الحمد لله مفضل الأماكن والأزمان بعضها على بعض، فاختص من أشهره رمضان ، واختار من أيامه العشر الأواخر، واصطفى من العشر الأواخر ليلة القدر، ووفق برحمته من يشاء من عباده فعرفوا قدر مواسم الخيرات، وعمروها بطاعة الله، وخذل من شاء بحكمته فعميت منهم القلوب والبصائر، وفرطوا في تلك المواسم فباءوا بالخسران.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم أجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آلة وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين، ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
الصيام فرض الله تعالى فى يوم الاثنين من شهر شعبان فى السنة الثانية من الهجرة المباركة وقت أن نزل قوله تعالى فى سورة البقرة(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) كما خصّ الله تعالى لهذه العبادة شهرا محددا فقال فى سورة البقرة أيضا (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) ، ثم هو من أعمدة الإسلام الخمس التى بنى عليها الإسلام فقد قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ " "رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ" .
فيا عباد الله هل أعددتم أنفسكم لهذا الشهر الكريم وما هى أدواتكم ،فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يستعدون لرمضان من شعبان بكثرة الصيام فى شعبان )وقد كان رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل ذلك ويقول ذاك شهر يغفل الناس عنه)"سنن بن ماجه وصححه الألبانى" ، وكذلك عوّد نفسك على قيام الليل حتى تستعد لقيام رمضان ، ولا تكونوا كالذين تسابقوا إلى رمضان بالأكل والشراب والزينة فالإسلام لا يمنع التمتع بألذ المأكولات ولكن لا يكن هذا همك وشغلك وابتعد عن الأفلام والمسلسلات فى هذا الشهر خاصة وباقى الشهور عامة فكثير من الناس لا يصلون القيام وإذا صلوا استعجلوا الإمام بالتخفيف ليس ذلك من أجل العمل أو مصلحة ضرورية ولكن من أجل مشاهدة الأفلام والمسلسلات وشرب الشيشة فاللهم سلم سلم يارب العالمين.
1 ـ ما معنى الصيام؟
ما معنى الصيام؟ :
الصيام، يطلق على الإمساك قال الله تعالى: (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا)مريم، أي إمساكا عن الكلام ، أما صيام رمضان هو الإمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، مع النية.
2 ـ لماذا نصوم؟
لا تجعل صيام رمضان عادة بل اجعل ذلك عبادة وصوموا ابتغاء مرضات الله وابتغاء وجه الله لقول رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه) "الألباني( صحيح ) رقم 6325 صحيح الجامع"
3 ـ الحكمة من الصيام:ـ
1. هو مراقبة الله عز وجل : وهو من أعظم القربات فقد يأكل العبد دون أن يراه أحد ولكن لا يفعل ذلك مخافة الله ولذلك قال تعالى فى الحديث القدسى على لسان رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" الصوم لى وأنا أجزى به) "الألباني( صحيح ) رقم 1907 صحيح الجامع" بالرغم من أن العبادات كلها لله فلماذا خص الصوم لأنه ليس فيه رياء.
2. اجتناب المعاصى: لقول رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الصيام جنة، فإذا كان أحدكم صائما، فلا يرفث، ولا يجهل، فإن أمرؤ قاتله، أو شاتمه فليقل، إني صائم، مرتين ) "الألباني( صحيح ) رقم 3877 صحيح الجامع" .
3. تقوية الإيمان: لأن الصوم نصف الصبر والبر نصف الإيمان إذا الصوم ربع الإيمان.
4. شعور الأغنياء بالفقراء: إذا جاع الغنى قد يتذكر الفقير وحاجته إلى الطعام فلا يعرف قيمة الشبع من لم يذق مرارة الجوع.
5. الصبر: يعوّد المسلم على الصبر فى جميع مصائب الحياة لأنه تربّى فى مدرسة الصوم.
6. توحيد الأمة الإسلامية فإنهم لا يتوحدون فى شئ إلا فى هذا الشهر فإنهم يصومون قبل آذان الفجر ويفطرون عند آذان المغرب فى وقت واحد وإن اختلفت التوقيتات.
4 ـ فضل الصيام:ـ
1) الصيام لله: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، ولا يجهل ، فإن شاتمه أحد، أو قاتله، فليقل: إني صائم، مرتين، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم، أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه ""الألباني( صحيح ) رقم 1907 صحيح الجامع"
2) الشفاعة: وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات، بالنهار، فشفعني فيه ، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه فيشفعان" "رواه أحمد بسند صحيح" .
3) ثوابه الجنة: وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن للجنة بابا، يقال له: الريان، يقال يوم القيامة: أين الصائمون؟ فإذا دخل آخرهم أغلق ذلك الباب ""الألباني( ضعيف) رقم 4713 ضعيف الجامع"
5 ـ فضل شهر رمضان:ـ
1) شهر مبارك: عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما حضر رمضان " قد جاءكم شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم "رواه بن أحمد".
2) تكفير الذنوب: وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر ""بن ماجه وصححه الألبانى"
3) المغفرة: وعن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ""سنن النسائى وصححه الألبانى"
6 ـ الترهيب من الفطر فى رمضان:
- عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عرى الإسلام، وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الإسلام، من ترك واحدة منهن، فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان " "الألباني( ضعيف) رقم 3696 ضعيف الجامع".
- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أفطر يوما من رمضان، في غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر كله، وإن صامه " وعن أبي هريرة رفعه: " من أفطر يوما من رمضان، من غير عذر، ولا مرض، لا يقضه صوم الدهر، وإن صامه ""سنن أبى داود ضعيف".
قال الذهبي: وعند المؤمنين مقرر: أن من ترك صوم رمضان بلا مرض، أنه شر من الزاني، ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة، والانحلال.
7 ـ الرؤيا:
الرؤيا تُعرف بالهلال وليست بعلم الفلك كما يظن البعض مع احترامنا لهذا العلم ، أن من رأى الهلال وحده صام وإن لم يره أحد إلا هو عملاً بالحديث وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما)"متفق عليه" وكذلك لا يصوم أحد على صيام أى دولة سواء كانت معنا فى نفس خط الطول أو قبلنا بل لكل بلدا رؤية كما ثبت بحديث كريب لما رواه كريب قال: قدمت الشام، واستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني ابن عباس - ثم ذكر الهلال - فقال: متى رأيتهم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس، وصاموا، وصام معاوية، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين، أو نراه، فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا...هكذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
8 ـ أركان الصوم:ـ
1- الإمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لقول الله تعالى: (فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) المراد بالخيط الأبيض، والخيط الأسود بياض النهار وسواد الليل.
2 - النية: لقول الله تعالى: " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين "وقوله صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات"" أخرجه البخارى"، وإنما لكل امرئ ما نوى ".و لابدّ أن تكون قبل الفجر والنية محلها القلب فمن قام ليتسحر فقد نوى لأنه لماذا يتسحر؟ ومن نام ناويا يستيقظ للسحور ولم يستيقظ فقد نوى، ومن نوى أن يمسك عن الطعام والشراب والشهوات فى نهار رمضان فقد نوى. و من لا يعلم بدخول رمضان إلا بعد آذان الفجر فليمسك وعليه القضاء لأنه لم ينوى قبل الفجر.
9 ـ آداب الصيام:ـ
(1) السحور: وقد أجمعت الأمة على استحبابه، وأنه لا إثم على من تركه، فعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تسحروا فإن في السحور بركة ""الألباني( صحيح ) رقم 2943 صحيح الجامع". فعن أبي ذر الغفاري رضي الله مرفوعا( لا تزال أمتي بخير، ما عجلوا الفطر، وأخروا السحور) " سنن أبي داود وحسنه الألبانى"
2) تعجيل الفطر: ويستحب للصائم أن يعجل الفطر، متى تحقق غروب الشمس. فعن سهل بن سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزال الناس بخير، ما عجلوا الفطر "."رواه البخاري ومسلم". فلا تتنظر حتى ينتهى المؤذن من الآذان بل عند لفظ الله أكبر كما تمسك فى السحور عند لفظ الله أكبر وينبغي أن يكون الفطر على رطبات وترا، فإن لم يجد فعلى الماء. فعن أنس رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن، حسا حسوات من ماء ".وعن سليمان بن عامر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان أحدكم صائما، فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإن الماء طهور ""الألباني( صحيح ) رقم 4995 صحيح الجامع". و في الحديث دليل على أنه يستحب الفطر قبل صلاة المغرب بهذه الكيفية، فإذا صلى تناول حاجته من الطعام بد ذلك، إلا إذا كان الطعام موجودا، فإنه يبدأ به، قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قدم العشاء فابدأوا به قبل صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشاءكم ".رواه الشيخان".
(3) الدعاء عند الفطر وأثناء الصيام: روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد ""الألباني( ضعيف) رقم 1965 ضعيف الجامع"
4) الكف عما يتنافى مع الصيام: من غيبة ونميمة ومشاهدة المحرمات فالصيام عبادة من أفضل القربات، فرضه الله تعالى ليهذب النفس، ويعودها الخير.
10ـ مبطلات الصيام:ـ
أماما يبطله، ويوجب القضاء فقط فهو ما يأتي:
(1 و 2) الأكل ، والشرب عمدا: فإن أكل أو شرب ناسيا، أو مخطئا، أو مكرها، فلا قضاء عليه ولا كفارة. فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من نسي - وهو صائم - فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه ""الألباني( صحيح ) رقم 1907 صحيح الجامع". والحديث عام فى صيام الفرض أو التطوع وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه )"رواه بن ماجه وصححه الألبانى".
(3) القئ عمداً: فإن غلبه القئ، فلا قضاء عليه ولا كفارة. فعن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( من ذرعه القئ فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقض)"رواه أبى داود والترمذى حسن صحيح".
(4، 5) الحيض، والنفاس، ولو في اللحظة الأخيرة، قبل غروب الشمس، وهذا مما أجمع العلماء عليه.
(6) الاستمناء ، سواء، أكان سببه تقبيل الرجل لزوجته أو ضمها إليه، أو كان باليد، فهذا يبطل الصوم، يوجب القضاء .فإن كان سببه مجرد النظر، أو الفكر، فإنه مثل الاحتلام نهارا في الصيام لا يبطل الصوم، ولا يجب فيه شئ. أما المذي، لا يؤثر في الصوم، قل، أو كثر.
(7) تناول ما لا يتغذى به، من المنفذ المعتاد، إلى الجوف، مثل تعاطي الملح الكثير، فهذا يفطر في قول عامة أهل العلم.
(8) ومن نوى الفطر - وهو صائم - بطل صومه، وإن لم يتناول مفطرا. فإن النية ركن من أركان الصيام، فإذا نقضها - قاصدا الفطر ومعتمدا له - انتقض صيامه لا محالة.
(9) إذا أكل، أو شرب، أو جامع - ظانا غروب الشمس أو عدم طلوع الفجر، فظهر خلاف ذلك - فعليه القضاء، عند جمهور العلماء، ومنهم الأئمة الأربعة.
ـ ما يطل الصيام ويُجب القضاء والكفارة: كمن جامع زوجته فى نهار رمضان فعليه القضاء والكفارة فعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هلكت يا رسول الله، قال: " وما أهلكك؟ " قال: وقعت على امرأتي في رمضان. فقال: " هل تجد ما تعتق رقبة؟ " قال: لا، قال: " فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين "؟ قال: لا. قال: " فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا "؟ قال: لا. ثم جلس فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، فقال: " تصدق بهذا ".قال: فهل على أفقر منا؟ فما بين لابتيها)" سنن أبي داود وصححه الألبانى" إذا الكفارة مرتّبة تحرير رقبة ولا يوجد رقاب ثم صيام شهرين متتابعين فإن أفطر بغير عذر مرض أو سفر على أن يبدأ من الأول ،فإذ لم يستطع فإطعام ستين مسكينا وإن طاوعته المرأة فعليه الكفارة إلا إذا أجبرها على ذلك فلا كفارة عليها.
11 ـ أصحاب الأعذار:ـ
v من يُرخص له بالفطر وعليه الفدية: الشيخ الكبير ،المرأة العجوز ،المريض الذى لا يُرجى برؤه وكذلك أصحاب الأعمال الشاقة الذى لا دخل لهم إلا ذلك، والمحكوم عليهم بالأشغال الشاقة ،والحامل والمرضع على قول بن عباس ، كذلك من أرهقه الجوع والعطش إن لم يُفطر قد يمرض أو يموت لقوله تعالى " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".
v من يُرخص له بالفطر وعليه القضاء: المريض أو المسافر لقوله تعالى فى سورة البقرة(وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)فإن صام المريض وترك الرخصة فحدث له أى مكروه يأثم على ذلك لأنها رخصة من الله فأعرض عنها فعَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ ""الألباني( صحيح ) رقم 1886 صحيح الجامع".
v من يجب عليه الفطر وعليه القضاء: الحائض والنفساء.
12 ـ فتاوى الصيام:ـ
1. القطرة : سواء كانت فى العين أو الأذن لا تُفطر لأنه لا تدخل من المدخل المعتاد ولا تُسمى طعاما ولا شراباً.
2. البخاخ: لمرضى الربو أو الشعور بضيق النفس لا يُفطر لأنه هواء ولا يسمى طعاما ولا شراباً.
3. الإبر: إن كانت للعلاج وليست بمغذية لا تُفطر باتفاق العلماء سواءً كانت عضلا أو وريدا ، أما إن كانت مغذية ففيها خلاف فقد قال بن تيمية لا تُفطر لأنه ليست بأكل ولا شراب ولا تدخل من المدخل المعتاد بل فيها من المشاقة والأفضل عن بعض أهل العلماء أن يُفطر وعليه القضاء خروجا من الخلاف والأحوط لدينه.
4. أخذ الدم: إن كان يسيرا للتحليل فليس فيه شئ ، وإن كان كثيرا كالمتبرع فهذا يُضعف وعليه الإفطار قياسا بالحجامة لقول رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أفطر الحاجم والمحجوم" "الألباني( صحيح ) رقم1136 صحيح الجامع"
5. الاستحمام: فلا يُفطر سواء كانت فى أول النهار أو آخره أو أراد تبريد جسده أو إعانته على الصيام.
6. تأخر الحيض: أخذ حبوب للمرأة لتأخير الحيض أجازه بعض أهل العلم بشرط استشارة طبيبة ثقى.
7. الطهر من الحيض والنفاس: إذا طهرت المرأة قبل الفجر تُمسك وتنوى وتغتسل بعد الفجر ، وإن طهرت بعد الفجر تُمسك أى لا تأكل لحرمة الشهر ثم تقضى هذا اليوم وما عليها وتغتسل وتصلى.
8. الأكل والشرب ناسيا: من شرب ناسيا طلوع الفجر أو من أكل أو شرب فى نهار رمضان فليتم صومه إنما أطعمه الله وسقاه سواء كان الصيام فرضا أو تطوعا.
9. الجنب: من أصبح جُنبا باحتلام أو جامع قبل الفجر فلينوى صياما وليغتسل بعد الفجر لأن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُدركه الفجر وهو جُنب مع أهله ثم يغتسل ويصوم.
10. الاستمناء: يُبطل الصيام وعلى أن يُمسك ولا يُفطر وعليه القضاء ويتوب من هذا الذنب.
11. من قبل زوجته أو ضمها أو باشرها دون الفرج فأمنى فقد بطل صومه وعلى أن يُمسك ولا يُفطر وعليه القضاء ويتوب من هذا الذنب.