الحَمْدُ للهِ ذِي الجَلالِ والإِكْرام، الَّذِي أَعَزَّنا بِالإِسْلام، وأَكْرَمَنا بِالإِيمان، ونَوَّرَ قُلُوبَنا بالقرآن، وجعلنا خير أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتنصح لله.
الحَمْدُ للهِ ذِي الجَلالِ والإِكْرام، الَّذِي أَعَزَّنا بِالإِسْلام، وأَكْرَمَنا بِالإِيمان، ونَوَّرَ قُلُوبَنا بالقرآن، وجعلنا خير أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتنصح لله.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.... ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.... ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فموضوع اليوم بإذن الله تعالى الدين النصيحة. فالنصيحةُ واجبةٌ على كلِّ مسلم، فينصَح لنفسِه ولغيره ، ومن قام بالنصيحة وتجرَّد لله وبذَل جهدَه فيها بالصّدق مع الله فحَقُّه الإكرام والدعاء والثناء، قال الحسن البصري رحمه الله: "مَا زال للهِ نُصحاءُ ينصَحون لله في عبادِه فيما بينهم، وينصحون لعبادِ الله في حقِّه، ويعمَلون لله في الأرضِ بالنّصيحة، أولئك خُلفاءُ الله في الأرض". ومن أعرضَ عن نصيحةٍ سديدة قُدِّمَت لَه ندِمَ، ومن أسباب سعادةِ المجتمَع حُبُّ النصيحة والعمل بها؛ وانتشارُ النصح؛ ومحبة الناصحين. قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} المائدة.
فموضوع اليوم بإذن الله تعالى الدين النصيحة. فالنصيحةُ واجبةٌ على كلِّ مسلم، فينصَح لنفسِه ولغيره ، ومن قام بالنصيحة وتجرَّد لله وبذَل جهدَه فيها بالصّدق مع الله فحَقُّه الإكرام والدعاء والثناء، قال الحسن البصري رحمه الله: "مَا زال للهِ نُصحاءُ ينصَحون لله في عبادِه فيما بينهم، وينصحون لعبادِ الله في حقِّه، ويعمَلون لله في الأرضِ بالنّصيحة، أولئك خُلفاءُ الله في الأرض". ومن أعرضَ عن نصيحةٍ سديدة قُدِّمَت لَه ندِمَ، ومن أسباب سعادةِ المجتمَع حُبُّ النصيحة والعمل بها؛ وانتشارُ النصح؛ ومحبة الناصحين. قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} المائدة.
عباد الله، إنّ مِن فضل الله على عباده أن وضَع لهم مع نُصحِ الناصحين دلائلَ وأسبابًا تعِظُ النفسَ وتُحيِي القلب، فالقرآنُ والسنّة منبعا النصح والموعظة، قال عزّ وجلّ: {وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِه} البقرة.
عباد الله، إنّ مِن فضل الله على عباده أن وضَع لهم مع نُصحِ الناصحين دلائلَ وأسبابًا تعِظُ النفسَ وتُحيِي القلب، فالقرآنُ والسنّة منبعا النصح والموعظة، قال عزّ وجلّ: {وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِه} البقرة.
أخوانى في الله موضوع دقيق في حياة المسلمين ، وهو النصح . لقد شاءت حكمة الله أن نأتي إلى الدنيا تباعاً ، وأن نغادرها تباعاً ، وكان من الممكن أن نأتي إلى الدنيا دفعة واحدة جميعاً ، وأن نموت جميعاً ، ولكن حكمة الله البالغة حينما جاء بنا إلى الدنيا تباعاً ليستفيد بعضنا من بعض .
أخوانى في الله موضوع دقيق في حياة المسلمين ، وهو النصح . لقد شاءت حكمة الله أن نأتي إلى الدنيا تباعاً ، وأن نغادرها تباعاً ، وكان من الممكن أن نأتي إلى الدنيا دفعة واحدة جميعاً ، وأن نموت جميعاً ، ولكن حكمة الله البالغة حينما جاء بنا إلى الدنيا تباعاً ليستفيد بعضنا من بعض .
الإنسان أيها الأخوة خلال عمره الطويل تتراكم عنده الخبرات ، وتتراكم عنده المعارف، وتتراكم عنده التجارب ، تعلمه الحياة الشيء الكثير ، الوقائع تعلمه ، والنصوص تعلمه ، والمواعظ تعلمه ، والتعليم أحد أسباب نماء هذه الخبرات ، لئلا يبدأ كل منا من الصفر ، قد تنقضي الحياة ولا يحصل الإنسان بخبراته الشخصية ، من تجاربه الذاتية إلا النذر اليسير، ولكن يأتي ابن من أبٍ له تجارب ، له خبرات ، له معارف ، هذه التجارب ، وتلك الخبرات ، وهذه المعارف يلقنها لابنه بكلمات معدودة ، لذلك من فضل الله على الإنسان أنه علمه البيان :﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ الرحمن، لذلك سيدنا جرير بن عبد الله قال:(أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وقلت : يا رسول الله أُبَايِعُكَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَشَرَطَ عَلَيَّ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، فَبَايَعْتُهُ عَلَى هَذَا وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ إِنِّي لَنَاصِحٌ لَكُمْ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ)متفق عليه .
الإنسان أيها الأخوة خلال عمره الطويل تتراكم عنده الخبرات ، وتتراكم عنده المعارف، وتتراكم عنده التجارب ، تعلمه الحياة الشيء الكثير ، الوقائع تعلمه ، والنصوص تعلمه ، والمواعظ تعلمه ، والتعليم أحد أسباب نماء هذه الخبرات ، لئلا يبدأ كل منا من الصفر ، قد تنقضي الحياة ولا يحصل الإنسان بخبراته الشخصية ، من تجاربه الذاتية إلا النذر اليسير، ولكن يأتي ابن من أبٍ له تجارب ، له خبرات ، له معارف ، هذه التجارب ، وتلك الخبرات ، وهذه المعارف يلقنها لابنه بكلمات معدودة ، لذلك من فضل الله على الإنسان أنه علمه البيان :﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ الرحمن، لذلك سيدنا جرير بن عبد الله قال:(أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وقلت : يا رسول الله أُبَايِعُكَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَشَرَطَ عَلَيَّ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، فَبَايَعْتُهُ عَلَى هَذَا وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ إِنِّي لَنَاصِحٌ لَكُمْ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ)متفق عليه .
عباد الله لَقَدْ كانَ لَنا في رَسُولِ اللهِ وصَحابَتِهِ الكِرامِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فَعَلَيْنا بِالتَّناصُحِ والتَّواصِي بِتَقْوَى اللهِ العَظِيمِ والعَمَلِ بِأَوامِرِهِ وٱجْتِنابِ ما حَرَّمَ وقَبُولِ النَّصِيحَةِ فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ (الدِّينُ النَّصِيحَةُ قِيلَ لِمَنْ فَقالَ للهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسُولِهِ ولِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ ).
عباد الله لَقَدْ كانَ لَنا في رَسُولِ اللهِ وصَحابَتِهِ الكِرامِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فَعَلَيْنا بِالتَّناصُحِ والتَّواصِي بِتَقْوَى اللهِ العَظِيمِ والعَمَلِ بِأَوامِرِهِ وٱجْتِنابِ ما حَرَّمَ وقَبُولِ النَّصِيحَةِ فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ (الدِّينُ النَّصِيحَةُ قِيلَ لِمَنْ فَقالَ للهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسُولِهِ ولِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ ).
قال الإمام النووي رحمه الله: مَدارُ الدّين على حديث: الدين النصيحة. والنصيحة دأْبُ الأنبياء والمرسَلين، قال نوحٌ عليه السلام لقومه: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ} الأعراف، وقال هود عليه السلام: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِين} الأعراف، وقال صالحٌ عليه السلام: {يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ} الأعراف، وقال شعيبٌ عليه السلام: {يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ} الأعراف. وبعث الله موسى لتذكيرِ الناس ونصحهم وإنذارهم، قال عزّ وجلّ: {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون}القصص. ومن أخصِّ صفاتِ نبيِّنا محمّد صلى الله عليه وسلم أنّه مُذكِّر ناصح، قال الله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّر} الغاشية. قال عليٌّ رضي الله عنه: "كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُنا فيُذكِّرُنا بأيام الله". وهي من عباداتِ الصالحين، قال سُبحانه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم} لقمان. وامتَثَلها الصحابةُ في حَياتهم، فكان عمر رضي الله عنه يقول لأبي موسى رضي الله عنه: ذكِّرنا ربَّنا، فيقرأ عنده القرآن. وكان ابن مسعودٍ رضي الله عنه يقول: "أتخوَّلُكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بها" واشترَط النبيُّ صلى الله عليه وسلم على من أسلَمَ مِن الصحابةِ فعلَ هذه العِبادة، وهذا يعني أنَّ النصيحة من الحقوق الواجبة بين المسلمين، قال جريرٌ رضي الله عنه: "بايَعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فاشتَرط عليَّ النصحَ لكلِّ مسلم". وإنَّ من خصالِ الإيمان الواجبة حبُّ الخير للمسلمين، والخوفُ عليهم من السيِّئات والعقوباتِ، قال عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمِن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه» صحيح البخاري. قال الإمام الذهبيّ رحمه الله: "من لم ينصَح لله وللأئمّة وللعامّة كان ناقصَ الدين".
قال الإمام النووي رحمه الله: مَدارُ الدّين على حديث: الدين النصيحة. والنصيحة دأْبُ الأنبياء والمرسَلين، قال نوحٌ عليه السلام لقومه: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ} الأعراف، وقال هود عليه السلام: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِين} الأعراف، وقال صالحٌ عليه السلام: {يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ} الأعراف، وقال شعيبٌ عليه السلام: {يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ} الأعراف. وبعث الله موسى لتذكيرِ الناس ونصحهم وإنذارهم، قال عزّ وجلّ: {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون}القصص. ومن أخصِّ صفاتِ نبيِّنا محمّد صلى الله عليه وسلم أنّه مُذكِّر ناصح، قال الله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّر} الغاشية. قال عليٌّ رضي الله عنه: "كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُنا فيُذكِّرُنا بأيام الله". وهي من عباداتِ الصالحين، قال سُبحانه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم} لقمان. وامتَثَلها الصحابةُ في حَياتهم، فكان عمر رضي الله عنه يقول لأبي موسى رضي الله عنه: ذكِّرنا ربَّنا، فيقرأ عنده القرآن. وكان ابن مسعودٍ رضي الله عنه يقول: "أتخوَّلُكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بها" واشترَط النبيُّ صلى الله عليه وسلم على من أسلَمَ مِن الصحابةِ فعلَ هذه العِبادة، وهذا يعني أنَّ النصيحة من الحقوق الواجبة بين المسلمين، قال جريرٌ رضي الله عنه: "بايَعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فاشتَرط عليَّ النصحَ لكلِّ مسلم". وإنَّ من خصالِ الإيمان الواجبة حبُّ الخير للمسلمين، والخوفُ عليهم من السيِّئات والعقوباتِ، قال عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمِن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه» صحيح البخاري. قال الإمام الذهبيّ رحمه الله: "من لم ينصَح لله وللأئمّة وللعامّة كان ناقصَ الدين".
عباد الله إنّ النصيحة تُصلِح المجتمعَ، وتَجلِبُ له الأُلفة، وتُبعِدُ عنه الغِيبة، وهي من الأعمالِ الدالّة على صفاء السّريرة، قال الفضيل رحمه الله: "ما أدرَك عندَنا من أدرَك بكثرةِ الصلاة والصيام، وإنما أدرَك عندَنا بسخاءِ الأنفس وسلامةِ الصدور والنصح للأمّة، وأنصحُ الناس لك من خاف الله فيك". وكان السلفُ يحبُّون من يُبصِّرهم بعيُوبهم، قال مِسعَرُ بن كِدام رحمه الله: "رحِم الله من أهدَى إليَّ عُيوبي في سرٍّ بيني وبينه". ولا غنى لأحدٍ عن التذكير، فإن كان المنصوحُ ذا خيرٍ عمَّ خيرُهُ. وقد أشارَ عمر رضي الله عليه وسلم على أبي بكرٍ رضي الله عنه بجمعِ القرآن، فجمَعَه فانتفعت الأمة برأيه.
عباد الله إنّ النصيحة تُصلِح المجتمعَ، وتَجلِبُ له الأُلفة، وتُبعِدُ عنه الغِيبة، وهي من الأعمالِ الدالّة على صفاء السّريرة، قال الفضيل رحمه الله: "ما أدرَك عندَنا من أدرَك بكثرةِ الصلاة والصيام، وإنما أدرَك عندَنا بسخاءِ الأنفس وسلامةِ الصدور والنصح للأمّة، وأنصحُ الناس لك من خاف الله فيك". وكان السلفُ يحبُّون من يُبصِّرهم بعيُوبهم، قال مِسعَرُ بن كِدام رحمه الله: "رحِم الله من أهدَى إليَّ عُيوبي في سرٍّ بيني وبينه". ولا غنى لأحدٍ عن التذكير، فإن كان المنصوحُ ذا خيرٍ عمَّ خيرُهُ. وقد أشارَ عمر رضي الله عليه وسلم على أبي بكرٍ رضي الله عنه بجمعِ القرآن، فجمَعَه فانتفعت الأمة برأيه.
فما معنى النصيحة: النَّصِيحَةُ كَلِمَةٌ جامِعَةٌ تَتَضَمَّنُ قِيامَ الناصِحِ لِلْمَنْصُوحِ لَهُ بِوُجُوهِ الخَيْرِ وإِرادَةً الخير له.
فما معنى النصيحة: النَّصِيحَةُ كَلِمَةٌ جامِعَةٌ تَتَضَمَّنُ قِيامَ الناصِحِ لِلْمَنْصُوحِ لَهُ بِوُجُوهِ الخَيْرِ وإِرادَةً الخير له.
وكيف أنصح وبمن أبدأ مدارنا على هذا حديث رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حيث قالَ (الدِّينُ النَّصِيحَةُ قِيلَ لِمَنْ فَقالَ للهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسُولِهِ ولِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ ) مسلم.
وكيف أنصح وبمن أبدأ مدارنا على هذا حديث رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حيث قالَ (الدِّينُ النَّصِيحَةُ قِيلَ لِمَنْ فَقالَ للهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسُولِهِ ولِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ ) مسلم.
- فَالنَّصِيحَةُ للهِ تَبارَكَ وتَعالى تَوْحِيدُهُ وَوَصْفُهُ بِصِفاتِ الكَمالِ والجَلالِ اللاَّئِقَةِ بِهِ وتَنْزِيهُهُ عَمّا يُضادُّها ويُخالِفُها وتَجَنُّبُ مَعاصِيهِ والقِيامُ بِطاعاتِهِ وما يُحِبُّهُ بِوَصْفِ الإِخْلاصِ والحُبُّ فِيهِ والبُغْضُ فِيهِ والدُّعاءُ إِلى ذَلِكَ والحَثُّ عَلَيْه أنه المستحق لصرف جميع أنواع العبادة له وحده - سبحانه - دون سواه؛ إذ لا معبود بحقٍّ إلا الله، وبالإيمان بما وصَف به نفسَه وما وصفَه به نبيُّه - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ ولا تكييفٍ ولا تمثيل، وأنه لا نِدَّ له ولا سمِيَّ ولا شبيه، ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ الشورى، وبالخضوع له ظاهرًا وباطنًا، وبتقديم حقه - سبحانه -، وبالرغبة في محابِّه بفعل مراضيه، والرهبة من سخَطِه بترك معاصيه، وبالاجتهاد في ردِّ العُصاة إليه..
- فَالنَّصِيحَةُ للهِ تَبارَكَ وتَعالى تَوْحِيدُهُ وَوَصْفُهُ بِصِفاتِ الكَمالِ والجَلالِ اللاَّئِقَةِ بِهِ وتَنْزِيهُهُ عَمّا يُضادُّها ويُخالِفُها وتَجَنُّبُ مَعاصِيهِ والقِيامُ بِطاعاتِهِ وما يُحِبُّهُ بِوَصْفِ الإِخْلاصِ والحُبُّ فِيهِ والبُغْضُ فِيهِ والدُّعاءُ إِلى ذَلِكَ والحَثُّ عَلَيْه أنه المستحق لصرف جميع أنواع العبادة له وحده - سبحانه - دون سواه؛ إذ لا معبود بحقٍّ إلا الله، وبالإيمان بما وصَف به نفسَه وما وصفَه به نبيُّه - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ ولا تكييفٍ ولا تمثيل، وأنه لا نِدَّ له ولا سمِيَّ ولا شبيه، ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ الشورى، وبالخضوع له ظاهرًا وباطنًا، وبتقديم حقه - سبحانه -، وبالرغبة في محابِّه بفعل مراضيه، والرهبة من سخَطِه بترك معاصيه، وبالاجتهاد في ردِّ العُصاة إليه..
- والنَّصِيحَةُ لِكِتابِهِ الإِيمانُ بِهِ وتَعْظِيمُهُ وتَنْزِيهُهُ وتِلاوَتُهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ والوُقُوفُ مَعَ أَوامِرِهِ ونَواهِيهِ وتَفَهُّمُ عُلُومِهِ وأَمْثالِهِ وتَدَبُّرُ ءاياتِهِ والدُّعاءُ إِلَيْهِ وذَبُّ تَحْرِيفِ الغالِينَ وطَعْنُ الْمُلْحِدِينَ ، وذبِّ تحريف الغالين عنه وانتحال المُبطِلين وتأويل الجاهلين وكذلك بتعلُّمه وتعليمه والعمل به وبما أنزل الله فيه، وبإقامة حروفه، وحفظ حدوده.
- والنَّصِيحَةُ لِكِتابِهِ الإِيمانُ بِهِ وتَعْظِيمُهُ وتَنْزِيهُهُ وتِلاوَتُهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ والوُقُوفُ مَعَ أَوامِرِهِ ونَواهِيهِ وتَفَهُّمُ عُلُومِهِ وأَمْثالِهِ وتَدَبُّرُ ءاياتِهِ والدُّعاءُ إِلَيْهِ وذَبُّ تَحْرِيفِ الغالِينَ وطَعْنُ الْمُلْحِدِينَ ، وذبِّ تحريف الغالين عنه وانتحال المُبطِلين وتأويل الجاهلين وكذلك بتعلُّمه وتعليمه والعمل به وبما أنزل الله فيه، وبإقامة حروفه، وحفظ حدوده.
- والنَّصِيحَةُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم قَرِيبٌ مِنْ ذَلِكَ بِالإِيمانِ بِهِ وبِما جاءَ بِهِ وتَوْقِيرُهُ وتَبْجِيلُهُ والتَّمَسُّكُ بِطاعَتِهِ وإِحْياءُ سُنَّتِهِ ونَشْرُها ومُعاداةُ مَنْ عاداهُ وعاداها ومُوالاةُ مَنْ والاهُ ووالاهَا والتَّخَلُّقُ بِأَخْلاقِهِ والتَّأَدُّبُ بِآدابِهِ ، فمحبته وطاعته ونصرته واتباع هديه وإحياء سنته تعلُّمًا وتعليمًا وعملاً، وبالاقتداء به في أقواله وأفعاله وتقديم هديه على قول غيره كائنًا من كان، ونبذ الابتداع في دينه ومَحَبَّةُ ءالِهِ وصَحابَتِهِ ونَحْوُ ذَلِك.
- والنَّصِيحَةُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم قَرِيبٌ مِنْ ذَلِكَ بِالإِيمانِ بِهِ وبِما جاءَ بِهِ وتَوْقِيرُهُ وتَبْجِيلُهُ والتَّمَسُّكُ بِطاعَتِهِ وإِحْياءُ سُنَّتِهِ ونَشْرُها ومُعاداةُ مَنْ عاداهُ وعاداها ومُوالاةُ مَنْ والاهُ ووالاهَا والتَّخَلُّقُ بِأَخْلاقِهِ والتَّأَدُّبُ بِآدابِهِ ، فمحبته وطاعته ونصرته واتباع هديه وإحياء سنته تعلُّمًا وتعليمًا وعملاً، وبالاقتداء به في أقواله وأفعاله وتقديم هديه على قول غيره كائنًا من كان، ونبذ الابتداع في دينه ومَحَبَّةُ ءالِهِ وصَحابَتِهِ ونَحْوُ ذَلِك.
- والنَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ أَيْ لِخُلَفائِهِمْ وقادَتِهِمْ مُعاوَنَتُهُمْ عَلَى الحَقِّ وطاعَتُهُمْ فِيهِ وتَنْبِيهُهُمْ وتَذْكِيرُهُمْ في رِفْقٍ ولُطْفٍ ومُجانَبَةُ الخُرُوجِ عَلَيْهِمْ والدُّعاءُ لَهُمْ بِالتَّوْفِيقِ وحَثُّ الأَغْيارِ عَلَى ذَلِك.
- والنَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ أَيْ لِخُلَفائِهِمْ وقادَتِهِمْ مُعاوَنَتُهُمْ عَلَى الحَقِّ وطاعَتُهُمْ فِيهِ وتَنْبِيهُهُمْ وتَذْكِيرُهُمْ في رِفْقٍ ولُطْفٍ ومُجانَبَةُ الخُرُوجِ عَلَيْهِمْ والدُّعاءُ لَهُمْ بِالتَّوْفِيقِ وحَثُّ الأَغْيارِ عَلَى ذَلِك.
- والنَّصِيحَةُ لِعامَّةِ الْمُسْلِمِينَ وهُمْ ها هُنا مَنْ عَدَا أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ إِرْشادُهُمْ إِلى مَصالِحِهِمْ وتَعْلِيمُهُمْ أُمُورَ دِينِهِمْ ودُنْياهُمْ وسَتْرُ عَوْراتِهِمْ وسَدُّ خَلَّاتِهِمْ ونُصْرَتُهُمْ عَلى أَعْدائِهِمْ والدفاع عَنْهُمْ ومُجَانَبَةُ الغِشِّ والحَسَدِ لَهُمْ وأَنْ يُحِبَّ لَهُمْ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ويَكْرَهَ لَهُمْ ما يَكْرَهُهُ لِنَفْسِهِ وما شابَهَ ذَلِكَ انْتَهَى كَلامُهُ أَسْأَلُ اللهَ الكَرِيمَ أَنْ يُوَفِّقَنا لِذَلِك.
- والنَّصِيحَةُ لِعامَّةِ الْمُسْلِمِينَ وهُمْ ها هُنا مَنْ عَدَا أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ إِرْشادُهُمْ إِلى مَصالِحِهِمْ وتَعْلِيمُهُمْ أُمُورَ دِينِهِمْ ودُنْياهُمْ وسَتْرُ عَوْراتِهِمْ وسَدُّ خَلَّاتِهِمْ ونُصْرَتُهُمْ عَلى أَعْدائِهِمْ والدفاع عَنْهُمْ ومُجَانَبَةُ الغِشِّ والحَسَدِ لَهُمْ وأَنْ يُحِبَّ لَهُمْ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ويَكْرَهَ لَهُمْ ما يَكْرَهُهُ لِنَفْسِهِ وما شابَهَ ذَلِكَ انْتَهَى كَلامُهُ أَسْأَلُ اللهَ الكَرِيمَ أَنْ يُوَفِّقَنا لِذَلِك.
طريقة النصح:
طريقة النصح:
- إذا نصحت فابدأ بأساسيات الدين ، ثم بيّن بعد ذلك طاعته ومعصيته ، يجب أن تعطي الطاعة قيمتها ، وأن تبين فى المعصية خطورتها .
- إذا نصحت فابدأ بأساسيات الدين ، ثم بيّن بعد ذلك طاعته ومعصيته ، يجب أن تعطي الطاعة قيمتها ، وأن تبين فى المعصية خطورتها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا)، وقال أيضاً :(إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ) مسلم ، هم لم يهلكوا ، هو الذي أهلكَهم ، وفي رواية فهو أهلكُهم أي هو أشدهم هلاكاً . المعنى الأول هو الذي توهم أنهم هالكون ، أو هو الذي يُعدّ عند الله أشدهم هلاكاً .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا)، وقال أيضاً :(إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ) مسلم ، هم لم يهلكوا ، هو الذي أهلكَهم ، وفي رواية فهو أهلكُهم أي هو أشدهم هلاكاً . المعنى الأول هو الذي توهم أنهم هالكون ، أو هو الذي يُعدّ عند الله أشدهم هلاكاً .
- لين جانبك ، أنك تألف وتؤلف ، أحبك الناس ، أقبل عليك الناس ، بسبب اللين ، لين العريكة ، ولين الأخلاق ، وسماحة النفس ، وهذه بسبب الرحمة التي استقرت في قلبك ، ولو لم تكن هذه الرحمة في قلبك ، لو نُزعت هذه الرحمة من قلبك ، لكنت فظاً غليظ القلب ، عندئذ ينفض الناس من حولك قال الله تعالى لرسوله ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ آل عمران.
- لين جانبك ، أنك تألف وتؤلف ، أحبك الناس ، أقبل عليك الناس ، بسبب اللين ، لين العريكة ، ولين الأخلاق ، وسماحة النفس ، وهذه بسبب الرحمة التي استقرت في قلبك ، ولو لم تكن هذه الرحمة في قلبك ، لو نُزعت هذه الرحمة من قلبك ، لكنت فظاً غليظ القلب ، عندئذ ينفض الناس من حولك قال الله تعالى لرسوله ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ آل عمران.
- إن النصيحة لن تكون بالغةً مبلغها في التأثير إلا حين يكون الناصحُ صادقًا مخلِصًا لله في نُصحه، عظيم الشفقة على خلقه، مُريدًا لهم الخير بتجنيبهم أسباب الهَلَكة، دالاًّ لهم على سُبل النجاة، حكيمًا عليمًا بأولويات الأمور فلا يُقدِّم ما حقُّه التأخير، ولا يُؤخِّر ما حقُّه التقديم، قادرًا على الموازنة الدقيقة بين المصالح والمفاسد، والمنافع والمضارّ، والعاجِل والآجِل، لا سيَّما في النوازِل، وحين يتعلَّق الأمر بقضايا كبرى، وما تعمُّ به البلوى، وتعظُم آثارُه، وتتسِع أبعادُه.
- إن النصيحة لن تكون بالغةً مبلغها في التأثير إلا حين يكون الناصحُ صادقًا مخلِصًا لله في نُصحه، عظيم الشفقة على خلقه، مُريدًا لهم الخير بتجنيبهم أسباب الهَلَكة، دالاًّ لهم على سُبل النجاة، حكيمًا عليمًا بأولويات الأمور فلا يُقدِّم ما حقُّه التأخير، ولا يُؤخِّر ما حقُّه التقديم، قادرًا على الموازنة الدقيقة بين المصالح والمفاسد، والمنافع والمضارّ، والعاجِل والآجِل، لا سيَّما في النوازِل، وحين يتعلَّق الأمر بقضايا كبرى، وما تعمُّ به البلوى، وتعظُم آثارُه، وتتسِع أبعادُه.
- وأن يأخذ نفسَه بالرِّفق في نُصحه وفي شأنه كله، كما قال نبي الرحمة - صلوات الله وسلامه عليه -: «ما يكون في شأنٍ إلا زانَه، وما نُزِع من شيءٍ إلا شانَه»؛ أخرجه مسلم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق في الأمر كله».
- وأن يأخذ نفسَه بالرِّفق في نُصحه وفي شأنه كله، كما قال نبي الرحمة - صلوات الله وسلامه عليه -: «ما يكون في شأنٍ إلا زانَه، وما نُزِع من شيءٍ إلا شانَه»؛ أخرجه مسلم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق في الأمر كله».
- تخير المكان والزمان للنصيحة حتى لا تنقلب إلى فضيحة، وعندما يجهر بها في المجالس، وتشاع في المجامع، وتعلن بالصوت المرتفع، وتجبه بالأسلوب السيئ البغيض المنفر، فإن كنت مؤمناً مخلصاً في محبتك لإخوانك فاستر عليهم قصورهم وعيوبهم، فإن سترك عليهم مظنة قبولهم منك، وإن سترك عليهم عون لهم على الإقلاع عن الذنوب، أما التجرؤ بهتك أستار الناس والتلفظ بمعايبهم على سبيل التنقص والتعيير فليس من النصيحة في شيء،
- تخير المكان والزمان للنصيحة حتى لا تنقلب إلى فضيحة، وعندما يجهر بها في المجالس، وتشاع في المجامع، وتعلن بالصوت المرتفع، وتجبه بالأسلوب السيئ البغيض المنفر، فإن كنت مؤمناً مخلصاً في محبتك لإخوانك فاستر عليهم قصورهم وعيوبهم، فإن سترك عليهم مظنة قبولهم منك، وإن سترك عليهم عون لهم على الإقلاع عن الذنوب، أما التجرؤ بهتك أستار الناس والتلفظ بمعايبهم على سبيل التنقص والتعيير فليس من النصيحة في شيء،
- احذر من النصيحة لشخص على الملأ رءوس الأشهاد، والمعلن للأخطاء في المحافل والمجامع، والمكرر لهذا الفعل في سائر أوقاته وأحواله يرتكب أموراً تؤدى إلى المفاسد فالنصيحة للفرد على الملأ فضيحة .
- احذر من النصيحة لشخص على الملأ رءوس الأشهاد، والمعلن للأخطاء في المحافل والمجامع، والمكرر لهذا الفعل في سائر أوقاته وأحواله يرتكب أموراً تؤدى إلى المفاسد فالنصيحة للفرد على الملأ فضيحة .
محاذير يقع ُ فيها الناصحون وفيها نصائح للناصحين:
محاذير يقع ُ فيها الناصحون وفيها نصائح للناصحين:
* سوء الظن بالمسلمين: لأن هذا هو المذهب الذي يدفعه إلى ما بعده، والله جل وعلا قد قال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ ) الحجرات، وفي الحديث المتفق عليه من رواية أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ »
* سوء الظن بالمسلمين: لأن هذا هو المذهب الذي يدفعه إلى ما بعده، والله جل وعلا قد قال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ ) الحجرات، وفي الحديث المتفق عليه من رواية أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ »
* التجسس :لأن سوء الظن يدفعه إلى أن يتحقق بزعمه، فيبحث مستمعاً متنصتاً، أو ناظراً متجسساً، أو باحثاً متعقباً عن عورات المسلمين وعن سقطاتهم وعن فلتات كلماتهم، بل ربما تجرأ فدخل بكلامه إلى داخل قلوبهم وإلى خبايا نياتهم، والله جل وعلا قال:(وَلا تَجَسَّسُوا ) الحجرات، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا إِخْوَانًا » رواه البخاري
* التجسس :لأن سوء الظن يدفعه إلى أن يتحقق بزعمه، فيبحث مستمعاً متنصتاً، أو ناظراً متجسساً، أو باحثاً متعقباً عن عورات المسلمين وعن سقطاتهم وعن فلتات كلماتهم، بل ربما تجرأ فدخل بكلامه إلى داخل قلوبهم وإلى خبايا نياتهم، والله جل وعلا قال:(وَلا تَجَسَّسُوا ) الحجرات، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا إِخْوَانًا » رواه البخاري
* الوقوع فى الغيبة :وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغيبة، كما في صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ« أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ». قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.قَالَ « ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ».قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ « إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ ».
* الوقوع فى الغيبة :وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغيبة، كما في صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ« أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ». قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.قَالَ « ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ».قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ « إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ ».
فليست الغيبة أن تقول شيئاً في حقيقته كذب، بل الغيبة أن تقول شيئاً صحيحاً، لكنك تخالف بإشاعة هذا الأمر، ولا تجعل طريقك الصحيح بالنصح المباشر إلى الواقع في المنكر.
فليست الغيبة أن تقول شيئاً في حقيقته كذب، بل الغيبة أن تقول شيئاً صحيحاً، لكنك تخالف بإشاعة هذا الأمر، ولا تجعل طريقك الصحيح بالنصح المباشر إلى الواقع في المنكر.
* ترك الأمر القرآني في التثبت من الأقوال والأعمال والأحوال: فإن الله جل وعلا قد قال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات،وكثير من ناقلي هذه الأقوال إنما ينقلون أقوالاً لا خطام لها ولا زمام، فإن قلت له: هل سمعت بنفسك، أو رأيت بعينك؟ قال: بل قالوا! ويسند إلى مجاهيل لا تعلمهم، أو ثقات عنده، وحسبك بتوثيقهم أنهم مجروحون،
* ترك الأمر القرآني في التثبت من الأقوال والأعمال والأحوال: فإن الله جل وعلا قد قال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات،وكثير من ناقلي هذه الأقوال إنما ينقلون أقوالاً لا خطام لها ولا زمام، فإن قلت له: هل سمعت بنفسك، أو رأيت بعينك؟ قال: بل قالوا! ويسند إلى مجاهيل لا تعلمهم، أو ثقات عنده، وحسبك بتوثيقهم أنهم مجروحون،
وكما قال عمر بن عبد العزيز عندما بلّغه بعض الناس خبراً عن آخرين: إن كنت كاذباً فحسبك بالكذب إثماً، وإن كنت صادقاً فحسبك بالنميمة إثماً. فنقل الخبر على سبيل التنقص والتعيير وإشهار العيوب إنما هو من هذا الجانب.
وكما قال عمر بن عبد العزيز عندما بلّغه بعض الناس خبراً عن آخرين: إن كنت كاذباً فحسبك بالكذب إثماً، وإن كنت صادقاً فحسبك بالنميمة إثماً. فنقل الخبر على سبيل التنقص والتعيير وإشهار العيوب إنما هو من هذا الجانب.
* مخالفتهم لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بالستر على المسلمين: فأين نحن من هذا النداء الذي حضنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم على الستر، كما في الصحيحين (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِى حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
* مخالفتهم لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بالستر على المسلمين: فأين نحن من هذا النداء الذي حضنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم على الستر، كما في الصحيحين (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِى حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
* وقوعه في محظور آخر لا يليق بالمسلم، وقد تنزه عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبين فظاعته وحذر منه،وهو الفحش في القول؛ لأن كثيراً من الناس يقولون: فلان قال كذا وكذا، ثم ينقلون الألفاظ البذيئة، وقد يصفون الأفعال القبيحة، فهم بأنفسهم يقولون هذه المقالات، ويصفون هذه الأعمال التي لا ينبغي أن تكون على لسان المؤمن، ولا في مجامع المسلمين. فلا ينبغي أن توصف الفواحش وأن تذكر الأقوال البذيئة؛ هذا مما ينبغي أن تصان عنه المجالس .وأن تحمى منه القلوب والنفوس، والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم « مَهْ يَا عَائِشَةُ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ » وفي الصحيحين (لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ « إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقًا » .
* وقوعه في محظور آخر لا يليق بالمسلم، وقد تنزه عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبين فظاعته وحذر منه،وهو الفحش في القول؛ لأن كثيراً من الناس يقولون: فلان قال كذا وكذا، ثم ينقلون الألفاظ البذيئة، وقد يصفون الأفعال القبيحة، فهم بأنفسهم يقولون هذه المقالات، ويصفون هذه الأعمال التي لا ينبغي أن تكون على لسان المؤمن، ولا في مجامع المسلمين. فلا ينبغي أن توصف الفواحش وأن تذكر الأقوال البذيئة؛ هذا مما ينبغي أن تصان عنه المجالس .وأن تحمى منه القلوب والنفوس، والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم « مَهْ يَا عَائِشَةُ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ » وفي الصحيحين (لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ « إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقًا » .
نصائح للمنصحوين:
نصائح للمنصحوين:
* فاحذر أخى المسلم الكريم ولا تصم أُذنَيْك عن سماع النُّصح ولا تُعرض عن التذكير شأن كل مُستكبرٍ قال الله في حقه: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ البقرة،وقد جاء في كتاب الله بيان عاقبته فيما خصَّ الله من أنباء ما قد سبق من الأمم الهالكة وما نزل بهم من بأس الله نتيجة إعراضهم عن نُصح المرسلين ليكون عبرةً للمُعتبرين، وذكرى للذاكرين، وآيةً بيِّنةً على وَبال عاقبة كل من حادَّ الله، وصدَّ عن سبيله، وعادَى أولياءَه، وأصمَّ أُذنَيْه عن سماع النُّصح، ولم يستجِب للتذكير؛ بل تشبَّث بباطِله واتبع هواه وكان أمره فُرُطًا.
* فاحذر أخى المسلم الكريم ولا تصم أُذنَيْك عن سماع النُّصح ولا تُعرض عن التذكير شأن كل مُستكبرٍ قال الله في حقه: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ البقرة،وقد جاء في كتاب الله بيان عاقبته فيما خصَّ الله من أنباء ما قد سبق من الأمم الهالكة وما نزل بهم من بأس الله نتيجة إعراضهم عن نُصح المرسلين ليكون عبرةً للمُعتبرين، وذكرى للذاكرين، وآيةً بيِّنةً على وَبال عاقبة كل من حادَّ الله، وصدَّ عن سبيله، وعادَى أولياءَه، وأصمَّ أُذنَيْه عن سماع النُّصح، ولم يستجِب للتذكير؛ بل تشبَّث بباطِله واتبع هواه وكان أمره فُرُطًا.
وأنشد الأصمعى : النصح أرخص ما باع الرجالُ فلا ******ترد على ناصحٍ نصحاً ولا تلمِِ
وأنشد الأصمعى : النصح أرخص ما باع الرجالُ فلا ******ترد على ناصحٍ نصحاً ولا تلمِِ
ان النصائح لا تخفى فوائدها ******على الرجال ذوى الألباب والفهم
ان النصائح لا تخفى فوائدها ******على الرجال ذوى الألباب والفهم
فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي * فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ .
فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي * فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ .