"الوالدية في زمن الكورونا بين الحدود والقيم" 

محاضرة دعت لها المدرسة الإعدادية ب ممثلة بمديرها الفاضل، الأستاذ وائل دحله جمهور الأهل وذوي الطلبة والّذين لا يصح عملنا بدونهم وذلك مساء اليوم الخميس الموافق 21/10/2021.

هذه المحاضرة ضمن سلسلة محاضرات " لا تغضب" التي بدأت بها المدرسة بداية فترة الكورونا، هدفت التواصل مع الأهل بكل ثمن للعمل سوية في مسيرة تربية الأبناء وما يحتاجونه من التقويم والنُصح والإرشاد خاصة في ظل تصاعد أعمال العنف عامة وفي الوسط العربي خاصة، والّتي تعود بأسبابها الرئيسة للخلل في التربية، ما وضعنا في مكان مسدود بتنا نلتمس المخرج منه عبثا.

بكلماته عبّر مدير المدرسة عن دورنا كأهل ورعاة، أصحاب رسالة ومربين مشيرًا لحجم المسؤولية الّتي تقع على عاتقنا للامساك بزمام الأمور والعمل على التربية السليمة الصالحة الّتي تبدأ بالأسرة الصالحة، والّتي إن صلحت صلح المجتمع بأكمله.

جزء من التعبير عن هذا الدور رفعت المدرسة شعارها: والْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين" والّذي لا يصح أن نتوانى في عملنا، بل يجب أن نعمل ونجتهد ونحاول زرع بذور الخير لتقويم طباع الطلاب وتوجيه الاهالي، ولا نكتفي بتوجيه أصابع اللوم والعتاب كل على غيره.

وكان لأصحاب الشأن والمختصين دور من خلال المحاضرة الّتي قدمتها السيّدة رباب قربي" إذ شدّدت من خلالها على دور الاهل الهام والاساسي في عملية التربية، فلا بديل للأهل المتمثلة بشعار “بالحب نحيا"، فالمحبة تبعث الطاقة والحياة ومن خلالها نتعلم ونسامح ونتقبّل ونسمو، نكظم الغيظ ونعفو، وذلك بالتعامل الحكيم الّذي يقتضي وضع اليد على مواضع الإعياء والضائقة التي يركن اليها الأبناء جراء الأزمات، مثل أزمة الكورونا، وخاصة المراهقين منهم.

من هنا قدّمت المحاضرة رباب مجموعة من النصائح ردًا على تساؤلات الأهل، أهمها:

- البقاء قريبين من الأبناء متابعة تحركاتهم ومراقبة سلوكياتهم والعمل بالنصح والتوجيه السليم دون اعتماد المقارنة بين جيلنا وجيلهم وزماننا وزمانهم على أن زماننا الأفضل.

- الاهتمام بمشاعر المراهق الغارق خلف الشاشات والمبحر في العالم الافتراضيّ، وتطبيقاته ومضامينه، مشيرة لأهمية بدء المحادثة معه بجملة تعاطفية، مثلًا: أنا أفهمك، أشعر معك... والسؤال عن إحساسه.

- استخدام الحوار لمعرفة ما يدور في حياة أولادنا وما يمرون به، والحضور الإيجابي فيه والّذي يقضي بالأخذ والعطى مع الولد مع الجاهزية لتحمّل الإجابات المغايرة لتوقعات الأهل وارادتهم، والحذر من التوجهات القامعة الّتي من شأنها عرقلة الحوار أو حتى قطع المحادثة.

- توجه الأهل للاستشارة الأسرية والمشاركة بحلقات لمختصين تربويين، من شأنها توضيح أمور تساعد في تغيير سلو الأهل وتعاملهم مع الأولاد. وأن يمثل الأهل قدوة حسنة لهم، فقد اعتاد الأبناء التقليد ولو لاحقا.

- وضع حدود واضحة وبسيطة وملائمة لوضع الأولاد مراعية اختلافاتهم وقدراتهم، تكون على صيغة جمل وبلهجة صارمة بحيث توصّل الرسالة المرجوة في ضبط السلوك وتقويمه.

وقد شارك الأهل من خلال مداخلاتهم وتساؤلاتهم فيما يخص عملية تربية الأبناء في جيل المراهقة.

قدّم مدير المدرسة شكره الجزيل للأهل الذين انضموا للمحاضرة عبر تطبيق الزووم وشاركوا فيها، وللمحاضرة رباب قربي وللسيدة حنان صبّاح من سلطة أمن الجمهور لدعمهم وتواصلهم لتوفير المحاضرة.