مقدمة:
الحمد لله الذي شرع لعباده الشرائع وأكملها ، وبين لهم حدودها وفروضها وسننها ، لم يترك عباده في حيرة من أمرهم ، ولا في نقص من عباداتهم بل بيّن لهم الدين ، وأكمله فلم يمت رسوله صلى الله عليه وسلم حتى ترك أمته على السنة الصحيحة لا يزيغ عنها إلا مبتدع، أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها ، فمن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين، ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وللصلاة فى الإسلام منزلة لا تعادلها أى عبادة فهى عماد الدين وهى أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وهى شعار المؤمن ولمنزلتها الرفيعة قرنها الله فى جميع العبادات وهى آخر ما وصي به رسول الله صلى الله عليه وللصلاة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة (فقد قال الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم) "صححه الألبانى" ولأهمية الصلاة ومنزلتها العظيمة نقدم لكم سلسلة من الخطب عن فقه الصلاة ونبدأها اليوم بشروط الصلاة، وللصلاة شروط ينبغى للمسلم أن يعلمها ويتعلمها قبل أن يدخل فى الصلاة لكى تكون صلاته صحيحة وموافقة للسنة لأن الصلاة من أفضل العبادات بل هى الدين وقبل أن نتعرف على شروط الصلاة ينبغى لنا أن نتعلم ما هو الشرط؟
ما هو الشرط؟
هو الشئ اللازم لفعل شئ معين وليس أصلا فيه بمعنى إن أردت أن تصلى فلابد لك أن تتجه إلى القبلة فهل القبلة من أركان الصلاة ، هل هى ركوع أو سجود؟ بالطبع لا ولكن لا تصح الصلاة إلا بالاتجاه الصحيح إلى القبلة ومن هنا يتبين لنا أهمية شروط الصلاة ، وقد يسأل البعض وما حكم صلاتنا قبل أن نعرف شروط الصلاة؟ أقول وبالله التوفيق الصلاة صحيحة لأنك تأتى بالشروط كلها أو بعضها ولكنك لا تعلم ماهى؟ والأفضل لك أن تعرف تلك الشروط لأن الصلاة على علم بكل أحكامها وشروطها أفضل ممن يصلى وهو لا يعلم فقه الصلاة. .
ماهى شروط الصلاة؟
للصلاة ثلاثة شروط:(أ) شروط وجوب (ب) شروط صحة (جـ) شروط كمال... وسنتعرف على كل شرط على حدا
(أ) شروط الوجوب:ـ وهى الشروط التى لو تحققت فى العبد وجبت عليه الصلاة ومنها:
1) الإسلام: فالإسلام شرط لكل العبادات فالكافر غير مكلف بالصلاة حتى ينطق بالشهادتين ) فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن قال له إنك تأتى قوما أهل كتاب فادعهم إلى شهادة الله وأنى رسول الله فإن هم أطاعوك لذلك فاعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات فى كل يوم وليلة )"صححه الألبانى" فتقدمت الشهادتين الدالة على إسلام العبد على الصلاة فالكافر غير مكلف بالصلاة حتى ينطق بالشهادتين.
2) البلوغ : فالبلوغ شرط للصلاة وتعالوا بنا لنتعرف على علامات البلوغ فعلامات البلوغ ثلاثة يشترك فيهن الذكر والأنثى وهى رؤية السائل الأبيض فى المنام (وهو المعروف بالاحتلام)، أو رؤية الشعر الخشن حول الفرج لحديث عطية القرظى قال كنت فى سبى بنى قُريظة (أى اليهود) فكانوا ينظرون من أنبت له شعر قُتل ومن لم ينبت تُرك فكنت أنا ممن لم ينبت له فعفىَ عنى لأنى غير مكلف ، فإن لم يرى العلامتين السابقتين فإذا بلغ خمسة عشرة سنه هجرية فقد بلغ لحديث بن عمر عُرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فلم يُجزنى وعرضت عليه يوم الأحزاب فأجازنى فقد كان سنى وقتها خمسة عشر سنة أما الأنثى فتزيد علامة واحدة وهى الحيض، فمن رأى أى علامة من هذه العلامات الثلاثة للذكر أو العلامات الأربع للأنثى فليعلم أنه أصبح مكلف ويجرى عليه القلم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاث (وذكر منها والصبى حتى يحلم)..
...ومن هنا ينبغى لولى الأمر أن يعلمه معنى شهادة التوحيد ويُعلمه أن الصلاة فرض عليه وأن لديه ملكان يكتبان كل صغيرة وكبيرة عليه لقوله تعالى فى سورة ق (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ويراقبه مراقبة جيدة ، قد يقول البعض إذا كانوا غير مكلفين قبل ذلك فلما نأمرهم بالصلاة والصوم أليس فى ذلك مشاقة عليهم؟ أقول وبالله التوفيق ميزاننا فى هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليه لعشر، وفرقوا بينهم فى المضاجع)"صحيح أبى داود وإسناده حسن" وهذا الحديث فيه عدة فوائد ينبغى لكل مربى أن يتعلمها منها: منها مروا أولادكم بالصلاة أى إن الأولاد غير مأمورين لأنهم غير مكلفين قبل البلوغ لكن الأمر بالوجوب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لولى الأمر لنعودهم على الصلاة والصوم منذ الصغر لأن من شبًّ على شئ شاب عليه وانظر إلى هذا التدرج فى التعلم أن توجههم لسن سبع سنين فإذا بلغ عشر ولم يلتزم فاضربه ضربا غير مبرح فإذا بلغ فقد وجبت عليه الصلاة وسائر التكليفات فسئله عن الصلاة أصليت أم لا وتراقبه حتى تعلم أنه صادق لا يكذب ولكن بشرط أن تكون أنت من المصلين فكن قدوة حسنة له ففاقد الشئ لا يعطيه وتأمره بعد البلوغ هو ومن فى البيت بالصلاة لأنك مسئولا عنه وعن زوجتك وأولادك وأخواتك الذين هم فى رعايتك يوم القيامة يقول الله تعالى فى سورة طه (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى )ألم تسمع بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)"البخارى ومسلم" أتحب أن تكون أنت وهم وقود النار؟ والجواب لا ،ألم تسمع قول الله تعال فى سورة التحريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)واحذر من تعلق أولادك بك يوم القيامة وأنتم على قنطرة الحقوق وهم يكلمون الله ويقولون له انتقم لنا من هذا الرجل وخذ حقنا منه وتدبر قولهم هذا الرجل ولم يقولوا أبينا لهول ما رأوا من أهوال يوم القيامة فيقول الأب ليه يا أولادى ألم أربكم على الغالى ألم تعيشوا أحسن معيشة ألم أترك لكم ثروة ضخمة قالوا : بلى ولكن ربيتنا لنكون وقود النار فلم تعلمنا شيئا عن ديننا فكن كما قال الله تعالى (وقودها الناس والحجارة) اللهم سلم سلم يارب العالمين.
3 ـ العقل: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاث منها :(وعن المجنون حتى يفيق) لأن من جنّ لا قدر الله فليس بمكلف بالصلاة وكذلك من ذهب عقله بمرض لأن العقل مناط التكليف فإذا ذهب عقله بمرض فلا صلاة عليه، لكن المسألة فى من أذهب عقله بغير مرض كشرب المسكر مثلا فإذا أفاق على أن يقضى جميع ما فاته من الصلوات لأنه أذهب عقله بيده، أما من أغمى عليه ثم أفاق قضى ما عليه وقت إغماءه وهذا على قول أكثر أهل العلمى لأن عمار بن ياسر لما أغمى عليه ثم استفاق فقيل له ما صليت قال منذ ثلاث فتوضأ وقضى ما عليه لأن الإغماء بخلاف الجنون لا يطول، وقال بعضهم إن زاد أكثر من خمس صلوات لا يقضى، وقال آخرين لا يقضى ما فاته حال إغماء والقول الأول أولى لفعل الصحابى الجليل عما بن ياسر.
4ـ اليقظة: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاث (وعن النائم حتى يستيقظ)لابد أن يكون المسلم يقظ وقت الصلاة، أما من يركن لهذا الشرط ويقول إنى نائم لست بمكلف فظنه ظن سيء ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فما هو النائم المرفوع عنه القلم: هو الذى تعود على أداء الصلاة فى وقتها وخاصة الفجر، وكذلك من ضبط المنبه ليوقظه، وكذلك لم يسهر ليله ولم يقلب آية الله الكونية فلم يجعل ليله معاشه ونهاره سباتا هذا هو النائم المرفوع عنه القلم فإذ صلى بعد خروج الوقت أولم يدرك الجماعة أخذ ثواب الجماعة لحديث أبي موسى : ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً )"رواه البخاري" أما من تعمد السهر إلى قبيل الفجر ولم يكلف ما يوقظه وهذه هى عادته فقد بال الشيطان فى أذنيه ثم يصلى بعد ذلك إذا طلعت الشمس فهذا قد فرّط فى أداء الصلاة فى وقتها فوقت كل الصلاة منذ أذناها حتى قبيل آذان الصلاة الثانية إلا الفجر فإنه من آذان الفجر حتى شروق الشمس المبين فى النتيجة لأنه قد تشرق الشمس ويحجبها الغمام فالعبرة بالتوقيت الشروقى ولذلك كره رسول الله صلى الله عليه وسلم السهر بعد العشاء لضياع الفجر والنوم قبل العشاء لضياع العشاء فأقول للذين يؤخرون الصلاة عن وقتها وتعودوا على ذلك فأنتم لستم بنائمين إنما هى نومة شيطان تربع على قلوبكم ألم تسمع قول الله تعالى فى سورة الماعون (فويلُ للمصلين *الذين هم عن صلاتهم ساهون)أى مجرد السهو جزاؤه الويل وهو وادى فى قعر جهنم ،وفى رحلة الإسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى قوم تُرضخ رؤوسهم بالحجارة فقال ما هؤلاء يا جبريل قل هم من تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة فاللهم سلم سلم "ضعيف الترهيب والترغيب".
(ب) شروط صحة:ـ وهى الشروط التى لو فقد منها شرط بطلت الصلاة وهى:
1. الطهارة: وهى أربعة أقسام:ـ
§ الطهارة من الحدث الأكبر: وهو الاغتسال من الجنابة بالنسبة للرجل والمرأة ،والحيض والاستحاضة والنفاس بالنسبة للمرأة لقول الله تعالى فى سورة النساء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ) .
الطهارة من الحدث الأصغر: وهو أن تكون متوضأ لقوله تعالى فى سورة المائدة(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ) ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يقبل الله صلاة من أحدث حتى يتوضأ) "الألباني( صحيح ) رقم 7328 صحيح الجامع"
§طهارة الملابس: أن تكون ملابس المصلى وبدنه طاهر فلو صلى وعلى بدنه أو ثوبه نجاسة يعلم عنها ، فلا صلاة له ، فإن كان لا يعلم عنها ، أو علم بها ، ونسي أن يغسلها ، فصلاته صحيحة وإن ذكرها أثناء الصلاة خلعها بشرط ستر العورة لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى فى سورة المدثر( وثيابك فطهر).
§طهارة المكان: لا يصلى إلا فى الأماكن الطاهرة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة فى سبعة أماكن وهى (المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق ومعاطن الإبل وفى الحمّام وعلى ظهر الكعبة لأنه لا يتجه إلى القبلة)"بن ماجه وضعفه الألبانى".
2) ستر العورة: لقوله تعالى فى سورة الأعراف( يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد)هى ستر العورة فى الصلاة وعورة الرجل من السرة إلى الركبة عند أكثر أهل العلم والرجل لا يصلى مكشوف الكتفين فعن أبي هريرة أن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم *قال( لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه منه شيء )" أخرجه البخاري" والمرأة كلها عورة فى الصلاة إلا وجهها ويديها وتغطى رأسها وظاهر قدميها ولا يصلى أحدا عاريا ولو كان وحده فالله أحق أن تستحى منه فمن صلى وعورته مكشوفة فقد بطلت صلاته.
شروط لباس الصلاة:
·أن لا يشف: كمن يلبس ثياب بيضاء ولباسه الداخلى قصير وكتفه من تحت الجلباب مكشوفة فهذا كاسى عارى فعورته ظاهرة وصلاته غير صحيحة لأن اللباس الأبيض شفاف يُرى ما تحته.
· أن لا يصف: كمن يلبس بنطلونا ضيقا فإن حجم عورته فلا تصح صلاته.
·أن لا تظهر العورة لقصر ثوبه: كمن يصلى فى قميص أوتى شرت فإذا سجد أو ركع انحسر القميص عن ظهره فترى عورته وهو أسفل ظهره فتبطل صلاته.
·تُكره صلاة المسبل ثوبه وهو من يكون فى لباسه زيادة أطول من الكعبين " وهما العظمتان البارزتان فى أسفل الساق كما يقال فى العامية بز الرجل" لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكذب)"السلسلة الصحيحة للألباني" من الثياب المحرمة ثياب الخيلاء فمن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه ولا تصح له صلاة صلاها لابسا له، ومن نزل ثوبه عن كعبيه من الرجال فهو في النار قال النبي : (ما أسفل من الكعبين فهو في النار)"صححه الألبانى".
·تكره الصلاة فى ثوب فيه صور أو خطوط ذات ألوان ملفتة للنظر( ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى له خميصة فيها أعلام "أى علامات ذات صور وخطوط" فصلى فيها ثم قال ردها لصاحبه فقد ألهتنى عن صلاتى )"رواه البخارى" وهو من رسول الله فما بالك بحالنا نحن ويُقاس على ذلك سجادة الصلاة والمساجد المزخرفة ذات الألوان والرسومات الملفتة للنظر.
3) دخول الوقت: دخول الوقت فلا يصلى صلاة قبل وقتها لقوله تعالى(إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) فإن صلى صلاة قبل وقتها ثم علم بعد ذلك بدخول الوقت أعاد الصلاة.
4)استقبال القبلة: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته اذا قمت للصلاة فأسبغ الوضوء ثم توجه إلى القبلة، اما إذا كان فى سفر لا يعرف القبلة فيجتهد فى معرفتها ويصلى وإن عرف بعد ذلك أنها أخطأ فلا شئ عليه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم( رفع عنى أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) "الألباني( صحيح ) رقم 7110 صحيح الجامع" ومن صلى تطوعا فى قطار أو طائرة فيبدأ أولا باستقبال القبلة ولا يضره بعد ذلك لو تغير اتجاه القطار أو الطائرة فالعبرة بالبداية لحديث أنس بن مالك عند أبي داود "أن رسول الله كان إذا سافر فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبّر ثم صلّى حيث وجهه "أبى داود حسنه الألبانى" فإن كان في حضر أو كان لديه من يخبره بجهة القبلة وجب عليه السؤال عن جهتها، ولا يجوز له أن يصلي باجتهاد منه، ولديه من يخبره، فإن صلّى وكان إلى غير جهة القبلة وجب عليه الإعادة، أما إن كان في سفر فإنه يجتهد في معرفة جهتها ، أما إن كان عاجزا كالمربوط والمريض فلا يجب عليه استقبال القبلة.
5) السترة: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدنو منها ) "الألباني( صحيح ) رقم 650صحيح الجامع" وهو جعل شئ أمامك إذا كنت منفردا بحيث لا يمر أحد أمامك أو تصلى إلى حائط المسجد أو تصلى إلى عمود من أعمدة المسجد ولكن اجعل العمود على يمينك أو يسارك ولا تقف أمامه مباشرة لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، وإذ اتخذت سترة فلا ينبغى لأحد أن يمر أمامك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا صلى أحدكم إلى شئ يستره فإن أراد أحد أن يمر بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان) "الألباني( صحيح ) رقم 641صحيح الجامع" ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو يعلم المار بين يدى المصلى ماذا عليه "أى من الإثم "لكان له أن يقف أربعين) "الألباني( صحيح ) رقم 5337صحيح الجامع" وكذلك لا تمر المرأة أمامك فى الصلاة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(يقطع الصلاة ثلاث المرأة "الحائض: والحمار والكلب الأسود) "الألباني( صحيح ) رقم 4611صحيح الجامع" سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلب الأسود قال شيطان.
ـ أما إذا صلى بدون سترة أمامه فإذا أمر أحد أمامه فليترك مسافة صف من موضع السجود وهذا قول بعض أهل العلم.
(جـ) شروط كمال:
وهى التى لو أتى بها المصلى لكان، أجره كاملا ولو ضيّعها فقد خسر كثيرا من الحسنات ولكن الصلاة صحيحة لاستيفائها شروط الصحة السابقة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن العبد لينصرف من صلاته ولم يُكتب لها إلا نصفها أو ثلثها أو ربعها أو خمسها أو سدسها )"حديث حسن"
و من أمثلة شروط الكمال:
·من يسرق فى صلاته فلا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها فعن أبو هريرة قال : قال رسول اللَّهِ ( إن شر الناس سرقة الذي يسرق صلاته . قالوا : وكيف يسرق صلاته ؟ قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها"ابن حبان في صحيحه "
· رفع البصر إلى السماء والنظر يكون إلى محل السجود، أو تغميض العينين إلا لعذر كرؤية شئ يشغلك عن الصلاة.
·الصلاة وأنت جائع والأكل قد وضع ولم يخرج وقت الصلاة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدأ بالعشاء )"البخارى ومسلم" و لكن لا يكن هذا تعمدا كل مرة حتى لا تصلى فى المسجد وتأخذها رخصة.
·أو من يصلى وهو حاقن أى أن البول أو البراز أو الريح يريد أن يخرج منه فيدفعه من أجل الصلاة فهو بفعله هذا مشغول عن الصلاة أو عند غلبة النوم.