جديد الموقع: كيف أتفوق في دراستي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد.
فهذا الدرس الأول من مادة الصرف لتلاميذ الخامس ابتدائي اللذين يتابعون دراستهم عن بعد بمدرسة ابن العربي المعافري بحي البساتين مكناس، والكتاب المقرر في هذه المادة هو كتاب "دروس التصريف" الذي ينبغي مراجعة الدروس منه مرارا وتكرارا، ومقررنا في هذه السنة يبدأ من الصفحة (53) ابتداء من قول المؤلف: الكتاب الاول في تصريف الافعال وفيه ستة أبواب.
1) اعلم أن الفعل ينقسم الى مجرد عن الزيادة ومزيد فيه.
أما المجرد عن الزيادة فهو ما كانت حروفه كلها اصلية لا تسقط في أحد التصاريف إلا لعلة تصريفية .
واما المزيد فيه فهو ما زيد على حروفه الاصلية حرف يسقط في بعض تصاريف الفعل لغير علة تصريفية او حرفان او ثلاثة احرف كذلك.
2) والمجرد عن الزيادة ينقسم الى قسمين ثلاثي ورباعي وكل واحد منها ينتهي بالزيادة الى ستة احرف فتكون انواع المزيد فيه خمسة.
3) اما ماضي الثلاثي المجرد فله ثلاثة ابنية اي ثلاثة اوزان وهي : فَعُلَ و فَعِلَ وفَعَلَ.
فاما فعُل بضم العين ولا يكون الا لازما ولا يجيء الا في افعال الغرائز والطبائع نحو أَدُبَ وصَلُبَ وغَرُبَ وقَرُبَ وصَبُحَ وفَصُحَ وقَبُحَ ….
ولم يأت في العربية فعل على وزن فعل بضم العين يائي العين الا قولهم هَيُؤَ يَهْيُؤُ أي حسنت هيأته ولا يأي اللام الا قولهم نَهُوَ الرجل اي صار عاقل ذا نُهْيَتٍ…
واما فعِل بكسر العين ويجيئ لازما ومتعديا إلا أن لزومه أكثر من تعديه، ولذا غلب مجيء الافعال الدالة على النعوت الملازمة، والأعراض وكِبر لاعضاء من هذه الزِنة، أي من هذا الوزن وقد جاء منه المطاوع لفَعَل مفتوح العين المتعدي لواحد كثيرا.
فمثال مادل على النعوت الملازمة: ذرب لسانه وشنب ثغره بلج جبينه
ومثال مادل على الاعراض ومنها الامراض: (جرب وعطب وعرج وعوج وبخر وصعر خده وخرص )……
ومثال مادل على الأوان: (صهب وحمر وخضر وصفر وغبر وغبش ودهم ودكن )….
وأما كبر الأعضاء فنحو (رقِب وكبد و طحل وجبه وعضل اي كبرت رقبته وكبده وطحاله وجبهته وعضمت عضلة ساقه ويأتي فعِل المكسور العين لازما من غير هذه المعاني كثيرا نحو: برِئ وظمِئ وتعِب وخرِب ورغِب ورهِب وسغِب وطرِب وعجِب…
ويأتي هذا الباب متعديا أيضا ومن أمثلة ذلك ركبه وشربه وصحبه وحمده وحقره ونكره وتبعه وسمعه …
الثالث من أوزان الفعل الثلاثي المجرد فَعَلَ بفتح الفاء و العين و اللام ، و هو أخف الأبنية و لهذا وضعوه للنعوت اللازمة، و الأعراض، و الأمراض ، و الألوان، و استعملوه في جميع المعاني التي استعملوا فيها أخويه فعُل و فعِل ، في سائل ما قصدو الدلالة عليه من المعاني التي لا تنطبط كثرة ، و لا يأتي علها الحصر ، و قد طال نظرنا في هذا الباب و كثر استعراضنا لما طرد منه ، و حاولنا تفصيله أنواعا ،حتى سهل علينا جامحه ،ولان مستصعبه ، فإذا نحن نجده واردا في الدلالة على الجمع و التفريق و الإعطاء و المنع و الرضا و الامتناع و الإذاء و الغلبة و الدفع و التحويل و التحول و الاستقراء و السير و الستر و التجريد و الرمي و الاصلاح و الافساد و التصويت و للنيابة عن فعُل في الدلالة على ما هو من معانيه من الأنواع التي لم ترد منه و لكثير من المعاني لا يفي بها الحصر :
فمثال الجمع : حشر و حشد و جمع
و مثال التفريق : بذر و قسم
و مثال الإعطاء : منح و نحل ووهب
و مثال المنع : حبس و منع
و مثال الامتناع : أبى و شرد و جمح
و مثال الإيذاء : لسع و لدغ
و مثال الغلبة : قهر و ملك
و مثال الدفع : درأ و دفع و ذاد
و مثال التحويل : نقله و صرفه
و مثال التحول : ذهب و رحل و مضى
و مثال الاستقرار : سكن و ثوى
و مثال السير : درج و ذمل
و مثال الستر : حجبه و ستره و خبأه
و مثال التجريد : سلخ و قشر و كشط
و مثال الرمي : قذف و رمى و حذف
و مثال الاصلاح : غزل و نسج
و مثال التصويت : بكى و صرخ و صاح و ناح و نعب و نهق
و أما النيابة عن فعُل المضموم العين ففي المضعف و اليائي العين مما يدل على النعوت الملازمة ،
فمثال المضعف : جلَّ قدره و عزَّ شأنه و شحّ بماله .
و مقال يائي العين : طاب أصله ، فهو طيب ، و بان أمره ،فهو بين ، و لان فهو لين .
و قد اطرد بناء هذه الزنة من أسماء الأعيان الثلاثية للدلالة على إصلابتها أو إنالتها أو العمل بها أو إتخائها أو الأخد بها أو الدلالة على عمل صادر منها.
فمثال صياغتها للدلالة على إصابة الإسم الذي أخد منه الفعل : رأسه و فخذه و بطنه و جلده و إذنه و عانه أي أصاب رأسه و فخذه و بطنه و جلده و أذنه و عينه.
و مثال الفاعل الذي أنال المفعول ، الذي اشتق منه الفعل : لَحَمَهُ و تَمره و لَبنه و شحمه أي أطعمه لحما و شحما و تمرا و لبنا.
و مثال الفاعل الذي عمل بالاسم الذب اشتق منه الفعل قولهم : عصاه و سهمه و رمحه أي ضربه بالعصى و السهم و الرمح.
و مثال الفاعل : الذي اتخد الاسم الذي أخد منه الفعل: جدر و نهر و بأر ، اي اتخد جدار و نهرا و بئرا…
تنبيه :
قد جائت أفعال من الأبواب الثلاثة نحو : نقَُِب و رفَُِث و أمَُِر و خثَُِر و عثَُِر و عمَُِر و قذَُِو نظَُِر…
إعلم أن للفعل الرباعي المجرد بناء واحد وهو فعلل بسكون العين وفتح ما عداها
ويأتي لازما ومتعديا
والأكثر فيما ورد منه التعدي
والفعل المتعدي هو الذي ينصب المفعول بنفسه
والفعل اللازم هو الذي ليس له مفعول وإنما يكتفي بالفاعل
فمثال اللازم منه: فرشخ وعربد وعملق وبهدل وحضرم ….
ومثال المتعدي: بعثره وقرفصه …
والمعاني التي يؤخذ من أجلها وزن فعلل ستة وهي:
أولا: الدلالة على اتخاذ الاسم المشتق منه وصُنْعُهُ نحو: (قمطرت الكتاب) أي اتخذت له قِمَطْرا.
ثانيا: الدلالة على مشابهة المفعول لما أخذ منه الفعل نحو:(حنظل خلق فلان وعلقم) أي صار شبيها بالحنظل والعلقم.
ثالثا: الدلالة على جعل الاسم المؤخوذ منه في المفعول نحو: (عصفرت الثوب) أي صنعته بالعُصفر و(فلفل الطعامَ) أي وضع فيه الفلفل.
رابعا: الدلالة على اصابة ما أخذ منه الفعل نحو (عرقبتُه وغلصمتُه) أي أصبت عُرقوبَه وغلصمَتَهُ.
خامسا: الدلالة على أن الاسم المؤخوذ منه آلة للإصابة به نحو: (عرفَضْتُه وعَرْجَنتهُ) أي ضربته بالعِرفاضِ والعُرجونِ.
سادسا: الدلالة على ظهور ما أخذ الفعل منه نحو: (بَرعَمَةِ الشجرة) أي ظهر بُرعُومُها.
وقد يصاغ هذا البناء من مركب قصدا إلى اختصاره للدلالة على حكايته نحو: (بسمل وسبحل وحمدل وحوقل وطلبق وحسبل وجعفل) أي قال بسم الله وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله وأطال الله بقائك وحسبي الله وجعلني الله فدائك وهذا النوع هو اللذي يسميه العلماء (النحتَ) ولا يشترط فيه سوى المحافظة على ترتيب ما تأخذه من حروف الجملة كما تقدم في لأمثلة.
والفعل المزيد فيه نوعان: مزيد الثلاثي ومزيد الرباعي.
فأما مزيد الثلاثي فإما أن يزاد بحرف واحد مثل: (قاتل) وإما أن يزاد بحرفين مثل: (تقاتل) وإما أن يزاد بثلاثة أحرف مثل: (إستغفر).
وأما مزيد الرباعي فإما أن يزاد بحرف واحد مثل :(تدحرج) وإما أن يزاد بحرفين مثل: (إِحْرَنْجَمَ) فتكون جميع أنواع المزيد فيه من الأفعال خمسة.
- مزيد الثلاثي بحرف واحد:
أما مزيد الثلاثي بحرف واحد فله ثلاثة أبنية أي اوزان.
الأول: أفعل بزيادة همزة قطع في أوله نحو: (أكرم وأنقد وأن وأفاء وأعطى).
الثاني: فعَّل بزيادة حرف من جنس عينه فيدغم الحرفان نحو: (قدَّم وقدَّر وزكَّى وصلَّى).
الثالث: فاعلَ بزيادة ألف بين الفاء والعين نحو :(قاتل وشارك ودافع وناضل وبايع).
ولكل واحد من هذه الأوزان معان يرد لها وبها يفارق معنى الثلاثي المجرد.
فأما أَفْعَلَ فإن همزته تزاد لعدة معان أشهرها سبعة وهي:
1 - التعدية: ومعناها أن الفعل يصير متعديا إذا كان لازما نحو: (أخرجه) وبالهمزة يصير ومتعديا لإثنين إذا كان متعديا لواحد نحو: (أفهمتُ خليلاً المسألةَ).
2 - التعريض: نحو: (أبعتُ الثوبَ وأرهنتُ الدارَ) أي عرَّضت الثوب للبيع وعرَّضت الدارَ للرَّهنِ.
3 - الصيرورة: نحو: (ألبنتِ الشاةُ وأثمرَ البستانُ وأورقَ الشجرُ).
4 - المصادفة: نحو: (أبخلتهُ) أي وجدته بخيلا.
5 - السلبُ: نحو: (أعجمتُ الكتابَ) أي أزلت عجمته بالنقط والشَّكل.
6 - الدخول في الشيئ: نحو: (أعرق وأمصر وأشام وأصبح وأمسى وأضحى) أي دخل في العراق ومصر والشام والصباح والمساء والضحى.
7 - الحينونة: نحو: (أحصدَ الزرعُ وأصرم النخل) أي قرب حَصادهُ وصِرامهُ.
وقد يجيء أفْعَلَ مثل فَعَلَ في المعنى نحو :(شكل الأمر وأشكل وذعن له وأذعن. ووعى وأوعى. وظلم وأظلم وسقاه وأسقاه وقرى الضيف وأقراه).