الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علمًا وهو على كل شيء شهيد أحاط علمه بالظاهر والخفي والقريب والبعيد نحمده حمداً كثيراً جعل المؤمنين إخوةً يتعاونون فيما بينهم على البر والتقوى ويوقر كل منهم الآخر ،فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله كلُ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)الأحزاب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم أجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين، ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
سبق وأن تكلمنا فى الخطبة السابقة عن آفات اللسان وما ينتج عنها من سوء الخلق أما اليوم بإذن الله تعالى نتكلم عن صفة أخرى من صفات اللسان ألا وهى حسن الخلق ونسأل الله تعالى أن يصلح خُلقنا كما أصلح خلقنا .
عباد الله اتقوا الله واعلموا أن الله لم يخلقكم عبثًا ولن يترككم سدىً وإنما خلقكم لحكمة بالغة وشرع لكم شرائع كاملة ليبلوكم أيكم أحسن عملًا ، خلقكم وسترجعون إليه وشرع لكم الدين وستحاسبون عليه فاستعدوا للقاء ربكم وأعدوا الجواب ليوم الحساب يقول الله تعالى فى سورة البقرة(وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) .
فاتقوا الله يا عباد الله واعلموا إن لربكم عليكم حقًّا وإن لأنفسكم عليكم حقًّا وإن للخلق عليكم حقًّا فأعطوا كل ذي حق حقه حتى تخرجوا من الدنيا وقد غنمتم الدنيا والآخرة ولا تفرطوا في أخلاقكم فتخسروا الدنيا والآخرة.
لقد بين الإسلام أن الغاية من بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو تقويم الأخلاق، وتهذيبها وتصفيتها مما علق بها من شوائب وأدران فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق) "الألباني (ضعيف) رقم2087 ضعيف الجامع".، فقد كان في الجاهلية الأولى بعض الأخلاق الحميدة مثل إكرام الضيف، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، والعفو عن المسيء فلما جاء الإسلام قوّم تلك الأخلاق وهذبها، وربطها بالإيمان بالله اليوم الآخر، ورتب على فاعلها الأجر والثواب، ولما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خلقه القرآن) "الألباني (صحيح) رقم 4811 صحيح الجامع".. أي يتأدب بآدابه، ويأتمر بأوامره، وينتهي عن نواهيه، ثم قرأت قوله تعالى( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ َأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )،ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سعادة المرء حسن الخلق و من شقاوته سوء الخلق) "الألباني (ضعيف) رقم5302 ضعيف الجامع".
ولهذا فرض الله الفرائض من صلاة وزكاة وصيام وحج ليس من أجله هو جلت قدرته فالله غنىُ عنا ولكن من أجلنا نحن أى من أجل تقويم أخلاقنا وتهذيب ألسنتنا وتصفيتنا من الذنوب والخطايا حتى نكون أهلا لدخول الجنة ثم نُكرم برؤية الله جلا جلاله .
فإذ لم تغير العبادات في أخلاقنا نحن معشر المسلمين، إذن فما الفائدة منها، وما الفائدة أن تجد المسلم محافظًا على تلك العبادات، ولكنك تجده في جانب الأخلاق من صدق، ومعاملة وسلوك يخالف تعاليم الدين، ويكاد يخلو رصيدُه من ذلك، فيطلق لسانه في الغيبة والنميمة، وإيقاع الفتنة بين المتحابين، تجده كذاباً، لعاناً، يخاصم لأيام في الجنيه الواحد حتى أقرب الناس إليه، لا يكاد يسلم من لسانه ويده وبصره أحداً من الناس.
فالخلق الكريم هو محصلة العبادات في الإسلام، وبدونه تبقى عادات وحركات لا قيمة لها ولا فائدة منها، ونضرب لكم مثلاً بأعظم شعيرة فى الإسلام وهى الصلاة قال تعالى فى سورة العنكبوت (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) أى أن الصلاة لو أديتها بخشوع وتذكرت أنك تقف أمام الله فهى تنهاك عن الفحشاء والمنكر، أما إذا كانت حركات وعادات فلن تغير في أخلاقك شيئاً، وقد يسأل البعض عن حكم صلاتنا هذه؟ والجواب من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر لم يزدد من الله إلا بعدا) "الألباني (ضعيف) رقم5834 ضعيف الجامع". أى قد تكون الصلاة والعبادات مقبولة وتُسقط عنك الفرض بإذن الله ولكن لم تزدك هذه العبادات إلا بعداً من الله ففتشك في نفسك ولابد أن يكون لك من وقفة وسل نفسك أيها المسلم ؟ كيف تنجح البلاد وتتقدم وتتحضر بدوت أخلاق بل وكيف ينجح العامل في وظيفته والتاجر مع زبائنه والداعية في دعوته والزوج مع زوجته وأولاده بل والأخ مع إخوانه إذا لم يكونوا على خلق؟ فالأخلاق هى محصلة العبادات وعليها مدارُ نجاحِ الإنسان في هذه الحياة، قال بعض أهل العلم: إن الدين كله هو الخلق، فهل نحن فى أزمة أخلاق حقاْ، ... والجواب نعم.
لقد انتشر الإسلام في ربوع المعمورة بفضل ما كان يحمله تجار المسلمين من الأخلاق الكريمة، والتعامل الحسن، وقد أسلم كثير من المشركين بمجرد أنهم شاهدوا خلق الرسول الكريم، وسمعوا سيرته الطيبة، وسمعوا عنه ولم يسمعوا منه حديثا، فقد كان صلى الله عليه وسلم نموذجا يُحتذى به في الخلق مع نفسه، ومع زوجاته، ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين، ومع جهلتهم، بل وحتى مع الكافر، فقد قابله أعرابي فسأله عن نفسه فعرّفها له.. فقال الأعرابي: أنت الذي يقول عنه قومُه إنه كذاب؟ قال: نعم.. قال: "لا والله ما هذا الوجه بوجه كذاب.".
فعلينا معاشر المسلمين أن نعكس صورة الإسلام الصحيحة من خلال أخلاقنا وتعاملنا، وسيرتنا بين الناس، وأن ندعو بأخلاقنا قبل كلامنا ، لأن النفس مجبولة على التأثر بالفعل والعمل أكثر من القول والحديث، وإن لم يتغير سلوكنا وحالنا فلن يتأثر بنا أحد ولو زخرفنا القول، وأبدعنا الكلام، وأدينا العبادات.
تعريف الُخلُق:ـ
قال ابن منظور رحمه الله في لسان العرب الخُلُق هو الدين والطبع والسجية.
وقال القرطبي رحمه الله تعالى في المفهم : الأخلاق أوصاف الإنسان التي يعامل بها غيره.
أنواع الأخلاق:
1ـ محمودة : أن تكون مع غيرك على نفسك، فتنتصف منها ولا تنتصف لها: كالعفو، والحلم، والجود، والصبر، والرحمة، والشفقة، والتواد، ولين الجانب، وسنذكر جملة من الأخلاق الحميدة فى العنصر بعد القادم فى معايير حسن الخلق
2ـ مذمومة: كالكذب والغش والقسوة و الأخلاق الرديئة وقد فصلنا ذلك فى الخطبة السابقة عن آفات اللسان .
.....وهنا يبدو سؤال هل الخلق مجبول عليه الخلق أم مكتسب؟
والجواب أن الخلق مركب بين الاثنين بمعنى أن يكون المرء قد جُبل عليه فقد قال الإمام أحمد فى مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله سبحانه قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه) "الألباني (ضعيف) رقم806 ضعيف الجامع". وكذلك يكون مكتسباً وهو أن يجتهد في التخلق بالخلق الحسن، كما يجتهد في طلب الرزق بالمباح.
وقال الشاعر حافظ إبراهيم:
فإذا رزقتَ خليقة محمودة **** فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
فالناس هذا حظه مال وذا **** علم وذاك مكـــــارم الأخلاق
صفات ومعايير حسن الخلق :ـ
1.التواضع: أن لا تستكبر على الناس بعلم ولا بغنى ولا بمنصب ولا بحسن خليقة قال تعالى فى سورة الفرقان: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)فقد قال بن كثير أي: بسكينة ووقار من غير ،ولذلك أمرنا الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم (إن الله أوصى إليَّ أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد ) رواه مسلم.
2.بالعطاء الدائم: فالمؤمن الخلوق يُعطى دائما بصرف النظر عن إساءة أو إحسان الخلق يستوى عنده فهو كالنخلة تُقذف بالحجارة فتُسقط رطباً وقد وصفه الله تعالى فى سورة إبراهيم﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ .
3.الطمأنينة والتريث: أن تكبت جماح نفسك عند الغضب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) متفق عليه..
4.حب الخير للأخرين: إن تحب لإخوانك المسلمين ما تحبه لنفسك وبذلك تترفع عن الحسد والغل والكراهية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لجاره ما يحبه لنفسه) رواه مسلم
5.يدفع بالتي هي أحسن: فإن أساء إليك إنسان فادفع إليه بالكلمة التي هي أحسن وبالفعلة التي هي أحسن قال الله تعالى فى سورة فصلت(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
6.لا تؤذ جارك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره) "الألباني (صحيح) رقم 2548 صحيح الجامع".
7.أداء الأمانة:قال رسول صلى الله عليه وسلم:(أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك) "الألباني (صحيح) رقم 240 صحيح الجامع".
8.التبسم فى وجه أخيك: ومن ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)"الألباني(صحيح) رقم 7245صحيح الجامع"،وقال أيضاُ:(تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)"الألباني (صحيح) رقم 2908 صحيح الجامع".
9.الحياء: خلق يبعث على ترك القبيح والدين كله حياء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحياء من الإيمان ) رواه البخاري ومسلم ،أما قول البعض لا حياء فى الدين هو معناه أى لا يمنعك حيائك من السؤال عن أمور دينك.
10.العفة: هي الامتناع عن الحرام، وكفِّ السؤال من الناس فأكل الحرام خلق سيئ قال صلى الله عليه وسلم: (من يستعف يعفّه الله، ومن يستغن يغنه الله ) رواه البخاري ومسلم.
11.الكرم الجود والعطاء والسخاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفا ) رواه مسلم.
12.الرفق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) "الألباني (صحيح) رقم 303 صحيح الجامع".
13.الصدق: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا) رواه مسلم.
فضائل حسن الخلق
1. يُثقل الموازين يوم القيامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من شيء أثقل فى الميزان يوم القيامة من حسن الخلق) "صحيح فى صحيح الترغيب".
2. يُقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فقد قال(إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلساُ يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن من أبغضكم إلى وأبعدكم منى مجلساُ يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون " صحيح الترمذى".
3. يساوى بخلقه درجة دائم الصوم ومقيم الليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجات قائم الليل وصائم النهار)"صحيح فى صحيح الترغيب".
4. يسكن أعلى الجنان : (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) رواه الطبراني وإسناده صحيح، فالبيت العلوي جزاءٌ لأعلى المقامات الثلاثة وهي حسن الخلق
5. يُذيب الخطايا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد) "الألباني (ضعيف) رقم806 ضعيف الجامع".
6. يجعلك من خيار الناس: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من خياركم أحسنكم خلقا) رواه البخارى.
7. يرفعك فوق رؤوس الخلائق يوم القيامة: وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفَذَه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء) "الألباني (صحيح) رقم 6522 صحيح الجامع".
8. صون اللسان: من فضول الكلام وفحشاء الحديث وعن عموم اللغو والغيبة والنميمة . وقد وردت أحاديث كثيرة عن الرسول في هذا الباب منها: (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم).
.....واذا كان أحدنا لا يملك الخلق الحسن فليحاول أن يحسن خلقه بقدر ما يملك فلا يقول أحد هذا طبعي ولن أتغير للأحسن فهذا خطأ فجاهد نفسك وتغير للأحسن فكما تجتهد فى هذه اىلحياه فاجتهد فى تهذيب أخلاقك وعالج نفسك.
العلاج كيف أقوم لسانى؟ أولاً: بالترغيب
1. الدعاء : أن تدعو الله وتتضرع له بأن يجعلك طيب اللسان متعفف عن آفاته وأن يُخلصك من الغضب الذى يؤدى بك إلى سوء الخلق .
2. أن تتوب إلى الله توبة نصوحة لا رجعة بعدها إلى سوء الخلق قال تعالى في سورة التحريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ).
3. مراقبة الله : إذا أردت أن تكون طيب اللسان فراقب الله فإن الله لا يُخدع فراقب الله في الأقوال والأفعال وفى السر والعلانية فال تعالى في سورة النساء ( إن الله كان عليكم رقيبا ). وتذكر المراقبة اليومية لك على مدار الثانية: قال الله عز وجل فى سورة ق (إذ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ*مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) أيها المسلمون: في هذه الآية تذكير للمؤمنين برقابة الله عز وجل التي لا تتركه لحظة من اللحظات واستحى من الملكين الذين عن يمينك وشمالك.
4. تذكر المقابل لحفظ لسانك دخولك الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من يضمن لى ما بين لحييه (يعني لسانه) وما بين رجليه (يعني فرجه) أضمن له الجنة ) "أخرجه البخاري".
5. كن من أهل العفو عند المقدرة: قال تعالى في سورة الشورى(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) وانظر إلى عظيم الأجر لمن عف واصلح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفِذًه دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، حتى يخيره من الحور العين ما شاء " أخرجه أبو داود وحسنه الألبانى.
6. اصبر على أذى الجهلاء قال الله تعالى فى سورة الشورى( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) .
7. أزل الحقد والغل من قلبك: قال تعالى فى سورة الحشر(وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ).
8. الزم الصمت فهو خير لك: تعاهدوا لسانكم فإن كان خيراً تكلمت وإلا سكت والسكوت في هذه الحالة عبادة تؤجر عليها،
وصدق رسول الله إذ يقول: (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)"رواه البخاري ومسلم" .
9. إياك والكبر: فالكبرهو التعالي عن قبول الحق، والترفع على الخلق. (الكبر بطر الحق و غمط الناس)، رواه البخاري ومسلم.
10. إياك والحسد هو: تمني زوال النعمة عن صاحبها، سواء كانت نعمة دين أو دنيا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) ضعفه السيوطي والألباني.
ـ ثانياُ: بالترهيب
11. تذكر إفلاسك يوم القيامة: فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟) قَالُوا: «الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ» ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»"الألباني( صحيح ) رقم 845 صحيح الجامع".
12. تذكر أن المعصية تخرجك من الجنة وتدخلك النار، كما أخرجت أبويك من قبل آدم وحواء.
13. تذكر أن جوارحك تشهد عليك يوم القيامة وهى جزء منك قال الله تعالى في سورة النور{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
وفي الخاتمة احفظْ لِسانَكَ يا عبد الله لا يَلْدَغَنَّكَ إِنَّه ثُعبْانُ كَمْ في المقابِرِ مِنْ قَتيلِ قتله لِسانِهِ وأدخله النار فاجتهدْ يا عبدَ اللهِ- رَحِمَني اللهُ تعالَى وإيَّاكَ - في تَطِهيرِ لِسانِكَ مِنْ هذِهِ الآفاتِ، ورطب لسانك دائما بذكر الله قال تعالى فى سورة الرعد (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).