرب ذلك ؟
أجل أدركوه دون أن يصنفوه على هذا النحو.
1- يقول د. كشك[1][20]:"ومن النادر البدء بطي هذا البحر [البسيط] أي بمستعلن[312] لأننا نكون قد قبلنا هذا التتالي 1ه 111ه 111ه =[31312] أي وحدتين من نوع الفاصلة الصغرى (3131)." وللقارئ أن يفهم من هذا أن طي مستفعلن إذا تبعتها فاعلن=32 غير مخبونة يكون أخف وطأةً على السمع.
2 - يقول أبو العلاء المعري[1][21] في شرحه لديوان المتنبي وهو من أنصاره عن بيته:
ربّ نجيعٍ بسيف الدولة انسفكا وربّ قافيةٍ غاظت به ملكا
" ولم يزاحف أبو الطيب زحافا تنكره الغريزة إلا في هذا الموقع " يقصد ( رب نجيعٍ):
رُبْ بَ نجي عن بسيْ =312 2 3 = 2 (2) 2 2 3 وعدد الأسباب قبل الوتد الثابت أربعة، بينما هو في قول د. كشك وكما في بيتي الأخطل[1][22] التاليين سبعة ( وهذا كثير في شعر الأخطل):
يتَّصلون بيربوع ورفدهمُ عند التفاخر مغمورٌ ومُحتَقَرُ
واتَّخِذوه عدوا إن شاهده وما تغيَّب من أخلاقه دعرُ
(يتَّصلو، واتَّخذو=312) هاهنا كؤودة في الوزن، ويزيد منها أن عد الأسباب قبل الوتد الثابت كبير ففي صدر البيت الأول: 2 1 3 1 3 2 2 3 1 3 =2(2)2 (2) 2 2 2 3 (2) 2.
إن المرء ليشعر بقفزة في الإيقاع لدى الانتقال من الإيقاع الخببي قبل الأوثق إلى الإيقاع البحري المتمثل في وتد ثابت، وادعو هذه القفزة بالقفزة الخببية وما يصاحبها من ثقل أدعوه الرهق الخببي وأوضح ما يكون ذلك في البحور ذات التناوب بين الرقمين الزوجيين ( 2و4 البسيط والطويل).
3- ويصف د. إبراهيم أنيس [1][23] مجيء (متْفَعِلُنْ) [2 1 3] في حشو البسيط بقوله عنه[1][24] :" هذا التغيير الشاذ الغريب الذي تنفر منه الأذن ولا تكاد تستسيغه" كما يصف مجيء مفاعيلن=223 على مفاعيلُ=123 في حشو الطويل بأن أهل العروض اعتبروها " قبيحة مرذولة".
ونحن لو دققنا النظر في الطويل الذي يحوي هذه الصورة 2 1 3 2 لوجدناها في الطويل جزءً من التركيب32312
فعولن مفاعيلُ فعولن مفاعيلن= 3 2 3 2 1 3 2 3 4 فكأنها في البسيط : مستعلن فاعلن =32312
وبسبب النظرة الجزئية للتفاعيل وإضفاء حرمة على حدودها الوهمية نراهم يفرقون بين الزحافين.
يقول الأستاذ محمود مصطفى [1][25] عن الطويل: "وكف مفاعيلن (123) قبيح عند الخليل، حسن عند الأخفش (ص 66) " وجاء فيه عن البسيط: " ويدخله الطي في السباعي وهو صالح". وبالنظرة الشاملة نعبر عن كلا الأمرين بالقول: إن 1 3 1 3 ثقيلة جدا في البسيط والطويل كما أن 2 1 3 2 3 ثقيلة:
الجدول – 6
فلعل الاختلاف بين الخليل والأخفش حول كف مفاعيلن راجع إلى أن الخليل نظر إلى ( مفاعيلُ فعولٌ ) والأخفش نظر إلى (مفاعيل فعولن ) وهي مقارنة بين ثقيل جدا وثقيل في الطويل، تتطابق بين ذات المقارنة في البسيط بين (مستعلن فعِلن ) الثقيلة جدا و ( مستعلن فاعلن ) الثقيلة كما تقدم.
ولا بـأس من التعرض للتركيب 2 1 3 في البحور التي لا يتناوب فيها الرقمان ( 2و4) نحو الرجز والسريع والرمل، أنظر إلى هذين البيتين على الرمل لعمر أبي ريشة:
وتهاديت كأنّي ساحبٌ مئزري فوق جباه الأنجمِ
1 3 2 1 3 2 2 3 2 3 2 1 3 2 2 3
البحور التي أرقامها الزوجية 4 ولا تحوي بين هذه الأرقام الرقم 2 ولكنها قد تحويه قبل الرقمين 4 في الرمل = 2 3 4 3 4 3 أو بعدهما في السريع= 4 3 4 3 2 3 تكون أكثر تقبلا لإيقاع الخبب فهو صنو التماثل وإن اختلف نمطه بين الخبب وهذه البحور، بينما البحور ذات التفعيلتين التي يفصل الرقم 2 فيها بين الرقمين 4 ( البسيط والطويل) فإن التفاوت هذا يخالف طبيعة الخبب، ولهذا يبرز الشعور بوطأة 312 فيها.
وأكثر الصيغ ثقلا في هذا المجال 4 1 3 فلا توجد هذه الصيغة أبدا في أي من بحور الشعر العربي ولكنها ترد في إيقاع 4 1 3 = 2 2 (2) 2 الخبب مستساغة كما ترد في الدوبيت 2 2 1 3 3 .كما في قول الشاعر:
إن كنت أسأت في هواكم أدبي فالعصمة لا تكون إلا لنبي
2 2 1 1 2 3 3 2 1 3 4 1 3 3 3 2 1 3
التخاب 7- الدوبيت والتركيب 2 2 1 3 = 4 1 3:
لئن لحقت شبهة الخبب بالتركيب 312 فإن التركيب 3122 = 314 خببي صرف حيثما وجد، وهو لا يرد خارج الإيقاع الخببي المحض إلا في الدوبيت ، من نحو قول القائل:
إن كنت أسأت في هواكم أدبي فالعصمة لا تكون إلا لنبي
2 2 1 3 3 3 2 1 3 2 2 1 3 3 3 2 1 3
ولعل في هذا ترجيحا للأصل الفارسي لهذا الوزن. يقول الدكتور عمر خلوف[1][26] عن وزنه: "ولأنه لا يشبه أنساق الأوزان العربية في طريقة تتابع مقاطعه، فقد حار العروضيون – عيبر الأزمان – في تفعيله، وفي أشكال زحافاته"، وخببيّته تتضح من قبول التكافؤ الخببي فيه. وهذا ما غطاه الدكتور خلوف تغطية وافيه في كتابه المذكور في الصفحات (49-56) حيث يقول عن 3122 تحت عنوان وزن الدبيتي وزحافته تأصيل واقتراح موردا الشواهد على ذلك : " ففي بداية هذا الوزن كثيرا ما يرد أحد الأشكال الخمسة التالية:
1- أربعة أسباب متتاليه (2222) وعليه: يا من أدعو فيستجيب الدعوى = (2 2 2 2 ) 3 3 2 2 2
2- سببان ففاصلة ( 3122 ) وعليه : يا محيِيَ مهجتي ويا متلفها = ( 2 2 1 3 ) 3 3 2 1 3
3- فاصلة فسببان ( 2231 ) وعليه : عبقت بالطيب في الدجى نفحته = ( 1 3 2 2) 3 3 2 1 3
4- فاصلتان متتاليتان ( 3131) وعليه : وحياتِك ما عشقت في الكون سواكْ = ( 1 3 1 3) 3 3 2 1 3 ه
5- فاصلة بين سببين ( 2312) وعليه : أجمع شملا هواك من شتّته = ( 2 1 3 2 ) 3 3 2 1 3 "
ويقول (ص- 55) ويتضح من ذلك أن التشكيل المستخدم هنا ليس إلا جزءا خببيا يساوي تفعيلة بحر الخبب مكررة ( فعْلن فعْلن ) وهي تفعيلة سببية لا وتدية . وإلى هذا النص بالذات إضافة إلى نهج الدكتور أحمد مستجير – يرحمه الله – في كتابيه (في بحور الشعر - الأدلة الرقمية لبحور الشعر العربي)، و(مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي) يرجع أكبر الفضل في إدراكي لشمولية مفهوم التخاب. وزاد من وعيي عليه كتاب الدكتور أحمد رجائي ( أوزان الألحان بلاغة العروض ).
وانظر كيف يكون التعبير الرقمي عن وزن الدوبيت شاملا مختصرا حسب المقاطع وألوانها التي تقدم شرحها
2 2 2 2 2 3 2 2 2
حيث ،
2 = سبب خببي
2= سبب خفيف ثابت لا يزاحف
2= سبب خفيف قابل للزحاف ويغلب الزحاف على السبب الأول من 22، وقد يزاحفان معا – وإن نادرا - كما أفادني الدكتور عمر خلوف[1][27] قائلا :" وذلك أنني أشرتُ إلى وروده في الواقع الشعري، على الرغم من ندرته وقبحه، شأنه شأن (مُتَعِلن ////ه) فيما سوى هذا البحر.
ولعلّ أشهر هذه الأمثلة ما أورده الهاشمي في (ميزان الذهب):
ما كانَ لهُ بِـيــَدِهِ سلّمنا = 2 2 (2) 2 1 1 3 2 (2) 2
وقول الأصفهاني:
لا وارِدَ غيــرَ فََــمِها في نظري= 2 2 1 3 1 1 3 2 1 3
وقول البهاء العاملي:
قد ماتَ بَهاؤُكَ مِنَ الشوقِ إليكْ " = 2 2 1 3 1 1 3 2 1 3 ه
ولنتذكر هنا أن هذا الوتد 3 هو الوتد الحقيقي الوحيد في شطر الدوبيت ولا يمكن أن يسبقه سبب ثقيل أبدا ولهذا لا يمكن اعتبار 11 سببال خفيفا قبله بل هما سببان خفيفان مزاحفان أي محذوف ساكن كل منهما.
التخاب 8- زحاف 2 3 إلى 1 3 وحده لا ينشئ إيقاعا خببيا:
2 3 هي أساس الإيقاع البحري ، ومن خواصها أن تتحول بالزحاف إلى 1 3 وهي هكذا دوما قبل الأوثق، ولا يمكن اعتبارها قبله = 1 3 = (2) 2 التي يجوز أن تتحول بالتكافؤ الخببي إلى 22 إلا إذا سبقها سبب أو صار السياق كله خببيا، أما إذا كانت أول البيت أو مسبوقة بوتد فلا تكون إلا بحرية=31 مهما تلاها من أسباب، مع التأكيد على أن هذا ينطبق على ما قبل الأوثق، أما بعد الأوثق فيمكن أن تعتبر خببية وينطبق عليها التكافؤ الخببي.
ثمّةَ مجموعتان كل مجموعة من تركيبين كلاهما يشبه الوزن الخببي ولكن أحدهما ليس خببي الإيقاع في ذاته بالضرورة بينما الآخر كذلك . أما أولى المجموعتين فهي 1 3 2 و 2 1 3 وثانيتهما هي 1 3 4 و 4 1 3. فإن كلا من التركيبين 231 و 431 ليسا خببيين بالضرورة وبالتالي فهما يأتيان سائغين قبل الأوثق في كافة البحور.
وأما التركيبان 2 1 3 و 4 1 3 فهما خببيا الإيقاع على درجتين مختلفتين فأولهما تقبله بعض البحور بعد الأوثق سائغا وأحيانا قبله على على تفاوت في ثقله، وثانيهما خببي صرف لا يرد في أي من بحور الشعر العربي، ويقتصر وروده على إيقاع الخبب ويأتي في الدوبيت قبل أوثقه. ومن ذلك:
- من البسيط: للأخطل [1][28] (يتصلو = 312)
يَتَّصِلونَ بِيَربوعٍ وَرِفدُهُمُ عِندَ التَرافُدِ مَغمورٌ وَمُحتَقَرُ
- من الطويل : من الكافي للخطيب التبريزي (ص-29):
شاقتك أحـ(داجُ سُلَيـ =312) ـمى=بعاقلٍ/فعيناك للْـ(بينِ تجو=312)دان بالدمع
- من الخفيف من الكافي للخطيب التبريزي (ص-114):
يا عميرُ ما ( تُظْهِرُ من=312)هواك/أو (تُجْنِنُ يُسْـ=312)تَكْثَرُ حين يبدو.
إن ورود 1 3 قبل 2 في التركيب 231 في البحور لا يخرج الوزن من الإيقاع البحري، وعكس الترتيب أي مجيء 2 قبل 31 في التركيب 312 يلحق به شبهة الخبب.
وكذلك فإن ورود 31 قبل 4 في التركيب 431 لا يخرج الوزن من الإيقاع البحري، وعكس التركيب أي مجي 4 قبل 31 يجعله خببيا.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن 1 3 عندما تجيء في آخر الصدر يجوز أن تجيء 22 في آخر العجز ( 31 قبل 22) باعتبار آخِرَي الشطرين كما في البحور المذكورة أدناه في (الجدول 7) ، ولا تأتي هذه الصيغة معكوسة أي عندما يكون آخر الصدر 22 فلا يأتي آخر العجز 31 فكأن هناك تناظرا ما في تقدم 31 على 4 في التركيب 431 في الإيقاع البحري وتقدم 31 في آخر الصدر على 22 في آخر العجز. فيما تحته خط في الجدول -7
الجدول - 7
التخاب 9 – لنجرب التخاب
لنطبق التخاب بعد الأوثق للحصول على أوزان لم يقل عليها العرب ومعرفة مدى صحته، فبمقدار ماا تكون الأوزان مقبولة في السمع بمقدار ما يكون نصيب هذا الطرح من الصحة، ولا بأس هنا من تكرار بعض ما تقدم:
البسيط - سببان آخر الشطر
( بعد الأوثق سببان)
الأوثق = آخر وتد في البيت ثابت قطعا ( أي قبله رقم زوجي غير مزاحف أو أصيلا أول الشطر)
الطويل المحذوف 3 أسباب
و 22، كما يفترض أن الطويل 3 2 3 4 3 1 3 2 = 3 2 3 4 3 2 2 2 ينتهي كل من شطريه بثلاثة أسباب، وسيأتي تفصيل ذلك في ( التخاب 9)
2 = سبب خببي وإذا تجاور 22 لم يكن ثقيلا إلا أحدهما فإن وافق الوزن بذلك ما قال الخليل فهو وزن شعري وإن خرج عن ذلك فهومن الموزون لا من الشعر. وعلى هذا من الطويل:
أقيموا بني الصيداء عنا صدوركمْ وإلا تقيموا صاغرين الرّوسا ( الأصل الرؤوسا )
العجز = وإلْ لا تقي مو صا غري نرْ رو سا = 3 2 3 4 3 2 2 2 . وكذلك:
أقيموا بني الصيداء عنا صدوركمْ وإلا تقيموا صاغرين الكَتِفا
العجز = وإلْ لا تقي مو صا غري نلْ كَتِ فا = 3 2 3 4 3 2 2 2 . ويكون ذلك أسلس في حال التصريع:
أقيموا بني الصيداء من قد هتَفا وإلا تقيموا صاغرين الكَتِفا
ومثاله من الخفيف أبيات عبد بدوي وأصل قراءة العجز فيها بتسكين الروي المبين بين القوسين :
هبطَ الأرضَ كـالصـباحِ سنيّـاً وككأس مكلل ( بالحبَبْ ) بالحبَبِ
عرفَ الحبَّ والمُنى وحــروفاً كالعَصـافير إن تُـطاردْ ( تثـــِبْ ) تثِبِ
وتغنّـى كبلـبلٍ وتهـــادى كشُعـاعٍ معـطّــرٍ ( مرتــقَبْ ) مرتَقَبِ
عـاشَ في القيروانِ قلباً ذكـيّاً يحتسي النـّورَ ينتشي من ( طـرَبْ ) طرَبِ
ووزن العجز الأصلي ( في الشعر) = 2 3 2 3 3 2 3
ووزن العجز ( في الموزون ) = 2 3 2 3 3 2 1 3 = 2 3 2 3 3 2 (2) 2 = 2 3 2 3 3 2 2 2