مقال رقم 01: مُدد ومعدلات الإهتلاك الجبائية الواجب تطبيقها عند الإنتقال من الربح المحاسبي إلى الربح الجبائي في الجزائر
مقال رقم 01: مُدد ومعدلات الإهتلاك الجبائية الواجب تطبيقها عند الإنتقال من الربح المحاسبي إلى الربح الجبائي في الجزائر
ربي يسر وأعن،
قام الأستاذ شريف طواهري منذ أيام بنشر على صفحته، منشور 1992 الصادر عن المديرية العامة للضرائب الخاصة بنسب الاهتلاكات الجبائية، وذو القيمة الكبيرة والذي كثر الحديث عنه لندرته، وكأنه "حلقت به عنقاء مغرب" كما قالت العرب في أمثالها، المعتمد عند الإدارة الجبائية لحد الآن في ما يخص نسب الاهتلاك التي يعترف بها القانون الجبائي، وهي النسب المعتبرة في حساب النتيجة الجبائية للوعاء الضريبي لإحتساب الضريبة على أرباح الشركات أو الضريبة على الدخل الإجمالي بالنسبة للأشخاص الطبيعيين.
وقد تباينت وجهات النظر حول مدى صلاحية هذا المنشور باعتبار التغيير الجذري الذي أدخله النظام المحاسبي المالي، حول المفهوم الجديد للاهتلاك وكيفية احتسابه، بحيث لم تصبح نسب الاهتلاك نسب ثابتة ومحددة، بل أضحى الاهتلاك يحدد ويحسب وفق المدة النفعية للتثبيت، والمتمثلة في المدة الحقيقية المقدرة لاستعمال التثبيت، بل أضيفت إلى جانب ذلك طريقة جديدة في الاهتلاك لم تكن معروفة، وهي الاهتلاك حسب الوحدة. فعلى سبيل المثال، جاء في المنشور المذكور، بأن نسبة اهتلاك السيارات بين 4 و 5 سنوات، ولكن في الواقع عندما، من النادر أن تقوم شركة بعد 5 سنوات بالتخلي عن شاحنة اقتنتها بقيمة مليار ونصف دج- عن طريق بيعها- واستبدالها بأخرى، بل عادة لا تقل مدة استخدامها عن 8 أو 10 سنوات على أقل تقدير. (ترقب في الشارع الشاحنات، فسترى حتى التي تحمل ترقيم الثمانينات ومازالت تسير عادي- ابتسامة). فيتوجب – حسب النظام المحاسبي المالي- احتساب اهتلاك الشاحنة مدة ثماني سنوات مثلا، وليس أربع أو خمس سنوات.
قلت: فهناك من اعتبر ما جاء به النظام المحاسبي المالي، من مفهوم وتعريف وطريقة جديدة لاحتساب اهتلاك، ناسخ للمنشور الآنف الذكر، وأن على الإدارة الجبائية "مواكبة" التغيير الجديد، لاحتساب الاهتلاك، وقبول ما جاء به القانون المحاسبي حول النظرة الجديدة للاهتلاكات. وسوف اختصر في التعقيب حول هذا الطرح، على التركيز حول هاته النقطة الخاصة المتعلقة بتباين وجهات النظر في احتساب الاهتلاك بين القانون المحاسبي والجبائي، دون التطرق لموضوع: هل هناك توافق بين القانون المحاسبي والجبائي والذي سبق أن أسهبت الحديث عنه في موضوع سابق مستقل، منشور في صفحتي ومجموعتي على الفيس بوك. فالذي غاب عن أصحاب هذا الطرح، أن القانون الجبائي له موقف ثابت وواضح في كيفية احتساب الاهتلاك، وهو ما جاء صراحة في منطوق المادة 141 - 3 من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة:"3- الاهتلاكات الحقيقية التي تمت فعلا في حدود تلك الاهتلاكات المقبولة عادة حسب الاستعمالات في كل أنواع الصناعة والتجارة أو الاستغلال المنصوص عليها عن طريق التنظيم طبقا لأحكام المادة 174." (يجدر الإشارة إلى أن إلى أن المادة 174 لم تتطرق إلا لطرق الاهتلاك: الخطي، المتنازل والمتصاعد). أي أن الاهتلاك المعتمد والمقبول جبائيا عند احتساب الوعاء الضريبي، هو ذاك القائم على نسب محددة والمطبقة " عادة" في كل قطاع، وهو ما جسده منشور المديرية العامة للضرائب سنة 1992، الساري المفعول إلى غاية كتابة هاته الأسطر.
والسؤال الذي يتبادر للقارئ، بعد معرفته لهاته المعلومة الجوهرية، هو كيف كان موقف الإدارة الجبائية، عند صدور النظام المحاسبي المالي، الذي ينجر عنه قيام المؤسسات بانتهاج طريقة مخالفة تماما لما كان عليه الأمر في زمن المخطط المحاسبي الوطني، في احتساب الاهتلاكات؟
أقول: لقد سارع التشريع الجبائي، بتبني موقف واضح فيما يخص المستجدات التي أدخلها النظام المحاسبي المالي، بما فيه ضمنا تلك المتعلقة بالاهتلاكات، بحيث استحدث مادة جديدة في قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة، من خلال المادة السادسة من قانون المالية التكميلية لسنة 2009، حيث جاء فيها: "المادة 141 مكرر2: "يجب على المؤسسات احترام التعاريف المنصوص عليها في النظام المحاسبي المالي، مع مراعاة عدم تعارضها مع القواعد الجبائية المطبقة بالنسبة لوعاء الضريبة" انتهى. أي أن التشريع الجبائي، يأمر بتطبيق ما جاء به النظام المحاسبي المالي من مفاهيم جديدة، ولكن إن ظهر هناك تعارض بين القانون المحاسبي والمالي، يجب فقط احتساب وعاء الضرائب- وهو أمر خارج المحاسبة- الانصياع وتطبيق ما نص عليه القانون الجبائي.
بمعنى أنه يجب احتساب مخصصات اهتلاك الشاحنة على المدة النفعية، ولتكن مثلا على مدة عشر سنوات، ولكن عند احتساب وعاء الضريبة على النتيجة السنوية، يجب الأخذ بعين الاعتبار مخصصات الاهتلاك المحسوبة على مدة أربع سنوات، مما يستوجب ابتداءا خصم الفرق بين الاهتلاك التي سجلت محاسبيا على أساس مدة عشر سنوات، ومخصصات الاهتلاك التي من المفروض أن تحسب على أساس أربع سنوات، من الوعاء الضريبي- النتيجة الجبائية- (جدول رقم 09 من الحصيلة الجبائية، عمود خصومات). وفي الحالة العكسية: مثلا تم تحديد النفعية للشاحنة بسنتين- نتيجة حادث جسيم، فقررت الإدارة الاستغناء عنها بعد سنتين وتعويضها بشاحنة أخرى-، ففي هاته الحالة نسجل محاسبيا الاهتلاك حسب مدة سنتين، ثم نقوم بإدراج ابتداءا الفرق بين مخصصات الاهتلاك حسب مدة المقبولة جبائيا وهي أربع سنوات، في الوعاء الضريبي (جدول رقم 09 من الحصيلة الجبائية، عمود إدراجات).
وختاما، وما يؤكد أن الإدارة الجبائية، متمسكة بطريقة احتساب الاهتلاك حسب المدة المطبقة عادة في كل نشاط. وهي المعتمدة في المنشور لسنة 1992، وليس حسب المدة النفعية التي جاء بها النظام المحاسبي المالي، في أمرين:
الأول: أنها أضافت جدول رقم خمسة خاص بالاهتلاكات في الحصيلة الجبائية الصادرة بعد تطبيق النظام المحاسبي المالي، بحيث يجب إظهار الفروقات- إن وجدت- بين الاهتلاك المحاسبي والجبائي، انظر الصورة التالية (1):
ثانيا: جاء في الوثيقة الشارحة لكيفية ملئ الحصيلة الجبائية المنشورة في موقع المديرية العامة للضرائب، notice pour renseigner laissa fiscale، عند شرح الجدول 05 الخاص بالاهتلاكات ما يلي: "يهدف هذا الجدول، لإظهار في آخر عمود، الفروق الناتجة عن الاهتلاكات المطبقة حسب النظام المحاسبي المالي، والاهتلاكات المطبقة خارج المحاسبة حسب التشريع الجبائي الساري المفعول" انتهى. أنظر الصورة التالية (2):
وكذلك جاء في شرح الجدول 09 الخاصة باحتساب النتيجة الجبائية ما يلي:
" إدراجات: معينة أيضا- أي بالإدراجات- الفروق بين الاهتلاك المحاسبي المطبق حسب النظام المحاسبي المالي والقواعد الجبائية المذكورة في المادة 174 من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة، كما يظهر في الجدول 05 من الحصيلة الجبائية.
خصومات: مكملات الاهتلاكات، والتي يقصد بها الفروق الناتجة بين الاهتلاك المحاسبي المطبق حسب النظام المحاسبي المالي والقواعد الجبائية المذكورة في المادة 174 من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة، كما يظهر في الجدول رقم 05 من الحصيلة الجبائية – الاهتلاك المحاسبي أقل من الاهتلاك الجبائي-" انتهى. أنظر الصورة التالية (3):
وصلى الله على البشير النذير
المادة 141 مكرر 2: "يجب على المؤسسات إحترام التعاريف المنصوص عليها في النظام المحاسبي المالي، مع مراعات عدم تعارضها مع القواعد الجبائية المطبقة بالنسبة لوعاء الضريبة".
المادة 141: يُحدد الربح الصافي بعد خصم كل التكاليف وتتضمن هذه التكاليف على الخصوص:
"3)- الإهتلاكات الحقيقية التي تمت فعلا في حدود تلك الإهتلاك المقبولة عادة حسب الإستعمالات في كل نوع من أنواع الصناعة أو التجارة أو الإستغلال المنصوص عليها عن طريق التنظيم وطبقا لأحكام المادة 147."
منشور المديرية العامة للضرائب سنة 1992، المرتبط بمعدلات الإستخدام الجبائية الواجب تطبيقها عند ملئ الملحق رقم 09:
الأستاذ توفيق رجاح أبو جابر (محافظ حسابات)، كتبه بتاريخ 10-03-2020 سطيف.
يُمكن تحميل ملف الصورة رقم (01) المرتبطة بالجدول رقم 05 "جدول الإهتلاكات وخسائر القيمة" الواجب التصريح بها لإدارة الضرائب مع الجداول الـ 11 الأخرى، من الموقع التالي:
https://mfdgi.gov.dz/images/imprimes/liasse_fiscale_fr_V2.0.pdf
يُمكن تحميل ملف الصورة رقم (02) المرتبطة بشرح الجدول رقم 05 "جدول الإهتلاكات وخسائر القيمة" وملف الصورة رقم (03) المرتبطة بشرح الجدول رقم 09 "جدول تحديد النتيجة الجبائية" مع الجداول 10 الأخرى الواجب التصريح بها لإدارة الضرائب ، من الموقع التالي:
https://lentrepreneuralgerien.com/images/pdf/impots/Liasse-Fiscale-Alg%C3%A9rie.pdf.
لتحميل الموضوع:
http://www.mediafire.com/.../%25D9%2587%25D9%2584.../file
https://drive.google.com/file/d/1slM_ELX1iYWAzQVJtIDYh9n7TR9W9y6C/view?usp=share_link