كلمة الطالب محمد جمال عدوي 20-12-2012

كلمة الطالب محمد جمال عدوي رئيس مجلس الطلاب بمناسبة عيد الميلاد المجيد

{ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا } صدق الله العظيم

نعم إنك آية من الله ورحمةً منه , وإن ميلادك عليك السلام - كان، و مازال، و سيظل؛ ميلاد خير وسلام ورحمة ؛ ليس فقط لإخواننا المسيحيين، بل وللمسلمين وسائر البشر أجمعين, وإن ميلادك ذكرى طيبة تبعث الفرح والسلام والمحبة في نفوس البشر بالعالم كله .                                                                

 بهذه المناسبة العزيزة علينا جميعا , يسعدنا أن نتقدم إلى إخواننا المسيحيين والمسلمين ( وأخص بالذكر زملائي وزميلاتي في المدرسة الاعدادية ب ) بأسمى التهاني بمناسبة مولد السيد المسيح، عيس بن مريم عليه السلام، مولد أكبر صانع للسلام ,  نبي الرحمة والأخلاق السامية ، ان القرآن الكريم جعل الإيمان به من صلب العقيدة الإسلامية، بل وكرم والدته مريم العذراء، عليها السلام، تكريمًا لا مثيل له؛ إذ خصَّها بسورة كاملة في القرآن الكريم "سورة مريم"  حيث يتعبد المسلمون بتلاوتها في كل حين,  ومريم هي المرأة الوحيدة المذكورة باسمها في القرآن الكريم .

وليس هذا فقط اسمعوا معي ماذا يقول سيد الخلق وحبيب الحق محمد عليه الصلاة والسلام، أن جعل الإيمان بالمسيح عيسى بن مريم من أركان الإيمان في الدين الإسلامي، ومدخلاً إلى الجنة، فقال عليه الصلاة والسلام:

(( مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ ))

 

أيّها الحفل الكريم ... في ذكرى السيِّد المسيح(عليه السلام) ، نحن بأمسّ الحاجة،  إلى الأخذ بالقيم الَّتي مثَّلها هذا النَّبيّ فيحياته، وعبّر عنها من خلال مواعظه وكلماته، ودعوته للمحبة والتسامح ، وهي الأساس الَّذي تُبنى عليه حياتنا ,  فكم نحن بحاجةٍ اليوم إلى مثل هذه الاخلاق .

أيّها الأحبَّة، إنَّ المسؤوليَّة كبيرة، تقع على عاتقنا جميعاً كباراً وصغاراً، ودون إستثناء ,  لتعميق سبل التَّواصل فيما بيننا، وإزالة الحواجز الَّتي تفصلنا عن بعضنا البعض، ولندرك أنّ المشاكل والفتن إن وجدت بيننا، فليس الدّين هو السَّبب فيها، كما قد يتحدَّث البعض أو يتهيّأ لهم،  لأنَّ الدّين لا يمكن إلا أن يجمع.... إن كل دارس متعمّق في الكتب السماوية الاربعة يخلص الى نتيجة واحدة ووحيدة ..أن الإله واحد, والرسل من إله واحد, والإنسان من خلقه إله واحد .. فلما الاختلاف .

لذلك، فأمامنا برنامج عملٍ حقيقيّ ومتواصل، وثمّة عناوين ملحَّة تتطلَّب منا انفتاحاً متبادلاً وواعياً لمواجهة الكثير من التَّحديات, وأنه ينبغي علينا أن نتكاتف ونتعاون جيلاً بعد جيل من أجل التعايش الطيب , وحسن الجوار, والوحدة الكاملة في الآمال والأهداف والمصير بين كافة أبناء البلد, للوصول الى حياة كريمة لسنا في هذا متفضلين ولا متكلفين، وإنما هو حقيقة مشاعرنا ومبادئنا ومواقفنا تجاه إخواننا في طرعان،  والتي نسعى جاهدين لاستعادة هذه الروح الكريمة، ولتأكيد صلات الترابط والأخوة بين كافة أبناء البلد , ونرجو من الجميع أن يساعدونا في ذلك، وألا يعطوا آذانهم لدعاة الفتنة الذين يبغونها عوجًا، ويريدون تمزيق ثوب الاخوة وروح التعايش في هذا البلد .

 اخوتي الطلبة .. يسعدني أن أتقدم بإسمكم ونيابة عن مدرستنا العزيزة وهيئتها التدريسية , الى المركز الجماهيري في طرعان ,  بباقة من كلمات الشكر والتقدير, يفوح من بين حروفها الشذى والعبير, وهذا في حقهم هو قليل, عندما أعطوا وأجزلوا بالعطاء, عندما أعطوا ولم ينتظروا الثناء. نشكرهم على دعمهم المعنوي والمادي لنا, ومشاركتهم الفعالة في نشاطاتنا المدرسية .

وفي الختام ..  أتمنى أن تحمل هذه المناسبة وجميع الاعياد والمناسبات فرصة جديدة لنشر الحب والسلام ، راجين أن يعم الخير والوئام على الجميع .. وكل عام ونحن بألف خير.