المساجد

الحمد لله الذي جعل له بيوتا في الأرض نزوره فيها، وأذن لنا بزيارتها في اليوم خمس مرات بغير إذن مسبق من حبه فينا، لنذكر فيها اسمه ونسبح له فيها ، تسبيحا يليق بجلالته وعظيم سلطانه بكرة وأصيلا، أحمده وأشكره أن هدانا للإسلام وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله، وجعلكم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.... ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أما موضوع اليوم بإذن الله تعالى عن أشرف بقاع الأرض وأطهرها وأقدسها وأكرمها منزلة عند الله موضوع اليوم عن بيوت الله فى الأرض المساجد وكيف نتأدب مع بيوت الله.

فإن للمساجد مكانة عظيمة وأهمية بالغة عند المسلمين ، فهي بيوت الله عز وجل في أرضه، أمر الله تعالى برفعها وتشييدها وتعظيم قدرها ؛ لعبادته وذكره ، وتلاوة كتابه ، وأداء رسالة نبيه (صلى الله عليه وسلم) ، ونشر تعاليمه وتبليغ منهجه ، فقال تعالى: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ }النور،والمراد بالبيوت هنا المساجد و أمر أى قضى أن ترفع أى تبنى وتعلى وتشيد، ، ثم كرَّمها الله - سبحانه - بأن أضافها إلى نفسه إضافة تعظيم وتشريف ، فقال تعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [ الجن] .

وكذلك كرَّمها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فأخبر بأنها أفضل البقاع في الأرض ، وأحب البقاع إلى الله سبحانه ، ففي صحيح مسلم من حديث عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : ( أَحَبُّ البِلادِ إلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا ، وَأبْغَضُ البِلاَدِ إلَى اللهِ أسْوَاقُهَا) أخرجه مسلم .

ومما يدل على مكانة المساجد وعظم منزلتها عند الله ، أنه - سبحانه وتعالى- هو الذي رغَّب في بنائها وعمارتها، أى تعمر بالصلاة والوعظ والذكر فقال تعالى: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}التوبة ، فبِناء المساجد من أعظم القُرَب لمن أخلص لله عز وجل ؛ وكذلك رغَّب النبي (صلى الله عليه وسلم) في بنائها وحثَّ على عمارتها، وأمَرَ بتطهِيرِها وتنظيفِها ، وتنزيهِهَا وتطيبها ، ففي الصحيحين عَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ (رضي الله عنه) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ : ( مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ) أخرجه البخارى.

فزائر المسجد هو ضيف الله ، والضيف إذا نزل بساحة الكرماء، ومنازل العظماء نال من جودهم وفضلهم، فكيف بضيف نزل بسلحة أكرم الأكرمين، وحلَّ ضيفا ببيت رب العالمين ؟ فحق على المزور أن يكرم زائره، ما أن يدخل بيته حتى يوكل به ملك يقول: اللهم اغفر له.. اللهم ارحمه ما دام في مجلسه الذي صلى فيه حتى يخرج من المسجد، كما روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : (صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ فى جماعة تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وَأَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ وَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُهُ وَتُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ). انظر "الألباني( صحيح) رقم3823 صحيح الجامع".

فالمساجد بيوت الله تعالى فى الأرض، ومن أحب الله تعالى أحب بيوته، وأكثر من زيارته فيها، فالمسجد بيت كل تقيّ فمن أراد أن يكون من الأتقياء فليكثر الذهاب إلى المسجد فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{ المسجد بيت كل تقيّ وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة} "الألباني( حسن ) رقم 716 صحيح الجامع".

فما معنى كلمة مسجد؟ وما هو المسجد:

- معنى كلمة مسجد: تأتى من السجود، ولماذا لم تأتى من الركوع بأن يقال مركع؟ لآن السجود هو أعظم ركن فى الصلاة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) رواه ومسلم.

- وما هو المسجد: ففى المعنى العام فكل مكانٍ سجدت فيه لله عزَّ وجل هو مسجد ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ "* صحيح البخاري* والمساجد هى الأعضاء التي تسجد بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : على الجبهة و اليدين و الركبتين و أطراف القدمين) "الألباني( صحيح) رقم1369صحيح الجامع". ،وقال تعالى في سورة الجن،( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) و المعنى الخاص هو هذه البيوت التي يبنيها المسلمون ليؤدوا فيها الصلوات.

كيف أتأدب مع بيت الله بأن أفعل أشياء وأنتهى عن أشياء:

-الاحترام والتقدير والتعظيم لبيوت الله: إذا كان من حق ضيوف بيوت الله أن يُكرموا فإن من واجب الضيوف أن يعرفوا قدر المزور وأن يتأدب معه ، وأن يعرفوا مَن صاحب البيت ، ومَن الداعي ، ومن المزور ، وأن تقدر الله حق قدره قال تعالى فى سورة الحج(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)

-المحافظة عليها: ولهذه الأهمية العظيمة أُمِرْنا بمراعاة حرمتها ، والمحافظة عليها فمن لم يحافظ على بيوت الله فهو من الساعين إلى خرابها ، قال تعالى:{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[البقرة].

- العمل على إشادتها: وذلك بالقيام بما يستطيع من جهد مادي أو جسدي لبنائها، وتشجيع الناس على التبرع لاستكمالها وتجهيزها وذلك بمداومة التبرع للصرف عليها وعلى متطلباتها من أدوان نظافة وإضاءة وتجديد كل ما يتلف، وابتغاء وجه الله تعالى في كل ذلك. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{ من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة لبيضها ـ أي بقدر الموضع الذي يبيض فيه طائر القطاة ـ بنى الله له بيتا في الجنة} أخرجه البخارى.

- ومن آداب المسجد أيضاً: ألا يهجر المسجد الذي يليه، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ليصلي أحدكم في مسجده ولا يتتبع المساجد) المعجم الكبير

- التهيؤ للذهاب إلى المسجد: بالطهارة وحسن الوضوء والتسوّك، ولبس الثياب النظيفة، وتقليم الأظافر إن كانت طويلة وترجيل الشعر(أى تمشيطة)، والتجمّل والتطيّب قال تعالى(يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالْأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً)

أمور منهي عنها في المسجد:

- عدم البيع والشراء والمناداة: نهى النبي (صلى الله عليه وسلم) عن البيع والشراء في المسجد ، أو إنشاد الضالة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{ إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا لا ردّ الله عليك} رواه الترمذي صححه الألبانى.

- عدم رفع الصوت: عدم رفع الصوت حتى بالقراءة والذكر، لأن المصلي يحتاج إلى التدبر والخشوع، والقارئ يشغله برفع صوته؛ لهذا نهى الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن رفع الصوت فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ : (اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الْمَسْجِدِ فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُونَ بِالْقِرَاءَةِ فَكَشَفَ السِّتْرَ، وَقَالَ : أَلاَ إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ فَلاَ يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَلاَ يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ في الْقِرَاءَةِ ) أَوْ قَالَ:( في الصَّلاَةِ) (أخرجه أبو داوود).ومن ثم فإنه يجب عدم رفع الصوت في المساجد حتى ولو كان ذلك فى مصلحة الصلاة أو المسجد فيجب عليك أن تستحى ولا ترفع صويك فى بيت رب العالمين،

- عدم الكلام والثرثرة في أمور الدنيا لدون سبب شرعي ينفع المسجد أو الصلاة ، وإنما لمجرد القيل والقال، وذكر الناس وغيبتهم، لحديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : ( إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ )(متفق عليه) هذا فيمن يتكلم لمصلحة فما بالك بمن يتكلم بدون سبب .

- إقفال الهاتف: لابد لك من إغلاق المحمول أو وضعه على الصامت عند دخول المسجد؛ وذلك لئلا يشوشَ على المصلين، ويقطعَ عليهم خشوعهم, وإذا حصل أنْ نسي المصلي ولم يغلقْه أو يضعه على الصامت فليبادر إلى إغلاقه وإسكاته إذا اتصل أحد؛ حتى ولو كان فى الصلاة والحركة هنا لمصلحة الصلاة، بل لمصلحة المصلين عموماً فلا تبطل الصلاة بها..

- تجنب تشبيك الأصابع وفرقعتها والعبث بها في المسجد وأثناء انتظار الصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:{ إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبّكنّ فإنّ التشبيك من الشيطان، وإنّ أحدكم لا يزال في صلاة ما كان في المسجد حتى يخرج منه} رواه أحمد.

- تجنب الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لعذر حتى يصلي المكتوبة عن أبي الشعثاء قال: كنا قعودا عند أبي هريرة رضي الله عنه في المسجد فأذّن المؤذن فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم.

- تجنب أكل الثوم أو البصل، وما له رائحة كريهة، والدخول إلى المسجد قبل إزالتها، بتنظيف الفم بالماء والفرشاة والمعجون عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا، أو فليعتزل مسجدنا} متفق عليه.

- تجنيب الحائض والجنب المكث فى المسجد: لحديث عائشة قالت : ( وجهوا هذه البيوت عن المسجد ، فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب » ، وقد أجاز بعض العلماء مرور الجنب في المسجد دون الجلوس فيه ، لقوله تعالى : { وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا } وأجاز بعضهم المكث للجنب في المسجد إن توضأ .

- دخول الصبيان وااسفهاء المسجد: كره جمهور أهل العلم دخول الصبيان الذين دون سن التمييز للمسجد وذلك لورود بعض الآثار- وإن كان فيها ضعف- منها قول (صلى الله عليه وسلم) : «جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم»

فضل الصلاة فى المساجد والمشى إليها:

- يُشهد له بالإيمان: أولا من الله: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}التوبة ثانيا : من رسوله صلى الله عليه وسلم قال:{ إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له الإيمان}"الألباني( ضعيف) رقم 509 ضعيف الجامع" قال الله تعالى:{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ }

- يُشهد لع بالتقوى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ المسجد بيت كل تقيّ وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة} "الألباني( حسن ) رقم 716 صحيح الجامع".

- الجالس فى المسجد فى ظل عرش الرحمن يوم القيامة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{ سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله ـ وعدّ منهم ـ ورجل قلبه معلق بالمساجد} متفق عليه.

- له منزله فى الجنة: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{ من غدا إلى المسجد أو راح، أعدّ الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح}. متفق عليه .

- الزيادة فى الأجر: المحافظة على ارتياد المساجد ولو كانت بعيدة عن منزله والمشي إليها فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام} متفق عليه.

- حضور الملائكة : روى مسلم وغيره مرفوعًا: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» ) .

النور التام يوم القيامة: النبي صلى الله عليه وسلم : « بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة » رواه أبو داود والترمذي .

ما الواجب على المسلم إذا سمع النداء؟:

- إنهاء جميع الأعمال الدنيوية، وإيقاف كافة الأشغال المادية عند سماع الأذان، والمسارعة إلى تلبية النداء، والتوجه إلى المسجد مهما كانت الأعذار. قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} الأنفال، ألم تسمع قول الله أكبر أى أكبر من كل شيء من عملك وولدك ومالك.

- ويخرج المسلم إلى المسلم للصلاة بسكينة ووقار، ويقارب خُطاه، ويقول ما وردَ، ولا يشبِّك أصابعَه، وإن سمع الإقامةَ لم يسعَ إليها بل يمشى فى هدوء لأن له بكل خطوة رفع درجة وتحط سيئة، فعن أبي هريرَةَ قال: قال رسول الله : ((إذا سمعتمُ الإقامةَ فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقارِ، ولا تسرِعوا، فما أدركتم فصلّوا، وما فاتَكم فأتمّوا)) متفق عليه.

- ويستَحَبّ التبكير والتهجير إليها، فعن أبي هريرةَ أن رسولَ الله قال: ((لو يعلَم الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأول ثم لم يجِدوا إلا أن يستهِموا عليه لاستَهَموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتَمَة والصبح لأتوهما ولو حبوًا)) متفق عليه.

الأعمال المسنونة عند دخول المسجد:

- خلع الحذاء وإزالة ما علق به من أوساخ خارج المسجد، وإطباقه ووضعه في أقرب مكان مخصص والحذر من رفعه فوق الرؤوس أو تلويث المسجد به.

- الدخول إلى المسجد مقدما الرجل اليمنى قائلا: بسم الله، اللهم صل على سيدنا محمد، اللهم افتح لي أبواب رحمتك عن أبي أسيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم افتح لي أبواب فضلك}. رواه مسلم وأبو داود.

- أن يسلم وقت الدخول إن كان القوم جلوسًا ، وإن لم يكن في المسجد أحد قال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحينالسلام على المصلين عند دخول المسجد إلا أثناء خطبة الجمعة: سلم ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرد عليه باللفظ، وإنما رد عليه بالإشارة، وأخبره أن سبب امتناعه عن الرد عليه لفظاً وهو انشغاله بأمر عظيم وهو الصلاة.

- الحرص على الصف الأول إذا كان فيه فراغ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن الله و ملائكته يصلون على الصف الأول ) صححه الألبانى أن يقصِد الصف الأول إذا كان به فراغ دون أن يؤذِيَ إخوانه المصلّين بتخطِّي رقابهم ومضايَقَتهم ومزاحمَتِهم ومحاولةِ اقتحام الصفّ عليهم مع تعذُّر ذلك بسبَبِ الضيق والازدحام الشديد

- صلاة ركعتين سنة تحية المسجد قبل الجلوس، إلا إذا أقيمت الصلاة، فإذا كان يؤذن للصلاة فلا تجلس وقل مثل ما يقول المؤذن ثم صلى تحية المسجد أو السنن المهم ألا تجلس حتى تصلى عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ إذا دخل أحكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين} متفق عليه.

- صلاة الفريضة فإذا أقيمت الصلاة لا تصلى إلا المفروضة فأسرع فى صلاة السنة أو سلم من الصلاة حتى تنهض المفروضة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة )

- الجلوس مستقبلاً القبلة: يقرأ القرآن أو يذكر الرحمن لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إن لكل شيء سيدًا وإن سيد المجالس قبالة القبلة".{رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن}

- انتظار الصلاة ولا يؤذي أحدًا بقوله أو فعله: فعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة وتقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه" "الألباني( صحيح ) رقم 3823 صحيح الجامع".

- الخروج مقدما الرجل اليسرى قائلا: اللهم صل على سيدنا محمد، اللهم إني أسألك من فضلك.

وفى الخاتمة أذكركم يا عمار بيت الله، لقد مات الإحساس برهبة المكان وعظمته وقدسيته بل القلوب خلت وجفت من الإحساس بعظمة من يُنتسب إليه المكان، والله سبحانه يقول: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [الأنعام: ]فحافظوا على بيوت الله.