السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هناك العديد من الأسئلة أود طرحها في هذا الموضوع، حيث سأطرحها بالتتابع مع الإجابات التي تُقدمونها، في المثال رقم 48 من كتاب le système comptable financière قام الأستاذ تافيغولت بمعالجة العقود المطروحة في المثال 47. بالتحديد في العقد الثاني المرتبط بآلة الأشغال العامة. عندي فيها سؤالين:
1- ماهو المنطق المُعتمد في تحديد معدل الفائدة؟
2- لماذا قام الأستاذ بتحيين الدفعات بالنسبة للمؤجر؟ ألا يُعد هذا مُغالطة، لأنه على حد علمي المستأجر هو المعني بالتحيين وليس المؤجر؟
3- طريقة تطبيق الضريبة المؤجلة التي إعتمدها الأستاذ تبدو غريبة، لم أستطع فهمها (بالنسبة للمؤجر والمستأجر)؟
أولا، بالنسبة لعقد الإيجار التمويلي، فهو يخضع للضريبة المؤجلة وذلك العناصر القابلة للخصم أو الخاضعة للضريبة تتقابل بين المُتطلبات المُحاسبية والضريبية، وللإجابة عن أسئلتك بشكل دقيق، سنعرضها بالتتابع مع الحالات العلمية التي عرضها الأستاذ تفيغوت:
فكما تُلاحظ أن الوعاء المُحاسبي، يحتوي على 33,460 دج كديون وهمية ناتجة عن الإهتلاك، و2,690 كديون شكلية ناتجة مُتمثلة في الفوائد التي نتجت عن عملية التحيين. ومجموعهما هو 36,150 دج. بينما الوعاء الجبائي يأخذ بما تم دفعه "حقيقة" من الديون (أي إجمالي الدفعة)، ومجموع الدفعات التي تم دفعها هو 36,150. الفرق بين المبالغ الإجمالية بين الوعائين هو 0 (36,150 – 36,150)، وبالتالي فإن الفرق مؤقت (أي نشأ فرق مؤقت بين الواقع القانوني الذي تتبناه المُتطلبات الضريبية ومبدأ تغليب الواقع الإقتصادي الذي تتبناه المُتطلبات المُحاسبية). لذا يجب إدراج الضرائب المؤجلة:
(**): عند عملية الجمع الأفقي للفروقات أو الضرائب المُؤجلة، ستجد قيم مُنحرفة، فمثلا إذا جمعنا الفروقات سنجد: (508) + 542 + 296 + 41 + (375) = (4)، إلا أنه لا يُلتفت إلى هذه الإنحرافات الحسابية، لأن "الأصل الذي نتجت عنه يؤدي إلى قيمة صفرية" (أي بما أن 36,150 – 36,150 = 0، فلا يجب الإلتفات إلى ما نشأ في العمليات الحسابية الفرعية).
مُلاحظة: تحصلنا في السنة الماضية، على عبئ ضريبي مؤجل بمقدار 117 دج، وبالتالي من المُفترض أن نقوم بإطفائها أولا ثم نقوم بالإعتراف بالمنتوج الضريبي المُؤجل !، نعم هذا الطرح صحيح من الناحية التنظيمية، يُمكنك أن تضع 177 دج كإطفاء للعبئ الضريبي المؤجل، ثم تضع المبلغ المُتبقي على أنه منتوج ضريبي مؤجل. لكن يُمكنك أن تضعها مُباشرة كمنتوج ضريبي مؤجل بما أن "إطفاء الأعباء الضريبية المؤجلة يُدمج للربح المُحاسبي كما تُدمج المنتوجات الضريبية المؤجلة" بما أنهما يملكان نفس الطبيعة، حيث نشأت هذه الحالة لأن الإسترجاع الضريبي فاق الخصم الضريبي للسنة الماضية، وقد أشار الإشعار رقم 13 إلى هذه المُلاحظة:
في الحقيقة هناك طريقتين لملأ الملحق، يُمكننا الإعتماد على جدول تحليل الفروقات لأغراض الضريبة، كما يُمكننا الإعتماد على الطريقة التقليدية للملحق (مع الحفاظ على إشارة الضريبة المؤجلة وفق الطريقة الأولى)، ومن الأفضل إتباع الطريقة الثانية لتجنب المشاكل مع إدارة الضرائب.
أ- الطريقة الأولى لملأ المُلحق الضريبي رقم 09 (الإعتماد على الجدول رقم 02):
لاحظ إلى نتائج الجدول، النتيجة الجبائية التي إستخرجناها، هي نفسها التي حصلنا عليها في الجدول رقم 03. وبالتالي ما قمنا به صحيح.
ب- ملأ الملحق وفق الطريقة التقليدية:
في هذه الحالة علينا أن نقوم بإدماج الإهتلاكات "لإخراج المبالغ الوهمية من T09" ونترك الفوائد الشكلية. في المُقابل نقوم بتخفيض النتائج الحقيقية من الميزانية مُباشرة.
إن ترك الفوائد الشكلية في المُلحق دلالة على أنها مقبولة جبائيا، وذلك لأنه عندما يتم جمعها مع ما تم دفعه في الميزانية، سيمنحنا مجموع الدفعات الفعلية التي دفعناها للمؤجر:
أ: 6,917 + 146 = 7,063 دج.
ب: عند حساب النتيجة الجبائية للسنة الأخيرة، سنجد: 71,629 + 28,088 – 7,063 = 92,654 دج، 4 دج الإضافية نتجت عن الإنحرافات الحسابية التي نتجت بسبب "عمليات التصحيح في جدول إستهلاك الدين" للسنة الأخيرة. لذا يجب إدراج أثرها في خلية الإدماجات الأخرى لإستدراك ما تم تجاهله أو تقريب الفواصل.
للتفصيل أكثر: في جدول إستهلاك الدين رقم 01، سنجد أن مجموع الدفعة الفعلية "7,200 + 150 = 7,300 دج" لا تُقابل الفوائد الشكلية المجموعة مع الدين خارج الفائدة "ح/167": 283 + 4 + 6,917 + 146 = 7,350 دج، بسبب الفواصل. حيث سيُسبب هذا بعض الإنحرافات الحسابية في T09، ولتصحيح هذه الإنحرافات، يُمكننا معرفة أثرها عند حساب النتيجة الجبائية نظريا في المُجدول EXCEL، وتخفيض الأثر الإنحرافي في خلية التخفيضات الأخرى.
فائدة 01: كان الأستاذ توفيق رجاح (مُحافظ حسابات) مُحقا جدا عندما أشار إلى عدم ملئ T09 مُباشرة.
فائدة 02: إن هذا الضبط، يستدعي "بناء قوائم مالية إفتراضية خاصة بالفروقات المؤقتة"، إما عن طريق إستخدام المُجدول EXCEL أو تطوير برنامج ثانوي يقوم بإجراء مُقارنة إفتراضية بين القوائم المالية للفروقات المؤقتة والقوائم المالية الخالية من الفروقات المؤقتة "للعناصر التي ينجر عنها فرق مؤقت" حتى يتم إستدراك هذه الإنحرافات الحسابية مُستقبلا إن وُجدت، "لأنها إن تراكمت ستُسبب مُشكلة كبيرة في القراءة المالية للقوائم المالية، لكونها ستُصبح غير مُبررة".
الجزء الثاني (المؤجر):
1)- التحيين عند المؤجر:
الأصل في المؤجر هو "عدم التحيين" لأنه هو من يستخرج الفائدة الضمنية لصافي الإستثمار الفقرة 69 من IFRS16 بناءا على مُعدل رقم الأعمال المُستقبلي، أو معدل الإستخدام (أي مُعدل المنفعة). حيث إستثنى المعيار في الفقرة 71 المؤجرون الصناع والتجار، وخيرهم في إعتماد معدل الفائدة السوقي. وكان هذا الفهم معمولا به حتى في IAS17. أما النظام المحاسبي المالي فقد توقف في هذه المسألة (أي فتح الباب للتأويل، والرجوع للمعايير).
وعليه نستنتج أمران:
المؤجرون غير الصُناع أو غير التجار (الوُسطاء)، لا يعرفون خصائص الأصل، لهذا هم لا يستطيعون تحديد معدل الفائدة الضمنية، فيكونون مُجبرين على الإنتقال للمعدل السوقي (أي يُمكنهم التحيين).
المؤجرون الصًناع والتجار، هم مُلاك الأصل الحقيقيين، لهذا خُيرو في إستخراج مُعدل الفائدة الشكلية (أي يقومون بالتحيين إذا إختارو المعدل السوقي، ويُبقون الأصل على قيمته غير المُحينة إذا إستخرجو معدل الفائدة الضمنية).
هكذا حتى لا نضرب مبادئ المحاسبة بعضها ببعض، وأعتذر عن الإجابة السابقة التي قمت بحذفها (المُرتبطة بالمؤجر)، فأنا لم أدقق في المصادر الأصلية عند كتابة الإجابة.
وبناءا على الإستقراء، وربط المبادئ بعضها ببعض، فأقول:
ما قام به الأستاذ تفيغولت صحيح، إلا أن لديه بعض الأخطاء الحسابية في حساب الضريبة المؤجلة عند معالجة الحالة عند المؤجر (العصمة الكاملة لله وحده)، حيث سنتداركها إن شاء الله في هذا المثال.
من زعم أن الإيجار التمويلي لا يخضع للضريبة المؤجلة، فقد مرق من مبادئ المحاسبة، فهو قد خالف الإشعار، وخالف مُعادلة الضريبة المؤجلة. أي من وقع في هذه الزلة، يجب أن يراجع نفسه، هل يقوم بحساب الإهتلاكات الجبائية خارج المُحاسبة أم لا.؟ وهل هذه الزلة، تؤدي إلى تخفيض الوعاء المحاسبي، أم تؤدي إلى رفعه.؟ فإذا كانت تؤدي إلى رفعه فإستغل هذه الثغرة لصالحك "إبتسامة". هناك الكثير من الأشياء المسكوت عنها في المتطلبات الجبائية، ولا أعتقد أنهم سيصلون إليها. فإلزمو مبادئ المحاسبة يُفتح لكم باب التهرب الضريبي على مصراعيه.
مُلاحظة: من أتقن إستخدام معادلة الضريبة المؤجلة، سيُفتح له باب التهرب الضريبي على مصراعيه. واللبيب بالإشارة يفهم. إلا أنني لا أنصح الأساتذة بالتمييع في هذه المسائل عند طرحها علميا. فموضوع الإيجار التمويلي فيه ميوعة كبيرة في الكتب بسبب عدم إستحضار المبادئ ومعانيها. وأدعوكم إلى إصلاحها وضبطها. حتى تكون عمليات الإستقراء قوية مُستقبلا.
2)- ملأ T09 بالنسبة للمؤجر:
أ- الطريقة الأولى لملأ المُلحق الضريبي رقم 09 (الإعتماد على الجدول رقم 02):
لاحظ إلى نتائج الجدول، النتيجة الجبائية التي إستخرجناها، هي نفسها التي حصلنا عليها في الجدول رقم 03. وبالتالي ما قمنا به صحيح.
ب- ملأ الملحق وفق الطريقة التقليدية:
في هذه الحالة علينا أن نقوم بتخفيض الإهتلاكات المحسوبة خارج المحاسبة "لإدخالها في الوعاء الضريبي T09" في المقابل نترك الفوائد المُحصلة شكليا، ثم نقوم بإدماج الحقوق خارج الفوائد من الميزانية مُباشرة. كما يجب إعادة إدماج خسائر التحيين الشكلية لإخراجها من الوعاء الضريبي.
إن ترك الفوائد الشكلية في المُلحق دلالة على أنها مقبولة جبائيا، وذلك لأنه عندما يتم جمعها مع ما تم تحصيله في الميزانية، سيمنحنا مجموع الدفعات الفعلية التي حصلناها حقيقة من المُستأجر:
جواب رقم 24، من طرف الأستاذ خلافي عبد القادر (طالب دكتوراه - تخصص محاسبة وجباية)