الصرف 1 إعدادي

الدرس (1): الجملة وأحكامها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد فهذا الدرس الأول من مادة الصرف لتلاميذ الأولى إعدادي الذين يتابعون دراستهم عن بعد بمؤسسة ابن العربي المعافري بحي البساتين مكناس.

أبنائي التلاميذ مقررنا في هذه المادة هو "متن منظومة الزواوي" التي هي نظم لكتاب قواعد الإعراب في الجملة وأحكامها لابن هشام الأنصاري.

وهذا الكتاب المفيد يقتضي من الطالب حفظ متنه ومراجعة الدروس مراجعة متأنية ومكررة حتى يحصل الفهم والنجاح إن شاء الله وسأمدكم بمتن منظومة الزواوي وبالشرح المقرر لتتمكنوا من الحفظ والمراجعة وبالله التوفيق.

يقول الإمام الزواوي علينا وعليه رحمة الله تعالى:

بدأ الشيخ الزواوي منظومته بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وأخبر بأن نظمه هذا هو نظم وإختصار لكتاب قواعد الاعراب الذي هو مؤلف بطريقة النثر وقد جمع كتابه هذا بطريقة النظم ببحر الرجز ليسها حفظه وتحصيله على طلاب العلم فجزاه عنا كل خير.

ثم شرع الناظم في المقصود فقال:

الباب الأول: في الجملة وأحكامها وفيه أربع مسائل

المسألة الأولى: في شرحها

أي في شرح الجملة والجملة هي كل ما تركب من فعل وفاعل او مبتدأ وخبر أو ما تنزل منزلة أحدهما كالنائب عن الفاعل أو فاعل عن الخبر.

مثال الفعل والفاعل قام زيد ومثال المبتدأ والخبر زيد قائم ومثال النائب عن الفاعل ضرب زيد ومثال فاعل أغنى عن الخبر أقائم الزيدان.

ثم الجملة إذا كانت مفيدة تسمى كلاما نحو العلم نور.

وإذا لم تكن مفيدة تسمى كَلِماً نحو إذا حضر الأستاذ ولا تسمى كلاما لأن الكلام شرطه أن يكون كلاما.

وتنقسم الجملة إلى اسمية وهي التي بدأت باسم نحو زيد قائم وفعلية وهي التي بدأت بفعل نحو قام زيد.

وتنقسم الجملة الى جملة صغرى وجملة كبرى وجملة محتملة الوجهين

فأما الصغرى فهي ما تركبت من فعل وفاعل او مبتدأ وخبر او ما تنزل منزلة أحدهما وأما الكبرى فهي إسم أخبر عنه بجملة.

وأما المحتملة الوجهين فهي التي وقعت خبرا عن مبتدأ وفي نفس الوقت خبرها جملة مثال ذلك:

(زيد أخوه ولده معلم) فزيد مبتدأ أول وأخوه مبتدأ ثاني وولده مبتدأ ثالث ومعلم خبر المبتدأ الثالث وجملة ولده معلم خبر عن المبتدأ الثاني الذي هو أخوه وجملة اخوه ولده معلم في موضع رفع خبر المبتدأ الأول الذي هو زيد.

فتحصل لنا في هذا المثال ثلاثة جمل:

الأولى صغرى وهي جملة ولده معلم لأنها متركبة من مبتدأ وخبر وواقعة خبر في نفس الوقت.

والثانية كبرى وهي جملة (زيد أخوه ولده معلم) لأنها إسم أخبر عنه بجملة.

والثالثة محتملة لأنْ تكون كبرى لأنها إسم أخبر عنه بجملة ومحتملة لأن تكون صغرى لأنها واقعة خبرا عن الإسم الذي قبلها وإلى هذا أشار الشيخ الزواوي بقوله:

إنْ قيل ذا ابوه شأنه الندا *** فكلها غير الأخير مبتدا

بل خبرعن ثالث كما هما *** عن وسط والكل عما قدما

فجملة الاول سم كبرى *** وجملة الثالث سم صغرى

وذات حشو بإعتبار ما ولي *** كبري وصغرى باعتبار الأول

والحمد لله رب العالمين

الدرس (2): الجملة التي لا محل لها من الإعراب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:

فموضوع الدرس الثاني الجمل التي لها محل من الإعراب وهي سبع وفيها يقول الشيخ الزواوي رحمه الله.

وفي هذه الأبيات ذكر المؤلف مجموعة من الجمل التي لها محل من الإعراب.

والجمل التي لها محل من الإعراب هي التي وقعت في موضع لمفرد كما قال مؤلف (زبدة المغني):

معني لها المحل قالوا أَنْ تَرِدْ *** في موضع لمفرد ذا فاستفد

الأولى من الجمل التي لها محل من الإعراب الجملة الخبرية وهي أربعة أنواع:

النوع الأول: أن تكون خبرا لمبتدأ نحو (زيد قام أبوه) فجملة قام أبوه في محل رفع خبر عن زيد.

النوع الثاني: أن تكون خبرا لإنَّ نحو (إن زيدا قام أبوه) فجملة قام ابوه في محل رفع خبر إنَّ و في الجملة الواقعة خبرا للمبتدا أو لإنَّ يقول الناظم:

موضعها خبر مبتدا وإن رفع

النوع الثالث: أن تكون الجملة خبرا لكان مثاله قول الله تعالى «كانوا يظلمون» فجملة يظلمون من الفعل والفاعل الذي هو الواو في محل نصب خبر كان.

النوع الرابع: أن تكون الجملة خبرا لكاد مثال قول الله تعالى «وما كادوا يفعلون» فجملة يفعلون في محل نصب خبر لكاد وإسمها هو الواو وفي خبر كان وكاد يقول الناظم:

وفي كان وكاد النصب عَنَّ.

الجملة الثانية التى لها محل من الإعراب الجملة الحالية إسمية كانت أو فعلية مثال الإسمية (نجح المجتهدُ وهو فَرِحٌ ومثال الفعلية (جاء زيد يضحك) فجملة (وهو فَرِحٌ) وجملة (يضحك) كل منهما في محل نصب على الحال.

الجملة الثالثة التى لها محل من الإعراب، الجملة المفعولية وتقع في أربعة مواضيع:

الأولى: المحكية بالقول مثالها قول الله تعالى: (قال إني عبد اللهِ) فجملة إني عبد الله في محل نصب على المفعولية محكية ب قال.

والثانية: من المفعولية الجملة المعلق عنها العمل أي منع النحويون العمل عن لفظها وحكموا به لمحلها ومعنى التعليق إبطال العمل لفظا وإبقائه محلا لمجيء ماله صدر الكلام مثاله قول الله تعالى: (لنعلم أي الحزبين احصى) فَ (أي الحزبين) مبتدأ ومضاف اليه و(أحصى) خبره وهو فعل ماض على الأصح وجملة المبتدإ وخبره في موضع نصب سدة ما سد مفعولي (نعلم) ومثل هذا قول الله تعالى (فل ينظر أيها ازكى طعاما) ف(أيها) مبتدأ و(أزكى) خبره و (طعاما) تمييز وجملة المبتدإ والخبر في موضع نصب سدت ما سد مفعولي (ينظرُ) وإلى هذا أشار الناظم بقوله:

والمعول أربع جمل *** مما حكوا أو علقوا عنها العمل

والثالثة من المفعولية الجملة التالية للمفعول الثاني من باب أعلم وأرى نحو: (أريت زيدا عمرا أبوه قائم) فجملة (أبوه قائم) في موضع نصب على أنها مفعول ثالث ل (أرى).

والرابعة من المفعولية الجملة التالية للمفعول الأول في باب ظن نحو: ظننت زيدا يقرأ، فجملة يقرأ من الفعل والفاعل المستتر فيه في موضع نصب على أنها المفعو الثاني ل (ظن) وإلى هذا أشار الناظم بقوله.

أوكان آخر مفاعل أرى *** أو ظن

والحمد لله رب العالمين