الموت ج1

الحمد لله المنفرد بالعز والجبروت والبقاء، وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم بالفناء، جاعل الموت مخلصا للأتقياء وسوء منقلبا للأشقياء، هدم بالموت جميع الأعمار، وحكم بالفناء على أهل الديار، لا يمتنع منه ممتنع بحصن ولا جدار ولا يحترس منه محترس بكثرة جموع وأنصار.

عباد الله إن الدنيا بقائها قليل، وعزيزها ذليل، وغنيها فقير، وشبابها يهرم، وجديدها يبلى، وضيفها يرحل، وكل ما فيها يموت فكفى بالموت واعظا.

عباد الله ، عباد الله لو كان الحياة نتهى بالموت لهان الأمر لكنه مع شدته وهوله أهون مما يليه من القبر وظلمته ويوم القيامة وفزعته وفزاعته والصراط ودقته وحدته.

آه ثم آه ثم آه ... آه يا من الموت مصرعه ومصيره، والقبر مسكنه ، والتراب مضجعه، والدود أنيسه، وعمله جليسه، ومنكر ونكير سائله ، والقيامة موعده، والصراط طريقه، والجنة أو النار مورده.

فهل تفكرت يا مغرور فى الموت وسكراته، وصعوبة كأسه ومرارته، فيا للموت من وعد ما أصدقه، ومن حكم ما أعدله، فكفى بالموت مقرحا للنفوس، مبكيا للعيون، هادم اللذات مفرقا للجماعات، قاطعا للأمنيات.

فهل تفكرت يا بن آدم فى يوم مصرعك، وانتقالك من موضعك، وقد نُقلت من سعة إلى ضيقٍ، وتركك الصاحب والصديق، وهجرك الأخ والرفيق، وأُخذت من فراشك، وغُطيت بعد لين لحاف بالتراب.

أيها الناس آن للنائم أن يستيقظ من نومه، وحان للغافل أن ينتبه من غفلته، قبل هجوم الموت بسكراته، وسكون حركاته ،وخمود أنفاسه ورحيله إلى قبره، فالموت هو الخطب الأفظع، والأمر الأشنع، والكأس التى طعمها أكره وأبشع.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم أجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين، ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أما موضوع اليوم فهو عن ضيف آت آت لا محاله ضيف لا شك فى مجيئه ضيف يهدم اللذات ويفرق الجماعات ضيف يعطيك تأشيرة خروج بلا عودة خروجا نهائيا ضيف لا يراك إلا مرة واحدة وهو آخر من تراه فى الدنيا، أتدرون ما هو الضيف؟.... إنه المــــــوت موضوع اليوم عن ذكر الموت، وما ذا نستفيد من ذكر الموت؟

عباد الله قد أنذرنا الله تعالى وذكرنا بالموت فى أكثر من موضع فى كتابه الكريم فقال فى سورة آل عمران(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) أى أن كل نفس ستموت شاءت أم أبت فليس كل من ذاق الطعام أكل ولكن من ذاق الموت مات، إذن كل من على الأرض سيموت الإنس والجن والطير والحيوانات، وكذلك كل من فى السموات الملائكة حتى ملك الموت سيموت {وهنا تنبيه يعتقد البعض أن الذى يقبض الأرواح هو عزرائيل فهذا خطأ وليس لذلك أصل فى القرآن ولا فى السنة أو فى أقوال الصحابة بل ولا يوجد ملك اسمه عزرائيل إنما نقل هذا من الإسرائيليات بل قابض الأرواح سماه ربه فى سورة السجدة ملك الموت قال تعالى ( كل يتوفاكم ملك الموت) انتهى}، حتى الموت سيموت قد يقول البعض كيف يموت الموت فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يؤتى بالموت يوم القيامة على صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار " ( متفق عليه ) فالموت قادم قادم لا محالة قال تعالى فى سورة النساء (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ )ولو كنت فى أعلى السموات السبع أو فى باطن الأرضين السبع ولو كنت فى الحصون المنيعة سيأتيك الموت بل الموت لا يلاحقك فقط بل ملاقيك قال تعالى فى سورة الجمعة (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) وتدبر هذا القول فإنه ملقيكم فالإنسان إذا هرب ممن يطارده فقد تكون أسرع منه فلا يلحق بك لأنه ورائك أو تتدخل فى الزحام أو فى الحوارى ولكن لو قابلك وجها لوجه فلا مفر و الموت فإنه ملقيكم ولا يبقى إلا الله الواحد القهار قال تعالى فى سورة الرحمن(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ )، ثم ينادى الله على أهل الأرض والسموات ثلاث مرات لمن الملك اليوم فلا أحد يجيب فيرد هو تجلت قدرته لله الواحد القهار فإن كان الموت قادم لا محالة وإن كان البعض نسيه ولم يتعرف عليه فما هو الموت وهذا هو العنصر الأول.

1 ـ تعريف الموت:ـ

جمعينا يسمع عن الموت أليس ينادى المنادى كل يوم عبر مكبرات الصوت أن فلانا أو أكثر قد مات، وأغلبنا يعرف الموت فأين أباك أين صاحبك أين جرك بل أين رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعالوا بنا نتعترف على الموت كما عرفه الإمام القرطبى الموت فى كتابه التذكرة فى أحوال الموتى وأمور الآخرة فقال "الموت ليس بعدم محض ولا فناء صرف إنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقته وتبدل من حال إلى حال وانتقال من دار إلى دار" أى أن الموت ليس بمعدوم بل نرى ونسمع عنه ولا فناء صرف أى أن الميت موجود لم يختفى بالموت فكلنا نراه فى من سبقونا ورأيناهم يحتضرون أو يُغسلون أو يُحملون على الأعناق أو يُدفنون وتبدلك من حال النشاط والعمل فى الدنيا إلى المحاسبة، وانتفالك من دار إلى دار أى من دار الدنيا الفانية إلى دار ما بين دارين وهى دار البرزخ لتجنى ما زرعت ولذك سماه الله تعالى بأفظع الألفاظ التى تصك الآذان فقال فى سورة المائدة(فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ) إذا فالموت مصيبة بل هومن أكبر المصائب فأنت الآن صحيح مقيم متمتع بالأموال والأولاد والشهوات تنام على فرش كالحرير مغطى بغطاء كريش النعام وغدا تنتقل إلى بيت الظلمة بيت الدود فهل تفكرت يا بن آدم فى يوم مصرعك، وانتقالك من موضعك، وقد نُقلت من سعة إلى ضيقٍ ورغم كل هذا يا عباد الله لو كان الأمر ينتهى بالموت لهان الأمر لكنه مع شدته وهوله أهون مما يليه من الأهوال فالقيامة موعده، والصراط طريقه، والجنة أو النار موعده، تذكروا عباد الله أن كل شئ فى الدنيا له أكثر من احتمال يحدث أولا وإذا حدث قد لا يكون على هوى نفسى أى إن ليس شئ فى هذه الدنيا بيقين إلا الموت قال تعالى فى سورة الحجر لرسوله صلى الله عليه وسلم (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) أى الموت فإذا كان الموت مصيبة وقادم قادم لا محالة فلما الغفلة عنه وهذا هو العنصر الثانى.

2ـ الغفلة عن الموت:ـ

فإن كان الموت مصيبة فالمصيبة الكبرى هو الغفلة عنه والإعراض عن ذكره وقلة التفكير فيه وترك العمل له فالموت لا يُمهل صغيرا ولا يترك كبيرا وليس له سن معلوم ولا وقت محدد ولا زمن مخصص كما قال تعالى فى سورة الأعراف (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) آن للنائم أن يستيقظ من نومه والغافل أن يفيق من غفلته قبل هجوم الموت بسكراته، وسكون حركاته ،وخمود أنفاسه ورحيله إلى قبره واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ،واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا وتزد من الدنيا فإن خير الزاد التقوى واستمع إلى قول الشاعر:

تزود من الدنيا فإنك لا تـــــــــــدرى إذا جن الليل هل تعيش إلـــى الفجر

فكم من صحيح مــــــــات بغير علة وكم من سقيم عاش حين من الدهر

وكم من صغار يُرتجى طول عمرهم وقد أُدخلت أجســــــادهم ظلمة القبر

وكم من عروس زينوها لزوجهـــــا وقد نُسجت أكفانهـــــا وهى لا تدرى

إذا فكن متشمرا وكن على أهبة واستعداد ولا تغفل عن الموت وتجهز لضيف آت آت لا محاله ولكى لا تغفل عنه ينبغى لك أن تتذكر الموت وهذا هو العنصر الثالث.

3 ـ ذكر الموت:ـ

فإن كنت فى الماضى فى غفلة عن ذكر الموت فحان الوقت لأن تذكره من قبل أن يأتيك بغتة وهذا ليس بكلامى بل كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ( أكثروا من هادم اللذات قلنا وما هو هادم اللذات يا رسول الله قال: الموت)"رواه البخارى" قد يقول البعض كيف أذكر الموت يعنى أقول الموت الموت أقول بالطبع لا ولكن ذكر الموت استشعار الانزعاج من هذه الدنيا الفانية وتوجهك إلى الدار الآخرة الباقية وذكر الموت ليس بالكلام إنما هو بالتوبة النصوح والعمل الصالح وتفكرك فى القبر وسؤال الملكين والحشر والصراط والجنة أو إلى النار، ولذك قيل من أكثر من ذكر الموت أُكرم بثلاث(بتعجيل التوبة، وقناعة فى القلب، ونشاط فى العبادة ) ومن نسى الموت عوجل بثلاث ( بتسويف التوبة، وترك الرضا والقناعة، والتكاسل عن العبادة) ولذلك روى الترمذى فى سننه عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله ) "البانى( ضعيف) رقم 4305 ضعيف الجامع" العاقل دائما يحسب نفسه من المقصرين فينشط فى العبادة، والعاجز يتمتع بكل شهوات الدنيا بحلالها وحرامها ويقول : ربنا لا يعذبنى ربنا غفور رحيم المسألة يا جماعة مسألة قلب ويترك العمل ويتواكل فتذكروا يا عباد الله الموت ولا تكونوا كهذا المتكاسل والفائدة الكبرى من ذكر الموت ليس بالكلام ولكن بالاستعداد له وهذا هو العنصر الرابع الاستعداد للموت.

4 ـ الاستعداد للموت:ـ

فإن لم تغفل عن الموت وتذكرته فهذا يورث الاستعداد للموت حتى لا يأتيك على غرة وتذكر قول الله تعالى فى سورة الحديد (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) ألم يحن الوقت لتذكر الله بالتوبة ،ألم يلين قلبك بعد أم قلبك قاسى كالحجارة أو أشد فتذكر الموت واستعد له فَعنْ عَمْرو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ( اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ) "الألباني( صحيح ) رقم 1077 صحيح الجامع" قال الفاروق عمر رضى الله عنه " كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" ،وقال ابن عمر رضى الله عنه وعن أبيه إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ،وإذا أصبحت فلا تنظر المساء، وخذ من دنياك لآخرتك ،ومن صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك " قد يقول البعض هب أننى غافل عن الموت ولم أذكره ولم أستعد له فهل للموت من رسل هذا هو العنصر الخامس.

5 ـ رسل الموت:ـ

يسأل البعض هل للموت من رسل فلماذا لا نراهم؟ لماذا لا نحسهم؟ نعم للموت رسل كثيرة وتراهم فى نفسك وفى غيرك أما الذى فى نفسك ألم يشيّب شعرك، ويضعف نظرك، ويقل سمعك، ويحنى ظهرك، ألم يكفيك هذا كله ،أما الذى فى غيرك فأين أبوك؟ أين أمك؟ أين جارك؟ أين صاحبك؟ أين ذهبوا؟ يقول ماتوا فإن كان كل هذا ليس برسل فانتظر حتى يأتيك رسل الموت بغتة وينادى عليك ويقولون لك توقف أنت رايح فين أنا الرسول ليس بعدى رسول أنا أنذرتك من قبل ولم تتذكر ألم تسمع قول الله تعالى فى سورة فاطر (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ) فإن كان العبد فى صحة لم يتذكرها ولم يرى الموت من حوله وطال به العمر وكبر فى السن وتنفر منه الأهل والأقربون فهل يجوز للإنسان أن يتمنى الموت؟ هذا هو العنصر السادس.

6 ـ تمنى الموت :ـ

لا يجوز للعبد مهما نزل به من محن أن يتمنى الموت لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا فليقل اللهم أحينى إن كان الحياة خيرا لى، وتوفنى إن كانت الوفاة خير لى ) "الألباني( صحيح ) رقم 7611 صحيح الجامع" أى فوض الأمر إلى الله فهو أدرى بما يُصلح عباده ،وقال الإمام البخارى( لا يتمنين أحدكم الموت إن كان محسنا لعله يزداد وإن كان مسيئا لعله يستعتب) والاستعتاب هو طلب العتبى ولا تتحقق إلا بالتوبة ، وروي عن سهل بن سعد التسترى قال : ( لا يتمنين الموت إلا ثلاث: رجل جاهل لما بعد الموت، ورجل يفر من أقدار الله عليه، أو مشتاق إلى الله) فلا يتمنين أحدكم الموت ويصبر على قضاء الله ويُحسن الظن بالله وهذا هو العنصر السابع.

7 ـ وفى الخاتمة حسن الظن بالله:ـ

فإذا كنت قسوت عليكم وخوفتكم بالموت وجميعنا يخاف الموت لأننا عمرنا الدنيا بالشهوات والظلم والمعاصى وخربنا الآخرة بذنوبنا وقلة الأعمال الصالحة ومن الطبيعى كراهية الانتقال من العمار إلى الخراب، ولأن أخوفكم حتى تجدوا أمنا خير من أن أؤمنكم حتى تجدوا خوفا ففى سنن الترمذى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا أجمع على عبد خوفين ولا أمنين فمن خافنى فى الدنيا أمنته فى الآخرة ، ومن أمننى فى الدنيا أخفته فى الآخرة) "البانى( ضعيف) رقم 1426 ضعيف الجامع" ينبغى للمسلم أن يُحسن الظن بالله وبأنه سيدخله الجنة حتى ولو كان عصيا فبادر بالتوبة وانخلع من معاصيك ففى الحديث الذى رواه مسلم عن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل وفاته (لا يموتنّ أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بالله) "رواه مسلم"، ولا تضن بالله ظن السوء أما من ظنه سيء بالله فليحذر من سوء الظن بربه قال تعالى فى سورة فصلت (وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ) ولذلك قال ابن المبارك ( لو رأيت رجلا يموت فبشره ليلقى ربه وهو حسن الظن به، وإن كان صحيحا فخوفوه لعله يتوب ) فتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلخون وفروا إلى الله فرحمت الله وسعت كلى شئ ورحمة الله سبقت غضبه ، والحسنة بعشر أمثالها ويزيد قال تعالى فى سورة الزمر(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)