جديد الموقع: كيف أتفوق في دراستي؟
الدرس 1: تباشير بيعتا العقبة الأولى والثانية
الأهداف: معرفة مضامين بيعتي العقبة الأولى والثانية، وإدراك أهميتهما في مسار الدعوة النبوية، مع استحضار حسن تدبير الرسول ﷺ وفطانته النبوية.
تمهيد: بعد رحلة الإسراء والمعراج، واصل النبي ﷺ دعوته رغم المعارضة الشديدة من قريش، فالتقى بمجموعة من أهل المدينة المنورة (الأوس والخزرج) الذين بايعوه على الإسلام ونصرته.
شرح المفردات:
العَقَبَةُ: مكان بمنى قرب مكة المكرمة.
رَهْطًا: الرهط هم الجماعة القليلة من الناس.
الأوس والخَزْرَجُ: قبيلتين قحطانيتين يمنيتين نزحتا إلى يثرب (المدينة المنورة) وهما أحد فرعي الأنصار.
أُبَايِعُكُمْ: البيعة هي: المعاقدة والتولية والمعاهدة على الطاعة والنصرة.
أولا: بيعة العقبة الأولى حدثت في السنة الحادية عشرة من البعثة، عندما التقى الرسول ﷺ عدد محدود من الأنصار ستة رجال من الأوس والخزرج أثناء موسم الحج، فدعاهم إلى الإسلام وقرأ عليهم القرآن، فآمنوا به بعد أن تذكروا بشارة اليهود بنبي قادم. وعادوا في العام التالي مع 12 رجلاً آخرين، وبايعوا النبي على الإسلام، والإيمان بالله وحده وعدم الشرك به، والالتزام بالأخلاق الإسلامية (كعدم السرقة والزنا والقتل، والامتناع عن القذف). فأرسل النبي ﷺ مصعب بن عمير ليعلمهم القرآن والسنة، ويفقههم في الدين، حتى انتشر الإسلام في المدينة.
الأثر: كانت هذه البيعة بداية للعلاقة بين المسلمين والأنصار.
ثانيا: بيعة العقبة الثانية حدثة بعد نجاح مصعب بن عمير في نشر الإسلام في المدينة بفضل حُسن دعوته، وتمّت بسرية في المكان نفسه، ولكن بحضور عدد أكبر من الأنصار؛ 73 رجلاً وامرأتين، وبحضور النبي ﷺ وعمه العباس، في السنة الثالثة عشرة للبعثة. بايعوا الرسول ﷺ على دعمه، وحمايته كما يحمون أهلهم، والسمع والطاعة للنبي ﷺ، والدعوة إلى الإسلام.
أهميتها: أكدت هذه البيعة على العهد الأول: نصرة الدين في الحرب والسلم في السر والعلن. ووضعت الأساس للهجرة النبوية إلى المدينة المنورة. وأرست دعائم الدولة الإسلامية المستقبلية.
أهمية البيعتين:
توحيد الكلمة: وحدت البيعتان قبيلتي الأوس والخزرج، مما عزز قوة المسلمين.
نصر الإسلام: كانت البيعتان بمثابة دعم معنوي ومادي كبير للنبي ﷺ وأصحابه.
نشر الإسلام: ساهمت البيعتان في نشر الإسلام في المدينة ومنطقة الحجاز بالجزيرة العربية والعالم.
تأسيس الدولة الإسلامية: كانت البيعتان بمثابة العقد الاجتماعي الذي أسس للدولة الإسلامية بالمدينة المنورة.
ثالثا: دروس وعبر ودلالات مستفادة من بيعتي العقبة الأولى والثانية:
صبره وعزيمته ﷺ على أداء الرسالة: فالنجاح يولد من رحم المعانـاة.
السند الحقيقي في الشدائد هو الله، كما تجلى في تجاوزه ﷺ مصاعب فقد عزيزيه؛ زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبا طالب.
الإخلاص لدين الله تعالى، والسمع والطاعة لرسوله ﷺ ونصرة الإسلام، وحفظ الحقوق من أهم مقاصد بيعة العقبة الأولى والثانية.
رابعا: الاهتداء والاقتداء بالقيم المستفادة من بيعتي العقبة:
الصبر والمثابرة هي مفتاح النجاح في المهام.
التوكل الحقيقي هو اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب.
الدعاء بإلحاح واليقين بالاستجابة بهما يأتي التوفيق من الله.
حفظ الدين ونصرة الإسلام يقومان على توحيد الله وطاعة رسوله والدعوة بالحكمة.
الأسئلة: كيف تمت هاتان البيعتان؟ وما أسماء القبائل التي بايعت الرسول ﷺ؟ مع تحديد وطنها. وما هي أهم البنود التي التزم بها الأنصار في البيعتين؟ وما آثار هذه البنود وأهميتها في مسار الدعوة النبوية، وفي الحياة؟ وما هي أهم الدلالات والعبر التي يمكن استمدادها من هذين الحدثين العظيمين؟
على بعد 500 متر تقريباً من جمرة العقبة الكبرى، يوجد “مسجد البيعة” الذي شهد أول بيعة في الإسلام، ويعود تاريخ تشييده إلى سنة 144هـ عندما بناه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور في الموضع الذي تمت فيه البيعة تخليداً لهذه الذكرى.