جديد الموقع: كيف أتفوق في دراستي؟
بسم الله الرحمٰن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
فهذا الدرس الأول من مادة النحو لتلاميذ الأولى إعدادي
الذين يتابعون دروسهم عن بعد من مدرسة ابن العربي المعافري بحي البساتين مكناس.
أبناءي التلاميذ اعلموا وفقكم الله أن مقررنا هذه السنة هو "شرح الفية ابن مالك بشرح ابن عقيل" ولفهم هذا الكتاب المبارك فلابد من حفظ "متن الألفية " ومراجعة شرح ابن عقيل الذي سأختصر لكم منه دروسا تساعدكم على الفهم والتحصيل.
قول ابن مالك علينا وعليه رحمة الله تعالى:
شرح الأبيات:
إبتدأ ابن مالك كتابه بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اتبعه.
ثم استعان بالله على نظم الألفية الموصوفة بكونها تتضمن جل مقاصد النحو وتقربه إلى الأفهام بلفظ موجز،
ولأجل هذا فهي تقتضي من قارئها الإقبال عليها حفظا ومراجعة وتدبرا ومطالعة لبعض شروحها وخاصة شرح ابن عقيل الذي هو المقرر في مراحل الإعدادي كلها ...
وبعد المقدمة شرع ابن مالك في المقصود فقال رحمه الله: (الكلام وما يتألف منه).
وقد تحدث المؤلف عن شروط الكلام عند النحويين والكلام عندهم عبارة عن: (اللفظ المفيد فائدة جديدة يحسن السكوت عليها) نحو قولك: (العلم نور) فإذا كانت الجملة مركبة ومفيدة سميت كلاما وإذا كانت مركبة غير مفيدة سميت كَلِمًا نحو قولك: (إِنْ قام زيد).
أما الكلمة فهي كل قول مفرد سواء كانت اسما او فعلا او حرفا من غير تركيب.
والكَلِمُ كل ما تركب من ثلاث كلمات أو أكثر كقولك: (إِنْ قام زيد من المجلس)
وأما القول فإنه يعم الكلام والكَلِم والكَلمةَ.
والكلمة قد يقصد بها الكلام الكثير مثل الموعظة.
ثم ذكر المؤلف علامات الإسم الخمس بقوله:
بالجر والتنوين والندا وأل ومسند للإسم تمييز حصل
ومعنى هذا أن الاسم يتميز ويعرف بواحدة من علاماته الخمس وهي:
1- الجر: وهو يشمل الجر بالحرف وبلإضافة وبالتبعية نحو: (مررت بغلام زيد الفاضل) فمررت فعل وفاعل والغلام مجرور بالباء وزيد مجرور بالإضافة والفاضل مجرور بالتبعية لأنه نعت.
2- التنوين: وهو على أربعة أقسام أولها:
تنوين التمكين: وهو اللاحق للأسماء المعربة كزيد ورجل وتنوين التنكير: وهو اللاحق للأسماء المبنية فرقا بين معرفتها ونكرتها نحو: (مررت بسبويهِ وبسبويهٍ آخر).
وتنوين المقابلة: وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم نحو: (مسلمات).
وتنوين العوض: وهو على ثلاثة أقسام:
الأول: عوض عن جملة وهو الذي لحق (إذ) مثاله قول الله تعالى: (وأنتم حينئذ تنظرون) أي حين إذ بلغت الروح الحلقوم تنظرون.
والثاني: عوض عن اسم وهو اللاحق لـ(كل)عوضا عما تضاف إليه نحو قولك: (کُلٌ قَائِمٌ) أي كل إنسان قائم.
والثالث عوض عن حرف وهو اللاحق لـ (جَوَارٍ وغَوَاشٍ) ونحوهما رفعا وجرا نحو: (هؤلاء جَوارٍ ومررت بجوار).
أصلهما جوارين فحذفت الياء وأوتي بالتنوين عوضا عنها، ومن أنواع التنوين تنوين الترنم وهو الذي يلحق القوافي المطلقة بحرف علة وكذلك التنوين الغالي الذي اثبته الأخفش وهو الذي يلحق القوافي المقيدة.
3-النداء: وهو من علامات الاسم نحو (يا زيد ويا رجل)
4-دخول الألف واللام المعرفة على الاسم نحو: (الرجل والكتاب والغلام)
5-الإسناد وهو من علامات الاسم نحو قولك: (قمت وقمنا وقاموا وزيد قائم وقُمْن).
ثم ذكر المصنف أن الفعل يتميز عن الاسم والحرف بتاء فعلت والمراد بها تاء الفاعل التي هي ضمير متصل ويسَّكن معها آخر الفعل.
وكذلك تاء أتت والمراد بها تاء التأنيث الساكنة نحو قولك: (هند حضرت الى القسم).
ويمتاز الفعل أيضا بياء إفعلي والمراد بها ياء الفاعلة وتلحق فعل الأمر نحو: (أسجدي) والفعل المضارع نحو: تسجدين) فياء فاعل ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
ويتميز الفعل أيضا بنون التوكيد خفيفة كانت أو ثقيلة نحو قوله تعالى (لنسفعاً بنحو ناصية) ونحو قوله تعالى: (لنخرجنك يا شعيب).
أما الحرف فعلامته أنه لا علامة له. كما قال الشاعر الحكيم:
والحرف ما ليست له علامة ترك العلامة له علامة
ومعنى هذا أن الحرف هو كل كلمة لا تقبل علامات الاسم ولاعلامات الفعل.
وينقسم الحرف إلى خاص بالاسم مثل: (في) وخاص بالفعل مثل: (لم) ومشترك بينهما مثل: (هل).
وينقسم الفعل إلى ماض ومضارع وأمر.
فعلامة الماضي اتصاله بالتاء مفتوحة كانت أو مضمومة أو مكسورة أو ساكنة.
وعلامة المضارع صحة دخول لم عليه نحو: (لم يشم)
وعلامة فعل أمر قبول نون التوكيد والدلالة على الأمر بصيغته نحو: (اضِرِبَنْ واخْرُجَنَّ) فان دلت الكلمت على الأمر ولم تقبل نون التوكيد فهي اسم فعل نحو: (صه) بمعنى أسكت (وحيهل) بمعنا أقبل والى هذا أشار بقوله.
ولأمر إن لم يك للنون محل فيه هو اسم نحو صه وحيهل.
فصه وحيهل اسمان وإن دلا على الأمر لعدم قبولهما نون التوكيد فلا يقول (صهن) ولا (حيهلن) وإن كانت صه بمعنى اسكت، وحيهل بمعنى أقبل، ولهذا يقال في كل واحد منهما اسم فعل أمر، بمعنى اسم دال على فعل الأمر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله و آله وصحبه وبعد:
فبعد ما رأينا في الدرس الماضي الكلام وشروطه والكلم والكلمة والقول ورأينا علامات الاسم الخمس وعلامة الفعل الأربع وما يعرف به الفعل الماضي والمضارع والأمر .
سنرى في درس اليوم المعرب والمبني من الأسماء والأفعال وهذا مايفهم من قول ابن مالك علينا وعليه رحمة الله تعالى :
ينقسم الاسم من نحية الإعراب والبناء الى قسمين .
القسم الأول :المعرب وسياتي بيانه .
القسم الثاني :المبني والإسم المبني هو كل اسم اشبه الحرف وأنواع الشبه اربعة :
الأول : الشبه الوضعي كأن يكون الاسم موضوعا على حرف واحد كتاء ضربتُ أو على حرفين ك (نا) في: (أكرمنا) وإلى ذالك اشار بقوله :(في اسمي جئتنا) فالتاء فاعل ونا مفعول به وكل منهما مبني لشبهه بالحرف في الوضع ت على حرف واحد ونا على حرفين اثنين
الثاني : الشبه المعنوي وهو قسمان أحدهما ماأشبه حرفا موجودا مثل :(متى) فهي تشبه هل في الاستفهام والثاني ماأشبه حرفا غير موجود مثل: (هنا) فإنها مبنية لشبهها حرفا كان ينبغي أن يوضع ولاكنه لم يوضع وهنا ظرف مكان مع الاشارة الى مكان قريب .مبني على السكون في محل نصب
والثالث: شبه الاسم للحرف في النيابة عن الفعل وعدم التأثر بالعامل وذالك كأسماء الأفعال نحو :(صه وحيهل)ونحو: (دراكِ زيدا) بمعنى ادرك زيدا .
والرابع شبه الإسم للحرف في الإفتقار اللازم وذلك كالأسماء الموصولة نحو الذي فإنها مفتقرة في سائر أحوالها الى جملة توضح معناها تسمى صلة ولهذا بُنِيَتْ فنقول: (جاء الذي تحبه وخرج الذين تحبهم)
وحاصل البيتين أن البناء يكون في ستة ابواب وهي : المضمرات ، وأسماء الشرط ، وأسماء الاستفهام ، وأسماء الإشارة ، وأسماء الأفعال ، والأسماء الوصولة .
وأما المعرب فهو خلاف المبني وقد تقدم أن المبني هو ماأشبه الحرف والمعرب هو مالم يشبه الحرف .
وينقسم المعرب الى صحيح وهو ماليس في آخره حرف علة كأرض .
وإلى معتل وهو ما آخره حرف علة كَسُماً وسما لغة في الاسم .
وينقسم المعرب أيضا الى متمكن أمكن وهو المعرب المنصرف كزيد وعمرو
والى متمكن غير أمكن وهو المعرب الغير منصرف نحو: (أحمدُ ومساجدُ ومصابحُ).
فغير المتمكن هو المبني .
هذا كله في المعرب والمبني من الأسماء وأما الأفعال فالفعل الماضي وفعل الأمر حكمهما البناء واما المضارع فحكمه الإعراب نحو :(يطلب المسلم ربه دائما) وهذا الاعراب اذا لم تتصل به نون التوكيد المباشرة ولانون النسوة فإن اتصلت به إحدى النونين بني على الفتح مع نون التوكيد نحو قوله تعالى:(لينبذن في الحطمة) وبني لى السكون مع نون النسوة مثاله قول الله تعالى :(والوالدات يرضعن اولادهن) والى هذا أشار ابن مالك بقوله :(وفعل أمر ومضي بنيا… الى آخر البيتين) والحمد لله رب العالمين
تحدث ابن مالك علينا وعليه رحمة الله تعالى في هذه الأبيات ... عن الحروف فأخبر بأن الحروف كلها مبنية إذ الحروف تدل على معناها بلفظها وليس بإعرابها مثال ذلك: (أخذت من الدراهم) فمِنْ حرف جر وتدل على التبعيض بلفظها وليس بإعرابها ومعنى الجملة أخذت من بعض الدراهم.
والأصل في البناء أن يكون على السكون لأنه أخف من الحركة ولا يحرك المبني إلا لسبب كالتخلص من إلتقاء الساكنيين وقد يكون البناء على الفتحة كأينَ وقامَ وإنَّ وقد يكون على الكسرة كأمسِ وقد يكون على الضمة كحيثُ ومنذُ.
وقد يكون على السكون الذي هو الأصل نحو: (كَمْ واضْرِبْ وادْخُلْ وأَجَلْ).
وقد عُلم مما مثلنا به أن البناء على الكسر والضم لا يكون في الفعل بل في الإسم والحرف وأن البناء على الفتح أو السكون يكون في الإسم والفعل والحرف وهذا كله مفهوم من البيتين الأولين من هذا الدرس.
وأما الأبيات الأربعة الأخيرة فقد تحدث فيها الناظم عن أنواع الإعراب الأربعة التي هي: الرفع والنصب والجر والجزم.
فأما الرفع والنصب فيشترك فيهما الأسماء والأفعال نحو: (زيدٌ يقومُ وإنَّ زيداً لنْ يقومَ).
وأما الجر فيختص بالأسماء نحو: (كتبتُ بالقلمِ).
وأما الجزم فيختص بالأفعال نحو: (لم يحضر).
وهكذا نفهم بأن الرفع يكون بالضمة والنصب يكون بالفتحة والجر يكون بالكسرة والجزم يكون بالسكون.
ونفهم أيضا أن ألقاب البناء الفتح والضم والكسر والسكون وألقاب الإعراب: الرفع والنصب والجر والجزم.
وماعدا ذلك يكون فيه الإعراب بالنيابة كنيابة الواو في: (أخو) وكنيابة الياء عن الكسرة في: (بَنِي) من قول ابن مالك: (جا أخو بَني نَمِر) وهذا شروع في أبواب النيابة السبعة التي سنراها بابا بابا في الدروس المقبلة إن شاء الله.
يقول ابن مالك علينا وعليه رحمة الله تعالى:
شرح الأبيات:
في هذه الأبيات شرع الناظم في أبواب الإعراب بالنيابة وبدأ بالأسماء الستة التي هي: (أَبٌ وأَخٌ وحَمٌ وهَنٌ وفُوهُ وذُو مَالٍ).
فهذه الأسماء الستة ترفع بالواو نحو: (جاءَ أبو زيدٍ) وتنصب بالألف نحو: (رَأيْتُ أبا زَيدٍ) وتجر بالياء نحو: (مررتُ بِأبي زَيدٍ) هذا هو المشهور في إعراب الأسماء الستة بالحروف.
وهناك رأي آخر يقول إن الأسماء الستة معربة بحركات مقدرة على الواو في حالة الرفع وعلى الألف في حالة النصب وعلى الياء في حالة الجر.
وعلى هذا الرأي لم ينب شيء عن شيء مما سبق ذكره ويشترط في كلمة (ذو) أن تكون بمعنى صاحب نحو: (جاءني ذو علم) أي صاحب علم ويشترط في الفم أن تزال منه الميم فيقال (فوكَ مُهَذَّبٌ) أي فمك لفظه مهذب فإن لم تحذف الميم مِنْ (فَمٍ) أو لم يكن (ذو) بمعنى صاحب وجب إعرابهما بالحروف على الأصل.
وكذلك (أبٌ وأخٌ وحَمٌ) فهذه الثلاثة ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء نحو: (جاء أبو هندٍ وأخوها وحموها).
وأما (هَنٌ) فالفصيح فيه أن يعرب بالحركات الظاهرة على النون ولا يكون في آخره حرف علة نحو: (هذا هَنُ زيدٍ ورأيت هَنَ زيد ومررت بِهَنِ زيد) وهذا معنى قول الناظم:
(والنقص في هذا الأخير أحسن) أي النقص الذي هو الإعراب بالحركات أحسن من الإتمام الذي هو الإعراب بالحروف فقولنا (هذا هَنُ زيدٍ) أحسن من قولنا (هذا هنو زيد) والهن في اللغة كناية عن الفَرْجِ.
وتعرب الأسماء الستة بالحروف بشروط أربعة:
الأول: أن تكون مضافة نحو جاء أبو زيد فإن لم تكن مضافة أعربة بالحركات نحو: (هذا أبٌ ورأيت أباً ومررت بأبٍ).
الثاني: أن تضاف إلى غير ياء المتكلم كما في الأمثلة المتقدمة.
فإن أضيفة إلى ياء المتكلم أعربت بحركات مقدرة على الحرف الذي قبل ياء المتكلم نحو: (هذا أبي ورأيت أبي ومررت بأبي) ولم تعرب بالحروف.
الثالث: أن تكون مكبرة إحترازا من أن تكون مصغرة فإن كانت مصغرة أعربت بالحركات نحو: (جاء أُخَيُّكَ ورأيت أُبَيُّكَ ومررت بِأُبَيِّكَ).
الرابع: أن تكون مفردة إحترازا من أن تكون مجموعة أو مثناة فإن كانت مجموعة جمع تكسير أعربة بالحركات نحو: (هَؤُلاَءِ أَباءُ الزَّيْدِينَ) وإن كانت مثناة أعربت إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء جرا ونصبا نحو: (هذان أَبَوَا زيدٍ ورأيت أَبَوَيْهِ ومررت بِأَبَوَيْهِ).
قال ابن مالك علينا وعليه رحمة الله تعالى:
شرح الأبيات:
المثنى هو لفظ دال على إثنين أو إثنتين بزيادة ألف ونون في حالة الرفع أو ياء ونون في حالتي النصب والجر.
والمثنى هو ثاني أبواب النيابة بعد الأسماء الستة وحكم المثنى أنه يرفع بالألف وينصب ويجر بالياء نحو: (قرأت كتابين واستفدت من الدرسيين).
هذا حكم المثنى ويعرب إعراب المثنى كلا وكلتا واثنان واثنتان لأن هذه الكلمات دالة بلفظها على إثنين فهي ملحقة بالمثنى فتعرب مثله بشرط إضافتها إلى مضمر نحو: (الزيدان جاءني كلاهما، ورأيت كليهما، ومررت بكليهما، والهندان جاءتني كلتاهما، ورأيت كلتيهما، ومررت بكلتيهما).
فإن أضيفة كلا أو كلتا إلى إسم ظاهر كانا بالألف رفعا ونصبا وجرا نحو: (جاءني كلا الرجلين وكلتا المرأتين ورأيت كلا الرجلين وكلتا المرأتين ومررت بكلا الرجلين وكلتا المرأتين).
وهذا معنى قول الناظم (وكلا إذا بمضمر) وكذلك إثنان واثنتان فإنهما يعربان إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء جرا ونصبا.
هذا هو المشهور في إعراب المثنى والملحق به بالألف رفعا وبالياء جرا ونصبا.
ومن العرب من يجعل المثنى والملحق به معربا بحركة مقدرة على الألف في جميع أحواله رفعا ونصبا وجرا فيقول: (جاء الزيدان كلاهما ورأيت الزيدان كلاهما ومررت بالزيدان كلاهما).