12 - سليمان العيسى

12 - سليمان العيسى

في أواخر التسعينات, و بعد عشرية سوداء أتت على الأخضر و اليابس في بلد المليون و نصف مليون شهيد, لم يكن أمام شباب الجزائر من شيء يسليهم و ينسيهم هموم فقد الأحبة, سوى متابعة مباريات كرة القدم. و على الرغم من أن الكرة المستديرة لم تكن في أفضل حالاتها, إلا أنها استطاعت استقطاب عدد كبير من طلبة المدارس الإكمالية و الثانوية. أذكر في تلك الحقبة, أن الاهتمام بالأدب العربي لم يكن يستهوي الناشئة على الإطلاق, لكن و لحسن حظي أنني استطعت أن أظفر بصحبة مميزة وأستاذ بارع,كان له أثر كبير في ترغيبنا في الشعر العربي. و لعل ظهور المكتبات الأدبية و النحوية و كذا الموسوعات الشعرية في أقراص مضغوطة و بأسعار جد زهيدة في ذلك الزمن, الفضل في توسيع رصيدنا الثقافي و المعرفي في زمن شهد تخلي الكثير من دور النشر العربية عن القارىء الجزائري.

لا زلت أذكر , تلك الزيارة التي قمت بها للاتحاد الوطني للكتاب الجزائريين في مطلع الألفية الثالثة, كان حينها الشاعر الجزائري عز الدين ميهوبي على رأس هذه الهيئة إضافة لترأسه لاتحاد الكتاب العرب. في تلك الزيارة, اكتفيت بتجاذب أطراف الحديث مع أحد العاملين هنالك و الذي أبدى تأسفه على نقص اهتمام الأجيال الصاعدة بالأدب على الرغم من تفهمه للوضع الاستثنائي الذي عايشته الجزائر في تلك الفترة. في الأخير سلمني هدية بسيطة تضم بعض اصدارات الإتحاد الوطني للكتاب الجزائريين من دراسات أدبية و دواوين شعرية كما قدم لي دعوة لحضور أمسية شعرية بمناسبة ذكرى إندلاع الثورة الجزائرية.

لم أتوانى لحظة في اغتنام هذه الفرصة من أجل الاستماع لقصائد شعرية مميزة بلسان نخبة من الشعراء الجزائريين و العرب. كان قصر مفدي زكريا هو المكان الذي احتضن تلك الأمسية المميزة و التي عجت بكبار الشعراء و الأدباء و المثقفين الجزائريين و العرب, فضلا عن بعض الوزراء و الساسة الذين آثروا القيام بزيارة مجاملة لضيوف الجزائر. في تلك الأمسية التقيت مع نخبة من أهل الأدب ممن بقيت على تواصل معهم لاحقا, لكن أجمل ما حدث في تلك القاعة هو دخول ذلك الشيخ الثمانيني بخطى متثاقلة و بمساعدة أحد مرافقيه تحت تصفيقات الحضور. لم يكن صاحبنا هذا سوى الشاعر السوري الكبير و صديق الثورة الجزائرية " سليمان العيسى " الذي آثر على نفسه , و رغم تدهور وضعيته الصحية في تلك الفترة, إلا أن يلقي بضعة أبيات نضمها و هو في الطائرة, تخليدا للثورة الجزائرية التي تناولها بإسهاب في دواوينه الشعرية.

و إذا كان سليمان العيسى ذائع الصيت عندنا بفضل قصائده المساندة لثورة الأول من نوفمبر, إلا أن شهرته الحقيقية كانت بفضل أعماله المميزة الموجهة للأطفال و الناشئة. و إسهامه الكبير في الرقي بأدب الطفل.

ولد سليمان العيسى عام 1921 م، في قرية النُّعيرية - حارة بساتين العاصي - الواقعة غربي مدينة أنطاكية. تلقى ثقافته الأولى على يد أبيه الشيخ أحمد العيسى في القرية التي نشأ فيها ، وتحت شجرة التوت التي تظلل باحة الدار، حفظ القرآن، والمعلقات، وديوان المتنبي، وآلاف الأبيات من الشعر العربي.

بدأ كتابة الشعر و هو دون العاشرة, حيث. كتب أول دواوينه الشعرية، ليتحدث فيه عن هموم الفلاحين وبؤسهم و معاناتهم . 

دخل المدرسة الابتدائية في "مدينة أنطاكية" - وضعه المدير في الصف الرابع مباشرة و شارك بقصائده القومية في المظاهرات والنضال القومي ضد الانتداب الفرنسي على سوريا وهو في الصف الخامس والسادس الابتدائي.

واصل دراسته الثانوية في ثانويات حماة واللاذقية ودمشق. وفي هذه الفترة ذاق مرارة التشرد وعرف قيمة الكفاح في سبيل الأمة العربية ووحدتها وحريتها. و قد دخل السجن أكثر من مرة بسبب قصائده ومواقفه القومية.

أتم تحصيله العالي في دار المعلمين العالية ببغداد، و عند, عودته عين مدرسا للغة العربية و آدابها في ثانويات حلب. ظل قرابة العشرين سنة - 1967-1947 م -، يدرس و يتابع الكتابة والنضال القومي قبل أن يساهم في تأسيس"اتحاد الكتاب العرب" في سورية عام 1969 م.

في هذه الفترة بدأ اهتمامه بادب الطفل حيث استطاع أن يثري المكتبة العربية بعشرات الأعمال الشعرية و النثرية التي توزعت على عدة دور نشر سورية و عربية, فضلا عن مئات القصائد و الأناشيد التربوية الهادفة التي زينت الكتب المدرسية عبر عدة أقطار عربية على غرار قصيدة " يا إلهي يا إلهي ..... يا مجيب الدعوات " أو أنشودة " عمي منصور النجار " المسلية و التي يحفظها الملايين من الأطفال في العالم العربي.

و قد كان لاتقانه اللغة الانجليزية و الفرنسية و إلمامه باللغة التركية, الفضل في نقله مجموعة من القصص و المسرحيات العالمية للغة العربية غالبا بالتعاون مع زوجته "ملكة أبيض"

وقد صدر البعض منها عن دار الفكر العربي و دار الحافظ. كما ساهم في ترجمة سلسلة قصص بهيجة و سلسلة كل يوم حكاية ضمن مجموعة " مكتبة الأكرم الصغير للأطفال " بالتعاون مع بهيج البدين و صلاح مقداد و قد بلغت أعدادها 100 عنوان.و هي منقولة عن دار هيملين الإنجليزية. 

إضافة إلى هذا, لم تكن كتب ليديبيرد أن تتخطى قلم سليمان العيسى, إذ تم التعاقد معه من أجل ترجمة و إعادة صياغة بعض الكتب الجميلة على غرار سلسلة قصائد و أناشيد بأعدادها الثلاث ( أغاني النهار, أغاني المساء, قصائد للأطفال) أو سلسلة حكايات و أساطير التي نقل منها عددين للغة العربية بأسلوبه الشيق و هما (علي بابا و الأربعون لصا, علاء الدين و المصباح السحري).

غير أن أجمل اعمال هذا الشاعر المرهف الحس, هي تلك السلسلة الغنائية الصادرة عن دار الآداب للصغار بدمشق أواخر السبعينات و هي تقع في 10 أجزاء مزدانة برسوم جميلة و قصائد أجمل نظمها الشاعر سليمان العيسى ليدخل البهجة و السرور على الأطفال الصغار عبر كامل ربوع الوطن العربي. و قد ضمنت هذه السلسلة الكثير من الرسائل التربوية الهادفة التي حاول من خلالها أن يرسم للأطفال مستقبلا زاهرا من خلال رؤيته الموحدة لأقطار الوطن العربي, و دعواته للذود عن الأوطان و الدفاع عن مقومات الهوية الوطنية من قبيل حث الناشئة على إجلال لغة القرآن.

زار سليمان العيسى معظم أقطار الوطن العربي وعددا من البلدان الأجنبية و قد شارك في عدة فعاليات ثقافية و أدبية كما استطاع أن يظفر بعدة جوائز على غرار حصوله على الدكتورة الفخرية من جامعة صنعاء و جائزة لوتس للشعر من إتحاد كتاب أسيا....

توفي – رحمه الله – في عام 2013 و البلدان العربية تعيش مخاضا عسيرا لطالما سعى من خلال أعماله لتوعية النشء لضرورة تفاديه. وقد ترك مجموعة ضخمة من المؤلفات للكبار و الصغار, يطيب لنا أن نضع أمامكم الجزء المخصص منها للأطفال و الناشئة: 

الشعر:

-1 ديوان الأطفال، دار الفكر – دمشق، 1999 م.

-2 فرح للأطفال، دار الحافظ – دمشق، 2006 م.

-3 مسرحيات غنائية للأطفال، دار الشورى – بيروت، 1980 م.

-4 الشيخ والقمر (مسرحية)، دار طلاس – دمشق، 1987 م.

-5 قصائد للأطفال، مكتبة لبنان – بيروت، 1981 م.

-6 أغاني النهار، مكتبة لبنان – بيروت، 1986 م.

-7 أغاني المساء، مكتبة لبنان – بيروت، 1986 م.

-8 كتاب الأناشيد (جزءان)، يضم الجزء الأول 200 نشيد ملحن، مع نوطاتها الموسيقية، بالاشتراك مع كامل القدسي (قُرابة نصف أناشيده لسليمان العيسى).

ويضم الجزء الثاني اللوحات الغنائية والموشحات مع نوطاتها الموسيقية، وزارة التربية – دمشق.

-9 كلمات خضر للأطفال، وزارة الثقافة – دمشق 2005 م (بالعربية والفرنسية).

-10 أغاني الحكايات، أبو ظبي، 2001 م.

-11 أحكي لكم طفولتي يا صغار، دار الحكمة لندن، 1993 م (بالعربية والإنجليزية).

-12 ما زالوا الواحة، اتحاد الكتاب العرب – دمشق، 1985 م.

-13 أحكي لكم طفولتي يا صغار (بالعربية والفرنسية)، الجزائر، 2001 م.

-14 حدائق الكلمات، دار الحدائق – بيروت، 2009 م.

-15 أراجيح تغني للأطفال ، دبي، 2009 م.

-16 سلسلة غنوا يا أطفال – 10 أجزاء – دار الآداب للصغار 1978

النثر:

-1 شعراؤنا يقدمون أنفسهم للأطفال، دار الآداب – بيروت، 1978 م.

-2 وائل يبحث عن وطنه الكبير، قصة نثرية نشرت في «أوراق من حياتي»، بالعربية والفرنسية، وزارة الثقافة – دمشق، 2003 م.

-3 قصص نثرية من التراث: لبيكِ أيتها المرأة، الحَدَث الحمراء، ابن الصحراء، دار الآداب، بيروت.

-4 قصص مزيج من الشعر والنثر: الفرسان الثلاثة، وضاح وليلى في وطن الجدود، سِرْب البجع الأبيض، دار الأهالي – دمشق.

-5 قصتان من ألف وليلة وليلة، علي بابا والأربعون لصاً، وعلاء الدين والفانوس السحري، مكتبة لبنان – بيروت.

القصص المعرّبة:

-1 قصص بهيجة (27 جزءاً) دار طلاس – دمشق (بالاشتراك مع بهيج البدين).

-2 كل يوم حكاية (28 جزءاً)، دار طلاس – دمشق، بالاشتراك مع صلاح مقداد.

-3 لكل حكاية لعبة (100 قصة قصيرة)، دار طلاس – دمشق، 1994 م، بالاشتراك مع صلاح مقداد.

-4 شجرة ندى (مجموعة قصص قصيرة)، دار الفكر ودار الحافظ – دمشق، 1994 م، بالاشتراك مع صلاح مقداد.

-5 أحلى الحكايات (10 قصص)، دار يمان – عمَّان، بالاشتراك مع د. ملكة أبيض.

-6 سلاسل عديدة هي:

الحديقة المعلقة، قصص يحبها الجميع، يُحكى أنَّ، حكايات الجني المرح، حكايات السلحفاة، حكايات ملوّنة، روائع من القارات الخمس