عباد الله هذه الدنيا التى ألهتكم بشهواتها وغًّفلتكم عن الآخرة وذكرها وهى لاتساوى عند الله شئ فعن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله : (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وكذلك وروى الإمام أحمد وغيره عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (مرّ النبي بشاة ميتة قد ألقاها أهلها، فقال: والذي نفسي بيده، للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها). وقد نهى الله تبارك وتعالى نبيه عن الغفلة فما بالك نحن، فقال تعالى:﴿ وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِين ﴾ الأعراف: والغفلة عقوبة من الله قال تعالى:﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُون ﴾ النحل ،فالغفلة التي طمست العقول وأفسدت القلوب, وللغفلة طرق متعددة تحول بينك وبين اللجوء إلى الله و عن التوبة, وعن الطاعة,و عن ذكر الله, و عن رد المظالم،و عن الحساب والدار الآخرة . وقال تعالى {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } مريم .