مقدمة :ـ
الحمد لله الذى فرض الزكاة على أغنياء المسلمين طهرة لأنفس وأموال الموسرين، ومواساة للفقراء والمساكين، وعونا لسائر المستحقين، فأغنى وأفقر من يشاء من عبادة أجمعين، وأنعم عليهم بمشروعية صرفها من غير إسراف ولا إقتار على المحتاجين ، وجعل لها ثمانية مصارفَ تعم كل فقراء المسلمين ،فاستعينوا بالله يا عباد الله على أداء زكاتكم ، تطيب بها نفوسكم، ُوتنشرح بها صدوركم وتقر بها أعينكم، واحمدوا الله تعالى أن جعلكم معطين لا آخذين أغنياء غير محتاجين فاليد العليا خير من اليد السفلى وفى كل خير. فارجعوا إلى الله يا عباد الله وأدوا زكاة أموالكم من قبل أن يأتى يوم (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.... ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
1 ـ معنى الزكاة :ـ
الزكاة اسم لما يخرجه المسلم من حق الله تعالى إلى الفقراء والمساكين امتثالا لأمر الله وابتغاء مرضات الله برجاء البركة من الله وتزكية النفس ونمو المال، أما معنى حق الله في المال أن الجزء المقتطع من مالك للزكاة ليس مالك إنما هو حق للفقراء والمساكين عليك جعل الله في مالك ليختبرك به فادفعه إليهم يقول الله تعالى في سورة المعارج(وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ )حق معلوم وهو الزكاة فحينما تُعطى الفقير زكاة مالك فأنت بذلك لا تمن عليه إنما هو حق له، فالمال مال الله فقال تعالى في سورة النور(وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ).وأنت مستخلفٌ فيه قال تعالى في سورة الحديد(وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) فأحسن خلافتك لهذا وأعطى كل ذى حق حقه، وهتا يتبادر لنا سؤالاً في أذهاننا هل الزكاة كانت على من قبلنا أم علينا تحن المسلمون؟
2 ـ الزكاة على من قبلنا:ـ
هل كان يوجد زكاةٌ على من قًبلًنا كما هى علينا؟ والجواب نعم وفرضت على الأمم الماضية، كما أوحى الله تعالى إلى أمة إبراهيم عليه السلام (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ) [الأنبياء] وامتدح بها إسماعيل عليه السلام بقوله سبحانه: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) [مريم] ووصى عيسى عليه السلام فقال في سورة مريم (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) [مريم].
3 ـ الزكاة في الكتاب والسنة:ـ
وقد فرضت الزكاة في مكة, أما تفصيل أحكامها فقد كان في المدينة في السنة الثانية من الهجرة والزكاة ركن الإسلام الثالث فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا)" رواه البخارى" وقاتل الصديق رضي الله تعالى عنه الممتنعين عن أدائها؛ فاستحل بمنعهم إياها دماءهم وأموالهم، وأجمع الصحابة رضي الله عنهم على موافقة الصديق رضي الله عنه في ذلك، وإذا عُدت من مناقب الصديق رضي الله عنه واشتهرت في العالمين كلمته العظيمة حين قال رضي الله عنه: " والله لَأقَاتِلَنَّ من فَرَّقَ بين الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فإن الزَّكَاةَ حَقُ اللهّ في الْمَالِ والله لو مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ على مَنْعِهَا " متفق عليه" ولعظمة الزكاة ومنزلتها عند الله قرنها الله في كل العبادات والأعمال الصالحة :
1ـ فقرنها الله بالصلاة في 82 موضع في القرآن الكريم فقال في موضع من تلك المواقع في سورة البقرة (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).
2ـ وقرنها بالإيمان فجعلها شعار أهل الإيمان فقال في سورة الأنفال (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ).
3ـ وقرنها بالطهارة فقال في سورة التوبة (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .
4ـ وقرنها بالرحمة فقال في سورة الأعراف (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ).
5ـ وقرنها بالجنة وجعلها سببا لدخول الجنة فقال في سورة آل عمران (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ) .
6ـ وقرنها بالنار وجعلها سبب للنجاة من النار فقال في سورة الليل(فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى)
7ـ وقرنها مع البخل للتحذير منه فقال في سورة محمد (هَا أَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) .
8ـ وقرنها بالقرض الحسن فقال في سورة البقرة (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
9ـ و جعلها شرطا لفلاح المؤمن فقال فى سورة المؤمنون(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ)0
10ـ وأثنى على طائفة من عباده بقوله فقال فى سورة النور ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ) 0
11ـ وجعلها سببا للتمكين في الأرض فقال فى سورة الحج(الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ)
12ـ وأمر نساء نبيه بذلك فقال فى سورة الأحزاب (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ)0
......فإن كانت الزكاة بهذه المنزلة العظيمة فما الحكمة من إخراجها؟
4 ـ ماالحكمة من فرض الزكاة؟
والجوابُ أن الله لم يفرض شيئا هباء منثورا بل فرضه لحكمة وهى مصلحة العباد :
1) مواساة للفقراء وسد حاجات البؤساء و المحرومين: فعن علي كرم الله وجهه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم، ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا أو عروا إلا بما يصنع أغنياؤهم ، ألا وإن الله يحاسبهم حسابا شديدا، ويعذبهم عذابا أليما) " أخرجه الطبرانى فى الصغير ضعيف الترغيب والترهيب"يقول الإمام الشافعي في عبارةٍ فقهية دقيقة مشهورة عنه: "إن للفقراء أحقية استحقاق في مال الغني؛ حتى صار بمنزلة المال المشترك بين صاحبه وبين الفقير وحينما تجد فقيرًا أو محتاجًا في مكان فاعلم أن هناك غنيًّا لم يخرج الزكاة
2) الحد من تضخم أموال الأغنياء على حساب الفقراء. قال تعالى في سورة الحشر(كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ).
3) تساعد على تقليل السرقة بل منعها لأنها تسد حاجات المحرومين وبذلك يعيش الناس مأمونين.
4) فريضة الزكاة لون من ألوان التكافل الاجتماعي بين المسلمين، قال جل شأنه في سورة التوبة{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ)
..... فإن كانت الزكاة فيها فوائد على المجتمع فما الفائدة التى تعود على المزكى؟
5 ـ فضل الزكاة والترغيب فيها:ـ-
قال الله تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها).أي خذ أيها الرسول من أموال المؤمنين صدقة معينة كالزكاة المفروضة، أو الغير معينة، وهي التطوع (تطهرهم وتزكيهم بها) أي تطهرهم بها من دنس البخل والطمع والذنوب، وتزكي أنفسَهم بها وتجعلها أهلا للقاء الله.
فضل الزكاة بالنسبة للمزكى:
1) نمو مال المزكى: وروى الترمذي عن أبي كبشة الأنماري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه: ما نقص مال من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزا، ولا فتح عبد باب مسألة، إلا فتح الله عليه باب فقر) "الألباني( صحيح ) رقم5797 صحيح الجامع"
2) تزكية نفس المزكى : التزكية وهى التطهير أى تطهير نفس المذكى من الشح والبخل ومن الذنوب (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها).
3) تحصين مال المزكى من التلف والخسارة ومحق البركة: قال رسول صلى الله عليه وسلم قال "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما( اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً) "الألباني( صحيح ) رقم 5797 صحيح الجامع"
4) علامة على تمام إسلام المزكى: فقد روي عن علقمة رضي الله عنه أنهم أتوا رسول الله فقال لهم: (إن تمام إسلامِكم أن تؤدوا زكاة أموالكم) "معرفة الصحابة لأبى نعيم ضعيف الجامع 313"
5) تحرر المزكى من داء البخل وعبودية المال: يقول الرسول الكريم: (تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش) "الألباني( صحيح ) رقم 2962 صحيح الجامع" أى لو أصابته شوكة لا يستطيع إخراجها.
6) توعد المزكين بالخَلَف عليهم فيما أنفقوا (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ].
7) وقوع صدقتك في يد الله: وروى أحمد والترمذي، وصححه، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل يقبل الصدقات ويأخذها بيمينه فيربيها لاحدكم كما يربي أحدكم مهرة أو فلوه، أو فصيله حتى أن اللقمة لتصير مثل جبل أحد)"مسند أحمد". وقال تعالى في سورة التوبة (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) فهذه منّه من الله عليك أن تقع صدقتك في يد الله فقد كانت السيدة عائشة رضى الله عنها تُطيب الصدقة قبل أن تُخرجها للفقير لأنها عرفت أنها تقع في يد الله. فأحسن صدقتك وأخرج الطيب منها .
v فضل الزكاة بالنسبة للمزكى عليه:
تزكية نفس الفقير : فهى تطهر نفس الفقير من الحقد والحسد وارتكاب الجرائم.
v فضل الزكاة بالنسبة للمال:
1) يجعل الأموال نعمة وليست نقمة: فالزكاة تُحصِّن الأموال من الضياع فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: (حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع "الألبانى( ضعيف) رقم 2723 ضعيف الجامع" يُحكى أن طبيبا من أهل المنصورة أصيب بمرض خبيث فذهب الى لندن للعلاج وقد تقررت له عملية لاستئصال هذا الورم فرجع إلى أهله حتى يأتى وقت العملية ثم ذهب ليشترى لحما بينما هو عند الجزار فوجد امرأة تجمع العظام من صندق الزبالة الخاص بالمحل فتعجب من أمرها ثم نادى عليها وسألها لم تفعلين هكذا قالت لنأكل ما بقى عليه من لحم فأهابه ما رأى وقال لصاحب المحل هذا المال لديك وأعطيها كل أسبوع ما يكفيها من اللحم فلم رجع إلى لندن لإجراء العملية وقد أجرى بعض التحليلات مرة أخرى للتأكد من الحالة فوجدوا أن التحليلات سليمة فاستغربوا وسألوه ماذا فعلت قال لا شئ ثم تذكر المرأة وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2) تُذهب شر المال وتبقي بركته.. فعن جابر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أدى زكاة ماله ذهب عنه شره)"صحيح على شرط مسام" .
3) تمنع هلاك المالِ وتلفه. فعن عائشة رضى الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(ما خالطت الصدقة مالاً قط إلا أهلكته"الألبانى( ضعيف) رقم 5057 ضعيف الجامع"، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله( ما تلف مال فى بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة) "الألبانى( ضعيف) رقم 5047 ضعيف الجامع"،
6ـ ما حكم مانع الزكاة:ـ
الزكاة من الفرائض المعلومة من الدين بالضرورة ليست إحسانا فرديا متروكا لهوى الناس وأمزجتهمٍ، بحيث لو أنكر وجوبها أحد خرج عن الإسلام، وقتل كافرا،
أما من امتنع عن أدائها - مع اعتقاده وجوبها - فإنه يأثم ، وعلى الحاكم أن يأخذها منه قهرا ويعزِّره، وقال أحمد والشافعي ، فإنه يأخذها منه، ونصف ماله، عقوبة له.
7 ـ ( عقوبة مانع الزكاة ) وٍالترهيب من منعها:
أولاً: عقوبات على الفرد يوم القيامة:
1- تُصفح صفائح في نار جهنم فقد وروى أحمد والشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم فيجعل صفائح فتكوى بها جنباه وجبهته حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إلى الجنة أو إلى النار) "الألباني( صحيح ) رقم 5728 صحيح الجامع" مصداقا ذلك قال الله تعالى في سورة التوبة : (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)
2- تُطوقه الحية فقد روى وروى الشيخان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه - يعني شدقيه - ثم يقول: أنا كنزك، أنا مالك) "البخارى ومسلم". ثم تلا هذه الآية (لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة).
3ـ يُعذب بالحجارة المحمى عليها ففى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم، ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه، ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثدية فيتزلزل) "صحيح البخارى"
ثانيا : عقوبات تخص مانع الزكاة والمجتمع في الدنيا:
1 ـ ومِنَ العقوباتِ التي تعمُّ الفردَ والمجتمَعاتِ، في الحياةِ الدنيا الجوعُ والقحطُ، فعَنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ( ولم يمنَعُوا زكاةَ أموالهِم إلاَّ مُنعِوا القَطْرَ مِنَ السماءِ، ولولا البهائِمُ لَمْ يُمطَرو)"سنن ابن ماجه".
2 ـ الأنانيةُ البغيضةُ، قالَ - صلى الله عليه وسلم – (إيَّاكم والشُّحَّ فإنَّما هلَكَ مَنْ كانَ قبلَكم بالشُّحِّ، أمرَهم بالبخلِ فبخِلُوا، وأمرَهم بالقطيعةِ فقطَعُوا، وأمرَهم بالفجورِ ففجَرُوا)"سنن أبى داود صححه الألبانى"
8 ـ وظيفة المزكى
1 ـ التعجيل عن وقت الوجوب قبل أن تذهب به إلى البيت وقبل أن يلعب بك الشيطان يقول الله تعالى في سورة الأعراف (وآتوا حقه يوم حصاده )فإن كان مالا وأخرجته قبل الحول فعند أكثر أهل العلم يجوز ذلك ,
2 ـ الإسرار فإن ذلك أبعد عن الرياء والسمعة قال تعالى { وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم } وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من يفعل ذلك يظلهم الله في ظله يوم القيامة فقال(رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)"سنن الترمذى"
3 ـ أن يظهر حيث يعلم أن في إظهاره ترغيبا للناس في الاقتداء ويحرس سره من داعية الرياء فقد قال تعالى { إن تبدوا الصدقات فنعما هي }
4 ـ أن لا يفسد صدقته بالمن والأذى قال الله تعالى { لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى }
5 ـ أن يستصغر العطية بأن يقول في نفسه ما أخرجته شيئا بسيط لا يساوى شيئا من نعم الله .
6 ـ أن ينتقي من ماله أجوده وأحبه إليه وأجَله وأطيبه فإن الله تعالى طيب ولا يتقبل إلا طيبا وقد قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون}
9 ـ وظيفة القابض
1ـ أن يستعين بها على الطاعة الله فإن استعان بها به على المعصية كان كافرا لأنعم الله عز وجل ويُحرم منها بعد ذلك.
2- أن يشكر المعطي ويدعو له ويثني عليه فقد قال من لم يشكر الناس لم يَشكر الله .
3ـ أن ينظر فيما يأخذه فلا يأخذ ممن أكثر كسبه من الحرام إلا إذا ضاق الأمر عليه .
4ـ أن يأخذ القدر المباح وهو كفايته من وقت أخذه إلى سنة فهذا أقصى ما يرخص فيه من حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ادخر لعياله قوت سنة ومن العلماء من ذهب إلى أن للفقير أن يأخذ مقدار ما يكفيه طول عمره أو يهيئ بضاعة يتجر بها ويستغني لأن هذا هو الغنى وقد قال عمر رضي الله عنه إذا أعطيتم فأغنوا .
5ـ أن يعف نفسه عن سؤال الناس ولا يتسول فقد قال الله تعالى في سورة البقرة(يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ) وأن من أكثر في سؤال الناس زاده الله فقراً، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وما فتح عبدٌ باب مسألة إلا فتح عليه باب فقر)سبق تخريجه.