جديد الموقع: كيف أتفوق في دراستي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول لله و آله و صحبه
و بعد فهذه دروس في مادة النحو للقسم الخامس ابتدائي للتلاميذ اللذين يتابعون دراستهم عن بعد بمدرسة ابن العربي المعافري بحي البساتين مكناس ،من إعداد الاستاذ محمد أحسيني
أبنائي التلاميذ وفقكم الله في فهم و تحصيل هذه الدروس التي ينبغي حفض "متن الاجرومية" و مراجعة الدروس في كتاب " التحفة السنية " مراجعة متكررة و متأنية.
النعت لغة الوصف، وفي اصطلاح النحويين (هو التابع المشتق أو المؤول بالمشتق الموضح لمتبوعه في المعارف، المخصص له في النكرات)
و ينقسم النعت إلى قسمين :
القسم الأول : النعت الحقيقي
القسم الثاني : النعت السببي
أما النعت الحقيقي فهو ما رفع ضميرا مستترا يعود إلى المنعوت نحو (جاء محمد العاقل ) فالعاقل نعت للمحمد و هو رافع لضمير مستتر يعود إلى محمد الذي هو المنعوت .
و أما النعت السببي فهو ما رفع إسما ظاهرا متصلا بضمير يعود إلى المنعوت نحو ( جاء محمد الفاضل أبوه ) فالفاضل نعت لمحمد و أبوه فاعل باسم الفاعل الذي هو الفاضل ،مرفوع بالواو لأنه من الاسماء الخمسة .
و حكم النعت أنه يتبع منعوته في إعرابه و في تعريفه و في تنكيره ،سواء أكان حقيقيا أم سببيا .
كما مثل المؤلف بقوله تقول ( قام زيد العاقل و رأيت زيدا العاقل و مررت بزيد العاقل )
ثم إذا كان النعت حقيقيا زاد على ذلك بأنه يتبع منعوته في تذكيره أو تأنيثه و في إفراده أو تثنيته أو جمعه .
أما النعت السببي فإنه يكون مفردا دائما و لو كان منعوته مثنا أو مجموعا نحو قولك ( رأيت الولديْنِ العاقلَ أبوهما ) و تقول( رأيت الأولاد العاقلَ أبوهم )
و يتبع النعت السببي ما بعده في التذكير أو التأنيث و يلازم الإفراد دائما نحو ( رأيت البناتِ العاقلَ أبوهن ) و تقول ( رأيت الأولاد العاقلةَ أمهمْ )
فتلخص من هذا الايضاح أن النعت الحقيقي يتبع منعوته في أربعة من عشرة :واحد من الافراد و التثنية و الجمع
وواحد من الرفع و النصب و الخفض وواحد من التذكير و التأنيث وواحد من التعريف و التنكير .
و النعت السببي يتبع منعوته في اثنين من خمسة : واحد من الرفع و النصب و الجر وواحد من التعريف و التنكير،و يتبع مرفوعه الذي بعده في واحد من اثنين و هما التذكير و التأنيث ، و لا يتبع شيئا في الافراد و التثنية و الجمع بل يكون مفردا دائما و أبدا و الله أعلم .
فبعدما رأينا في الدرس الماضي الأول من التوابع وهو النعت، نرى اليوم، النوع الثاني من التوابع وهو العطف.
والعطف في اللغة هو: الميل تقول عطف فلان على فلان يعطِف عطفا أي مال إليه وأشفق عليه.
وأما العطف عند النحويين فينقسم إلى قسمين.
الأول: عطف البيان.
الثاني: عطف النسَقِ.
فأما عطف البيان فهو: (التابع الجامد الموضح لمتبوعه في المعارف المخصص له في النكرات).
فمثال عطف البيان في المعارف: (جاء محمد أبوك).
ومثاله في النكرات قول الله تعالى: (من ماء صديد).
وأما عطف النسق فهو التابع الذي يتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف العشرة وهي:
1 - الواو؛ وهي لمطلق الجمع فيعطف بها السابق واللاحق والمصاحب نحو: (جاء محمد وعلي).
2 - الفاء؛ وهي تفيد الترتيب والتعقيب بمعنى أن الثاني يعقبه الأول نحو: (قدم الفرسان فالمشاة) فالمشاة كان قدومهم بعد الفرسان وقريبا منهم.
3 - ثم؛ وهي تفيد الترتيب مع التراخي والمهلة بين السابق واللحق نحو: (أرسل الله موسى ثم عيسى ثم محمدا عليهم الصلاة والسلام).
4 - أَو؛ وهي تفيد التخيير أو الإباحة مثال التخيير: (تَزوجْ هندا أو أختها ) ومثال الإباحة :(أدرس الفقه أو النحو).
5 - أم؛ وهي لطلب التعيين بعد همزة الاستفهام نحو: (أدرست الفقه أم النحو).
6 - إما؛ بشرط أن تسبق بمثلها وهي مثل أو في المعنيين نحو قوله تعالى: (فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء) ونحو: (تزوج إما هندا وإما أختها).
7 - بل؛ وهي تفيد الإضراب ومعناه جعل ما قبلها في حكم المسكوت عنه نحو :(ما جاء محمد بل بكر).
8 - لا؛ وهي تنفي عما بعدها نفس الحكم الذي ثبت لما قبلها نحو:(جاء بكر لا خالد).
9 - لَكِنْ؛ بسكون النون وهي تدل على تقرير حكم ما قبلها وإثبات ضده لما بعدها نحو :(لا أحب الكسالى لكن مجتهدين).
ويشترط أن يسبقا نفي أو نهي وأن يكون المعطوف بها مفردا وألا تسبقها الواو.
10 - حتى؛ وهي للتدريج والغاية نحو: (يموت الناس حتى الأنبياء).
وقد تكون حتى حرف جر أو حرف ابتداء مثال الجر قوله تعالى :(سلام هي حتى مطلع الفجر) ومثال الابتداء قول الله تعالى؛ (وزُلزلوا حتى يقولُ الرسول). على قراءة رفع رسول برواية ورش عن نافع.
فهذه الحروف العشرة تجعل ما بعدها تابعا لما قبلها في الإعراب.
وهذا معنى قول ابن آجروم: [فإن عطفتَ بها على مرفوع رفعتَ أو على منصوب نصبتَ أو على مخفوض خفضتَ أو على مجزوم جزمتَ تقول قام زيد وعمرو ورأيت زيد وعمر ومررت بزيد وعمرٍو وزيد لم يقم ولم يقعد].
والتوكيد هو الثالث من التوابع لأربع.
والتوكيد لغة معناه التقوية وهو في اصطلاح النحويين نوعان:
الأول: التوكيد الفظي.
الثاني: التوكيد المعنوي.
أما التوكيد اللفظي فيكون بتكرير اللفظ وإعادته بعينه أو بمرادفه سواء كان اسما نحو: (جاء محمد محمد) أم كان فعلا نحو: (جاء جاء محمد) أم كان حرفا نحو: (نعم نعم جاء محمد) ومثال المرادف: (جاء حضر أبو بكر).
وأما التوكيد المعنوي فهو: (التابع الذي يرفع احتمال السهو أو التوسع في المتبوع)
مثاله قولك: (جاء الأمير نفسه) فنفسه توكيد رافع لاحتمال مجيء خبر لأمير أو رسوله.
وحكم التوكيد أنه يوافق متبوعه في إعرابه مثاله في الرفع: (حضر خالد نفسه) ومثاله في النصب: (حفظت القرءان كله).
ومثاله في الخفض: (تدبرت في الكتاب كله).
هذا وللتوكيد المعنوي ألفاظ معينة عرفها النحاة من تتبع كلام العرب ومن هذه الألفاظ: النفس والعين ويجب أن يضاف كل واحد من هذين إلى ضمير عائد على المؤكَّدِ نحو: (جاء علي نفسه وحضر بكر عينه وجاء الرجال أنفسهم وحضر الرجلان أنفسهما).
ومن ألفاظ التوكيد (كل) و(جميع) نحو: (جاء الجيش كله وحضر الرجال جميعهم) ومثله قول الله تعالى (فسجد الملائكة كلهم أجمعون) وربما احتيج إلى زيادة التوكيد فجيئ بعد أجمع بألفاظ أخرى وهي: (أكتع وأبتع وأبصع) وهذه الألفاظ لا يؤكد بها استقلالا وإنما تأتي بعد أجمع نحو: (جاء القوم أجمعون أكتعون أبتعون أبصعون).