جديد الموقع: كيف أتفوق في دراستي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه .
وبعد، فمسايرة لما جد من انقطاع الدراسة المباشرة في القسم وتتبعا لتوجيهات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت إشراف مندوبية الشؤون الدينية بمكناس.
وتنزيلا لما اتفقنا عليه في آخر لقاء مع مدير المؤسسة وأطرها التربوية من تتبع الدراسة عن بعد حسب الإمكانيات المتاحة لدينا جميعا نواصل دروس مادة الصرف متوكلين على الله تعالى.
وتسهيلا لمراجعة الدروس سأبعث لطلبتي القسم السادس كتاب دروس في التصريف.
.طلبتي الأعزاء حتى تستطيعوا متابعة الدروس فلابد من كتابة متن الاجرومية وحفظ المتن حفظا جيدا ونقل هذه الدروس في دفاتركم ومراجعتها عشر مرات على الأقل
مقرر هذه السنة الباب الثاني في الصحيح والمعتل صفحة 135 من كتاب "دروس التصريف".
وهذا الباب فيه عشرة فصول.
ينقسم الفعل إلى صحيح ومعتل.
فأما المعتل فهو ما كان أحد أصوله -الفاء، العين، اللام- حرفا من أحرف العلة الثلاثة التي هي: الألف والواو والياء.
فإن كان حرف العلة في مقابلة الفاء نحو: ورم، وينع اختص باسم المثال.
وإن كان حرف العلة في مقابلة العين نحو: قام، ورام اختص باسم بالأجوف.
وإن كان حرف العلة في مقابلة اللام نحو: رنا، وصلى اختص باسم الناقص.
وقد يكون فيه حرفان من أحرف العلة في مقابلة أصلين من أصوله: إما في مقابلة الفاء مع اللام نحو: وعى، ووفى فيختص باسم اللفيف المفروق.
وإما في مقابلة العين مع اللام نحو: طوى، وهوى فيختص باسم اللفيف المقرون.
وليس في الأفعال المؤخوذة من المصادر ما يكون فيه حرفا علة في مكان الفاء والعين ولاما تكون أصوله كلها من احرف العلة.
والصحيح: هو ما خلا من أحرف العلة الثلاثة فإن خلا مع ذلك ومن الهمزة ومن التضعيف نحو: كتب، وفتح ويختص باسم السالم.
وإن وقع في مقابلة أحد أصوله همز: إما في مقابلة الفاء نحو: أمن وإما في مقابلة العين نحو: سأل، وإما في مقابلة اللام نحو: قرأ، وطفئت النار اختص باسم المهموز.
وإن كان ثلاثيا وعينه ولامه من جنس واحد نحو: شدّ، ومدّ أو كان رباعيَ الأصول وفاؤه ولامه الأولى من جنس، وعينه ولامه الثانية من جنس آخر نحو: غرغر اختص باسم المضعف.
فتحصل لك أن أنواع الفعل: صحيحه، ومعتله، ثمانية:
سالم، ومهموز، ومضعف، ومثال، وأجوف، وناقص، ولفيف مقرون، لفيف مفروق. وقد لخص هذه الأنواع كلها الشاعر الحكيم في الأبيات التالية بقوله:
جميع ضروب الفعل سبعة أضرب
لها أنا في بيت من الشعر واصف
صحيح ومهموز مثال وأجوف
لفيف ومنقوص البناء المضعف
كمثل فهمنا ما قرأنا وعدناه
ففاز وفى غزا وحج فيشرف
ولابد لك من معرفة تصريف كل واحد مع الضمائر واشتقاق غير الماضي منه. وينحصر الكلام على تفصيل ذلك كله في تسعة فصول، وسنرى هذه الفصول إن شاء الله في الدروس المقبلة. والحمد لله رب العالمين.
للفعل الماضي مع ضمائر الرفع ثلاثة عشر وجها اثنان للمتكلم نحو: (نصرت ونصرنا) وخمسة للمخاطب نحو: (نصرتَ نصرتِ ونصرتما ونصرتم ونصرتن) وستة للغائب نحو: نصرَ ونصرتْ ونصرا ونصرتا ونصروا ونصرنَ).
وللمضارع مع ضمائر الرفع ثلاثة عشر وجها أيضا اثنان للمتكلم وخمسة للمخاطب وستة للغائب كما تقدم مع الماضي.
وللأمر مع ضمائر الرفع خمسة أوجه أيضا من جهة أنه لا يكون إلا للمخاطب نحو: (انصر، انصري، انصرا، انصروا، أنصرن).
وبالتأمل في هذه الوجوه نرى أن ضمائر الرفع التي تتصل بالفعل على اختلاف أنوعه ينقسم الى قسمين: ضمائر متحركة - وهي التاء، ونا، ونون النسوة - وضمائر ساكنة - وهي ألف الاثنين، وواو الجماعة، وياء المخاطبة -.
ونرى أن التاء ونا يختصان بالدخول على الماضي، وأن ياء المؤنثة المخاطبة يشترك فيها المضارع والأمر وأن نون النسوة والضمائر الساكنة تتصل بالأنواع الثلاثة.
وهو كما سبقت الإشارة إليه:
ما سلمت حروفه الأصلية من الهمز والتضعيف وحروف العلة. نحو (أكرم وأسلم أنعم) ويسمى سالما و إن كانت فيه الهمزة لأنها زائدة ولا تقابل فاءه ولا عينه ولا لامه وإنما هي حرف زائد وكذلك نحو (قاتل وناصر وشارك) ونحو (بيطر ورودن) ويسمى سالما وإن اشتمل على الألف أو الواو أو الياء لأنهن لسن في مقابلة واحد من أصول الكلمة وكذلك نحو (إعلوَط وإهبَيخ) يسمى سالما وإن كان فيه حرفان من جنس واحد.
وحكم السالم بجميع فروعه أنه لا يحذف منه شئ عند اتصال الضمائر أو نحوها به ولا عند اشتقاق غير الماضي لكن يجب أن تلحق به تاء التأنيت إذا كان الفاعل مؤنثا ويجب تسكين اخر الفعل إذا اتصل به ضمير رفع متحرك.
وأما إذا اتصل به ضمير رفع ساكن فإن كان ألفا فتح اخر الفعل ان لم يكن مفتوحا نحو (يضربان وينصران واضربا وانصرا).
وإن كان أخر الفعل مفتوحا بقي ذلك الفتح نحو (ضربا ونصرا).
وإن كان الضمير واوا ضم له آخر الفعل نحو (ضربوا ونصروا ويضربون وينصرون واضربوا وانصروا).
وإن كان الضمير ياء كُسر له آخر الفعل نحو (تضربين وتنصرين وإضربي وإنصري).
وإنما يفتح آخره أو يضم أو يكسر لمناسبة أحرف هذه الضمائر.
والفعل السالم هو ما سلمت حروفه الأصلية من الهمز والتضعيف ومن حروف العلة نحو نصر وسمع وقتل وأكرم وأسلم وأنعم وقاتل وبيطر واعلوط فهذه الأمثلة كلها تسمى الفعل فيها سالما.
وحكم السالم بجميع فروعه أنه لا يحذف منه شيء عند اتصال الضمائر أو نحوها به ولا عند اشتقاق غير الماضي ولكن يجب أن تلحق به تاء التأنيث إذا كان الفاعل مؤنثا ويجب تسكين آخره إذا اتصل به ضمير رفع متحرك.
وأما إذا اتصل به ضمير رفع ساكن فإن كان ألفا فتح آخر الفعل إن لم يكن مفتوحا نحو يضربان وينصران واضربا وانصرا وإن كان آخر الفعل مفتوحا بقي ذلك الفتح نحو ضربا ونصرا وإن كان الضمير واوا ضم له آخر الفعل نحو ضربوا ونصروا ويضربون وينصرون واضربوا وانصروا.
وإن كان الضمير ياء كسر له آخر الفعل نحو تضربين وتنصرين واضربي وانصري.
وإنما يفتح آخر الفعل أو يضم أو يكسر لمناسبة أحرف الضمير المتصل به.
ويجب أن تُقارن صيغ جميع أنواع الأفعال عند إسنادها إلى الضمائر بصيغ هذا النوع فكل تغيير يكون في أحد الأنواع فلابد أن يكون له سبب اقتضاه.
وستذكر مع كل نوع ما يحدث فيه من التغييرات وأسبابها إن شاء الله تعالى.
والفعل المضعف نوعان: مضعف الرباعي ومضعف الثلاثي.
فأما مضعف الرباعي فهو الذي تكون فاؤه ولامه الأولى من جنس وعينه ولامه الثانية من جنس آخر نحو: (زلزل وعسعس ودمدم) ويسمى مطابقا أيضا.
وأما مضعف الثلاثي ويقال له الأصم أيضا فهو ما كانت عينه ولامه من جنس واحد نحو قولك: (مدَّ وشدَّ ومتدَّ وشتدَّ واستمدَّ واستمرَّ).
حكم ماضي المضعف
إذا أسند الفعل المضعف إلى اسم ظاهر أو ضمير مستتر أو ضمير رفع متصل ساكن وذلك ألف الإثنيين وواو الجماعة أو اتصلت به تاء التأنيث وجب فيه الإدغام نحو: (مد علي وخف محمد ومل خالد) وتقول: (المحمدان مدا والبكرون ملوا وفاطمة ملت).
فإن اتصل به ضمير رفع متحرك وذلك تاء الفاعل ونا ونون النسوة وجب كفيه فك الإدغام فتقول:(مددت ومددنا ومددن).
فهذه ثلاثة مواضع يجب فيها فك الإدغام.
حكم مضارع الفعل المضعف
إذا أسند الفعل المضعف إلى ضمير بارز ساكن - وذلك ألف الإثنيين وواو الجماعة وياء المؤنثة المخاطبة - مجزوما كان أو غير مجزوم أو أسند إلى اسم ظاهر أو ضمير مستتر ولم يكن مجزوما وجب فيه الإدغام فنقول: (المحمدان يَمُدَانِ ولن يَمُدا ولم يَمُدا ولم يَمَلا) وتقول: (المحمدون يمدون ويخفون ويملون ولن يملوا ولم يمدوا) وتقول: (أنتِ تَمَلينَ يا زينبُ ولن تملي ولم تملي).
فإن أسند مضارع المضعف إلى ضمير بارز متحرك وذلك نون النسوة وجب فك الإدغام فتقول: (النساء يملَلنَ ويشدُدنَ ويخفِفْنَ).
وإن كان مضارع المضعف مسندا إلى الاسم الظاهر أو الضمير المستتر وكان مجزوما جاز فيه الإدغام والفك تقول: (لم يشد ولم يخف) وتقول: (لم يَشدُدْ ولم يَمْلَلْ ولم يَخْفِفْ).
والفك أكثر استعمالا قال الله تعالى: (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) وقال تعالى: (ولا تمنن تستكثر).
حكم أمر المضعف
إذا أسند أمر الفعل المضعف إلى ضمير ساكن وجب فيه الإدغام نحو: (مُدّا ومُدُّوا ومُدِّي).
وإذا أسند إلى ضمير متحرك وهو نون النسوة وجب فيه الفك نحو: (أُمْدُدْنَ).
وإذا أسند إلى الضمير المستتر جاز فيه الأمران الإدغام والفك نحو: (مُدَّ، ظَلَّ، وخِفَّ) وتقول: (امْدُدْ، واظْلَلْ، واخْفِفْ) والفك أكثر استعمالا وهو لغة أهل الحجاز وبها جاء القرآن قال الله تعالى: (واغضض من صوتك).
لقد وصلنا في مادة الصرف إلى الباب الرابع من كتاب دروس التصريف الذي هو المقرر للقسم السادس
و في هذا الباب سنرى تقسيم الفعل الى متعد و لازم .
و فيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول في بيان الفعل اللازم و المتعدي و ذكر علاماتهما
أما الفعل المتعدي فهو ما يتعدى أثره فاعله و يتجاوزه إلى المفعول به نحو (رحم الله امرأ قال خيرا فغنم)
و علامة الفعل المتعدي أن تتصل به هاء تعود على المفعول به نحو فهم الأستاذ التلاميذ الدرس ففهموه نحو الدرس راجعته
و يسمى الفعل المتعدي أيضا واقعا و مجاوزا وهو محتاج إلى شيئين : فاعل يفعله و مفعول يقع عليه
و أما الفعل اللازم ما لا تعدى أثره الفاعل و لا يجاوزه إلى المفعول و إنما يبقى قاصرا على فاعله
و يسمى الفعل اللازم أيضا قاصرا و غير واقعا و غير مجاوزا.
و يعرف لوزوم الفعل بأحد شيئين : الأول معنى الفعل و الثاني صيغته.
أما معناه فيمكنك أن تحكم بلزوم الفعل دائما إذا دل على واحد من ثمانية معان و هي:
1. ان يدل على سجية و السجية هي الطبيعة اللازمة لصاحبها نحو حسن و قبح و طال و قصر و شجع و جبن.
2. ان يدل على عرض أي وصف غير لازم نحو كسل و نشط و حزن و فرح و مرض و صح و عطش.
3. ان يدل على لون نحو ابيض و اخضر و أدم و حمر.
4. أن يدل على حلية أي صفة من الصفات يتمدح بها حسية كانت أو معنوية نحو دعج و بلج و كحل و بخل.
5. ان يدل على عيب خلقي بكسرة الخاء و سكون اللام نحو عور و حول و عمش.
6. ان يدل على نظافة نحو طهر و نظف.
7. ان يدل على دنس نحو قذر و وسخ ودنس.
8. ان يدل مطاوعة فعل متعد نحو كسرت الزجاج فانكسر.
و أما من جهة صيغة الفعل فيمكنك أن تحكم على الفعل بأنه لازم قطعا إذا وجدته على إحدى الصيغ الاتية:
1-صيغة فعل بضم العين نحو حصف و بدغ و حسن.
2-صيغة انفعل نحو انكسر و انشعب و انطلق.
3-افعل بتضعيف اللام نحو اغبر و زور.
4-صيغة افعال نحو اقطار و ادهام.
5- صيغة افعلل نحو اشمأز و اطمأن و اقشعر.
6-صيغة افوعل بسكون الفاء و فتح الواو و العين و تضعيف اللام نحو اكوهد.
7-صيغة افعنلل بسكون الفاء و النون و فتح العين و اللام الأولى و الثانية احرنجم.
8-صيغة افعنلى بسكون الفاء و النون و فتح العين و اللام نحو احرنبى.
الفصل الثاني : فيما يصير به الفعل اللازم متعديا
الفعل الثلاثي اللازم قد يتعدى إلى المفعول به بأحد الأسباب الثمانية الاتية وهي:
1-بالهمزة الزائدة قبل فائه نحو أكرمت المجتهد و أنزلت المجتهدين منازلهم.
2-تضعيف عين الفعل نحو عظمت شعائر الله ووقرت الأستاذ.
3-بواسطة حرف الجر نحو قول الله تعالى (ذهب الله بنورهم ) و نحو قولك صعدت على السطح و مررت بالسوق.
4-بزيادة ألف المفاعلة بعد فائه نحو جالس خالد العظماء و خالط سعيد المجتههدين.
5-زيادة الهمزة و السين و تاء في أول الفعل للدلالة على الطلب و لو مجازا أو المصادفة نحو استخرجت الذهب و استنبطت الماء و استجدته و استعظمته و استغفرت الله.
6-تحويل الفعل إلى باب نصر ينصر بفتح الصاد في الماضي و ضمها في المضارع للدلالة على المغالبة نحو قولك فاخرته ففخرته فأنا أفخره.
7-تضمن الفعل معنى فعل اخر متعدي نحو رحبتكم الدار و طلع بشر اليمن , فقد تضمن رحب معنى وسعب و تضمن معنى بلغ و مثله قوله تعالى (و لا تعزموا عقدة النكاح ) فقد تضمن تعزموا معنى تنوو فتعدى تعديته.
8-أن ينصب الاسم بعد الفعل اللازم على نزع الخافض بمعنى أن يكون الاسم مجرورا بحرف الجر ثم يحدف حرف الجر فينصب الاسم المجرور و يقال فيه منصوب على نزع الخافض و مثله قول الشاعر:
تمرون الديار و لم تعوجوا **** كلامكم علي إذن حرام
و قد يكون الفعل اللازم متعديا إلى واحد فيتعدى بأحد هذه الأسباب إلى مفعول ثان نحو فهم محمد درسه و أفهمته الدرس.
كما قد يكون متعديا إلى اثنين فيتعدى بأحد هذه الأسباب إلى ثالث نحو علم محمد الصدق مفيدا و أعلمته الصدق مفيدا.
الفصل الثالث : في بيان مايصير به الفعل المتعدي لازما
يصير الفعل المتعدي لازما أو في حكم اللازم بأحد أربعة أشياء و هي:
1-أن تضمنه معنى فعل لازم نحو قوله تعالى( فليحذر اللذين يخالفون عن أمره) فقد تضمن يخالفون معنى يخرجون فتعدى بعن.
2-أن تحوله إلى مثال كرم يكرم بضم العين في الماضي و المضارع معا للدلالة على التعجب أو المبالغة نحو ضرب محمد و فهم خالد أي ماأضربه و ما أفهمهم.
3- أن يقع مطاوعا للمتعدي إلى واحد نحو جمعته فاجتمع و كسرته فانكسر و قدته فانقاد.
4- أن يتأخر عن معموله نحو قول الله تعالى (إن كنتم للرؤيا تعبرون ).
إذا كنت تعلم الذي أحدث الفعل أو قام به و لم يتعلق غرضك بإن تحذفه لسبب من الأسباب ، فإنك تذكر هذا الفعل و تنسبه إلى من أوجده أو اتصف به على الحقيقة و تحدث بذلك الحدث عن صاحبه دون أن تغير صورته التي ورد عليها في العربية .
و يسمى الفعل حينئذ مبنية للمعلوم أو مبني للفاعل نحو (فهم علي درسه و خرج محمود من الدار)
و إذا كنت لا تعرف الذي أحدث الفعل أو كنت تعرف و لكنك لاتريد أن تذكره لغرض من الأغراض كأن تخاف منه أو أن تخاف عليه ،أو يكون شريفا فتصون إسمه أو أن يكون حقيرا فتصون لسانك عن ذكره ، أو نحو ذلك مما يذكر في علم المعاني فإنه يجوز لك حينئذ أن تنسب الفعل إلى المفعول به أو الظرف أو الجار و المجرور و المصدر
و لكنه يجب عليك أن تغير صورة الفعل فرقا بين المنسوب إلى فاعله الحقيقي ز المنسوب إلى غيره مما ذكرنا .
و يسمى الفعل بعد ذلك التغير مبنيا للمجهول أو مبنيا للمفعول أو مبنيا لما لم يسم فاعله
و إعلم أن كل فعل يجوز لك أن تنسبه إلى فاعله متعديا كان أو لازما و ليس كل فعل يسوغ لك أن تبنيه للمجهول بل يختص جواز ذلك بأن يكون الفعل متعديا فإن كان لازما لم يجز إلا مع الظرف أو الجار و المجرور أو المصدر و قد تكفل علم النحو لبيان ذلك على أكمل وجه .
و الفعل الذي يبنى للمجهول أنواع:
الأول الفعل الماضي السالم :
إذا كان الفعل سالما ماضيا ضم أوله و كسر ما قبل آخره نحو فُهم الدرسُ و حُفظ و كُتب
و يضم مع أوله ثانيه إذا كان مبدوء بتاء مزيدة نحو تُعُلم العلمُ و تُصُدق بدينار
و يضم مع أوله ثالثه إذا كان مبدوء بهمزة وصل مزيدة نحو انْطُلِقَ بزيد و اجتُمِعَ في القسم و استُخْرجَ المعدِن .
و أن كان ثانيه أو ثالثه ألفا زائدة قلبت واو فتقول في نحو قاتل و ضارب قُوتل و ضُورب و تقول في تقاتل و تضارب تُقوتل و تُضورب
الثاني الفعل الأجوف :
و إن كان الفعل أجوف نحو قام و صام و باع و خاف و كاد قيل في بنائه للمجهول قيل و صيم و بيع و خيف و كيد .
و أصل قِيل مثلا قُوِلَ فنقلت حركة الواو إلى القاف بعد إزالة حركتها فصار قِوْلَ ثم قلبت الواو ياء لسكونها بعد كسرة فصار قِيلَ ،ففي هذا المثال و نحوه إعلال بنقل حركة العين إلى الفاء ،و إعلال بقلب الواو ياء .
إسناد الأجوف المجهول للضمير :
إذا أسند الأجوف المبني للمجهول إلى الضمير المتحرك حذفت عينه ، ثم تنظر فيه فإن كان مما تضم فاؤه عند البناء للمعلوم كسرتها هنا فرقا بين الصيغتين.
و إن كان مما تُكسر فاؤه عند البناء للفاعل ضممتها هنا كذلك فتقول في نحو ضام سام و خاف إذا بنيتها للمعلوم ضِمت و سُمت و خِفت .و تقول فيهن عند البناء للمجهول ضُمت و سِمت و خُفت .
و إن كان الفعل المبني للمجهول مضعفا فأكثر العرب يضم فاؤه فيقولون مُد الحبل و رُد البعير و شُد الوثاق و منه قول الله تعالى { و لو رُدوا لعادوا }و قوله تعالى { هذه بضاعتنا ردت إلينا }و قد قرأت الآيتان بضم الراء و كسرها .
بناء المضارع للمجهول :
إذا كان الفعل الذي تريد بناؤه للمجهول مضارعا سالما ، ضممت أوله و فتحت ما قبل آخره نحو يُحفظ الدرس و يُفهم و يُكرم الضَّيف و يُتعلم العلم و يُستغفر الرَّب .
و إذا كان المضارع أجوف قلبت عينه الفا لتحركها و انفتاح ما قبلها بعد نقل حركتها إلى ما قبلها فتقول يُقال و يُباع و يُخاف و يُستتاب و الأصل في يُقال مثلا يُقْوَلُ فقد نقلت حركت الواو الساكن قبلها فصار يُقَوْلُ ثم تحركت الواو بحسب الأصل و انفتح ما قبلها بحسب الآن فقلبت ألفا فصار يُقَالُ. ففيه إعلال بالنقل ثم إعلال بالقلب كما هو ظاهر .
و أما فعل الأمر فلا يبنى للمجهول أبدا، و إذا أردت أن تأمر من فعل مبني للمجهول لم يكن لك بدُّ من أن تجيء بالمضارع المبني للمجهول مسبوقا بلام الأمر فتقول ليُحْفَظِ الدرس، ولْيُلْتَفَت إلى الواجب و لْيُنْتَفَع بالعلم.
قد وردت أفعال مبني للمجهول بأصل الوضع و الوارد من ذلك على نوعين:
أحدهما ما لم يرد عن العرب له فعل مبني للمعلوم وذلك نحو زُهِيَ و عُنِيَ و زُكِمَ و حُمَّ و جُنَّ و سُلَّ و شُدِهَ و امْتُقِعَ لونه.
و ثانيهما ما ورد له فعل مبني للفاعل ،و لكن استعمال المبني للمجهول أكثر من استعمال المبني للمعلوم نحو هُزِلَ و نُتِجَ و طُلَّ دمه .
و اعلم أن العلماء قد اختلفوا في صيغتي المبني للمعلوم و المبني للمجهول أهما أصلان ليس أحدمها متفرعا عن الآخر أم أن المبني للمعلوم أصل للمبني للمجهول.
و قد ذهب إلى الأول : الكوفيون و المبرد و ابن الطّراوة و نسبه إلى سيبويه.
و اختار جماعة من المتأخرين الثانية و عليه فيكون المبني للمعلوم أصلا للمبني للمجهول .
و الله تعالى أعلى و أعلم
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و صلاته و سلامه على رسول الله و على آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين و الحمد لله رب العالمين .