المقدمة:ـ
الحمد لله الذي شرع لعباده الشرائع وأكملها ، وبين لهم حدودها وفروضها وسننها ، لم يترك عباده في حيرة من أمرهم ، ولا في نقص من عباداتهم بل بين لهم الدين ، وأكمله فلم يمت رسوله صلى الله عليه وسلم حتى ترك أمته على السنة الصحيحة لا يزيغ عنها إلا مبتدع، أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها ، فمن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم أجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آلة وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين، ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار:
وللصلاة فى الإسلام منزلة لا تعادلها أى عبادة فهى عماد الدين وهى أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وهى شعار المؤمن ولمنزلتها الرفيعة قرنها الله بجميع العبادات وهى آخر ما وصي به رسول الله صلى الله عليه وللصلاة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة (فقد قال الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)"سنن بن ماجه وصححه الألبانى" ولأهمية الصلاة ومنزلتها العظيمة نقدم لكم الجزء الثانى من سلسلة فقه الصلاة تحت عنوان صفة صلاة النبى صلى الله عليه وسلم. سبق وأن تكلمنا فى الخطبة السابقة عن شروط الصلاة وهى أفعال ما قبل الصلاة، أما اليوم نتكلم عن الصلاة نفسها وهى كيف كان يُصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنك تراه نقلناه من كتب السنة وأقوال الصحابة رضوان الله عليهم جميعا كما قال صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتمونى أصلى) "الألباني( صحيح ) رقم 839 صحيح الجامع" ونبدأ بالصلاة بترتيب أفعالها وسنبين ما هو الركن فى الصلاة والواجب والسنة وقبل أن نبدأ فى ذكر صفة الصلاة نوضح الفرق بين الركن والواجب والسنة :
v الركــــن: وهو عمود الصلاة فمن تركن ركنا بطلت صلاته كمن ترك ركوعا أو سجودا وللصلاة أربع عشرة ركنا .
v الواجب : هو ما ثبت الأمر به في الكتاب أو السنة فمن ترك واجب يكفيه سجدتى سهو كمن ترك التشهد الأول.
v والسنة : ما واظب النبي صلى الله عليه وسلم من أذكار الصلاة فمن ترك السنة فصلاته صحيحه ولكنه ترك الأفضل.... والآن نبدأ فى سرد الصلاة بترتيب أدائها:
1) القيام: والقيام للصلاة ركن من أركانها مع القدرة في الفريضة. لقوله تعالى (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ) فمن صلى جالساً وهو صحيح لا تصح صلاته ففي حديث عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (صل قائماً, فإن لم تستطع فقاعداً, فإن لم تستطع فعلى جنب ) "الألباني( صحيح ) رقم 3777 صحيح الجامع" فالحديث دليل على أن القيام مع الاستطاعة لا بد منه في الفريضة ، فما هو صاحب العذر هو صاحب مرض يمنعه من القيام وهو المعاق أو من صلى قائما أخذه الدوران(الدوخة) ،أما من يعمل عملا شاقا فإذا جاء وقت الصلاة صلى قاعدا بحجة أنه لا يستطيع فهذا ليس بمعذور لأنه سليم البدن والصلاة فيها مشاقة إلا على الخاشع كما قال الله تعالى فى سورة البقرة (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) أما النفل أى التطوع فيصح مع القدرة ولكن لك نصف أجر القائم لقوله صلى الله عليه وسلم (صلاة القاعد على النصف من أجر صلاة القائم وصلاة النائم على النصف من صلاة القاعد)ابن ماجه ـ الألبانى صحيح" أما صاحب العذر فأجره كامل إن صلى قاعدا أو نائما سواء كانت صلاة فريضة أو تطوع.
2) النية: البعض جعلها شرطا فى الصلاة والبعض جعلها ركن وسواء كانت شرطا أو ركنا فمن تركها بطلت صلاته ولا يجبرها سجدتى السهو لقوله تعالى فى سورة البينة (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) ولقوله صلى الله عيه سلم (إنما الأعمال بالنيات) "الألباني( صحيح ) رقم 2319 صحيح الجامع" والنية هى القصد لفعل شئ ومحلها القلب ولا دخل للسان بها فتنوى بقلبك للصلاة ثم تُكبر أما ما نُقل عن الشافعى فى قوله أنها بخلاف الصوم فُيشرع فيها بالذكر فالمقصود بالذكر هنا التكبير وليست التلفظ بالنية لأن ليس فى الصوم تكبير والرسول صلى الله عليه سلم ولا الصحابة تلفظوا بالنية ،والصلاة كسائر العبادات فأنت حينما تُخرج زكاتك هل تقول نويت أتصدق على فلان بن فلان بمبلغ كذا هذا لا يحدث، كذلك لا ينبغى لك أن تتلفظ بالنية وتعالى نفسر تلفظك بالنية فأنت تقول نويت أصلى فرض الظهر ومعلوم أن الظهر فرض مثلاُ أربع ركعات "فمعروف أنها أربع ركعات أما هى تختلف يوما عن يوم فى العدد" وقولك حاضر "وهل يصلى أحد وهو غائب" وقولك مستقبل القبلة(وهل يُصلى أحد وهو مستدبر القبلة)، فى جماعة " طالما تُصلى مع أحد فهى صلاة جماعة فهذا كلام تحصيل حاصل لا داعى له فأنت تكلم من؟ أتكلم من بجوارك؟ لا لا أكلم الله فالله يعلم ما فى نيتك فأنت لا تكلم غائبا بل عليم خبير( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)وقال تعالى (قل أتعلمون الله بدينكم) والغريب فمن ينوى بلسانه وقد ينسى ويُعيد النية فإذا ركع الإمام وهو لم يكمل النية بلسانه ركع وترك التلفظ بالنية فأين ذهبت نيتك؟ فما الذى حدث ،فلم ينوى بقلبه ولا بلسانه فبطلت صلاته، وأن خالف لفظك واقع الصلاة مثلا نويت العصر وأنت تصلى الظهر فالصلاة باطلة .
3) التكبير: والتكبير ركنا من أركان الصلاة من تركه بطلت صلاته وهو لفظ (الله أكبر) وتكبر سرا إلا إذا كنت إماما ولابد أن تكبر وأنت قائم لأن البعض اذا كان الإمام راكعاُ كبر تكبيرة الدخول فى الصلاة وهو راكع حتى لا تضيع منه الركعة وهذا لا يصح وتستشعر معنى كلمة الله أكبر أى أكبر من كل شئ من نفسك ومالك وولدك ووالدك ،والدليل على أن التكبير ركنا قوله صلى الله عليه وسلم : " مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم " ومعنى تحريمها التكبير أى إذا كبرت للصلاة حُرم على كل شئ فالصلاة بخالف سائر العبادات فأنت حينما تصوم يُحرم عليك الأكل والشرب والجماع وفى الحج يُحرم عليك الرفث والفسوق وفى الذكاة يباح لك كل شئ أما الصلاة فيحرم عليك كل شئ الكلام إلا فى مصلحة الصلاة والالتفات إلا لعذر وكذلك الأكل والشراب فانظر إلى عظمة الصلاة واعلم من تخاطب فالمؤمن إذا صلى كلم الله فإذا أردت أن تخرج من هذه المحرمات فتخرج منه بالتسليم لقوله وتحليلها التسليم .
4) الرفع عند التكبير :ويرفع يديه مع التكبير وهو سنة فعن بن عمر رضى الله عنهما (أنه صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة, وإذا كبَّر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع)متفق عليه" فيكبر تكبيرة الإحرام قائلاً: "الله أكبر" ويرفع بديه قبل التكبير أو مع التكبير أو بعد التكبير فالجميع جائز و كل ذلك ثابت في السنة ويرفعهما ممدودتا الأصابع ويجعل كفيه حذو منكبيه وأحيانا يبالغ في رفعهما حتى يحاذي بهما أطراف أذنيه ومتجهتان للقبلة.
5) وضع اليمنى على اليسرى: ووضع اليمنى على اليسرى سنة مأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا بِثَلَاثٍ، بِتَعْجِيلِ الْفِطْرِ، وَتَأْخِيرِ السَّحُورِ، وَوَضْعِ الْيَدِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ)"سنن البيهقى ضعيف "أما الوضع يكون على السرة أو الصدر والصدر أولى، أما إرسال اليدين بلا عذر فلم يُنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما نُقل عن الإمام مالك أنه كان يُرسل يديه فكان هذا لمرض لما أمره أمير البلاد فى عصرة بأن يكون قاضيا فرفض الإمام مالك ذلك لأنه يعلم قوله صلى الله عليه وسلم (قاضيان فى النار قاض فى الجنة ) "الألباني( صحيح ) رقم 4289 صحيح الجامع" فخاف على نفسه الفتنة فعذب عذابا شديدا حتى اثر ذلك على يديه وانظر إلى حالنا فى هذه الأيام فى الجرى وراء المناصب والحصول عليه بالحرام قبل الحلال فأين أنت يا إمام ثم تنظر إلى موضع السجود فلا تحلق ببصرك فى زخارف المسجد ذلك أدعى للخشوع.
6) أدعية الاستفتاح: دعاء الاستفتاح، وهو سنة من سنن الصلاة لا تبطل الصلاة بتركه ،وأدعية الاستفتاح سرا قد يسأل سائلا ويقول كيف عرف الصحابة دعاء الاستفتاح بالرغم من إسرار الرسول صلى الله عليه وسلم بها؟ كان الصحابة ينظرون إلى النبى وهو يصلى وهذا جائز للتعلم فقال له أبو هريرة رضى الله عنه يا رسول الله أريت سكوتك بين القراءة والتكبير ماذا تقول؟ فقال (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، الله اغسلني بالماء والثلج والبَرَد)"صححه الألبانى" وأدعية الاستفتاح كثيرة، منها: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك", أو تقول(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ .أو تقول أى ذكر من تسبيح وتحميد.
7) ثم يستعيذ دون أن يجهر والاستعادة سنة فى الركعة الأولى فى الصلاة أي يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وإن شاء قال: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم", وإن شاء قال: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" "صححه الألبانى". ومعنى الاستعادة هو الالتجاء إلى الله أن يمنع عنى الشيطان قد يقول البعض أستعذ ولم يتركنى الشيطان أقول نعم ولكن إذا وسوس لك لا تسترسل معه أى إذا تذكرت وسوسته صرفته عنك لقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ). مثال
8) ،ثم يبسمل أي يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم" فإن كان إماما فإن اسر أو جهر فالصلاة صحيحة فرسول الله صلى الله علية وسلم بسملة جهرا وسرا وأكثر صلاته بالإسرار فلا أحد يُنكر على الإمام إذا جهر بالبسملة أو أسر.
ثم يقرأ الفاتحة في كل ركعة ويقرأه بتمهل ويقف عند كل آية لقوله صلى الله عليه وسلم: ، وهي ركن لا تصح الصلاة بدونها إلا إذا كان فى جماعة وركع الإمام دون أن يقرأ فلا حرج عليه ، أما من ترك الفاتحة ناسيا فإن كان مازال واقفا أتى بالفاتحة وإن كان فى الركعة الثانية فتبطل الركعة الأولى ويجعل الثانية هى الأولى ثم يسجد للسهو فى نهاية الصلاة . و إذا كان المصلي لا يُجيد الفاتحة، فإنه يقرأ ما تيسر من القرآن بدلها، فإذا كان لا يجيد ذلك، فإنه يقول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله", ويجب عليه المبادرة بتعلم الفاتحة. أما إن كان فى جماعة ولم يترك له الإمام فرصة لقراءتها فلا يقرأ لقوله صلى الله عليه وسلم (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة) "الألباني( حسن ) رقم 6487 صحيح الجامع" وقوله (وإذا قرأ فأنصتوا) وفى قول آخر لابن باز وابن عثيمين يقرأ فالفاتحة لعموم الحديث "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" "الألباني( صحيح ) رقم 7513 صحيح الجامع" . ثم إذا قرأ الفاتحة فإن السنة في حقه أن يقول: "آمين"، ومعناها: "اللهم استجب"، ولفظ آمين ليست كلمة فى الفاتحة .
9) ثم يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن الكريم, إما سورة كاملة، أو عدة آيات وهى سنة ولا تبطل الصلاة بتركها،
10) ثم يرفع يديه قائلاً: "الله أكبر"، رافعًا يديه بمحاذاة منكبيه أو أذنيه، كما سبق عند تكبيرة الإحرام، والتكبير والرفع له سنة من سنن الصلاة لا تبطل الصلاة بتركه.
11) ثم يركع والركوع ركن من أركان الصلاة من تركه بطلت صلاته فمن تركه ناسيا وقد قام إلى الركعة التالية فلا تحسب هذه الركعة التى ترك فيها الركوع ويأتى بركعة غيرها ثم يسجد سجدتى سهو فى نهاية الصلاة ويجب أن يسوِّى ظهره في الركوع أى يجعله مستقيما فالرسول صلى الله عليه وسلم لو وضع على ظهره الماء لم يتحرك لاستقامة ظهره ولا يثنى ساقيه إلا إذا كان مريضا، ويُمَكِّن أصابع يديه من ركبتيه مع تفريقها. و يقول في ركوعه "سبحان ربي العظيم", والواجب أن يقولها مرة واحدة، وما زاد فهو سنة. ويسن أن يقول في ركوعه: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"، أو يقول: "سُبُّوحٌ قدُّوس, ربُّ الملائكة والروح"..
12) ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً: "سمع الله لمن حمده", ويُسَن أن يرفع يديه كما سبق ثم يقول بعد أن يستوي قائمًا "ربنا لك الحمد"، أو "ربنا ولك الحمد", أو" اللهم ربنا لك الحمد"، ويُسن أن يقول بعدها: "ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد". ـــ ويُسَن أن يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره في هذا القيام، كما فعل في القيام الأول قبل الركوع ويطمئن فى القيام ،كما نقل فى صفة الصلاة أنه صلى الله عليه وسلم كان يضع اليمنى على اليسرى فى كل قيام فى الصلاة والقيام من الركوع قيام .
13) ثم يسجد قائلاً: "الله أكبر" دون أن يرفع يديه، والسجود ركن فمن ترك سجدة فى ركعة فإن لم يبدأ فى الركعة التى تليها رجع وأتى بالسجدة وإن بدأ فى الركعة التى بعدها فيلغى الركعة السابقة ويأتى بركعة غيرها ثم يسجد للسهو فى آخر الصلاة. ويقدم ركبتيه قبل يديه عند سجوده، لحديث وائل بن حُجر - رضي الله عنه- قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه ،وإن نزل للسجود بيديه قبل ركبتيه فهو جائز ويجب أن يسجد المصلي على سبعة أعضاء: رجليه، وركبتيه، ويديه، وجبهته مع الأنف، ولا يجوز أن يرفع أيَّ عضو منها عن الأرض أثناء سجوده وخاصة الأنف ، وإذا لم يستطع المصلي أن يسجد بسبب المرض فإنه ينحني بقدر استطاعته ولا يرفع شئ يسجد عليه ، فإن عجز أو منعه الطبيب سقط عنه السجود. ويُسَن في السجود أن يُباعد عضديه "وهما أعلى اليد" عن جنبيه، لأنه صلى الله عليه وسلم "كان يسجد حتى يُرى بياض إبطيه"، إلا إذا كان ذلك يؤذي من بجانبه. ويُسَن في السجود -أيضًا- أن يُبعد بطنه عن فخذيه .ويُسَن في السجود أن يفرِّق ركبتيه، أي لا يضمهما إلى بعض، وأما القدمان فإنه يلصقهما ببعض، لأنه صلى عليه وسلم "يرصُّ عقبيه في سجوده". ويكره أن يفرش المصلي يديه على الأرض في سجوده لقوله صلى الله عليه وسلم "لا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب"، ويجب أن يقول في سجوده "سبحان ربي الأعلى" مرة واحدة، وما زاد على ذلك فهو سنة. ويُسَن أن يقول في سجوده: "سُبُّوح قُدوس, رب الملائكة والروح"، أو يقول: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"
14) ثم يرفع رأسه قائلاً: "الله أكبر"، دون رفع يديه ويجلس بين السجدتين مفترشًا رجله اليسرى ناصبًا رجله اليمنى. و يقول وهو جالس بين السجدتين: "رب اغفر لي" مرة واحدة، وما زاد على ذلك فهو سنة. ويُسَن أن يقول: "رب اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني". ويضع يديه في هذه الجلسة على فخذيه، وأطراف أصابعه عند ركبتيه، وله أن يضع يده اليمنى على ركبته اليمنى ويده اليسرى على ركبته اليسرى كأنه قابض لهما والرسول كان يطيل بين السجدتين حتى ظن الصحابة أنه نسى .
15) ثم يسجد ويفعل في السجدة الثانية ما فعل في الأولى.
16) فإن أراد أن يجلس جلسة خفيفة قبل أن يقوم للركعة الثانية فهو جائز فإن نهض وقام فلينهض معتمدًا على يديه أما من نهض دون الاعتماد على يديه فقد خالف السنة فرسول كان به قوة سبعين رجلا ولم ينهض إلا على يديه، ثم يقول "الله أكبر". ثم يصلي الركعة الثانية كما صلى الركعة الأولى، إلا أنه لا يقول دعاء الاستفتاح في أولها، ولا يتعوذ قبل القراءة ويأتى بالركعة الثانية حتى التشهد الأول.
17) وفي نهاية الركعة الثانية يجلس للتشهد الأول مفترشًا أى يضع رجله اليسرى تحت إليتيه ناصبا قدمه اليمنى واتجاه أصابعه إلى القبلة ،ويضع يده اليمنى على رجله اليمنى واليسرى على اليسرى يقبض أصبعه الخنصر والبنصر ويُحلق الإبهام مع الوسطى ويشير بالسبابة عند الدعاء "أي عند عبارة في التشهد فيها معنى الدعاء" أو يقبض جميع أصابع يده اليمنى ويشير بالسبابة عند الدعاء، أما يده اليسرى فيضعها على فخذه الأيسر، ويقول في هذا الموضع: "التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله"، ولو قال غيرها مما ثبت أجزئ. فإن نسى وترك التشهد الأول فإن لم يستوى قائما فليرجع ويأتى بالتشهد الأول فإن اعتدل قائما فليس عليه شئ ويسجد للسهو فى نهاية الصلاة.
18) ثم يقوم إلى الركعة الثالثة رافع يديه ومكبرا ، ثم يصلى الركعة الثالثة والرابعة كما أشرنا من قبل.
19) وإذا كانت الصلاة من أربع ركعات، كالظهر والعصر والعشاء، فإنه يجلس في التشهد الأخير متوركًا أى يضع قدمه اليسرى تحت وركه الأيمن ناصبا قدميه اليمنى وأصابعه تجاه الكعبة ، وتكون هيئة يديه كما سبق في التشهد الأول. ويقول كل مصلي في الركعة الأخيرة التشهد الأول "التحيات لله ... " إلخ، ثم يقول بعده "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد". والتشهد الأخير والجلوس له فرض عند أكثر أهل العلم، ويُسَن أن يقول بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وعذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال". ثم يدعو بما شاء، كقوله: "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" "الألباني( صحيح ) رقم 7513 صحيح الجامع"
20) ثم يُسلم باللفظ ووجه إلى القبلة "السلام عليكم ورحمة الله" ويُكملها وهو يلتفت عن يمينه وعن يساره كذلك لقوله صلى الله عليه وسلم. مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم فلا يلتفت قبل أن يُسلم فيسلم ووجه للقبلة ثم يلتفت، والتسليم الأولى ركن عند أكثر أهل العلم فمن أحدث بعد التسليمة الأولى فصلاته صحيحة لأن التسليمة الثانية سنة.
21) الطمأنينة: ركن فى كل أركان من أركان الصلاة لقول صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته ارجع فصل فإنك لم تصل.
22) الترتيب فى الصلاة ركن فلا يؤخر ولا يقدم ركنا من أركان الصلاة ، كمن نسى النية فإذا كبر تذكرها ونوى وهذا لا يجوز لابد له أن ينوى ثم يُكبر.
23) الموالاة ركن من أركان الصلاة فلا يكن هناك فاصل كبير بين أركان الصلاة وحدث هذا فى حديث ذو اليدين ولما كان الفاصل يسيرا أتم رسول النقص فى الصلاة، أو لو تحرك لإنقاذ طفلا يكاد أن يقع ثم رجع لصلاته.