5 - Pixi-Bücher 

5 - Pixi-Bücher 

نحط الرحال , اليوم, في قلب أوروبا للحديث عن واحدة من السلاسل التي لاقت رواجا كبيرا في العالم و بالخصوص في ألمانيا و ما جاورها من البلدان الإسكندنافية. فعلى الرغم من صغر حجم كتيبات بيكسي - Pixi-Bücher - , إلا أن أثرها على جمهور عريض من القراء لا يمكن نكرانه.

يعود تاريخ هذه السلسلة الجميلة, كغيرها من السلاسل السالفة الذكر إلى العصر الذهبي للرسم. فقد ظهرت أولا عام 1948 في كندا ثم سرعان ما انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية . و قد وصلت لأوروبا عن طريق الناشر الدنماركي - Per Carlsen – الذي عثر على هذه السلسلة في رحلته إلى أمريكا. ولم يتوانى في إبرام اتفاقية, استطاع بموجبها شراء جميع الحقوق من الناشر الكندي Collins في مدينة تورنتو. و كان هذا الناشر الدنماركي قد قطع عهدا على نفسه ببيع الملايين من كتب الأطفال بأسعار مغرية و بلغات مختلفة.

في عام 1953 استطاع Per Carlsen تأسيس دار Carlsen Verlag في مدينة هامبورغ الألمانية كفرع جديد لمؤسسته الدنماركية. و بعد شهور قليلة و في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب قدم لأول مرة عينة عن سلسلة كتيبات بيكسي التي يبدو أنها نالت إعجاب الزوار. فعلى عكس القارئ الدنماركي الذي كان ينظر لهذه الكتيبات بعين الريبة و على الرغم من النظرة الاحتقارية التي كان يطلقها أصحاب محلات بيع الكتب لهذه السلسلة, إلا أنها استطاعت تحقيق رقم هائل من المبيعات خلال السنة الأولى لظهورها. فقد تم توزيع أكثر من 100.000 كتيب.

قامت دار Carlsen Verlag باصدار ما يزيد عن 2000 عنوان و وصلت مبيعاتها من هذه السلسلة, المستمرة ليومنا هذا, لحوالي .500.000.000 نسخة. و يبدو أن الناشر الألماني اعتمد في بداياته على ترجمة السلاسل الكندية و الأمريكية و نشرها ضمن هذه السلسلة. حيث نلاحظ أن سلسلة Junior Elf Books الصادرة عن دار Rand Mcnally الأمريكية - و التي تحدثنا عنها في مقال سابق - قد نقلت بأعداد كبيرة للألمانية. لكن في السنوات الأخيرة صارت الكتيبات ألمانية الأصل, إذ اعتمد الناشر على رسامين و كتاب ألمان لإعطاء دفعة جديدة لهذه السلسلة الجميلة.

من حسن حظ القارئ العربي أن دار ربيع السورية, قامت بترجمة حوالي 80 عددا للغة العربية من الكتيبات الحديثة و ظهرت ابتداءا من عام 2010. لكن الناشر العربي ارتكب نفس الخطأ الذي ارتكبه الناشر الدنماركي الذي كان يبيع تلك الكتيبات كسلاسل مدمجة ... حيث لا يمكن للزبون اقتناء كتب منفردة بل السلسلة كاملة. هذا الأمر الذي جعل القراء الدنماركيين لا يقبلون على اقتنائها هو واحد من الأسباب التي تجعل القارئ العربي يعزف عنها أيضا.

إضافة إلى هذا, يمكن القول أن دار ربيع للنشر لم تقم بمراعاة الثقافة العربية في ترجماتها, حيث نلاحظ الكثير من التجاوزات التي لا يمكن للأباء و الأمهات أن يرضونها لأبنائهم. و قد سبق لنا الإشارة لقصة النجوم الذهبية من مجموعة قصص مشوقة. حيث سجلنا باندهاش ذالك الكرم و الطيبة التي أبدتها بطلة القصة حين أدى بها الأمر إلى اهداء ملابسها الداخلية و البقاء عارية – و إن كان في الظلام.

ظهرت سلاسل بيكسي بعدة لغات كالنروجية و السويدية و الهولندية و البولونية و الفلندية و المجرية و الصربية و اليابانية فضلا عن العربية و الانجليزية و الدنماركية. و قد عثرت قبل أسابيع على بعض الأعداد باللغة الفرنسية في إحدى مكتبات ضواحي الجزائر العاصمة.