لقاء الاهل 4.11.2017

المدرسة الإعدادية "ب" تستقبل أولياء الأمور بمحاضرة للأخصائيّ النفسي لشؤون التربية الدّكتور مروان دويري.

حب الأبناء هو جزء من العقل. الحب غير مشروط، نحب أبناءنا بلا شروط مسبقة، نقبلهم ونحاول صياغتهم بأحسن صورة منسجمة مع أطباعهم.

في لقاء جمع أولياء الأمور، رئيس المجلس المحليّ السيّد عماد دحلة ومدير المدرسة الأستاذ المربي وائل دحلة وأعضاء الهيئة التدريسيّة قام الأخصائي النّفسيّ الدكتور مروان دويري بإلقاء محاضرة قيّمة لاقت مضامينها استحسان الحضور لما احتوته من نصائح داعمة لعمليّة التّربية في عصر أصبحت فيه تربية الأبناء تحتاج إلى إدراكٍ لنفسيّة الأبناء.

افتتح اللقاء مدير المدرسة الأستاذ المربي وائل دحلة حيث أكّد على الدّور الفاعل للأولياء الأمور في التّحصيل العلميّ للأبناء وذلك بتقديمهم التربية المناسبة لبناء الشّخصيّة القويمة. ثمّ استأنف الحديث رئيس المجلس المحلي السّيد عماد دحلة في التأكيد على أهمية دعم المدارس كمؤسسات حاضنة لأبناء هذا البلد، وخاصة المدرسة الإعدادية "ب" وخاطب الحضور قائلًا: " هذه المدرسة تحقق الحلم في صورة انسجام العلاقة بين الأهل وبين التربية والتعليم". ثمّ أردف حديثة حول لجنة التّحكيم التّي زارت المؤسسات التربوية في البلدة لتقييمها  ونيل جائزة التربية والتعليم في وزارة المعارف. ثمّ اعتلى الدكتور دويري منصّة الحديث حيث أورد في محاضرته "دور الأهل في تربية الأبناء" وأكّد على أنّ جيل المراهقة يخلّ في توازن الأبناء بسبب تغيّر الرّغبات الجسديّة والنّفسيّة ولذا تظهر حساسيّة زائدة من النّقد والسّخرية والإهانة. ولذا يجب تحاشي هذه الاستفزازات والحفاظ على العلاقة معهم من خلال الولوج الى عالمهم برفق؛ فالأهل هم الحضن الدافئ الأول للأبناء، والأولاد كالبذور منبتها حسب خصائصها، وقد أشار إلى أهمية السّنين الثّلاث الأولى في تربية الطّفل والتّنبّه لمزاح الولد وأنواع التّعامل.

 ثمّ أورد ثلاثة أنماط والدية والنّتائج النّاجمة عنها في عمليّة التّربية:

1- نمط السّيطرة والتحكم. في هذا النمط جزء من عمل الأهل هو السّلطة؛ برضع قوانين وحدود بلين وليس شدة حبّ وحنان بالإضافة الى السّلطة. ومن سلبياته ابتعاد الأبناء عن الأهل، ظاهرة الكذب، والقيام بأعمال بالخفاء.

2- نمط الدلال الزائد وغياب الضّوابط. هذا النمط ينجم عنه شخصية هشّة وغير قادرة على القرار، وكذلك قد يولد حالة قلق واكتئاب عند الأبناء، وكذلك قد ينجم عنه أيضًا حالات تمرّد، عصبيّة وعنف، واضطرابات نفسية تؤدي إلى تذمّر من الأهل والنَّاس.

3- النّمط الحواريّ : سلطة تجمع بين الحبّ والحزم؛ يعمد إلى اتفاقات مشروطة. هذا النّمط يُنْتجُ أبناء متحملين للمسؤولية.

ثمّ أسهب دويري قائلًا: حب الأبناء هو جزء من العقل. الحب غير مشروط، نحب أبناءنا بلا شروط مسبقة، نقبلهم ونحاول صياغتهم بأحسن صورة منسجمة مع أطباعهم.

ثمّ قدم نصائح لأولياء الأمور ترشدهم في التعامل مع الأبناء ومصاعب التربية:

-          أهمية الثبات والمثابرة بين الأبوين، والتلاؤم بين الطرفين للحفاظ على الصّحّة النّفسيّة للأبناء، والتّعامل مع الأبناء بجو من القبول والرّضا العام في البيت، فالحب دون شروط والقبول كالأكسجين يمنع تفاقم حالة الابن ،لأنّ الرّغبات النّفسيّة والجسديّة والاجتماعيّة كالنّهر لا يمكن وقفة وجريانه، كالحبّ الاستطلاع، النوم والأكل. يجب تفهّم هذه الرّغبات وتحويلها الى سلوك إيجابيّ وعدم تطوّر السلوك الى سلوك عدوانيّ بهدف العقاب والألم وهو أمر ليس ضروريًّا.

-          الاتفاق على قوانين تأقلم بالحياة الاسرية والحياة الاجتماعية والتزام الأهل بهذه القوانين. عدم إعادة الطلب مرتين، وأيّ إجراء بعد الطّلب يجب اخبار الأبناء به أولًا.

-          إدارة الحوار حسب اسس علمية؛ محادثة الابن والاستماع له، وإعطاؤه الأمان وهكذا يتعلم الطالب الدفاع عن نفسه ويتعلّم الصراحة ومراجعة النَّفْس. هذا الحوار يهدف إلىى صقل وتطوير  شخصية مستقلة.

ثمَّ تطرّق إلى ظواهر لمشاكل تحدث مع الأبناء مثل:

العصبية: يجب على الأهل عدم قبول العصبية واللجوء إلى طرق الحوار، وكذلك على الأهل الابتعاد عن العصبية أيضًا.

الخوف: الخوف شعور ضروري للبقاء؛ الخوف من الامتحانات ليس خوفًا حقيقيًّا، لأن الولد يربط الأداء بالامتحان بقيمته الشخصيّة. هذا وقد أوصى الأهل عدم وضع سقف توقعات عالٍ يفوق قدرة الطالب، لأن هذا الأمر يدخله في خوف. وخاصةً الخوف الاجتماعيّ؛ الخوف من تقييم الآخرين يحول دون قدرة الأبناء على مواجهة المواقف. يجب مواجهة الخوف للحدّ من تأثيره.

وفي نهاية اللقاء تمَّ توزيع تقرير كشف العلامات الشهرية على أولياء الأمور.

 أولياء الأمور اللبنة الأساس في إنبات هذا الجيل. هذه الرؤية تمثّل المدرسة الإعداديّة "ب" وإدارتها الرّشيدة الممثلة بالأستاذ المربي وائل دحلة.

تقرير المربية: شهناز محيليه