6 - رعد عبد الواحد 

6 - رعد عبد الواحد 

يعتبر الفنان العراقي المتألق, " رعد عبد الواحد لازم " من أبرز الرسامين العرب و أكثرهم نشاطا في مجال رسوم كتب الأطفال و الناشئة على الساحة العربية و الدولية, لما يزيد عن الثلاثين سنة, إستطاع فيها أن يثري مكتبة الطفل بآلاف الإصدارات التربوية و الهادفة. و قد برهن في تجربته الفريدة هذه عن كفائته العالية في المزاوجة بين استخدام الريشة و المعالجة الحاسوبية على حد سواء.

ولد " رعد عبد الواحد " عام 1963 بالعاصمة العراقية بغداد. نشأ فيها و تتلمذ في مدارسها و تمكن من الظفر من جامعتها بشهادة البكاريوس في العلوم الفزيائية عام 1989. و على الرغم من تخصصه الأكاديمي البعيد كل بعد عن عالم الفن, فقد كانت موهبة صاحبنا هذا بارزة للمحيطين به. ففي منتصف الثمانينات, و خلال مزاولته للدراسة الجامعية, إستطاع الانضمام لدار ثقافة الأطفال, ذلك الصرح المعرفي الكبير الذي شكل ذاكرة جماعية غير قابلة للنسيان لأجيال السبعينات و الثمانينات و التسعينات. في هذه الدار استطاع العمل كرسام في مجلة " مجلتي" حيث قدم الكثير من القصص و الأشعار و الأغلفة بريشته الجميلة. كما استطاع تنمية خبرته من خلال احتكاكه بفنانين مرموقين, و قد شكل اقترانه برسامة كتب أطفال مميزة, دورا إيجابيا في استمراره في هذا المجال.

في أواخر التسعينات, انتقل رفقة عائلته للمملكة الهاشمية الأردنية, حيث عمل لمجلة الأطفال " لونا " و مجلة " وسام " كما عمل لصالح دور نشر أخرى كدار ألف باء ناشرون و دار المنهل التي زين لها الكثير من الكتب و القصص الموجهة للأطفال, إضافة إلى كتب المناهج المدرسية و الموسوعات المعرفية.

تواصل عطاء الفنان عبد الواحد لحساب دور نشر عربية مختلفة,لتشمل مجلة العربي الصغير في الكويت و دار مكتبة كل شيء الفلسطينية, و دار الهدى و العالم العربي الإمارتية, إضافة إلى دور نشر لبنانية و سعودية و أمريكية.

و على الرغم من كل هذه الأعمال المميزة و الممتدة على نحو من أربعة عقود, و التي أدخلت البسمة على وجوه الكثير من القراء الصغار, إلا أن هذا الرسام المتألق لايزال من أبرز المساهمين في الإرتقاء بجودة رسومات كتب الأطفال و الناشئة على الرغم من كل ذلك الاستخفاف و اللاحترافية التي باتت تشهدها منشورات كتب الأطفال, في زمن غلب عليه البعد التجاري للعديد من دور النشر على حساب المادة العلمية و الفنية المقدمة لأجيال المستقبل. 

للأسف الشديد, تعذر علينا حصر أعماله في الوقت الراهن. لكن سنسعى لذلك مستقبلا إن شاء الله.