v مقدمة:ـ
الحمد الله الذى فضل مكة على سائر البلاد ، وفضل المسجد الحرام على سائر المساجد ، وجعل البيت مثابة للناس وأمنا ، وفرض حجه على من استطاع إليه سبيلا ، وغفر لمن حج بيته أو اعتمر ما تقدم من ذنبه ، ورجع من حجه كيوم ولدته أمه .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.... ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وبعد فقد استدارت الأيام ودار الزمان وهل علينا الحج بأشهره الثلاث شوال وذو القعدة وذو الحجه أو بعضه ونادانا الله من فوق سبع سموات وأمرنا أن نحج بيته فى سورة سماها باسم هذه الفريضة سورة(الحج) فقال تعالى (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) أى أبلغ الناس يا إبراهيم بالحج فالآذان هو البلاغ يأتوك رجالا أى مترجلين يمشون وليس المقصود الرجال دون النساء ولذلك قال وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق أى راكبين على النوق المجهدة من طول الطريق والفج العميق هى الطرق البعيدة ، وذلك لما فرغ سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل من بناء الكعبة " وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) " قال الله يا إبراهيم أذن فى الناس بالحج قال إبراهيم وهل يسمعون صوتى قال الله تعالى أذن وعلينا البلاغ فصعد سيدنا إبراهيم عليه السلام على جبل أبى قبيس وهو أعلى جبل بمكة وانظر إلى الحكمة من الصعود على الجبل وهو الأخذ بالأسباب ولو نادى سيدنا إبراهيم فى الناس وهو مكانه بالبيت لسمعه الجميع لأن المبلغ هو الله ولكنه أخذ بالأسباب فسمعه ما بين السماء والأرض، أفلا ترى الناس يجيئون من أقصى الأرض يلبون من وقت أن نادى خليل الله إبراهيم عليه السلام إلى وقتنا هذا ، وكذلك يجب علينا التلبية للحج أى قضاء الفريضة( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك له) ما أجمل هذا النداء وما أروع هذه التلبية أى يا الله نحن طوع أمرك فأنت لا شريك لك ولا ند لك ناصية بيدك، ماضى فينا حكمك عدلا فينا قضاؤك أنت الرازق والمحيى والمميت فالحمد لك والنعمة لك والملك لك لا نعبد إلا إياك .
v فما هو الحج:ـ
هو قصد مكة لأداء فريضة الطواف والسعى والوقوف بعرفة وسائر المناسك امتثالا لأمر الله وابتغاء مرضات الله .
والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بنى الإسلام على خمس شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا)رواه البخارى.
v متى فرض الحج:ـ
فرض الحج فى السنة السادسة من الهجرة وقيل فى السنة التاسعة أو العاشرة وقت أن نزل قولة تعالى فى سورة آل عمران "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) فأول مسجد بنى هو بيت الله الحرام بمكة وبكة هى مكة كما قال بعض أهل العلم فيه ءايات بيانات مقام إبراهيم أى البناء الذى كان يقف عليه إبراهيم ليتم بناء الكعبة وليس قبره كما يبدو للسامع وفيه آيات أخرى كالحجر الأسود والصفا والمروة وجعل مكة بلدا آمنا ورزق أهلها من الثمرات ولله على الناس حج البيت أمر من الله للناس بحج البيت من استطاع إليه سبيلا أى قادر ماديا كما سنبين بعد ذلك كما أن فى الصلاة يكون قادرا عقليا والصوم قادرا صحيا والزكاة قادرا ماليا فكذلك فى الحاج يكون قادرا ماديا وصحيا وعقليا لأن الحج ركن كسائر الأركان فلماذا نفرق بينه وبين سائر الأركان ومن كفر أى من ترك الحج وهو قادر لقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت إن شاء يهوديا، وإن شاء نصرانيا" سنن الترمذى ضعفه الألبانى" وقال البعض ومن كفر أى أنكر الحج واستهزئ به فقد يقول البعض وهل يوجد مسلم يفعل ذلك أقول نعم وفى زماننا هذا بل وفى مصرنا من يسمونهم بالصفوة أى من بعض الكتاب فقالوا إن الحج عبادة وثنية أي شبهوه بعبادة الأصنام فقالو نطوف بحجر وهى الكعبة ونقبل حجر وهو الحجر الأسود ونرجم حجرا بحجر أى نرجم إبليس فى صورة حجر بالجمرة وهى الحجارة الصغيرة ما هذا فمن قال مثل قولهم فقد كفر وكذلك من أنكر شيئا معلوما فى الدين بالضرورة أو حرم حلالاَ أو أحل حراما لأنه بهذا لا يعجبه شرع الله .
v هل العمرة فرض كالحج؟
قال بعض أهل العلم العمرة فرض كالحج دليلهم فى ذلك قوله تعالى(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) فعطف الله العمرة على الحج والحج فرض وقال البعض ليست بفرض لأنه قال أتموا أى اذا بدأتم بالفريضة فأتموها فقال الشيخ الشعراوى كل شئ يؤمر بإتمامه فهو فريضة فدّل ذلك على أن العمرة فرض كالحج.
v هل الحج يجب مرة واحدة فى العمر وأكثر؟
الحج واجب مرة واحدة إلا من نذر أو تطوع فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (" ياأيها الناس كتب عليكم الحج " فقام الاقرع بن حابس، فقال: أفي كل عام يا رسول الله " فقال: " لو قلتها لوجبت، ولو وجبت لم تعملوا بها، ولم تستطيعوا، الحج مرة، فمن زاد فهو تطوع) [سنن البيهقى] فدل هذا على أن الحج الواجب مرة ، ولكن يستحب تكراره كل خمس سنوات لقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة" إن عبدا صححت له فى جسمه ووسعت له فى المعيشة يمضى عليه خمسة أعوام لا يفدُ إلىَّ المحروم". (الألباني صحيح لغيره) فيستحب للمسلم الحج أو العمرة كل خمس سنوات وبهذا الحديث أخذت به الحكومة المصرية والسعودية بعدم تكرار الحج إلا بعد خمس سنوات .
v هل الحج واجب على الفور أو التراخى:ـ
ذهب الشافعي، والثوري، والأوزاعي، ومحمد بن الحسن إلى أن الحج واجب على التراخي، فيؤدى في أي وقت من العمر، ولا يأثم من وجب عليه بتأخيره متى أداه قبل الوفاة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر الحج إلى سنة عشرة، وكان معه أزواجه وكثير من أصحابه، مع أن إيجابه كان سنة ست فلو كان واجبا على الفور لما أخره صلى الله عليه وسلم.
وذهب أبو حنيفة، ومالك، وأحمد، وبعض أصحاب الشافعي، وأبو يوسف إلى أن الحج واجب على الفور ،لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أراد الحج فليعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الراحلة، وتكون الحاجة ".رواه أحمد،. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( تعجلوا الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له ) رواه أحمد والبيهقي" وقال ما يعرض له من مرض أو حاجة. وهل من أحد يدرى متى يموت حتى يؤخر حجه فالمبادرة بالحج أولى لمن استطاع نفترض أن مسلما استطاع الحج ولم يحج حتى مات فإنه يأثم بذلك وعلى ورثته إخراج نفقة الحج من التركة لكى يُحج عنه لأنها كالدين فعن ابن عباس رضي الله عنهما ان امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحج ولم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال: " نعم، حجي عنها. أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء " رواه البخاري"وفي الحديث دليل على وجوب الحج عن الميت، سواء أوصى أم لم يوص، لأن الدين يجب قضاؤه مطلقا، وكذا سائر الحقوق المالية من كفارة، أو زكاة، أو نذر. وإلى هذا ذهب ابن عباس، وزيد بن ثابت، وأبو هريرة، والشافعي.
v شروط الحج :ـ
للحج خمسة شروط فمتى تحققت وجب عليك الحج وهى- البلوغ. العقل. الحرية. الاستطاعة، فمن لم تتحقق فيه هذه الشروط، فلا يجب عليه الحج وذلك أن الاسلام، والبلوغ، والعقل، شرط التكليف في أية عبادة من العبادات وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( رفع القلم عن ثلاث، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحلم، وعن المجنون حتى يفيق)"السنن الكبرى للبيهقي "والحرية شرط لوجوب الحج، لأنها عبادة تقتضي وقتا والعبد مشغول بخدمة سيده وكذلك المسجون لأنه معدوم الحرية ، والاستطاعة أن يكون عنده مالا يكفيه للحج ويكفى أهله حتى يرجع وأن يكون صحيح البدن وليس مريض ، أما إن كان مريضا مرضا لا يرجى برؤه فليكلف من يحج عنه فإذا برأ بعد ذلك فقد سقطت عنه الفريضة ،
يسأل سائل أنا أملك مالا يكفى للحج فقط أو الزواج أأحج أولا أم أتزوج ؟ أقول وبالله التوفيق كما قال أهل العلم الحج لأن الحج فرض والزواج سنة إن كنت تصبر على الزواج وتحفظ نفسك كما قال الله تعالى" والذين هم لفروجهم حافظون "
v فضل الحج :ـ
[أ] فالحج من أفضل الأعمال: عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الاعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله قيل: ثم ماذا؟ قال ثم جهاد في سبيل الله قيل: ثم ماذا؟ قال: " ثم حج مبرور "(السنن الكبرى للبيهقى )والحج المبرور هو الحج الذي لا يخالطه إثم، وقيل أن يرجع زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة. وقيل إن بره إطعام الطعام، ولين الكلام وأن يرجع بغير ما ذهب .
[ب]ما جاء في أنه جهاد: عن الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني جبان، وإني ضعيف، فقال: " هلم إلى جهاد لا شوكة فيه: الحج " رواه عبد الرزاق، والطبراني، ورواته ثقات.
وعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " جهاد الكبير، والضعيف، والمرأة، الحج " رواه النسائي بإسناد حسن.
- وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، ترى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: " لكن أفضل الجهاد: حج مبرور " رواه البخاري، ومسلم.
[ج]ما جاء في أنه يمحق الذنوب: - عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " رواه البخاري، ومسلم.
- وعن عمرو بن العاص قال: لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ابسط يدك لأبايعك. قال: فبسط فقبضت يدي فقال: " مالك يا عمرو؟ " قلت: أشترط، قال: " تشترط ماذا؟ " قلت: أن يغفر لي؟ قال: " أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله .وأن الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما قبله " رواه مسلم.
[د] ينفى الفقر:ـ وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب. كما ينفي الكير خبث الحديد، والذهب، والفضلة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة " رواه النسائي، والترمذي وصححه.
[هـ] الحجاج وفد الله:ـ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " " الحجاج، والعمار، وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم "، رواه النسائي
[ و ] ما جاء في أن الحج ثوابه الجنة: وروى ابن جريج - بإسناد حسن - عن جابر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذا البيت دعامة الاسلام، فمن خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر، كان مضمونا على الله، إن قبضه أن يدخله الجنة "
v النفقة فى الحج:ـ
النفقة فى الحج ليست كغيره من العبادات فقد قال صلى الله عليه وسلم النفقة فى الحج كالنفقة في سبيل الله: الدرهم بسبعمائة ضعف " رواه ابن أبي شيبة، وأحمد يعنى الجنيه بسبعمائة فلو أن رجلا أنفق على حجه ثلاثين ألفا جنيها لنال مليونين ومائة ألف حسنة .
v الحج من مال حرام أو مختلط:ـ
الحج من مال حرام، حرام لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا والمال الحرام ليس هو المسروق فقط بل الرشوة وكذلك من ورث مالا حراما أما الحج فهو صحيح لأن الحج عرفة وقد أدى جميع المناسك وتسقط عنه الفريضة ولكنه يأثم وعليه أن يرد المال لصاحبه وهو مثله كمن صلى فى ثوب مسروق أو صلى فى أرض اغتصبها فالصلاة صحيحة مع الإثم ، أما حديث لا لبيك ولا سعديك ارجع مأزور غير مأجور فهو حديث ضعيف ولو صح الحديث فهو لا ينافى ما سبق لأن من حج بمال حرام فإنه مأزور أى آثم .
v الإقتراض للحج:ـ
لا يجوز أن تأخذ قرضا لتحج حتى ولو كان قرضا حسنا أى بلا فائدة لأن الحج من استطاع وأنت ممن لا يستطيع فقد سئل صلى الله عليه وسلم أيستقرض للحج قال لا .
v حج من عليه دين :ـ
يجوز حج من عليه دين بشروط وهى أن يكون موعد الدين لم يحل وأن يكون عنده مال ليسدد به دينه اذا رجع أما اذا حل موعد سداد الدين فلا يخرج حتى يستأذن من صاحب الدين.
v حج المرأة :ـ
يجب على المرأة الحج، كما يجب على الرجل، ويزاد عليه أن يصحبها زوج أو محرم كالأب والأخ والخال .فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم فقام رجل، فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة وكذا وكذا فقال: " انطلق فحج مع امرأتك " رواه البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم .وفي قول: تكفي امرأة واحدة ثقة، وفي قول - نقله الكرابيسي وصححه في المهذب - تسافر وحدها، إذا كان الطريق آمنا والقول الأول أولى وهذا ما قاله ابن تيمية وابن عثيمين .
v استئذان المرأة للحج :ـ
يستحب للمرأة أن تستأذن زوجها في الخروج إلى الحج الفرض، فإن أذن لها خرجت، وإن لم يأذن لها خرجت بغير إذنه، لأنه ليس للرجل منع امرأته من حج الفريضة، لأنها عبادة وجبت عليها، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولها أن تعجل به لتبرئ ذمتها وكذلك الحج المنذور، لأنه واجب عليه كحجة الإسلام. وأما حج التطوع فله منعها منه.
v الحج عن الغير :
يشترط فيمن يحج عن غيره، أن يكون قد سبق له الحج عن نفسه. لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: لبيك عن ُشبرمة، فقال: أحججت عن نفسك؟ قال: لا.
قال: " فحج عن نفسك، ثم حج عن ُشبرمة " رواه أبو داود، وابن ماجه.
v حج الصبى الذى لم يبلغ :
الصبي والعبد لا يجب عليهما الحج، لكنهما إذا حجا صح منهما، ولا يجزئهما عن حجة الإسلام: قال ابن عباس رضي الله عنهما، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أيما صبى حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى، أيما عبد حج ثم أعتق، فعليه أن يحج حجة أخرى " رواه الطبراني بسند صحيح.
وقال: قد أجمع أهل العلم: على أن الصبي إذا حج قبل أن يدرك فعليه الحج إذا أدرك، وكذلك المملوك إذا حج في رقه ثم أعتق فعليه الحج إذا وجد إلى ذلك سبيلا. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن امرأة رفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيا فقالت: ألهذا حج؟ قال: " نعم ولك أجر " ابن ماجة وصححه الألباني".وعن جابر رضي الله عنه: قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا النساء والصبيان، فلبينا عن الصبيان، ورمينا عنهم.
v التكسب فى الحج:ـ
يجوز البيع والشراء والعمل أثناء الحج لقوله تعالى "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم " وكذلك يصح حج من ذهب للعمرة ومكث بغير علم السلطات للحج فحجه صحيح ويأثم لعدم طاعة ولى الأمر ومخالفة قانون السفر هذا ما قاله الشيخ صالح اللحيدان رئيس القضاء الأعلى بالسعودية وعضو هيئة الإفتاء.
v وفى النهاية أذكر نفسى وأذكركم بفضل العشر الأوائل من ذو الحجة :ـ
والعشر الأيام الأولى من شهر ذي الحجة، فإنها أيام فاضلة، عظّم الله شأنها ورفع مكانتها ولأن العبادات كلها تجتمع فى هذه الأيام فقط كصوم التطوع والصدقات والزكوات والصلاة والحج وأقسم بها في كتابه، فقال جل وعلا: وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ [الفجر]. فالليالي العشر هي ليالي عشر ذي الحجة، والشفع هو يوم النحر، والوتر هو يوم عرفة. لقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر))، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء)) "فهذه الأيام العشرة أفضل أيام الدنيا، فهي موسم الربح والنجاة، وميدان السبق إلى الخيرات، إذ العمل فيها أفضل من الجهاد بالنفس أو المال، إلا من خرج ولم يرجع لا بالنفس ولا بالمال، وكان سعيد بن جبير" إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه"0فأين المسارعون إلى صيامها وقيامها ؟ والمتسابقون فيها إلى الأعمال الصالحة واغتنامها ؟ …فإن فاتك الصيام فى الأيام الثمانية فاحرص على صيام يوم عرفه فإن جزاءه كفارة سنتين، فعن أبى قتادة - رضي الله عنه - قال سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية" [أخرجه مسلم]، والإكثار من ذكر الله تعالى بالتهليل والتكبير والتحميد، لينال الحسنيين، فيشرع في هذه الأيام التكبير المطلق في جميع الوقت من ليل أو نهار إلى صلاة العيد، ويشرع كذلك التكبير المقيد بعد الصلوات المكتوبات إذا صلاها مع الجماعات، ويبدأ لغير الحاج من فجر يوم عرفة، وللحاج من ظهر يوم النحر- أول يوم في العيد - ويستمر إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق، قال تعالى: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ } [الحج]، وقال تعالى { وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة