6) رد المظالم: وهو أهم ركن من أركان التوبة أن ترد ما أخذته من الناس ظلما وغصبا وسرقة ورشوة، والمظالم والحقوق نوعان: حق الله وحق العباد ، فحق الله إن كنت تاركاً للصلاة عليك أن تأتى بكل ما فاتك من تلك الصلوات مع كل صلاة صلاة متروكة قال ذلك أكثر أهل العلم وقال بن تيمية لا يقضى ولكن يُكثر من التطوع فإن الحسنات يٌذهبن السيئات ، أما الصوم فهو حق الله عليك أن تقضى كل ما فاتك فإن كنت مريضا مرضا لا يُرجى برؤه عليك أن تُطعم ، أما الزكاة فعليك أن تحسب كلما فاتك من الزكاة بأنواعها فإن لم تعرف قدرها جيدا فاحسبها وزد عليها خوفا أن تميل على حق الفقير فالزكاة حق الله وحق الفقير قال تعالى فى سورة المعارج (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) أى إن الزكاة حق الفقير أى ماله وليس مالَك ،وكذلك عليك أن تحج إن كنت مستطيعا هذه حقوق الله ,أما حق العباد فإن سرقت مالا أو أخذته غصبا أو أخذت رشوة أو ورثت مالا حراما فترد تلك الأموال لأصحابها فإن خفت من الفضيحة فرد المال عن طريق وسطاء خير دون أن يذكروا اسمك .وكذلك من حقوق العباد الغيبة فإن اغتبت أحدا ما فعليك أن ترد تلك الغيبةَ وفى ذلك تفصيل إن عرف صاحب الغيبة بها فعليك أن تذهب إليه وتطلب منه أن يسامحك، وإن لم يعرف فلا تقل له ولكن تُخبر الناس الذى اغتبته أماهم أنك مخطأ وأن هذا الشخص ليس فيه هذه الصفات وأن تذكر محاسن أعماله ، أما إن كانت شهادةَ زور وما أكثرها هذه الأيام فظلمت به أحدا فعليك أن تذهب إلى المحكمة وتبرئ ساحة هذا المظلوم حتى ولو أدى ذلك لسجنك لكى تذوق من نفس الكأس وتطلب من المظلوم مسامحتك، والمظالم كثيرة ومن الصعب حصرها فعليك أن ترد المظالم كلها إلى أهلها ولو كثرت .