الحمد لله الذي شرَع لعباده الشرائعَ وأكملها، وجعلها بالغة الحُسن وأحكم لهم الأحكام وبينها، وجعل الأمة الإسلامية أمة نقاء وصفاء و طهارة ، فأمرهم بالطُّهْرِ وَالنَّقَاءِ، وَحثهم على التَّجَمُّلِ وَالصَّـفَاءِ، وأخذ الزينة عند كل مسجد .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم أجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين، ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما موضوع اليوم نتحدث وإياكم عن تكليف لطيف وأمر إلهي خَفيف ، جعله ربُنا شرطًا بين يدي الصلاة ومطفِئًا لغضبِ النفس حين تضيقُ بالنفس الحياة وتكتنِفها المعاناة، هو للمؤمن سلاحٌ، ويعقبُه للنفس ارتياحٌ وللصدر انشراح. لا شك بأنه الوضوء هو أحد شروط وأركانها العبادات وأركانها فلا تتم بعض العبادات إلا به ،فهذا الموضوع فى غاية الأهمية لأنها يتعلق بأعظم شعيرة فى الإسلام وهى الصلاة ، فإن فسد الوضوء فسدت الصلاة ولو أتيت بأركانها كاملة فما أجملَ أن يكونَ المسلم متوضئًا! ما اجمل المسلم أن يكون طاهرا متطهرا ، يا لها من نعمة وياله من فضل لمن حافظ على الوضوء وواظب عليه ،ويكفيه أن الله يُحبه قال تعالى فى سورة البقرة (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ).
معنى الوضوء:ـ
من الوضاءة والضياء والوجاهة فيقال رجل وضئ أى وجه مضيئ وفى الشرع طهارة مائية تتعلق بالوجه واليدين والرأس والرجلين.
الحكمة من الوضوء:ـ
الله تعالى لم يفرض شيئا هباء منثورا بل فرضه لحكمة عنده ومصلحة لك أيها العبد الفقير وهو تطهير جوارحك أى أعضائك من الذنوب أى الصغائر دون الكبائر فطهارة الوجه أى غسله وهو خروج الذنوب من الوجه لأنه محل النظر، والمضمضة لخروج الذنوب من اللسان لأنه محل الكلام ، وغسل اليد من البطش بالحرام ، والأرجل من المشى إلى ما يُغضب الله، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم(إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ فِيهِ، فَإِذَا اسْتَنْثَرَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَنْفِهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مَنْ يدَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ الْخَطَايَا مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ يَدَيْهِ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَصَلَاتُهُ نَافِلَةً لَهُ) "رواه النسائى وصححه الحاكم".
الوضوء فى ضوء الكتاب والسنة:ـ
1ـ قال الله تعالى فى سورة المائدة : (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين)ظاهر الآية يدل على وجوب الوضوء عند كل صلاة حتى ولو كنت طاهراً، وقول آخر عند كل صلاة إن كنتم محدثين أوكنتم نائمين ، أم الجمع بين القولين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى كل صلاة بوضوء واحد إلا فى عام فتح مكة صلى الصلوات الخمس بوضوء واحد فقال له عمر بن الخطاب رضى الله عنه يا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتك تفعل شيئا لم تفعله من قبل قال نعم فعلت ذلك عمدا يا عمر ، من هنا يتضح لنا حقيقة التيسير على المسلمين فى الوضوء وأن الوضوء فى أول الأمر عند كل صلاة ثم خفف بعد ذلك ليكون عند الحدث أو عند كل صلاة للاستحباب.
2ـ فى السنة، روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) "رواه الشيخان".
3ـ الإجماع، انعقد إجماع المسلمين على مشروعية الوضوء من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، فصار معلوما من الدين بالضرورة.
فضل الوضوء:ـ
1ـ محو الخطايا ورفع الدرجات عن أبي هريرة رضي الله عنه أن قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات. قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط) "رواه مالك ومسلم".
2 ـ وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل يصلح الله بها عَملَه كله، وطهور الرجل لصلاته يكفر الله بطًهوره ذنوبه وتبقى صلاته له نافلة) "الألباني( ضعيف) رقم 1438 ضعيف الجامع"
3 ـ علامة يُعرف به المؤمن يوم القيامة: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء) "الألباني( حسن ) رقم 2005 صحيح الجامع" أى لهم علامة وسمة خاصة يعرفهم بها رسول صلى الله عليه وسلم على الحوض.
4 ـ وقد روي مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الطهور شطر الإيمان " أى نصف الأيمان.
... وقبل أن نتعرف على فرائض الوضوء وسننه لابد لنا أن نعرف نوعية الماء أى ماهى شروط ماء الوضوء؟
شروط ماء الوضوء:ـ
أن يكون ماءً مطلقاً بغير إضافة أى لا يتغير فيه أحد أوصافه الثلاثة اللون والطعم والرائحة ، أما إذا قيل ماءَ صابون أو ماء ورد أو ماء ذا رائحةٍ حتى ولو رائحةً ذكيةً فهذا ماء طاهرٌ فى نفسه غير مطهر لغيره يستخدم فى كل شيء ، لكن لا يصح به الطهارة ، أما إذا وقعت نجاسة بالماء كطائر ميت ليس به دمٌ كالنحلة والنملة والصرصور فلا يُبطل ماء الوضوء ، أما إن وقعت فيه نجاسة كالفأر الميت وكان الماء قليلا لا تصح به الوضوء وإن لم يتغير طعمه أو لونه أو رائحته ، والمستغرب فى هذا الزمان وخاصة منا نحن المسلمين فى تنجيس الماء بأيدينا سواءً كانت للوضوء أو الشراب فعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " نهى أن يبال في الماء الجاري" "الألباني( صحيح ) رقم 2723 صحيح الجامع" . وقد قال بعض علماء الغرب المصريون يتبلون فى المكان الذى يشربون منه، وعلى هذا فإن التبول في الماء الراكد أشد نهيا وتحريما، وكذلك من يُصرف مجارى بيته فى مياه النيل فهو آثم ، وقد يكون تسبب فى قتل العباد قتلا خطأ وقد تبين أن كثيرا من الأوبئة مثل الكوليرا والتيفويد وشلل الأطفال والتهاب الكبد المعدي المنتشر بيننا تنتقل عن طريق الماء وتعيش فيه، فلا ضر ولا ضرار.
...سنقوم بسرد الوضوء مرتبا كما توضأ رسول الله صلى الله عيه سلم. ثم نبين الفرائض من السنن فللوضوء فرائضُ وسنن أما الفرض تركه يُبطل الوضوء ، أما السنن لا تُبطل الوضوء يُثاب فاعلها ولا يأثم تاركها ولكن تركها تجعلك غير متبع لسنة رسول الله صلى الله عيه سلم.
كيفية الوضوء :ـ
1. النية: فرض من فرائض الوضوء ،والوضوء عبادة كسائر العبادات ولا يصح بدون نية عند أكثر أهل العلم وأى عمل لا يُقبل إلا بثلاثة شروط أولا: النية لقول رسول الله صلى الله عيه سلم (إنما الأعمال بالنيات)رواه البخارى"، ثانيا: أن يكون خالصا لله لقوله تعالى فى سورة البينة (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) ،ثالثا: الموافقة أن يكون على هدى رسول الله صلى الله عيه سلم لقوله ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)"سنده ضعيف" والنية هى القصد لفعل شيء ومحلها القلب ولا دخل للسان بها وتنوى بهذا الوضوء الصلاة .
2. التسمية: وهى قول بسم الله وهى سنة من سنن الوضوء لا يبطل الوضوءُ بترك التسمية ومن تذكر أثناء الوضوء قال بسم الله ويكتفى ببسم الله فقط كما ورد ،أما حديث "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه" "الألباني( صحيح ) رقم 7514 صحيح الجامع" فهو للاستحباب ولكن الأفضل لك أن تسمى لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل أمر ذى بال لا يبدأ باسم الله فهو أجزم " أى ناقص قليل البركة "الألباني( ضعيف) رقم4217 ضعيف الجامع".
3. غسل اليدين إلى الرسغين: وهو سنة لا يبطل الوضوء بتركه ولكن ينبغى للمسلم إذا كان يتوضأ من إناء أن يغسل يديه قبل أن يضعها فى الإناء إذا قام من نوم طويل أو من نيام ليل فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في إناء حتى يغسلها ثلاثا، فإنه لا يدري أين باتت يده) والحكمة من غسل اليدين تطهيرها قبل غمسها فى الماء لأن اليدين هى التى تحمل الماء فيستحب أن تكون طاهرة "الألباني( صحيح ) رقم 332 صحيح الجامع".
4. المضمضة : وهى سنة لا يبطل الوضوء بتركه ومعناه تحريك الماء فى الفم لإخراج بقايا الطعام لحديث لقيط بن صبرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا توضأت فمضمض) فلو أكلت وأنت متوضئٌ ثم صليت ولم تتمضمض فصلاتك صحيحة "سنن أبى داود وصححه الألبانى".
5. الاستنشاق: وهى سنة لا يبطل الوضوء بتركه ،ومعناه جذب الماء إلى الأنف بالشهيق ودفعه بالزفير لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم ليستنثر) "الألباني( صحيح ) رقم443 صحيح الجامع" أما من يضع الماء على أنفه دون أن يدخله داخل أنفه لم يستنشق على السنّة ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وبالغ فى الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) "سنن أبى داود وصححه الألبانى" فأمرنا بالمبالغة فى غير الصيام .
6. غسل الوجه: وهو الفرض الثانى بعد النية من تركه بطل وضوئه لقوله تعالى "فاغسلوا وجوهكم" وهو إسالة الماء على الوجه وحدود الوجه من أعلى الجبهة من منبت الشعر إلى أسفل اللحيين طولا، ومن شحمة الأذن إلى شحمة الأذن عرضا ولابد من تحريك العضو الغاسل وهو اليدين على المغسول وهو الوجه .
7. غسل اليدين إلى المرفقين: وهو الفرض الثالث من تركه بطل وضوئه لقوله تعالى "فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق" أى مع المرافق فإلى بمعنى مع ولابد من تعميم الماء إلى المرفق ولو زدت لكان أفضل .
8. مسح الرأس: وهو الفرض الرابع من ترك مسح الرأس بطل وضوئه لقوله تعالى: (وامسحوا برءوسكم) والأمر يقتضي بمسح بعض الرأس لمن قال الباء للتبعيض، والمحفوظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مسح جميع رأسه: ففي حديث عبد الله بن زيد (أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه) "رواه الجماعة". ويمسح على العمامة وحدها: ففي حديث عمرو بن أمية رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على عمامته وخفيه)، رواه أحمد والبخاري وابن ماجه. وعن بلال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (امسحوا على الخفين والخمار )"رواه بن ماجه وصححه الألبانى" المقصود بالمسح وهو بلل اليدين بالماء وإلصاق العضو الماسح بالممسوح والمقصود بالباء فى رؤوسكم هو الإلصاق وليس باء التبعيض أى ببعض رؤوسكم.
9. مسح الأذن:ـ وهى سنة لا يبطل الوضوء بتركه ويمسح داخل الأذن وخارجه.
10. غسل الرجلين إلى الكعبين: غسل الرجلين مع الكعبين وهو الفرض الخامس من تركه بطل وضوئه لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين)ولابد من تعميم الماء إلى الكعبين أى العظمتان الظاهرتان عند ربط القدم بالساق ما يُعرف ببز الرجل هذا هو الثابت المتواتر من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وقوله .فقد قال ابن عمر رضي الله عنهما: تخلف عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة فأدركنا وقد أرهقنا العصر، فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته: (ويل للأعقاب من النار) مرتين أو ثلاثا،" متفق عليه"، وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على غسل العقبين وقد توضأ رجل وترك لمعة فى رجله لم تمسها الماء أمره الرسول أن يرجع ويعيد الوضوء.
11. الترتيب: قال تعالى فى آية الوضوء(يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) الواو هنا تقضى الترتيب أى ترتيب الفرائض فلا يمسح برأسه قبل غسل وكذلك ترتيب المسنون ولم يثبت عنه أنه توضأ وضوءً غير مرتب.
12. الموالاة: يرى البعض أنها فرض وهو أن لا يكون هناك فاصل زمنى بين غسل الأعضاء، مثال: لو أنك توضأت وفى منتصف الوضوء قطع الماء ثم جاءت بعد ذلك هل تكمل الوضوء أم تبدأ من جديد قال أهل العلم إن لم تجف الأعضاء أكملت ، وإن جفت بدأت من جديد لأن الموالاة فرض من فرائض الوضوء.
13. دلك الأعضاء: وهو مرور العضو الغاسل على المغسول والتصاقه به لقوله تعالى "(وامسحوا برؤوسكم) الباء هنا للالتصاق.
14. التيامن : (أي البدء بغسل اليمين قبل غسل اليسار من اليدين والرجلين، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في تنعله وترجله وطهوره، وفي شأنه كله)"رواه البخارى".
15. التثليث: وهى غسل الأعضاء ثلاث بالماء فعن عثمان رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا) "سنن أبى داود وصححه الألبانى" وإن اكتفيت بواحدة أو اثنتين فجائز بشرط تعميم العضو بالماء .
16. تخليل اللحية: إذا كانت كثيفة لحديث عثمان رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته) "رواه بن ماجه وصححه الألبانى"
17. تخليل أصابع اليدين والقدمين: لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك)"حسنه الترمذى".
18. السواك: وهو عود من خشب الأراك يزيل الصفرة من الأسنان وينظفها ويقوى اللثة ويحميها من التسوس كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لولا أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، وقال أيضا:( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)"مسند أحمد" أو بالفرشاة.
19. إطالة الغرة والتحجيل: أما إطالة الغرة بأن يغسل جزءا من مقدم الرأس، زائدا عن المفروض في غسل الوجه وأما اطالة التحجيل، فبأن يغسل ما فوق المرفقين والكعبين لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء) فقال أبو هريرة: فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل "الألباني( حسن ) رقم 2005 صحيح الجامع".
20. الدعاء أثناءه: لم يثبت من أدعية الوضوء شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
21. الدعاء بعده: لحديث عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)"رواه مسلم"
22. الصلاة بعده كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسَه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه )"واه البخارى ومسلم" وكذلك روى أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: (يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة قال: ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهّر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهورِ ما كتب لي أن أصلي). "واه البخارى ومسلم"
مكروهات الوضوء:ـ
ترك سنة من سنن الوضوء ـ الوضوء فى مكان نجس ـ الزيادة عن ثلاث لأن الوضوء مرةٌ أو اثنان أو ثلاث فمن زاد عن ثلاث فقد أساء وظلم وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد (ما هذا السرف يا سعد؟! فقال: وهل في الماء من سرف؟ قال: (نعم وإن كنت على نهر جار)"رواه أحمد وبن ماجه ضعيف". فاحذروا عباد الله من وساوس الشّيطان، فإيّاك أن يخدعَك الشيطان بوساوسِه، فإنّ في الحديث: (إنّ للوضوءِ شيطانًا يقال له الوَلهان) "الألباني( ضعيف) رقم 1970 ضعيف الجامع”، يوسوِس على المسلم، حتّى يظنّ أنّه ما عمِل شيئًا.وبعضُهم يُصاب بداءِ الوسوَسة في وضوئِه، وربّما استمرّ في أماكِن الوضوءِ ساعةً أو أكثر، وكلّ هذا مِن تلبيسِ الشيطان، فاحذروا عدو الله إبليس أن يفتنكم في الوضوء وحاربوه بعدم الانقياد له ولمزاعمه ووساوسه الخبيثة واعلموا وتعلموا سنة نبيكم وسيروا على نهج رسولكم وقدوتكم محمد صلى الله عليه وسلم قال (سيكون في أمتي قوم يعتدون في الطهور والدعاء)"رواه أحمد والحديث صحيح".
نواقض الوضوء:ـ
1 ـ كل ما خرج من السبيلين: من بول أو غائط أو ريح لقول الله تعالى: (...أو جاء أحد منكم من الغائط..) وهو كناية عن قضاء الحاجة وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)"رواه الشيخان"
2 ـ المني والمذي والودي: وأما المذي والودي (ففيه الوضوء) فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أغسل ذكرك أو مذاكيرك، وتوضأ وضوئك للصلاة)"رواه البيهقى فى السنن"، أما المني ففيه الغسل
2 – النوم : واختلف العلماء فيه ففرقوا بين نوم الليل و نوم النهار وكذلك نوم الجالس من نوم المستلقى والقياس هنا من نام فذهب عقله واستغرق فى نومه هذا هو الناقض لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (العين وكاء السه) "الألباني( حسن ) رقم 4148 صحيح الجامع" أى العينان رباط الدبر فإذا نامت العين انحل الرباط.
3 ـ مس الذكر والفرج أو حلقة الدبر أى فتحت البراز لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مس ذكره فليتوضأ) "سنن أبى داود وصححه الألبانى" وإن كان هناك قول بعدم نقض الوضوء من مس الذكر ولكن الوضوء أحوط .
4 ـ لمس المرأة : اختلف العلماء فى ذلك وفرّقوا بين المرأة الأجنبية والمحارم وقال بعضهم :هناك شروط لو تحققت فى اللامس نقض وضوئه وهى: أن يكون اللامس بالغا ـ أن يكون الملموس ممن يُشتهى كالزوجة والأجنبيات ـ أن يقصد اللامس الشهوة أو يجدها.
5 ـ زوال العقل، سواء كان الجنون أو بالإغماء أو بالكسر أو بالدواء.
6ـ وضع المساحيق والأصباغ على الوجه واليدين فالوضوء صحيح ما دامت المساحيق طاهرة ،ولكن إذا شكلت حائلاً ومنعت وصول الماء إلى العضو فإن الوضوء حال وجودها لا يصح .
أشياء يظن البعض أنها ناقضة وهى ليست كذلك:ـ
خروج الدم اليسير كجرح أو دُمل ـ القيء ـ الشك فى الوضوء ،مثال : كنتَ متوضأ وشككت أنك نُقض وضوؤك فأنت على وضوئك فلا ينتقض وضوئك إلا إذا كنت متيقنا أى متأكدا بدون شك ، أما إذا كنت غير متوضأ وشككت أنك متوضأ فخذ بالشك هنا لأن الأصل هنا أنك غير متوضأ. فائدة: لا ينقض ريح القبل الوضوء أى الريح الذى يخرج من فرج المرأة لأنه لا يخرج من مكان نجس ، بخلاف ريح الدبر لأنه يخرج من مكان نجس.
غسل نجاسة الأطفال , لا ينقض الوضوء إلا إذا لمس فرج الطفل فإنه ينتقض الوضوء بذلك كما لو لمس الإنسان فرج نفسه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من مس فرجه فليتوضأ ) "الألباني( حسن ) رقم6555 صحيح الجامع"
استحباب الوضوء لغير الصلاة:ـ
ـ عند الصلاة تجديدا للوضوء ـ الطواف بالبيت متطوعا ـ عند ذكر الله ـ عند مس المصحف أو القراءة فيه ـ للجنب إذا أراد أن يؤخر غسله فلا ينام إلّا وهو متوضئ .
اسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن طهر الله قلبه من النفاق والريبة، وطهر أعضائه من معاصي الله؛ اسأل الله أن يمن علينا وعليكم جميعاً بإتباع السنة، والعمل بها وتطبيقها، إنه على كل شيء قدير.