35 - Lito 

تتواصل رحلتنا في عالم أدب الطفل مع أهم الناشرين الذين سعوا إلى الارتقاء به من خلال إصداراتهم المتنوعة, بما فيها من مجموعات قصصية جميلة و سلاسل علمية ثرية, لنيمم, اليوم, البلاد الاسكندنافية بغية الحديث عن واحدة من أشهر دور نشر كتب الأطفال السويدية, و التي استطاعت بعض أعمالها النفاذ لمكتبتنا الصغيرة. موضوعنا هذه المرة سيكون عن دار Lito ذات الأثر البالغ على أجيال النصف الثاني من القرن العشرين في أوروبا و العالم.

و لمعرفة تاريخ هذه الدار ينبغي علينا الرجوع لعام 1879 حين أسس Herman Hirschlaff مؤسسة تعنى بالطباعة الحجرية في مدينة Helsingborg الواقعة جنوب السويد. و نظرا للصعوبات المالية التي كان يعانيها صاحب هذه المؤسسة في ثمانينات القرن التاسع عشر, فقد انتقلت ملكيتها ل Nils Jönssons قبل أن يعاود المالك الأصلي استعادتها عام 1905. في عام 1917 اتخذت هذه المؤسسة تسمية جديدة هي Helsingborgs Litografiska AB التي ظلت تظهر على إصداراتها لعدة سنوات لاحقة. و قد انتقلت ملكية هذه المطبعة للسيد Erland Bornebusch بحلول عام 1948.

في بدايتها, كانت أعمال هذه الدار تنشر في دول أوروبية أخرى ضمن نطاق محدود, لكن مع بداية الخمسينات حدث تغيير كبير في السياسة التسويقية لهذه الدار حيث ظهرت في العديد من الدول الأوروبية و الأمريكية دور نشر أخرى تخصصت في نشر أعمال هذا الناشر السويدي الموجهة للأطفال تحت تسمية دار Lito أو ما قاربها في التهجئة. فقد ظهرت في فرنسا عام 1951 تحت تسمية Éditions Lito و في ألمانيا عام 1956 تحت تسمية Litho-Verlag GmbH كما ظهرت في الدول التالية:

بلجيكا : LITO-BELGIUM – Bruxelles 

الولايات المتحدة الأمريكية ثم لا حقا في كندا : DANNY BOOKS LTD 

كندا : LITO BOOKS LTD – Montreal

سويسرا : ITOL SA – Genève

انجلترا : LITOR PUBLISHERS LTD – Brighton

الولايات المتحدة الأمريكية : BLOCK-LITO LTD - Richmond, Virginia

الدنمارك: FORLAGET LITAS A / S – København

إضافة إلى هذا فقد قامت بعض دور النشر الإيطالية العريقة بترجمة أعمال دار Lito ضمن دار AMZ Editrice .

لعل أهم ما صدر عن هذه الدار سلسلة كتيبات Mini-Contes في نسختها الفرنسية و هي تضم أكثر من 30 عنوانا يتناول القصص التراثية على غرار القط ذو الجزمة و قصة هانسل و غريتل فضلا عن العديد من القصص المرحة التي تتمحور حول الحيوانات.

إضافة إلى هذا, ظهرت سلسلة الكتب العالمية التي ضمت عشرات العناوين منها ما هو من انتاج الدار و منها ما هو - فيما يبدو - منقول عن دور نشر أخرى أمريكية على غرار بعض أعداد سلسلة Sunny Books و كتب Bonnie Books الصادرة في الولايات المتحدة الأمريكية ضمن دار Samuel and Lowe و من بين أجمل ما صدر ضمن هذه السلسلة 8 كتب تتناول قصص المشاهير على غرار ماركو بولو و ويليم تل و جان دارك و روبن هود.. أو روايات ذائعة الصيت على غرار الفرسان الثلاثة, جزيرة الكنز و أليس في بلاد العجائب و قد أشرف على تزيين معظم هذه الكتب الرسام البارع Loyd Petilotte.

و من الواضح أن دار Lito بمختلف تفرعاتها لم تكن تولي أولوية لتسمية سلاسلها حيث كان كل كتاب يحمل ترقيما ثابتا في جميع اللغات, ثم يجتهد كل فرع في إدراجه ضمن سلسة معينة تحمل تسمية ما, تجمع الأعداد ضمن ثيمة متقاربة.

و إذا أردنا الحديث عن أهم الرسامين الذي عملوا لهذه الدار فلا يمكننا تجاوز الرسام الفرنسي المتخصص في الحياة البرية Robert Dallet الذي قضى معظم حياته متنقلا بين حدائق الحيوانات الأوروبية أو المتنزهات الطبيعية الإفريقية من أجل تكوين صورة مقربة عن مختلف الحيوانات و سلوكاتها و التي أعاد تقديمها للأطفال بريشته الفنية في صور جميلة, أدخل عليها لمسة مرحة كي تسر القارئ الصغير أثناء مطالعته للقصص و الكتب التي حملت أعماله.

كما قامت الكاتبة و الرسامة البريطانية المرموقة Helen Haywood بتزيين العديد من الأعمال لهذا الناشر تتمحور هي الأخرى حول الحيوانات و مغامراتهم المختلفة. و هو نفس الموضوع الذي تفننت فيه الرسامة السويدية Lucie Lundberg 

في منتصف التسعينات توقفت دار Helsingborgs Litografiska AB عن النشاط و اختفت معها العديد من فروعها, مع ذلك بقي بعضها ينشط بشكل مستقل كما هو الحال مع Éditions Lito الفرنسية و التي تواصلنا معها قبل سنتين في محاولة للحصول على معلومات أوفى تفيدنا في موضوعنا هذا, لكن لم يكن لدى هذا الناشر الكثير ليقدمه.