وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم أجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين، ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما موضوع اليوم بإذن الله تعالى (كيف نتأدب مع كتاب الله ) فالقرآن الكريم كلام ربِ العالمين غير مخلوق ليس كمثله شيء وهو المعجزة الخالدة إلى قيام الساعة، تحدى الله به خلقه جميعا من الإنس والجن أن يأتوا بمثله ولو اجتمعوا فعجزوا قال تعالى فى سورة الإسراء " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً" .
ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله فعجزوا قال تعالى فى سورة هود" قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ".
ثم تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة ولو أصغر صورة في القرآن وهو سورة الكوثر عدد كلماته 10 كلمات فعجزوا قال تعالى فى سورة يونس " قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ".
فالقرآن هو المخرج لنا فى وقت الفتن وفى كل وقت قال تعالى فى سورة آل عمران (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا) وَلاَ تَفَرَّقُواْ أى تمسكوا بكتاب الله وما جاء فيه فعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنها ستكون فتن " قال : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ، قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ، أَضَلَّهُ اللَّهُ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}"الجن" مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " ضعفه الألبانى 2081 في ضعيف الجامع.
فهلم إلى القرآن يا عباد الله هلم إلى مؤدبة الله لأن القرآن هو النبع الحقيقى الذى لا ينضُب ، وهو الدستور الذى يحق للأمة المسلمة أن تتفاخر به فى الوقت الذى تساق فيه الأممُ والشعوب الأخرى سوقا إلى الدساتير الوضعية والقوانين البشرية ،لأن القرآن الكريم هو الكتاب المحكم الذى أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان الأنبياء السابقون عليهم السلام قد أوتوا من المعجزات الكثيرة ثم انتهت هذه المعجزات بموتهم وفناء أقوامهم ، فإن الذي أوتيه محمد صلى الله عليه وسلم ظل وسيظل المعجزة الخالدة التى يدركها اللاحقون بعد السابقين ، ويراها المتأخرون كما رآه المتقدمون وتلك وربي معجزة تتناسبُ وطبيعةَ هذا الدين الذى أراد الله له أن يكون آخر الأديان ، ومع هذا النبى الذى هو خاتم الأنبياء والمرسلين وتتناسب مع القرآن الذى أراد الله أن يكـون آخر الكتب المنزلة من السماء ،وبالرغم من هذه العظمة فإن واقع كثيرٍ من المسلمين اليوم واقع مر أليم بهجرهم كتاب الله، فحالنا مع القرآن لا يُرضى الله ورسوله، آهٍ على بيوت المسلمين حين تعجُّ بالأصوات المنكَرة ويعلو ضجيجُها بمزمار الشيطان، يحيا ليلُها ويُقضَى نهارُها بسماع الغناء والمعازف والمسلسلات والأفلام، حتى إنَّ أصواتَها لتنبعثُ من وراء الجُدران؛ ومن وسائل مواصلاتهم مبالغةً في الجَهْر بالعصيان تولَّعوا بالغِناء والمعازِف، حتى لا تفارِقَ مسامعَهم فانتشرتِ الشياطين في أرجائها، وتربَّعت في أركانها والصور الفاضحة، وترى فيها كلَّ شيء إلاَّ القرآن، أوتَرَى القرآن ولكن لا ترى عليه أثرًا للقِراءة، وكأنَّ البركة تَكْفي لوجوده، ولو كان مهجورًا!!. فالمصاحف تشكو من تراكم الغبار عليها بل ومن امتهان كتاب الله دون قصد وذلك بوضعه تحت الوسادة (المخدة) أو المرتبة وهذا لا يجوز فالقرآن يعلو ولا يُعلى عليه وكذلك من يعلقه كحجاب في السيارة أو في رقاب الأولاد وأحيانا في رقاب البهائم وذلك من أجل البركة وهذا امتهان آخر فالبركة ليست في المصحف ولكن في قراءتك لكتاب الله والعمل بما جاء به وبذلك تأتيك البركة من الله ، والرسول صلى الله عليه وسلم قد اشتكى قومه إلى الله ، وقومه ليسوا فقط ممن أدركوه بل كل المسلمين إلى قيام الساعة فقال في سورة الفرقان (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) فهجر المسلمين لكتاب الله كثير وإليكم صور من هجر المسلمين لكتاب الله وستجد أن أغلب المسلمين قد هجروا كتاب الله .
1. فمنهم من هجر قراءته: فكثير من الناس لم يفتح كتاب الله قط تجده قد قرأ في جميع كتب الدنيا وتعلم فى أعلى الجامعات ولم يفتح كتاب الله إلا سويعات في رمضان بل إن معظم الطلاب والأساتذة والجامعيون يُخطئون في قراءة القرآن وقد رأينا في الجلسة الثانية لمجلس الشعب وكيل المجلس وهو يلقى خطاب التنصيب وقد أخطأ أكثر من مرة في تلاوة الآية بالرغم من أنه يقرأ من الورقة .
2. وقوم هجروا الاستماع: أى لم يستمعوا إلى قراءة القرآن ، قد يقول البعض هذا غير صحيح نحن نسمع القرآن في المآتم وأحيانا في البيوت أقول نعم ولكن تسمعه وأنت غافل عنه تتكلم وتضحك مع غيرك وقد تُدخن والقرآن يتلى قال تعالى في سورة الأعراف(وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)الأمر هنا بالسماع ثم أعقبه الله تعالى بالإنصات وهى درجة أعلى من السماع وهو أن تعيش مع كل آية بقلبك وجوارحك.
3. ومنهم من قرأه وهجر تدبره : وهو أن يقرأ القرآن لكنه ساهٍ لاهٍ ، يردده بلسانه، وقلبه مشغول، فهذا له أجر التلاوة فقط قال الله تعالى فى سورة محمد(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) فالهدف من قراءة القرآن هو التدبر ولأن تقرأ آية واحدة بتدبر خير لك من أن تقرأ القرآن كله بلا تدبر، فإذا تدبرت خشعت، واستمع لقول تعالى في سورة الحشر (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) فالجبل بارتفاعه وصلابة حجارته يخشع ويتصدع من خشية الله إذا قلوبنا أصلب من الحجارة بل أشد قسوة من الحجارة لأننا لم نتدبر وبذلك لن نخشع.
4. ومنهم من قرأه أو حفظه فتدبره ولم يعمل به: فالهدف من قراءة القرآن هو العمل به ويكون منهج حياة لك بأن تتخلق بأخلاق القرآن وتأتمرَ بأمره وتنتهىَ بنهيه ثم تأمر غيرك بالمعروف وتنهى عن المنكر ولكن لا تنسى نفسك قال تعالى في سورة البقرة(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُون )َ .
5. وقوم حفظوا كتاب الله وهجروا تفسيره: لا بد أن تعلم شيئا مما تحفظه أى تعرف تفسير آيات الله ولو القليل فالصحابة كانوا يحفظون عشر آيات ولا يجازوهن حتى يعلموا تفسير الآيات والعمل بهن وقد شبه الله الذى يحفظ شيئا ولم يعرف معناه كمثل الحمار يحمل كتبا ولا يدرى ما بها قال تعالى في سورة الجمعة (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) وقيل أن سيدنا عمر رضى الله عنه حفظ البقرة في عشر سنين بعد أن تعلم فقها وتفسيرها.
6. وقوم قرأوا القرآن وهجروا أحكام التلاوة: ويحدث هذا مع بعض الأئمة والخطباء فيرفع المكسور وينصب المضموم ولا يفرق بين حروفه فينطق القاف كالكاف والضاد كالدال وحدث ولا حرج في أحكام التلاوة فيمد ويقصر حسب هواه قال تعالى في سورة البقرة :" الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ "قيل حق تلاوته أي العمل به وقيل أن يؤديه كما أنزل قال تعالى في سورة المزمل (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) .
7. وقوم حفظوا كتاب الله وهجروا المداومة علي حفظه: ويحدث ذلك من الطلاب الذين حفظوه في الصغر ونسوه في الكبر فقد قال صلى الله عليه وسلم :" تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا ""الألباني( صحيح ) رقم 2956صحيح الجامع" وهذا من نعم الله علينا أن القرآن لا يثبت إلا بالمراجعة الدائمة لأنك لو حفظته فلم تنسه لن تقرأ فيه أبداً وسيأخذك داء الكبر فالنسيان يُلزمك المراجعة وبذلك حين تُخطئ تُكسر نفسك وتترك الكبر فتؤجر على التلاوة والمداومة عليها واحذر أن تكون من الذين أوتوا الكتاب فنسَوه قال تعالى في سورة الأعراف (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ).
8. وقومٌ هجروا التداوي به: قال تعالى فى سورة الإسراء(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا) فالقرآن كله شفاء ومن هنا لا تفيد التبعيض ولكن تفيد الجنس أي أن القرآن كله شفاء فالصحابة كانوا يتداوون بفاتحة الكتاب وفعل ذلك سيدنا عمر وابن تيمية فهذه الفاتحة فأين عمر ، والمشكلة تجد البعض يتداوى من الصرع أو لبس الجن بقراءة القرآن عليه ولكنه لا يُشفى وذلك لأنه يجرب العلاج بالقرآن والله لا يجرب .
9. وقوم هجروا التحكيم بكتاب الله: قال تعالى فى سورة المائدة(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)والمقصود بحكم الله فينا كدول أن تحكم بشرع الله وقد جربنا القوانين الوضعية ورغم ذلك الجريمة في ازدياد بالرغم من التعديلات التي تتم على القوانين سنويا فلنجرب مرة شرع الله ، أما الأفراد مطالبون بتحكيم شرع الله فيما بينهم وذلك بالوفاء بالعهود وأن تحكم الله في جميع أعمالك فتخرج المواريث ولا تكذب وأوامر الله كثيره فتفعلها جميعاً .
عقوبة هجر القرآن:
المعيشة الضنك وأخذ على نفسه تبارك وتعالى عهداً، أن من أعرض عن كتابه، وعن تدبر آياته أن يجعل معيشته في الحياة الدنيا ضنكاً، قال َتَعَالَى في سورة طه( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ) والقرآن ذكر فمن هجر كتاب الله فقد أعرض عنه فتكون حياته ضنك أى سواد بالرغم ما عنده من النعم إلا أنه في ضيق وكاره للدنيا وما فيها لا يكتفى بالقليل ولا يشبع من كثير وفوق كل هذا في الآخرة يُحشر أعمى ثم يسأل ربه لمَ حشرتنى أعمى وكنت مبصرا في الدنيا فكما نسيت كتاب الله في الدنيا فسينساك الله في الآخرة والجزاء من جنس العمل.
آداب تلاوة القرآن :ـ
1. الطهارة: يُقرأ على طهارة لأن ذلك من تعظيم كلام الله عز وجل أن يكون طاهراً من الحدث الأصغر أى متوضئ، وطاهرا من الحدث الأكبر وهو الجنابة للرجل والمرأة وأن تكون المرأة طاهرة من الحيض والنفاس قال تعالى في سورة الواقعة (لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) إلا إذا كانت المرأة محفظة للقرآن أو طالبة والحيض يطول فأجاز بعض أهل العلم أن تمسه بحائل كقفاز اليد (الجونتى).
2. الإخلاص: أن يكون ابتغاء وجه الله وهذا في كل العبادات أما ما يحدث في زماننا وأقصد المآتم في المغالاة في أجور القراء حتى تصل إلى أرقام خيالية أو يختار القارئ بعض الآيات التى تُعجب الجمهور من أجل الشهرة وفوق كل هذا أن العمل ليس له أصل في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "يؤتي بحامل القرآن رياء فيقول الله له ماذا عملت قال تعلمت فيك القرآن وعلمته قال كذبت وإنما تعلمت ليقال عالم وقرأت ليقال قارئ فقد قيل ثم يُأْمَرُ به فيسحب على وجهه حتى يلقي في النار""الألباني( صحيح ) رقم 2014صحيح الجامع".
3. ويستحب للقارئ أن يستقبل القبلة هذا أفضل ويجلس خاشعاً بسكينة ووقار مطرقا رأسه، فهذا هو الأكمل ولو قرأ قائما أو مضطجعا أو في فراشه أو على غير ذلك من الأحوال جاز وله أجر ولكنه ترك الأفضل.
4. الاستعاذة والبسملة: أن يستعيذ بالله في الصلاة أو في غيرها وينبغي أن يحافظ على قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في أول كل سورة سوى سورة براءة لأن البسملة آية من سورة الفاتحة وبعض آية من كل سور القرآن فتقرأه في الصلاة وفى غيرها وإن أسر بها في الصلاة فجائز ولكنه لا يتركها.
5. تعيين قدر معين يوميا: أن يكون للعبد المسلم قدر معين وأقل القليل صفحة من القرآن فأكثر لا يَفْتُرْ عنه يومياً لو تغير كل شيء في الكون ما تغير عن حزبه فلا يمر عليه يومٌ لا ينظر فيه لكتاب الله.
6. تعليم الغير: مِن آدابه أن نُعَلَّم الناس ما تعلمناه منه و حظنا من تعليمه الأجر و المثوبة و نبدأ بتعليم أبنائنا وبناتنا و إخواننا و أمهاتنا و آبائنا فهم رعايانا نحن عنهم مسئولون وأمام الله محاسبون " ونحرص على تحفيظ أولادنا القرآن الكريم حتى يتخلقوا بخلق القرآن فقد تسارعنا في علوم الدنيا وفضلنا تعليم أولادنا تلك العلوم ورغم كل ذلك فطلابنا بالنسبة لطلاب العالم في أدنى درجات العلم فضاعت القيم والأخلاق بضياع القرآن.
7. رفع الصوت : و لا ترفع صوتك إن كان حولك من يصلي أو يتلو فتشوش عليهم وأحيانا تأتى متأخرا عن الصلاة فتصلى بجماعة أخرى وتكون الصلاة جهرية فترفع صوتك بالقراءة فتؤثر على جميع المسجد ممن يصلون النافلة والأفضل خفض صوتك بحيث تُسمع من حولك فإن أثر فأسر بالصلاة لأن الجهر في الصلاة الجهرية سنة و هذا ما يقع فيه البعض و هو من علامة الجهل و عدم الفقه في الدين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فيقول "كلكم ينادي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض ولا يؤذي بعضكم بعضا""الألباني( صحيح ) رقم 3400صحيح الجامع".
ثواب قراءة القرآن:ـ
1. الأجر بكل حرف حسنة: فقد روى الترمذي وغيره عن ابن مسعود قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) "الألباني( صحيح ) رقم 6469صحيح الجامع" فمثلا لو قرأت البسملة فهى 19 حرفا بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها يعنى 190حسنة.
2. تحصين البيوت من الشياطين والسحرة: قال صلى الله عليه وسلم : « البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان » رواه ومسلم .وقال أيضا "أقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة" يعني السحرة رواه [مسلم]
3. الشفاعة يوم القيامة: وقال صلى الله عليه وسلم "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه""الألباني( صحيح ) رقم 1659صحيح الجامع"..
4. حب القرآن يُدخلك الجنة: ، وقال له رجل يا رسول الله إنى أُحب سورة الإخلاص فقال له: « حبك إياها أدخلك الجنة »"رواه البخارى"
5. الخيرية الفائقة : كـمـا في الصحيح من حديث عثمان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) "الألباني( صحيح ) رقم 2415صحيح الجامع".
6. الشرف والتقدم: فانت مقدّم في أعظم الأمور وأشرفها ، فأنت المقدم في الصلاة ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( يؤم القوم أقراؤهم لكتاب الله ) أما إن نبيك قال : ( إن الله ليرفع بهذا القران أقواما ويضع آخرين ) "الألباني( حسن ) رقم 779صحيح الجامع". .
7. أن يكون لك أجران وإن كنت لا تُحسن : فعَنْ عَائِشَةَ أن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ وَهُوَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ فَلَهُ أَجْرَانِ ""الألباني( صحيح ) رقم 5497صحيح الجامع".
8. أن تحفك الملائكة وتتنزل عليك السكينة والرحمة: هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ""الألباني( صحيح ) رقم 5509صحيح الجامع".
9. طمأنينة القلب: قال تعالى في سورة الرعد: ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
وفى النهاية أوصيكم بالتمسك بكتاب الله والمداومة على قراءته وتدبره والعمل به وأن يكون منهج حياة لكم .